أنت عظيم

أنت عظيم

عبد الرحمن السيد

[email protected]

الحمد لله وحده لا إله غيره ولا رب سواه..

سبحانه في عليائه وسلطانه...

وصلاة وسلاما على حبيبه ومصطفاه وخليله....

نبينا محمد وآله وصحبه...

ثم أما بعد...

أيها الحبيب...

هذه الحياة قصيرة قصر يومك الحاضر...

إن لم تحسن استغلالها فاتت وكانت الحسرة..

فاتت وكانت الندامة والأحزان..

العالم الآن ما هو إلا بلدة صغيرة..

لكنها مليئة بالهموم والأحزان...

وبيدك بإذن الله صرف تلك الهموم عن كثير ممن أصيب بها...

تخيل..

 بيدك أن ترسم البسمة على الوجوه..

نعم أنت لا غيرك..

بكلمة أو حركة أو ابتسامة أو نظرة حانية..

كثيرٌ هم من حُرموا السعادة وكل ذنبهم..

أنهم لم يجدوا من يدلهم على طريقها..

من يبين لهم أسبابها..

فعاشوا في جحيم الحياة..

يتقلبون بين هَمِّ البعد عن الله وغمّ العمل لغير الله..

أو بين ضيق الكفر والإلحاد..

بنار الشهوات المحرمة يكتوون..

وبداء الجهل يقتاتون..

أو بين جوع وفقر وآلام يعذبون..

لم لا تكُن أنت سببا في إرشادهم ...

لم لا تكُن النور في دياجير الظلمات...

أنت الحق أنت الصدق أنت الشجاعة في دنيا الرذائل والموبقات..

تخيل سعادتهم حين يلوح أمامهم الطريق..

طريق النجاة.. طريق الأمان.. طريق السعادة..

كم يكون أجرك عند الله سبحانه وتعالى..

أسرع وأدرك قبل فوات الأوان...

قد تموت اليوم أو في الغد ثم لا يكون هناك أمل...

قد تغادر الحياة وتتركهم في في ذلك الشقاء وذلك الحزن..

لأنك قد قصرت في حقهم ..

نعم لهم حق عليك لأنك ما خلقت إلا لإسعاد البشرية جمعاء...

أنت بمثابة أخ كبير أو والد حنون أو معلم مشفق...

ما هذه القسوة ما هذه الجفوة...

لم تخلق أخي لتعيش وحدك...

بل لإحياء غيرك..

 بالأمل والتفاؤل..

بالالتزام بهذا الدين القويم..

بانتهاج نهج سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام...

وأنت حبيبي أيها البائس..

أيها الغافل والمعرض..

أيها التائه الحيران..

لا تحزن لا تحزن...

هناك رجال قادمون...

هناك عظماء لا يزال بهم الزمن يفخر...

لا تزال بهم الدنيا تحيا..

إنهم قلة ولكن...

آثارهم لا تخفى ..

آثارهم بادية في كل زمان ومكان..

أحدهم بأمة أو بهيئة أو بمؤسسة...

بل وأكثر..

همهم رضا الله أولا ثم رؤية البسمة ترتسم على الوجوه...

الله..

ما أجمل رضا الله عنك أيها الإنسان..

الله..

ما أجمل السعادة التي تكون أنت سببا في وجودها..

الله..

ما أجمل الحياة عندما تحيا من أجل غيرك..

ثم يكون موتي وموتك ...

ذهابي وذهابك ولكن..

 هل جزاء الإحسان إلا الإحسان..

نحن نتعامل مع إله كريم رحمان..

فالراحمون يرحمهم الرحمن..

والأتقياء يقيهم العذاب..

والمخلصون يرعاهم الله برعايته ويكفلهم بقدرته...

هيا قم وانهض وابدأ بأقرب الناس إليك..

أهلك في بيتك ثم أقاربك وجيرانك وأصحابك..

لا تدع أحدا ممن حولك يكسوه الحزن..

بل إجعل التفاؤل يعم..

 بإيمان بالله عميق..

بإلوهيته الحقة...

وقدرته النافذة والمسيطرة..

بقضائه وقدره..

ابذل على قدر ما تستطيع ..

ابذل من وقتك وجهدك ونفسك ومالك..

وانتبه أيها العزيز..

فهذه الدنيا للتضحية؛ والجزاء هناك..

هذه الدنيا للبذل؛ والعطاء هناك..

هذه الدنيا للفداء؛ والفكاك هناك..

هذه الدنيا حلم؛ واليقظة هناك..

هذه الدنيا صورة؛ والحقية هناك..

هناك هناك ...

هناك في جنات نعيم...

مع سيد المرسلين وصحابته الكرام..

وأحبابه العظماء في كل زمان ومكان ..

كن عظيما لتحشر معهم وفي زمرتهم ..

قم الآن وابدأ من هذه اللحظة بكلمة أو اتصال..

أنت أدرى بما يناسب هذه اللحظة..

أستودعك الله...

وإلى أن نلتقي في جنات النعيم ..

أقول..

كن مع الله يكن الله معك واعمل لله يوفقك الله وأخلص له وحده تجد جزاءك عظيما..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....