هل تريدونهم يرون إخوانهم يقتلون ويقفون متفرجين؟!
دي ميستورا المبعوث الأممي
يصرخ في وجه الأتراك:
زهير سالم*
لعل أصدق أسماء الثورة السورية بحق : الفاضحة ، التي فضحت نفاق المجتمع الدولي وكذبه وعنصريته وتعصبه ضد الإسلام والمسلمين.
فلم يجف حبر قرار مجلس الأمن عن المقاتلين الأجانب بعدُ ، وعن اعتبارهم إرهابيين ، وتجريمهم ، ومطالبة دولهم بتجريمهم ، ومطالبة كل دول العالم بملاحقتهم ، وتشكيل سد في وجوههم ، وتوجيه اللوم المباشر للحكومة التركية بالذات لكونها تساهلت في عبورهم إلى الساحة السورية ؛ حتى خرج علينا الأمين العام للأمم المتحدة يطالب تركية بالذات أن تدوس على قرار مجلس الأمن وأن تسمح بتدفق المقاتلين ( الأكراد ) من الحزب المصنف إرهابيا إلى الساحة السورية لينضموا إلى فرق القتل المرخصة أو المسكوت عنها من قبل المجتمع الدولي في الاشتراك في قتل الشعب السوري ، والدفاع عن الحليف بشار الأسد .
والصوت الذي كان أجرأ وأوضح وأكثر إيغالا في فضح الزيف والنفاق هو صوت السويدي ابن بلد مخترع البارود وصاحب جائزة نوبل للسلام ديميستورا الذي صرخ في وجه الأتراك بل في وجوه العالم أجمع عن أكراد حزب البي . ك . ك الإرهابي : هل تريدونهم أن يروا إخوانهم يقتلون ثم يقفون متفرجين ؟!
سؤال نقلبه بدورنا على كل الذين أصدروا قرار مقاتلين الأجانب ، واحتشدوا له ، وحشدوا خلفه ؟!
ونقلبه على كل صاحب انتماء عمن يمكن أن يقال له ( إخوانهم ...!!) من العرب والمسلمين الذين يتفرجون منذ أربع سنين على إخوانهم يقتلون ثم يجدون لأنفسهم الذرائع الدينية والمدنية ليس ليكونوا فقط في صفوف المتفرجين الخاذلين بل ليتحولوا إلى شركاء في صفوف القاتلين ..
نقلبه على علماء الإسلام الذين الأصل فيهم أنهم يوقعون عن الله ، ترى كيف شطبوا من كتاب الله قوله : ( فإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر...) . وكيف ألغوا من فقههم قول رسوله الكريم ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ) ؟!
إن الصرخة الصادقة الحرى التي أطلقها السيد ديمستورا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ، والتي أعاد تأكيدها السيد الأمين العام ،تكشف في الحقيقة عن عمق الازدراء والمهانة التي ينظر بها الأناس المحترمون إلى أمة عربية استطاب حكامها ونخبها الذلة والتبعية والهوان
لقد استطاع أعداء الثورة السورية ، الذين أحكموا الخناق على الشعب السوري وثورته ؛ أن يحولوا نصرة هؤلاء المنتصرين حول العالم لإخوانهم في سورية إلى معول هدم في جنب الثورة ، وإلى عقبة كأداء في وجه مشروعها ، بتقديم كل أشكال الدعم لقوى التطرف لتكون قادرة على الاستقطاب والتوظيف على محور حرف الثورة وهدمها ...وبينما تدفقت كل قوى الشر من حول العالم ، ولاسيما من روسيا ومن إيران ومن العراق ومن لبنان ‘ مجهزة منظمة مدربة لتشارك في ذبح السوريين وكسر إرادتهم ...
ليس من غرض هذا المقال استنفار الطاقات البشرية حول العالم للدفاع عن الأطفال المذبوحين على كل الخارطة السورية ، ليس لأن الشعب السوري لا يحتاج إلى نصرة وقد تكالبت كل أشرار العالم عليه ؛ ولكن لأن صيرورة أي نصير أن يتحول إلى جزء من مشروع هدم الثورة ، والإجلاب عليها ، ونقض المشروع الوطني للسوريين ..!!! وإنما فضح نفاق المجتمع الدولي وازدواجيته وعنصريته هو الغرض ...
أن نقول للمجتمع الدولي إنه لمن العنصرية التي ما بعدها عنصرية أن يختصر عشرون مليون سوري مرة في قرية اسمها معلولا ومرة في قرية اسمها عين العرب ، ثم تأخذ مثل هاتين القريتين من اهتمام القادة والساسة وأصحاب الرياسة أكثر مما تأخذ مدن الحضارة السورية الكبرى بإنسانها وأوابدها ...
الغرض أن نؤكد للمجتمع الدولي ، لدوله الخمس دائمة العضوية وللأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الخاص إلى سورية ...
أننا نرفض ازدواجية المعايير ، ونرفض العنصرية ، ونرفض أي تدخل للقتلة على الأرض السورية على اختلاف أديانهم وأعراقهم ومذاهبهم وذرائعهم وأدواتهم ووسائلهم ...
الهدف أن نعلن بكل الصدق تمسكنا بقرار مجلس الأمن في إدانة وتجريم كل المقاتلين الأجانب المتسللين إلى الأرض السورية وعلى رأسهم مقاتلي الولي الفقيه وحسن نصر الله وعصائب المجرمين المتسللين من العراق أو من تركية على السواء ...
الهدف أن نؤكد أن في سورية قضية جوهرية أساسية كبرى هي قضية شعب ثار على الظلم والاستبداد والفساد وخرج يطالب بالعدل والحرية والكرامة والإنسانية ، وأنه على المجتمع الدولي أن يكون وفيا لمبادئه ، محترما لقوانينه ، وأن يكف عن الالتواء وعن النفاق وعن الازدواج وعن الاختباء وراء لافتات التطرف والإرهاب...
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية