لَّيُبَطِّئَنَّ

كتب صديقي (محمود) الذي هُجِّر من شمال غزة الصامدة إلى وسطها على صفحة التواصل: " نصحو فإذا وجدنا أنفسنا لم نمت من قصف أو نُجرح فنحمد الله، وإذا تلمسنا حاجيات خيامنا المهترئة وعددْنا متاعنا فألفينا أن قومنا لم يسرقونا؛ حمدناه ثانية. ولكن البحر هذه المرة هو الذي عَدَا على أهل غزة فمزق خيامهم وأتلف متاعهم البسيط جداً "!

   لك الله يا بحر! حتى أنت تتمالؤ علينا؟ ألسنا منذ ريعان الصبا قد عقدنا معك اتفاقية صلح ألا تبتلعنا؟! وكم ذا شدونا معاً أهازيج الصيد ونحن نبتزك أن تشي لنا بمخابئ السمك كي يقع في شَرَكنا؟؟!

   واليوم؛ وقد أُمطرنا بنوء الله ونعمائه؛ فهللنا وكبَّرنا، لينبت الزرع، ويدرَّ الضَّرع، ويشرب عطاش الإنس والجن والطير والوحش والهوام، ولكنك رميتنا بذّيفان سِمامك من مدٍّ مؤلم غدَّار؛ فابتلع أمتعتنا، وأغرق خيام الأونوروا؟!!

   ما عسانا سنقول ل " لأنتونيو غوتيريش"؟ إن البحر هو خصمنا هذه المرة، وليس قردة الصهيونية؟! وهل سيصدقنا، أم إنه سيقلق كما قلق سابقوه؛ بان كي موون، وخافير بيريس ديكويار، وبطرس ... بطرس غالي؟؟!!

   وماذا سيقول " دانيال هاجاري" المتحدث باسم المغول من اليهود الهاجاناه إذا علم أن بيننا عدواً داخلياً؛ يُسرِّق متاع جيرانه المحرومين من أبسط حاجيات الحياة؛ في خيام الأنوروا المهترئة مذ خلقها الله؛ فقد وُلدت خِداجاً؟!

   أولئكم ينطبق عليهم قول الحق تبارك وتعالى: " وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ ..... " / النساء / 72.

إنَّ هؤلاء لَيبطئونَّ النصر

ويتخلفون عن الركب

ويثبِّطون الهمم

ويسِّرقون الكحل من عيون الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم

فعليهم لعائن الله والملائكة والناس أجمعين

وسوم: العدد 1104