الحرب الاستباقية
محمد عميرة – القدس
أطفالٌ يجلسون في طرقات غزة والفلوجة ودمشق على كومة ردم بيوتهم يمسحون دموعهم بظهور كفوفهم ، وقد غرست الحرب اللعينة الظالمة فيهم أول شوكة متطرفة سامة .
ويتسارع الزمن ، ويستعد الشتاء للمجيء ليغسل التراب من دم الأطفال الذين تساقطوا كحنطة الشتاء في الحرب الثالثة على المدينة الجنوبية في أرض الأنبياء وما حولها .
تقرعُ الأجراس في الشمال .
تظهر الرايات السود في الشرق ، والناس ترقبُ في حيرة الزمن والأحداث والأمكنة والشخوص ؛ الصعاليك الحوثيون يستأسدون في اليمن ، وأرانب نظام سوريا يستأسدون على أهل السنة ، وكذلك شيعة الفرس والعراق وهم حثالة البشر وعبيد الدرهم والدينار ، وفرعون مصر الصغير الغدار أصبح رئيسا ، ماذا جرى لأهل السنة تنهشهم الكلاب من كل جانب ولا يذودون عن أنفسهم ولو بالعصا ؟
الغرب استنفر في خطوة استباقية وحشد أبناء أبي رغال لينوبوا عنه في القتال حفاظا على دم مثلث الصادات الثلاثة وأولها الصفوية والذي توشك أضلاعه أن تنخلع بعدما أدركوا أن قوة المادة تتلاشى أمام راية التوحيد والحق والعدالة .
لم يبق إلا خطبة الجابر في العيد الكبير في البيت الأول لإعلان الهدف ورصّ الصف وإعادة الإنتشار وتصحيح الأفكار ، فقد أضحت الأرض مهيأة لاستقباله ليرفع لواء الحق والنصر ويركل المنافقين قبل غيرهم.