من جنود الدعوة في مدينة الباب
1 - عبد السﻻم بيراوي :
داعية صامت .. اعتقل وعذب ..
ﻻ لذنب جناه .. وﻻ عقوقا لوطن .. وﻻ تفريطا في واجب .. بل ﻹنه ممن يقول ربي الله .. اتهم تهمة ظالمة أثبتت اﻷيام أنه منها برئ .. ولكن ﻷن ظل العدالة مفقود والقضاء عندنا غائب .. نعيش تحت رحمة اﻷمن ومخبريه .. فمن جرموه فهو مجرم .. ومن براؤه فهو برئ ..
عشت معه أحلى أيام العمر ..صداقتنا تبدأ من 7 ولم تنته وسنكون إن شاء الله وإياه يوم الدين إخوانا على سرر متقابلين ..
عشنا في حارة فقيرة هي اليماني ويسميها هو حارة الهيرب وهو ماهرب من مياه المجاري .. كان والده صديقا حميما لوالدي ومن رواد جامع اليماني حيث مجالس القرآن ..
سمعنا أن معسكرا للدعوة مقام في عين التل مكون من رياضة وعيادة ومحاضرات لكبار الدعاة .. والدخول ممنوع إلا بإذن من القادة إستأذنا أحد القادة عبد الوهاب التونجي قاضي الصلح رحمه الله .. فأعطانا ورقة موجه لقائد الحرس ودخلنا المعسكر وعشنا أحلى أيام العمر ..
جاءني ليﻻ ونومه عندي أمر عادي أحبه وأرغب به .. قالت أمي : رحمها الله على مسمعي توصيني به أحضر فرشة العرس وأكرمه .. قلت لها طيب وألحت علي وقصدها إغاظة الزوجة رحمها الله( الكنة الجديدة ) وألحت وكررت فقلت لها ممازحا سأنيمه في الخارج ﻻعﻻقة لك بذلك .. وأدرك الحبيب عبد السﻻم بذكائه الموضوع وهو ممنون لو نام على اﻷرض واللباد فقال :
أنا ﻻ أنام إﻻ على الفرشة التي قالت عنها خالتي أم حسن .. أنا ﻻ أنام في الخارج فتح عينيك .. وكانت نكتة مرت بسﻻم .
كنت مدعوا إلى غداء عند أخينا الذي تزوج من ذات الحسب والنسب ابنة المفتي الشيخ سعيد المسعود رحمه الله .. وكان الغداء في الصيفية وكنت أتعمد أغاظته خبز قليل ولحم كثير .. فقال لي كل خبز .. قلت له أنا معزوم على كباب ﻻ على خبز .. وتضاحكنا .
حفظ الله أخانا الكريم التقيته في دبي ..
واستعدنا ذكريات الماضي الباسم ..
وإذا ذكر دعاة حلب فهو من أشهرهم ...
وأكثرهم ثقافة وعلما .. مفكر أكثر من كونه قوال .. سياسي يعرف اتجاهات الفكر .. و يعلم مكر اﻷعداء ..
بذل من وقته وجهده الكثير ليرتفع علم الله أكبر ولله الحمد ..
وأظنه في هذه اﻷيام يتذكر أيام الشباب .. أيام المعارك مع أهل الحارة الشرقية وخط الدفاع الفاصل بيننا الخندق وأحجار المقﻻع ترن فوق رؤوسنا .. حفظه الله وأمد في عمره .. له مني أعطر تحية وﻹنجاله أرق سﻻم .
2 - أحمد أبو زيد ( أبو علي ) :
من جنود الدعوة المجهولين .. إذا رأيته وعرفت عمله .. قلت هذا ﻻ في العير وﻻ في النفير .. متقن لصنعته.. ثقافته كبيرة .. مشبعا باﻷفكار الإسلامية النيرة .. صائب الفكر ...
وﻻأظن أن كتابا عن اﻹسﻻم صدر إﻻ وقد التهمه قراءة وفهما .. ﻻتجد إجتماعا إسﻻميا إﻻ وهو من نجومه .. وﻻدرسا في مسجد أبي بكر إﻻ وهو التلميذ المصغي .. تلميذ من تﻻميذ البربور ومنذر .. في أيام وفود ضيف إلى الجماعة في المدينة تراه كعصفورة الشوك يحشد اﻷنصار ويرتب الصفوف .. لقد علمه اﻹسﻻم أدب إكرام الضيف .. فهو يعمل جاهدا لتنفيذ هذا اﻷدب ..
في اﻷيام السوداء أيام الرعب من زوار الفجر كنت ﻻأنام في البيت رحمة بالعيال .. كنت اتنقل من بيت صديق إلى بيت آخ ..
وحططت الرحال عند أبي علي استضافني شهرا أنام في بيته وآكل من طعامه مع بشاشة وجه وترحيب لسان .. ولو علم من يسمون عيون السلطة ﻷخذوه أوﻻ : إنه يتستر على المجرمين .. وكانت عقوبة ذلك سجن وتعذيب .. لكن الله سبحانه وتعالى سلم ..
كان معي في جامع العشرة لما اعتقلنا ونقلت مع أبي أسعد رحمه الله من الباب إلى أمن الدولة ثم إلى المزة ولذلك قصة ..
كان يزورني والبسمة تمﻷ أقطار وجهه وكﻻمه يشف عن قلب محب وليس بيننا قرابة وﻻنسب كانت زيارته خمس ساعات وأنا أطلب المزيد ..حياه الله وأكثر أمثاله في صفوف الدعوة .. له مني أعطر تحية وﻷنجاله اﻷحباب أرق سﻻم
( واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في اﻷرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وآيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون )
3 - نعمان فارس :
بطل من أبطال مدينة الباب .. ﻻأقصد في رفع اﻵثقال وﻻ في الملاكمة .. ولكن في الصبر على ظﻻم السجون .. آخ ودود حبيب ..
يحبه من تعرف إليه ..عاش للدعوة منذ نعمومة أظفاره ..
هل تصدقون أنه أقام في السجن 15 سنة .. ﻻ في تل أبيب ولكن في تدمر .. وعذب ﻻ بأيدي يهود ولكن بأيدي من يدعون العروبة والإسلام ..
صبر حفظه الله على قسوة السجن وظﻻمه وناله من التعذيب ماأنهك جسده وكتب الله له من العمر أن يقضيه في ربوع بلده والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
وكم عانى كثيرا قبل اعتقاله عندما كان في الجندية في لبنان من التضييق والتحقيق لتردده على مكتب زهير الشاويش فيها ..
وأطلق سراحه ومازال يحمل من اﻷمراض ماتنوء عن حملها الجبال ..
حيا الله نعمان وحيا الله البطل نعمان بن مقرن .. أراد الله أن يدخر لك يانعمان ثوابا وجنات وأجرا كالجبال .. فاصبر وماصبرك إﻻ بالله .
وسوم: العدد 653