نديم العروضيين المجلس الثاني عشر

سلام عليكم!

وعليكم السلام!

طبتم مساءً -يا أبنائي!- وطاب مسعاكم إلينا! بسم الله -سبحانه، وتعالى!- وبحمده، وصلاة على رسوله وسلامًا ورضوانًا على صحابته وتابعيهم حتى نلقاهم! كيف حالكم؟ كيف أمسيتم؟ بارك الله فيكم، وشكر لكم، وأحسن إليكم، ويسر لنا ولكم كل عسير، وسهّل كل صعب!

هذه مِلفاتكم قد قرأتها، وعلقت عليها، ووقفت على بعض الأخطاء التي تقعون فيها، فنبهتكم عليها. من أشهر الأخطاء: صعوبة حصولكم على قصيدة للرجز واستبدالكم منها ما لا ينتمي إليها. وتعسركم أحيانا في الأمثلة فيما تضيفونه من قصائد، مما أدى بكم إلى إضافة بعض ما لا ينتمي الى العمودي أصلًا! أحياناً تعتمدون على بعض الحر؛ هل يعقل هذا، أن تستشهدوا للعمودي بالحر! هذه صعبة. وأحيانًا تستشهدون بالشعر المشطر الذي يصل إلى الموشح أحيانًا، ولاسيما أنكم في هذه الأيام مثلًا في الأدب الأندلسي، تدرسون الأدب الأندلسي، فبعضكم يمثل بأمثلة من الموشحات، وهذا لا يجوز؛ فقد درسنا العمودي ولم ندرس الموشح، وإلا لوجب علي أن أقول كلامًا آخر غير الذي قلت، لكن ما درستموه علينا في هذا المستوى يساعدكم على نقد الشعر الموشح، لا ننكر، لأننا ندعي أن أكثر الموشحات فيه روح العمودي، الروح العروضية أقصد، فيه روح العمودي العروضية، إضافة إلى الإبداعات التي استدعاها تطور الموسيقي والغناء في الأندلس إلى نوع النوبة وما يقتضيه من أداء جماعي شديد التعقيد. وأحيانًا كنتم تعجزون عن ضبط النصوص. من الملحوظ طبعًا أن ملفات الفتيات متأنقة بالقياس إلى ملفات الفتيان الشاردة هكذا، يندر أن تجد في الشباب من يتأنق تأنق الفتيات، يندر، وإذا ما وجدت هذا راجعته أكثر من مرة: معقول! وجدت طالبًا اسمه صلاح، نعم؟ من صلاح هذا؟ أعندنا صلاح في مجموعة أخرى؟

صلاح صالح.

وجدته إلى حد ما يتأنق؛ فشككت في الموضوع! وجدته يتأنق مثلًا ويرتب وينظم ويحرص! أما التأنق الكامل فمعروف في الفتيات طبعًا، لكن في الداخل فروق: فمن الفتيات من تثبت كل شيء حتى النفَس، وقد كتبت في هذا الأمر مقالًا ليتكم قرأتموه، بناءً على ما قرأته في ملفاتكم كتبت مقالًا، ونشرته على موقعي، وأشرت إليه في تويتر، ونشرته على الفيسبوك، ولاقى قبولًا عند الناس، ذكرت فيه ما وجدت في بعض ملفاتكم. هذا هو الاختبار:

*****

دخلت العريش على نعجتيك فسبحان ربك ما أعظمه قعدت فلما كرهت القعود نفرت حثيثا إلى الملحمة لقد كان فيما قال أربد زاجر عن الشر لو يخشى امرؤ السوء زاجرا رأى آية تغتال همة نفسه وتذهل منه اللب لو كان ناظرا الظافرون بنو الإسلام لا فزعا يرى العدى في الوغى منهم ولا خورا هم الألى يلبسون الحرب زينتها إذا تعرت وولى الذادة الدبرا نعيم يروق وظل يشوق وعيش يسرك أن تغنمه فذكرك الله حر الجهاد وألهم قلبك ما ألهمه أبا بكر اخترت أبقى الثراء وجنبت نفسك بلبالها تمنيتها نعمة سمحة فألبسك الله سربالها

خَرِّجْ خَمْسَةَ أَبْيَاتٍ مِمَّا أَمَامَكَ، فِي عِلْمِ الْعَرُوضِ، تَقْطِيعًا، وَتَوْقِيعًا، وَتَفْعِيلًا، وَتَوْصِيفًا!

