كلمة الدكتور خالد خوجة إلى الشعب السوري
كلمة الدكتور خالد خوجة
إلى الشعب السوري
كلمة د. خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري
18 كانون الثاني 2015
أيها الأخوة السوريون،
السلام عليكم فوق كل أرض وتحت كل نجم.
سلام على سورية.. إنسانها وديارها نسائها ورجالها شيوخها وأطفالها،
سلام على المقاتلين في خنادق البطولة والشرف على جميع الجبهات،
سلام على أهلنا و إخواننا الصامدين في المناطق المحاصرة… يعانون من وحشية النظام والظروف القاسية... وعجز الأهل والأصدقاء.
سلام على الصامدين في مناطق الثورة.. تحت جحيم القصف بالطائرات وبراميل الموت. من درعا والقنيطرة، إلى غوطة دمشق وريفها إلى القلمون وحمص وحماة وحلب وإدلب؛ يصنعون حياة جديدة من لا شيء، ويبرهنون على عبقرية الإنسان السوري، وقدرته على الإبداع وتصميمه على الانتصار.
سلام على الصامدين في المناطق التي تحكمها عصابة الإرهاب الداعشية، من الرقة ودير الزور الذين لم يتزعزع ايمانهم بالحرية والكرامة، وينتظرون يوم الخلاص.
سلام على اللاجئين في مخيمات الصمود، يقاسون مرارة العيش في ظل قسوة الطبيعة وعجز الأهل وخذلان المجتمع الدولي، وأولئك المنتشرون في بلدان الاغتراب، لم ينسوا شعبهم ووطنهم ولن يفعلوا.
سلام لأرواح الشهداء الذين أعطوا فما بخلوا والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
أيها السوريون، نبدأ مرحلة جديدة في الائتلاف الوطني، مدركين ثقل الأمانة، وثقة قوى الثورة والمعارضة.. التي تنتظر نقلة حقيقية من الائتلاف.
ونرجو أن نكون عند حسن الظن وعلى قدر المسؤولية، ونحن مصممون على ذلك ونطلب دعمكم وثقتكم، وأعدكم أن أعيد الائتلاف إليكم، وأعيدكم إليه، ليكون المؤسسة الوطنية الجامعة، لأن هذه المؤسسة لن تكون فاعلة مهابة في نفوس الآخرين، إلا إذا كانت حاضرة مهابة في نفوسنا نحن السوريين، وهي لن تكون كذلك إلا إذا التففنا حولها تأييدا ودعما ومشاركة.
أعدكم أن تكون المرحلة القادمة جديدة بكل المعاني، تنطلق منكم، وتهتدي برؤيتكم وتحقق غاياتكم، تقبل ما تقبلون، وترفض ما ترفضون، تحقيقا لشعار الثورة الأول "الشعب يريد"، ونحن نهتدي بإرادة الشعب.
أيها السوريون..
أشهدكم وأقول للعالم أجمع بلسانكم:
إن نظام القهر والإجرام القابع على ياسمين دمشق سيذهب كما ذهبت أشباهه من نظم الاستبداد والقمع، وهو إذ يستقدم العصابات الطائفية، ويوظف المرتزقة من كل مكان في العالم لقتل الشعب، فهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.
ولن نسمح بإطالة عمره أو إعادة إنتاجه تحت أي راية أو أي شعار، فلن تتوقف أعمال القتل لشعبنا..
والتدمير لبلادنا إلا عبر التخلص من نظام القهر، وليس من حل سياسي واقعي للخلاص، إلا إذا أفضى إلى رحيل رأس النظام وطغمته المجرمة.
ولن نسمح بالالتفاف على أهداف الثورة في أي مبادرة تطرح لإيجاد الحل السياسي التفاوضي، ولن يكون التفاوض هدفا بذاته إنما وسيلة لتحقيق انتقال السلطة إلى الشعب.
أيها السوريون. لقد اتضحت لنا جميعا، وبلا لبس، طبيعة السياسات التي تراد لوطننا وحقيقة مواقف جميع الأطراف والقوى، من قضية كرامتنا وحريتنا وحقوقنا، ولم تعد الرؤية محتاجة إلى كبير شرح وكثير تفصيل.
إن مشروعنا الثوري والوطني في دولة مدنية حديثة، تقوم على مجتمع مدني حر، ينعم فيه السوريون بالمساواة والعدل والتعددية، في ظل الحياة الدستورية وسيادة القانون، والذي ضحى من أجله أبطالنا لن يحققه غيرنا ولن يصبر على تبعاته سوانا..
في هذا الإطار؛ أدعو كافة الفصائل الثورية المقاتلة إلى توحيد صفوفها، والتنسيق مع وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، كخطوة أولى لمأسسة جيش سورية الوطني المقبل، وأدعو المجاهدين على كل الجبهات إلى التمسك بالاعتدال والوسطية، والبعد عن الغلو، بالاستناد إلى الوطنية السورية ورايتها وشعاراتها، والتي كانت دوما من صلب فكر الإسلام والمسلمين وعقيدتهم في سورية، والموجه الثابت لعملهم وسلوكهم وعلاقاتهم مع الآخرين من أبناء وطنهم.
وأطلب من الجميع.. الدعم الذي تحتاجه قيادة الائتلاف لتوحيد قوى الثورة، لامتلاك زمام المبادرة ومواجهة الاستحقاقات القادمة، السياسية والعسكرية والاحتياجات الخدمية والإغاثية. وسيكون صدر الائتلاف مفتوحا للنقد الذي يصوب المسار، ويعزز القوة والتشاور.
أيها الإخوة في جبل العرب وجبل الشيخ، في السلمية ومصياف، في طرطوس واللاذقية،
أيها المسيحيون والمسلمون من كل الطوائف والمذاهب،
أيها العرب والكرد، والتركمان والسريان،
أيها الآشوريون والشركس والأرمن،
يا كل السوريين..
لن تكون سورية كما كانت وكما نريد أن تكون إلا بكم، فأنتم أهل البلاد استشهد أجدادكم من أجل استقلالها ويستشهد أبناؤكم اليوم من أجل حريتها، وليس لها غيركم من أجل بنائها وازدهارها، والبلاد تناديكم وتطلب دوركم في صنع مستقبلها، ولن نسمح لإجرام النظام أن يزرع الخوف والأحقاد بين مكونات الشعب، و"لا تزر وازرة وزر أخرى" وليس لأحد أن يخاف من مستقبل سورية إلا المجرمون أنفسهم.
وأقول للذين سلب النظام إرادتهم وأوهمهم بأنه المنقذ، وجند بعضهم للدفاع عنه، ولأولئك الذين انخرطوا في الجندية للدفاع عن الشعب والوطن ثم وجدوا أنفسهم يموتون من أجل القتلة:
أما آن أوان اليقظة؟! فليس لنظام القتل مستقبل فمستقبلكم بيننا ومع الثورة.
أيها الأخوة السوريون..
إن مما تعلمناه من ديننا أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، باسمكم جميعا أتوجه بالشكر والتقدير.. لكل من أسدى لشعبنا السوري يدا، أو صنع لثورتنا معروفا، أشكر الشعوب والجمعيات والأفراد، أشكر الحكومات والقادة، أشكر الدول الشقيقة والصديقة.
وأخص بالشكر شعوب وحكومات الجوار السوري وقياداتها على ما تتحمل من عبء ملايين السوريين الذين حلوا ضيوفا على إخوانهم فيها.
أهلي في سورية جميعا... إنما النصر صبر ساعة فاصبروا وصابروا،
وإن النصر حليف ثورة لن يقبل شعبها بغير النصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.