كتاب : طبيب في رئاسة الوزراء، مذكرات الدكتور مهاتير محمد

المؤلف : د. مهاتير محمد

ترجمة : أمين الأيوبي

هذا الكتاب لا يروي قصة الدكتور مهاتير محمد الشخصية ، بل يروي قصة ماليزيا البلد التي خرج مرهقا من استعمار بريطاني كان حريصا علي بقاءه ناميا ومتخلفا يعيش علي بيع المطاط والقصدير للمستعمر ، لكنه استطاع عبر نضال سياسي واقتصادي طويل ، وبوجود شخصية قيادية فذة ، ان يتحول من بلد زراعي مهمش الي

احدي الدول الاقتصادية والصناعية المرموقة وان يرفع متوسط دخل الفرد من 350 دولار الي 8000 دولار ، وان يجعل من الملايويين الذين كان لهم 2 في المئة فقط من حجم الاقتصاد المحلي شركاء حقيقيين في اقتصاد بلدهم .

من يريد ان يعرف كيف يمكن تحقيق نهضة اقتصادية لبلد نام خلال مدة وجيزة وبإستقلال سياسي واقتصادي عن الغرب ، فليقرأ هنا واحدة من اعظم التجارب في هذا القرن.

يقول مهاتير في الكتاب: 

«أطلقنا حملة النظافة والكفاءة والأمانة فى سنة 1982 لاستخدامها فى أول انتخابات عامة وأنا رئيس الوزراء..

واحتجنا إلى شعار مناسب للإشارة إلى التغييرات التى رأينا وجوب إدخالها فى عهدى،وجدنا أن التغيير واجب فى نواح ثلاث: 

تطهير البلاد من الفساد، 

ورفع الكفاءة، 

والتحلى بالأمانة. 

وكانت هذه هى نقطة البداية فى النهضة الماليزية».

و يقول مهاتير أيضاً: 

«مع انطلاق حملة (النظافة والكفاءة والأمانة) بدأت العجلة بالدوران، تلك كانت طريقة للحد من الفساد. كان بناء فندق يتطلب الحصول على 200 موافقة منفصلة، وكان الحصول عليها يستغرق سنوات، وكان مقدم الطلب المتلهف الذى يعرف أن الوقت كالمال يلجأ إلى تقديم الرشاوى لتسريع معاملته، وبعد وقت وجيز عرف المسؤولون أن تأخير العمليات نافع لهم، فصارت عادة توجب قطعها.. وبعد أن أصبح الحصول على الموافقات على مشاريع البناء أيسر، ظهرت الرافعات فى أنحاء كوالالمبور، وأصبح مشهد الشاحانات التى تخلط الأسمنت مألوفاً وشاع بناء المبانى الشاهقة فى شتى أنحاء العاصمة.. بات بناء منزل أو إصلاحه فى ماليزيا اليوم أسرع منه فى إنجلترا».

وسوم: العدد 810