*****

هذا اختباركم؛ أليس كذلك؟ من يمكن أن يجرب القراءة الآن؟ من يحاول؟ من؟ من؟ ها! مسعد -يا تنور يا مجمع الزينات- اقرأ!

أقرأ أم أخرّج؟

بل اقرأ -علمتكم أولًا أن تفكوا عقد اللغة، أولًا نفك الخط، بعد هذا نعود إلى التغني،  بعد هذا نفصل الفصول، بعد هذا نختار ما نريد، بعد هذا نحلله تحليلًا كاملًا مربعًا تقطيعًا وتوقيعًا وتفعيلًا، وتوصيفًا. أعيد عليكم: ماذا نفعل؟ نفك اللغة، نفك عقد اللغة، نحل عقد اللغة، حللناها، نعود لنتغنى، فرغنا، بناءً على التغني نفصل الفواصل، نختار ما نريد؛ نحن مطالبون بخمسة، نختار الخمسة، نخرجها للخارج، نضعها في المواضع، نحللها عروضيًّا (تقطيعًا وتوقيعًا وتفعيلًا وتوصيفًا)، بعد هذا من أراد أن يضيف فليضف، لكن هذا أساس العمل. وقد حاول كثير منكم أن يضيف، فمنكم من وفق، ومنكم من أخفق. ها، تفضل!

دَخَلْتَ العَرِيشَ عَلَى نَعْجَتَيْكِ فَسُبْحَانَ رَبِّكِ مَا أعْظَمَهُ

"ما أعظمهُ"؟ ها، أكمل!

قَعَدتُّ فَلَمَّا كَرِهْتَ الْقُعُودَ نَفَرْتُ حَثِيثًا إِلَى الْمَلْحَمَةِ

هذا الأداء الذي أديته، يبدو أنه لم ينتبه! على أية حال سنحاول، سننقح، سنعود إلى هذا بالتنقيح، أكمل!

لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَالَ أَرْبَدَ زَاجِرٌ عَنِ الشَّرِّ لَوْ يَخْشَى امْرُؤُ السُّوءَ زَاجِرَا

رَأَى آيَةً تَغْتَالُ هِمَّةَ نَفْسِهِ وَتَذْهَلُ مِنْهُ اللُّبَّ لَوْ كَانَ نَاظِرَا

الظَّافِرُونَ بَنَوُ الْإِسْلَامَ لَا فُزَّعا يَرَى الْعُدَى فِي الْوَغَى مِنْهُمُ

وَلَا خَوْرًا هُمُ الْآلَ يَلْبَسُونَ الْحَرْبَ زِينَتُهَا إِذَا تَعَرَّتْ وَوَلَّى الذَّادَةُ الدُّبُرَا

نَعِيمٌ يَرُوقُ وَظِلٌّ يَشُوقُ وَعَيْشٌ يُسِرُّكَ أَنْ تَغْنَمَهُ

فَذِكْرُكَ اللهَ حَرُّ الْجِهَادِ وَأَلْهِمْ قَلْبَكَ مَا أَلْهَمَهُ أَبَا بَكْرٍ

اِخْتَرْتَ أَبْقَى الثَّرَاءِ وَجَنَّبْتَ نَفْسَكَ بِلِبَالِهَا

تَمَنَّيْتُهَا نِعْمَةً سَمْحَةً فَأَلْبَسَكَ اللهُ سِربَالُهَا

ها، مَن يضيف مِن الفتيات؟ ها، من الفتيات، أصيلة، تفضلي!

دَخَلْتَ العَرِيشَ عَلَى نَعْجَتَيْكْ فَسُبْحَانَ رَبُّكَ مَا أعْظَمَهْ

قَعَدتَّ فَلَمَّا كَرِهْتَ الْقُعُودْ نَفَرْتَ حَثِيثًا إِلَى الْمَلْحَمَةْ

لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَالَ أَرْبَدُ زَاجِرَا عَنِ الشَّرِّ لَوْ يَخْشَى امْرُؤُ السُّوءِ زَاجِرَا

رَأَى آيَةً تَغْتَالُ هِمَّةَ نَفْسِهِ وَتَذْهَلُ مِنْهُ اللُّبَّ لَوْ كَانَ نَاظِرَا

الظَّافِرُونَ بَنُو الْإِسْلَامَ لَا فَزَعَا يُرَى الْعِدَى فِي الْوُغَى مِنْهُمْ وَلَا خُوَرَا

