الثورة العراقية تجبر عملاء أمريكا على كشف أوراقهم
عاجل على أجندة الثورة العراقية
الثورة تجبر عملاء أمريكا على كشف أوراقهم
زهير سالم*
يتابع العالم أجمع والعالم العربي بشكل خاص والسوريون من أنصار الثورة بشكل أخص مجريات المشهد العراقي بأبعاده الداخلية والإقليمية والدولية.
بإضاءة سريعة للمشهد نرى أن الثورة الخاطفة لأبناء نينوى والموصل لا يجوز أن تحسب – على قاعدة نظرية المؤامرة – إلى تنظيم متشدد متطرف مهما كان حجم هذا التنظيم ودوره. إن حسبان هذه الثورة الشعبية الكبيرة التي حققت انتصارها بضربة خاطفة لجيش المالكي المنخور والهش ، على تنظيم متطرف محسوب عالميا على قوى الإرهاب هي لعبة استخبارية إيرانية طائفية مالكية على طريقتهم في سورية بإعلانهم دائما أنهم يحاربون إرهابيين وتكفيرين...
إن المطلوب الأول من جميع القوى المشاركة في الثورة الشعبية العراقية ومن القوى الداعمة لها والجماهير المستفيدة منها أن تبادر فورا إلى إعلان عنوان لهذه الثورة ولهؤلاء الثوار. عنوان يقطع الطريق على إيران والمالكي وحلفائهما في الظاهر والباطن.عنوان وطني عراقي يتجاوز كل العناوين الفرعية للقوى المشكلة لهذا الحراك الوطني. من المهم جدا أن يختار الحراك الشعبي قيادة تمثله وتخاطب العالم باسمه وتقول للمالكي ولروحاني ولكل القوى الإقليمية التي تطوعت لدعمهم أنتم الطائفية والإرهاب وأنتم الجهل والتخلف...
والمطلوب من ثورة شعبنا في العراق وعلى وجه السرعة أن تخرج من دائرة الضباب إلى دائرة الوضوح بإعلان هوية وطنية واضحة القسمات :
هوية يكون أبرز خطوطها التمسك بوحدة العراق أرضا وشعبا ونبذ كل الصيغ التفتيتية. إن رفضنا للطائفية لا يجوز أن يقود إلى الانغماس فيها. وإن خيار الدولة المدنية – بمرجعيتها الإسلامية – الدولة المدنية الحديثة بكل مؤسساتها وآليات عملها هو خيارنا العملي الأول.
هوية وطنية رئيسية تظلل جميع العراقيين بغض النظر عن كل الهويات الإضافية مهما يكن شأنها. إن هذا الإعلان هو خطوة استباقية لوضع الثورة الشعبية العراقية في سياقها الإنساني والإقليمي والدولي الصحيح ، وهو في الوقت نفسه يقطع الطريق على أولئك الذين يحشدون لاستهداف هذه الثورة والدفاع عن كيان المالكي الطائفي الفاسد والمستبد...
والمطلوب ثالثا تقديم الخطوط العريضة للبرنامج الوطني في أبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لهذه الثورة المباركة. إسقاط الطائفية والاستبداد والفساد مطالب سلبية. ولابد لمن يقود ثورة أو حراكا أن يتقدم لجماهيره ولغيرهم بالخطوط العريضة للغد الأفضل..
إن حصاد عشر سنوات من العصر الديمقراطي العراقي تجعل الكثيرين يترحمون على ما أطلق عليه الغرب ( عصر الاستبداد العراقي !! ) فأين العراق الأمس من عراق اليوم ؟!
إن البنية التحتية للحياة العامة العراقية ، البنية التحتية المادية والمعنوية ، التي تتراوح بين اسفلت الشارع والماء الصالح للشرب وشبكة الصرف الصحي إلى جانب متوسط دخل الفرد وثقافته ومناهج تعليمه كل ذلك لا يتواءم مع حكم رشيد لدولة تبلغ غلتها اليومية من نعم الله ما يزيد على المليار دولار...
لا بد للثورة العراقية العتيدة وبالسرعة المطلوبة أن تتقدم بالخطوط العريضة لرؤيتها التي يجب أن تصاغ بين قوسي الطلب والوعد...
إن التحدي الذي تصدت له الثورة العراقية كبير. وستكون له انعكاساته الكبيرة على مشروع الربيع العربي في المنطقة كلها وفي سورية بشكل خاص..
وحين أعلن حسن روحاني استعداد إيران لدعم تدخل أمريكي آخر في العراق فهذا يعني أن هذه الثورة بواقعها وأبعادها وتداعياتها قد أحرجت عملاء أمريكا فدفعتهم إلى كشف أوراقهم بهذا الشكل الوقح والمخزي.
سقطت الأقنعة ، وانكشف عملاء الشيطان الأكبر روحاني والمالكي وحسن نصر الله وبشار الأسد الذين طالما رددوا أنهم يحاربون هذا الشيطان ويتصدون للمشروع ( الأمريكي – الصهيوني )..
يبقى أن نقول إن الثورة ليست انفعالا ، وليست حالة من الهياج ، الثورة فعل سياسي قاصد ومنهجي تنبني خواتمه على مقدماته..
بكل الاحترام والتقدير والحب نقول لأشقائنا على أرض العراق يومكم هذا سيكون له ما بعده : فإما أن ينتصر المشروع الطائفي المقيت وإما أن ينتصر العراق فتنتصر سورية وينتصر لبنان وينتصر اليمن...
فلا يكن أمركم عليكم غُمّة كما كان على إخوان لكم قريبين...
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية