أنوار الربيع، وظلمات الردّة
صراع مصيري!
عبد الله عيسى السلامة
انقضّ الربيع العربي ، على بعض أنظمة الفساد ، فأطاح بها ، ولم يكمل تطهير مجتمعاته ، منها !
انقضّت عليه الردّة ، فخلخلت كيانه ، ولم تطفئ جذوته !
شنّ ضدّها ، هجوماً معاكساً ، فبدأ العراك المصيري الساخن ، بينهما، واتخذ أشكالاً متنوّعة ، متفاوتة في قسوتها !
نصرُ الربيع ، لابديل عنه، لكنه صعب ؛ لأنه يقاوم قوى شرّ، كثيرة وقويّة، محلية ودولية ! أمّا نصر الردّة ، فصعب جداً – أو مستحيل - لأنها تسعى إلى إطفاء جذوة الحقّ، التي حملتها الشعوب ، التي استيقظت بعد سباتها، أو حييت بعد مواتها ! ولو تمكّنت من سحقها، فالكارثة مدمّرة ماحقة !
لقادة الردّة عذر، إذا انهزموا واستسلموا ؛ لأنهم خلائط شتى ، من أوباش ، ومجرمين ، وانتهازيين .. لاتربط بينهم ، سوى المصالح الضيّقة ، لكل منهم ، التي يسهل على صاحبها ، البحث عنها ، في أيّة جهة أخرى ، بوجه جديد يلبسه ، وشعار جديد يرفعه ! أمّا قادة الربيع ، فليس لأيّ منهم عذر، إذا انطفأت، على أيديهم، جذوة الربيع ؛ وقد أسلمتهم الشعوب، رايات ربيعها ، التي تمثل مصيرها ، ومستقبل أجيالها ! وهي أمانة ، في عنق كل من يتصدّى لحملها ، مدركاً صخامة أعبائها ، وعِظم المسؤولية فيها !