هُمُ الْأُلَى يُلْبِسُونَ الْحَرْبَ زِينَتَهَا إِذَا تَعَرَّتْ وَوَلَّى الذَّادَةَ الدُّبُرَا

نَعِيمٌ يَرُوقُ وَظِلٌّ يَشُوقْ وَعَيْشٌ يَسُرُّكَ أَنْ تَغْنَمَهْ

فَذَكَّرَكَ اللهُ حَرَّ الْجِهَادْ وَأَلْهَمَ قَلْبُكَ مَا أَلْهَمَهْ

أَبَا بَكْرٍ اخْتَرْتَ أَبْقَى الثَّرَاءْ وَجَنَّبْتَ نَفْسَكَ بِلْبَالَهَا

تَمَنَّيْتُهَا نِعْمَةً سَمْحَةً فَأَلْبَسَكَ اللهُ سِربَالَهَا

رأيت لميس تشير إلى بعض الأشياء كأنها تريد أن تقرأ، اِقرئي!

دَخَلْتَ العَرِيشَ عَلَى نَعْجَتَيْكْ فَسُبْحَانَ رَبِّكَ مَا أعْظَمَهْ

قَعَدتَّ فَلَمَّا كَرِهْتَ الْقُعُودْ نَفَرْتَ حَثِيثًا إِلَى الْمَلْحَمَةْ

لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَالَ أَرْبَدُ زَاجِرَا عَنِ الشَّرِّ لَوْ يَخْشَى امْرُؤُ السُّوءِ زَاجِرَا

رَأَى آيَةً تَغْتَالُ هِمَّةَ نَفْسِهِ وَتُذْهِلُ مِنْهُ اللُّبَّ لَوْ كَانَ نَاظِرَا

الظَّافِرُونَ بَنُو الْإِسْلَامَ لَا فَزَعَا يُرَى الْعِدَى فِي الْوُغَى مِنْهُمْ وَلَا خُوَرَا

هُمُ الْأُلَى يُلْبِسُونَ الْحَرْبَ زِينَتَهَا إِذَا تَعَرَّتْ وَوَلَّى الذَّادَةُ الدُّبُرَا

نَعِيمٌ يَرُوقُ وَظِلٌّ يَشُوقْ وَعَيْشٌ يَسُرُّكَ أَنْ تَغْنَمَهْ

فَذَكَّرَكَ اللهُ حَرَّ الْجِهَادْ وَأَلْهَمَ قَلْبَكَ مَا أَلْهَمَهْ

أَبَا بَكْرَ اخْتَرْتَ أَبْقَى الثُّرَاءْ وَجَنَّبْتَ نَفْسَكَ بِلْبَالِهَا

تَمَنَّيْتُهَا نِعْمَةً سَمْحَةْ فَأَلْبَسَكَ اللهُ سِربَالَهَا

طيب! قرأنا الآن، اجتهدنا أن نضبط -طيب!- الآن سنحاول أن نتغنى ونستعين بالتغني على إكمال ما نقص -تمام؟- على إكمال ما نقص كما تدربنا قبل الاختبار تمامًا. إذا بدأنا بهذه الكلمة فأين ينبغي أن نقطع وننزل؟

بعد "أعظمه".

أكيد، أكيد؟

نعم.

وإذا بدأنا بهذا، فأين؟

بعد "الملحمة".

أكيد، أكيد؟

نعم.

... ها!

بعد "ناظرا".

أكيد، أكيد؟

نعم.

... ها!

بعد "زاجرا".

أكيد، أكيد؟ جميلة هذه اللعبة ممتعة، وهي على الجهاز أمتع منها على الورق، ها؟

بعد "خورا".

أكيد، أكيد؟

نعم.

... ها!

بعد "الدبرا".

أكيد، أكيد؟

نعم.

... ها!

بعد "تغنمه".

أكيد، أكيد؟

نعم.

... ها!

بعد "ألهمه".

أكيد، أكيد؟

نعم.

... ها!

بعد "بلبالها".

أكيد، أكيد؟

نعم.

... ها!

بعد "سربالها".

