دماء الساجدين المستباحة من الدبلان إلى عندان
دماء الساجدين المستباحة من الدبلان إلى عندان
ومجلس الأمن المستقيل
زهير سالم*
وسط الصمت واللامبالاة تمضي فصول المأساة الإنسانية بأبعادها . دماء الساجدين تسيل شلالات على مربعات الجغرافية الإسلامية . ولا يكاد الإنسان يتوقف عند مجزرة حتى يفجؤه الحديث عن أختها ؛ في غضون أيام مضت سقط صاروخ سكود على حي باب النيرب في حلب جل ضحاياه ساعة الإفطار من النساء والأطفال ، وقصف المجرمون معرة النعمان فكان أكثر الضحايامن النساء والأطفال ، وقصف ثالث على من يصلي التراويح في مسجد الدبلان في حمص ، ورابع على مسجد يتهجى فيه الأطفال كلمات الله في عندان فتتناثر أشلاء العشرات من الأطفال على المكان ..
إن الحرب الممنهجة المفتوحة على الركع السجود من أبناء امتنا والتي تمتد من الشام إلى مصر هذه الأيام ،وتتواطأ عليها قوى الشر الدولي والإقليمي لم تعد تخفى على أحد ..
ولقد غدت هذه الحرب الشرسة بفصولها الإجرامية وضحاياها من المدنيين والأبرياء من النساء والأطفال أكبر من كل بيانات الإدانة والشجب والاستنكار ؛ ولاسيما حين تقترن هذه الحرب بفصولها الدامية بالصمت المنهجي واللامبالاة العملية التي ينتهجها المجتمع الدولي بقياداته السياسية ومنظماته الإنسانية .
وفي سياق هذه الجريمة الدولية ضد الركع السجود من أبناء شعوبنا نؤكد :
إن هذه الحرب وهذه المجازر بحصادها الدامي لم تعد أحداثا عارضة يرتكبها حكام طغاة مستبدون ، بل غدت سياسة ذات أبعاد دولية وإقليمية معتمدة ومقررة يتوزع أطرافها الأدوار ويتحملون جميعا المسئولية الأخلاقية والسياسية والجنائية ..
وسيكون لهذه الحرب المفتوحة على الركع السجود من أبناء أمتنا وعلى الشريحتين الأضعف من أبناء مجتمعاتنا – النساء والأطفال - بين من يقترفها ومن يدعمها ومن يصمت عليها مكتفيا دائما بشجب شاحب لا يسمن ولا يغني من جوع ، استحقاقاتها الخطيرة الكفيلة بحسمها إذ يصر
مجلس الأمن الدولي ومنظماته التابعة على الاستقالة من مهماتهم الأساسية المناطة بهم ، وفق القانون الدولي ؛ وهي حفظ الأمن والسلم الدوليين ، وحماية المدنيين ، وصيانة ما توافق البشر على احترامه تحت عناوين شريعة حقوق الإنسان . إن الاستحقاق العملي لهذه الاستقالة غير المسوغة ولا المفهومة هو أن يتحول العالم إلى غابة بلا شرعة ولا قانون وهو أخطر ما تنحدر إليه حضارة الإنسان . إن التحذير لا التهديد عمليا هو المفهوم العملي لهذا البيان .
من واجبنا مرة أخرى أن نحذر من خطورة وتداعيات أن تحل التصرفات الغرائزية مكان السياسات الإنسانية والمدنية . إن لجم هذه الغرائز من جميع الأطراف وليس إطلاقها هو المطلوب .
من بين أشلاء الساجدين في الدبلان وبقايا أعضاء الأطفال الغضة في معرة النعمان و في عندان نستمطر الرحمة لشهداء أمتنا ، نستمطر الرحمة للأطفال والنساء يقتلهم سلاح المجرمين ولامبالاة المتواطئين .
القتل سيجر القتل والغريزة ستهيج الغريزة ..
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية