اليوم فقط... سقط النظام السوري
د. ضرغام الدباغ
* إيران تحتفل وتهنأ بسقوط القصير العربية السورية.
* حزب الله اللبناني / الإيراني يوزع الحلويات ويتباهى بالنصر.
* ميايشيات بغداد الطائفية / الإيرانية تحتفل وتهنأ بالنصر العظيم.
* موسكو تبتهج بسقوط القصير، ولكنها (لأنها لا تفكر بطريقة شرقية) تعتقد أن المسيرة ما زالت طويلة، وأن القتال لا ينهي الأزمة.
* الغرب يبدي ارتياحه الظاهر والخفي لسقوط القصير تمهيداً لعقد جولات سياسية، يعتقد أنه سيربحها.
* لا يخفي كل من ينتسب للغرب حكومات ودول وأذناب وأبواق لا يخفون بهجتهم.
* النظام بكل ذلك أحرق جسوره مع العالم العربي والإسلامي، ترى من يفرح هذا ...؟ لنساير غباء النظام وأنصاره المحليين من الفرس وأذنابهم ونقول : ربما أفرح جامايكا ..!
وهنا أسئلة تطرح نفسها :
القصير لم تسقط، وهذه بديهية ... وفرح النظام ومن خلفه سذاجة، لأن سورية لم تسقط، هي ثائرة حتى النصر ... حلفاء النظام الأبعدون يدركون هذه الحقيقة، ولكنهم يدركون أن الشرقي يفرح بسرعة ويغضب بسرعة .......
* أين حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي جاء ببشار إلى رأس السلطة ...؟ بل جاء بأبوه أيضاً ....! أين صار مئات ألوف الأطنان من الورق المسفوح في الصحف والنشرات، وفي الإعلام الأصفر / الأسود التافه من دعايات وكلام في فلسفة القومية والعروبة والبعث ...!
* الحزب قد دخل غرفة العناية المشددة منذ الستينات، وحالة الطوارئ منذ السبعينات، وتوفي سريرياً منذ الثمانينات، واليوم (5 / حزيران / 2013) أعلنت وفاته رسمياً.
* الثورة لم تنته، وسوف لن تنته بسقوط القصير ، بل أنها اليوم تحديداً بدأت ودخلت مرحلة جديدة .... اليوم أصبح للثورة مبررها لعنفوان جديد سيقودها للنصر المؤزر، اليوم أصبح للثورة ديناً ثقيلاً واجب الإيفاء على عاتق كل وطني وقومي شريف، سوري كان أم عربي.
* هل انتهت الثورة ...؟ فالثورة ليست القصير ... وسوف لن تكون في مصير مدينة أخرى، وإذا أستولت الثورة على مدينة أخرى صغر حجمها أم كبر فلن يعني النصر النهائي.
* النظام سقط يوم ضرب الشعب، النظام سقط يوم شرع بإبادة الشعب كأي عدو غاز محتل، والنظام البائس هو من يتشبث بقشة ليثبت أنه ليس ساقط، فهذه المظاهر كلها تؤكد كم هذا النظام بحاجة لأن يحتل بلدة صغيرة هي أقرب إلى قرية، هو من وراءه من يسند هذا الكيان الساقط، والذي لا يبقيه في سدة الحكم سوى صواريخ سكود وطائرات الميك والسوخوي ودبابات ت 72 .
* الثورة مصطلح علمي / سياسي، وهي تعني بأختصار شديد جداً : أنه تناقص لم يعد ممكناً لنظام علاقات يحتويه. واليوم دشنت معركة القصير هذا التناقض وأكدته، وصار كل يجب أن يختار معسكره. النظام بغبائه المدهش، وعدم أكتراث حلفاؤه (إيران ـ روسيا) إلا بمصالحهم ، وحزب الله برقابهم، والغرب إلا بالقلق على مصير إسرائيل.
* النظام وإيران وحزب الله اللبناني / الإيراني، يعتبر كل من يريد تغير النظام (تكفيرياً)، والغرب يعتبر كل من يحمل السلاح ولا يأتمر بأوامر (CIA) إرهابياً، وكل من لا يؤمن بالعلاقات الجنسية المثلية، وتبادل الزوجات، غير ديمقراطي لا يستحق التشجبع ولا العطف والتأييد، وإذا قتل أو أبيد على يد نظام طغياني، طائفي، فهذا أفضل من نظام قومي أو إسلامي، متعصب لا يقبل بأحتلال أرضه.
* لدى الغرب أدلة مادية / جنائية قطعية وثابتة أن النظام قد أستخدم أسلحة دمار شامل(الغازات السامة، غاز الأعصاب، القنابل العنقودية)، ولكنه ما يزال يحك رأسه ويفكر.
* لدى الغرب بما في ذلك مؤسسات صحية وجنائبة دولية، أدلة وإفادات عديدة وموثقة ولها المصداقية العالية، لأن الضحايا فحصوا في مؤسسات طبية في جنيف وباريس ولندن وسواهم، أن النظام مارس التعذيب الجسدي، والنفسي، والاغتصاب الجنسي، والإعدام بدون محاكمة، والاعتقال الكيفي، ومارس التصفيات العرقية والطائفية، وكل جرائم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم الجنائية دون أدنى درجة من الشك، مما يؤهله لأن يوضع النظام برأسه ورموزه أمام المحاكم، ولكن الغرب يرفع أصوتاُ خجولة، فحسب من باب النظر لأحتمالات المستقبل.
* النظام الغبي، أفحم الغرب بقوله : لماذا أنتم غاضبون ...؟ فماذا أنت تفعلون في أفغانستان، والعراق، وماذا يفعل الإسرائيليون في فلسطين، وماذا فعل الروس في الشيشان، ألا تقتلون أنتم الإرهابيين كما نفعل نحن، وإذا زدنا العيار حبتين، فذلك لخصوصيات أوضاعنا فسامحونا ..! ... وسامحوهم مع غمزة عين داعرة ... يا للعار ....
* النظام فعل بالشعب السوري ما لم تفعله قوى احتلال استعمارية / إمبريالية / صهيونية لا في التاريخ القديم ولا الحديث. فكيف بعد كل الذي صار وجرى نتحدث عن نظام وعن حلول ونظام يدعي أنه نظام ...؟
هذا النظام لا علاقة له بالعرب وبالإسلام ولا بسورية
هذا النظام سقط يوم: 5 / حزيران / 2013