ما شاء الله! لا تجتمع الأمة على ضلالة! قلت هذا الكلام أمس لأحد زملائي -وهو أستاذ تاريخ، بروفيسور- فقال: لا، الآن تجتمع على ضلالة! إي والله -ههه!- ولا حول ولا قوة إلا بالله! طيب! قد قرأنا، وبناءً عليه إذن نفك الخط أولًا، ثم تَغنَّينا؛ لم نتغن بعد لكن يبدو أنكم وفرتم عليّ يعني دقيقة من التغني من أجل إنزال الخطوات، لكن سنتغنى الآن تغنيًا حقيقيًّا، حتى هذا الفصل يحتاج أصلا إلى تغنٍّ، وفرتم عليّ أن أجلس هكذا، ولكن لا أستطيع أن أهرب من التغني؛ هذا أصل الكلام هنا، ها؟ كيف أقرأ؟ "دخلت"، قال بعضكم: دخلتُ، وقال بعضكم: دخلتَ، وقال بعضكم: دخلتِ -ههه!- قدمتم -ما شاء الله!- كل الاحتمالات! دعوها الآن! "العريش"، هذه لا شيء فيها -وهو نَوعٌ من البيوت- "نعجتَيْـ"، منكم من قال: كَ، ومنكم من قال: كِ -طيب!- هل يجوز أن يقول: "دخلتُ"، وهو يقول: "نعجتَيْكَ"؟

لا.

فإذن بطل احتمال، مستحيل، مستحيل أن يقول: دخلتُ! أو كيف نقول: دخلتُ على نعجتيكَ، لا، بل ما زال واردًا، انتظروا قليلًا! "فسبْحَانَ ربِّكَ، ربِّكِ" -دعوها الآن!- "ما أعظمهُ"!

أعظَمَهْ

قرأ مسعد -يا تنور، يا مجمع الزينات!- ما أعظمهُ! والآن يستحيل -ها!- بعد أن اتضحت الأمور يستحيل، لأن "أعظمهُ" هذه تخرجُ من أقطار السماوات والأرض، تخرج من الحدود، تتجاوز بنا الحدود، ولاسيما أنه سيقول بعد قليل -ها!-: قعدتَّ قعدتُّ قعدتِّ -لَا، لُو، لِي!- أخروها قليلًا! "فلما كرهتَ"، "كرهتُ"، "كرهتِ القعودَ"، "نفرتَ، نفرتُ، نفرتِ" -تذكرون المُلْحَة طبعا "هل أخاك أخوك أخيك موجود؟ لا، لو، لي "!- "نفرت حثيثًا إلى المَلَحَمَةِ"!

إلى الملحمةْ.

الآن تبين لنا أن هذا البيت أخو هذا وتكملته. لم يكن شرطا أن يكون أخاه وتكملته، ولكن حدث، ولله الحمد والشكر، نرفض النعمة! هذه نعمة جاءتنا على طرف الثُّمام كما يقولون في الكلام القديم، أي سهلة، غنيمة باردة، يسمونها الغنيمة الباردة، أي التي تُغنَم من غير حرب -ههه!- هذه إذن غنيمة غنمناها من غير حرب، أن هذا البيت أخو ذاك، يدل عليه. طيب! "قعدتَ فلما كرهتَ"، "قعدتُّ فلما كرهتُ القعودَ نفرت حثيثًا"، لابد أن تجري مجرًى واحدًا، أما أن تناقض بالبيت البيت، فهذا غير مقبول، ها! الكلام فيه لوم؛ فالرجل يلوم غيره، يقول: "دخلت العريش على نعجتيك -أي على زوجتيك- فسبحان ربك" -وهذا من الكلام القديم، ها! "لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ" -صدق الله العظيم!- طريقتهم في الكلام القديم، أمر وارد. "دخلت"، "قعدت"، "دخلت" -ما شاء الله!- كنت متزوجا من زوجتين، فدخلت، فلما قعدت فكرهت القعود، نفرت حثيثًا الى الملحمة، كلامكم إذن صحيح "الملحمةْ"، وقد اتفقنا على وضع النقطتين مع نطقها على رغم ذلك هاءً، حفاظًا على طريقة الكتابة العامة؛ فالكتابة عُرف، ومن المصلحة أن نحافظ على الأعراف، لا أن نُشَوّه الكتابة من أجل طروء شيء. طيب! وهذان البيتان في غزوة تبوك، وكل شعر هذه الدفعة جئت به من شعر شاعر واحد، إلا اختبار طلاب الموسيقى -فهو محتاج طبعا إلي شيء آخر!- كل هذا الشعر كما قلت لكم في المحاضرة، من شعر شاعر واحد، هو "أحمد محرم" في ديوان "مجد الإسلام". وضع محرم ديوانا من خمسةِ آلاف وخمسمئة بيت في سيرة الرسول -عليه الصلاة والسلام!- وأصحابه -عليهم رضوان الله!- اسمه "مجد الإسلام"، دعاه إليه أحد أنصار فكرة الدعوة الإسلامية، وكان قد ذهب إلى أحمد شوقي، وعرض عليه الفكرة، فلم يجد منه نشاطا، ثم ذهب الى أحمد محرم؛ فنشط للفكرة، وقدم ديواناً ضخماً في خمسة آلاف بيت وخمسمئة، في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم!- وغزواته فقط. طيب! ماذا فعلتم إذن؟ حاولتم أن تقرؤوا قراءة أوليّة، بعد هذا حاولتم أن تتغنوا تغنيا يساعدكم على فصل الفواصل، بعد هذا دخلتم إلى الاقتحام أكثر فأكثر فنقّحتم أكثر. "دخلتَ..."، على أي أساس قلتم هذا؟ يبدو أنكم انتبهتم الى العروض. ها، من انتبه؟ فيصل، ها، خرّجْ في العروض، واعزف على الخشب!

