سُلِّمَت حِمصُ
جمعة (انتخابات الدم)
طريف يوسف آغا
بعد حصار طويل لحمص، سلمت المدينة لعصابة الأسد عبر اتفاق هدنة محلية مع الجيش الحر مقابل خروج آمن لمقاتليه من المدينة
سُلِّمَتْ حِمصُ، ويستمرُ الكُلُّ بعوائهِ
اتفقَ علينا العالمُ، بكلابهِ وجرائهِ
أتانا الايرانيُ والروسيُ بحقدٍ دفينٍ
وأتانا الغربُ بغدرهِ وريائهِ
مَنْ يطعنُكَ مِنَ الخلفِ أسوأ
ألفَ مرَّةٍ ممنْ يُجاهِرُكَ بعدائهِ
ليسَ أسوأ ممنْ يقتلكَ بالسِّلاحِ إلا
مَنْ يراكَ تحتضرُ فيمتنعُ بدوائهِ
لانامتْ أعينُ الجبناءِ عنكِ ياحِمصُ
مابقيَ لكِ إلا العَليُّ في عَليائهِ
الكلُّ سَمعوا استغاثاتكِ وصمّوا آذانَهمْ
مزّقوا الوطنَ فبتنا نبكي على أشلائهِ
ماوضَعوا خطوطاً حمراءَ مرةً إلا
وكانتْ خضراءَ للجزّارِ وحلفائهِ
ماكانتْ إلا دعوةً لهمْ ليتابعوا المجزرةَ
ليَقهَروا شعباً انتفضَ لأجلِ علائهِ
صبراً حِمصُ، وصبراً يَبرودُ والقُصَيرُ
مادمنا وجدنا الحريةَ، سيبزغُ الفجرُ بضيائهِ
لنْ تحكمَنا قبيلةُ القتلةِ بعدَ اليَومِ
لنْ يحكمَنا مَعتوهاً ابتُلِيَ الوطنُ بدائهِ
ولنْ تُدنَّسَ أرضُنا بملالي الحقدِ
سيُحاربُهمْ شعبُنا لأجلِ بقائهِ
جلاءُ المستعمرِ عنّا كانَ ناقِصاً
ترحيلُ السفّاحِ هو للشَعبِ عيدُ جلائهِ