الله الله الله! منكم طبعا من استعمل الخطوط التي من أعلى إلى أسفل كما أفعل على السبورة، ومنكم من حاول أن يتشبه بالملف فاستعمل فواصل البياض الواضح -ها!- ومنكم من فصل بفواصل كالتي سأفعلها الآن، وكأنه على الجهاز خارج الجداول. أنا الآن مضطر أنا أفعل هذا، لكن أفضل طريقة ما فعلتم أنتم بخط من أعلى إلى أسفل، لأن هذا سيضطرك كما ترى إلى خط بعد خط بعد خط! يا أخي، خط واحد من أعلى إلى أسفل، وسأضع في الأماكن الأشياء، اجتهد أن تكتب بطريقة مرتاحة، لكيلا تضيّق على نفسك! "على نَعْـ| جَتَيكَ"، "فسبحا"، هنا؟ ها! أين أضع الخط من "فَسُبْحَانَ رَبِّ"، بعد الباء أم في الوسط؟

بعد الباء.

لأننا درسناه.

لأن هذا درسناه، لكن ستأتي أشياء لم ندرسها؛ فيكتب "غ"، فيأخذ الدرجة كاملة طبعا؛ الحلال بيّن والحرام بيّن، أما المشتبهات في هذه فنحملها على ما ينفعكم ولا يضركم.

يا دكتور!

نعم.

هل نجحنا بأن نكتب "غ"؟

طبعًا.

لكن ما درسناه غير هذا؟

لا، قلت: إذا لم تكن متأكدًا!

دكتور أنت قلت: أنا في ميزان مفارقات بين...

قلت لك: إذا لم تكن متأكدًا! لا، لا، يبدو أنك تسرعت قليلا، يا عمر! عندنا أشياء لا نعرفها -لحظة، لحظة!- عندنا تغييرات لا نعرفها فكيف نفتي فيها! هذا ممنوع. عندنا أشياء درسناها لكن نسيتُها -يا أخي- لا أتقنها، لا أتذكرها تمامًا؛ فمن الحكمة إذن أن تكتبها "غ"، لا أن تدَّعي شيئا لا تعرفه! لكن هناك شخص أفضل منك تذكر وكتب بالنص، هذا في الأشياء التي درسناها ينبغي أن يعتبر، لابُدّ. طيب! "قَعَدتَّ فَلَمَّا..." -ها!- عزفت هذا؟ أعد، وأكمل!

قَعَدتَّ

فَلَمَّا

كَرِهْتَ الْـ

ـقُعُودَ

نَفَرْتَ

حَثِيثًا

إِلَى الْمَلْـ

ـحَمَةْ

وهذا الإيقاع ساعدنا على أن نقول: "حَمَةْ"، وأن نعود لنثقف ما سبق: ...

دكتور!

نعم، هل أخطأتُ في شيء؟ انتبهوا فأنا أخطئ! كلام جميل! انتبهوا! الخطوات كلها مطلوبة: يعني هذه الخطوة (التقطيع)، لها درجتان، بعدها الدندنة بدرجة، ثم التفعيلات بدرجة، ثم التوصيفات بدرجة. التشكيل تمييز للأفاضل، لأفاضل الناس، لأني أعطيت الدرجة الكاملة لمن لم يشكل -لكنه أَحْسَنَ- فأنا أحمل على حسن الظن أقول: لم يجد وقتًا، هو -ما شاء الله!- عالم، لكن لم يجد وقتًا لعرض علمه. لكن في تمييز الأوائل لا، في تمييز الأوائل لا أدخل إلى المعمعة إلا من شكّل وأتقن وتجاوز إلى الحدود. منذ قليل كنا في مجموعة حصلت فيها هبة على خمس وعشرين، وحصلت مودة على خمس وعشرين. لم تشكل هبة أي حرف -ما شاء الله!- هربت، وأنا قلت هذا صراحةً: هربت من الساحة! أما مودة -ما شاء الله، سبحان الخالق!- فهذه شاعرة أصلًا متميزة، تعرفون مودة أستاذة، لم تتقن فقط، لا، بل كتبت بخط واضح وألوان مختلفة، منتهى الجمال والنظام؛ فوقفنا لها مقدرين -ها!- مقدرين، وحصلت على المرتبة الأولى، وأَخَذَت الجائزة. ثم قلت لها: انتظري فهناك جائزة على وجه العموم، عندنا إذن جائزة لكل شعبة، ثم عندنا جائزة للأول على الشعب كلها، سيأخذ جائزته الأصلية وجائزة إضافية، لأنه أفضل الأفاضل! مودة -ما شاء الله، سبحان الخالق!- هذا هو الاتقان -ههه!- كنت أزيد الطلاب: تفضلوا، ما رأيكم؟ انظروا إلى هذه ولا هذه، لا يتكلمون، انتهت، واضح، كلام واضح، ها! "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، ها!

لا يستوون.

طيب، ها، عمر، أكمل من هنا، وعلى أساس كلامك سنشكل ونقطع ونفعل كل شيء، ها! أو فلنشكل كما قلتم أولًا: لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَالَ...، هذه مشكلة، عندكم مشكلتان في هذه الكلمة "أربد"، وهذه الكلمة "زاجر"، لكنكم -ما شاء الله!- أبدعتم في هذه "زاجر"، أيما إبداع، هي أمامكم هكذا "زاجر"، فكتبتم لها ألفًا! أكثركم فعل هذا، حتى الممتازون، طيب، لماذا، إن شاء الله؟ أتدرون لماذا؟ لقد حمل كتابتي على الخطأ! كيف تنصبها؟ على أي أساس؟ أنها خبر كان؟  طيب، أين اسم كان؟ شبه الجملة "فيما قال"؟

لا.

هل يقع شبه الجملة اسمًا لكان؟ لا وجه إذن لتخطيء الأستاذ. الخطأ وارد، وليس هناك معصوم، وقد نبهتك، أنا جرأتك على تخطيء الأساتذة، ومازلت أجرئك؛ كنت أنا أخطئ الأساتذة في المحاضرات -إي والله!- حتى أكبر الأساتذة، كنت أقول له: خطأ، هذا خطأ، ومنهم حَبْر جَلِيل، رأس مدرسة نقدية، وقفت له، وقلت: لا، بل خطأ، هذا غير صحيح، هذا كذا، وعلى الملأ، وكنا في المدرج مئات من الطلاب، والطلاب يتعجبون: من هذا الذي يخطِّئ الأستاذ على الملأ؟ لكن الأستاذ كان أستاذا كبيرا عظيما، عرف هذا، وشجع الطالب، لم يفهم الطالب خطأ، على رغم أنني كنت شديدًا عليه، لم أكن حسن الأداء، كنت غليظًا، أقرب إلى سوء الأدب، لكنه كان رجلًا فاضلًا، هذه علامات الكبار -يا جماعة!- هذا جبل، جبل! ماذا يضيره من الحصى حوله، ماذا يضيرهُ! أما الحصى فهو الذي يغضب من الحصى، الحصى هو الذي يغضب من الحصى، أما الجبل فكما قال المبرد -وكان إذا جاءه شخص ليسلم عليه سلم عليه جالسًا ولم يقم من مكانه، وقال له على مسمع الحضور: "ثَهْلَانُ ذُو الْهَضَبَاتِ لَا يَتَحَلْحَلُ"، أو كما يقول مغني اليمن المعاصر أبو أصيل -ها!- يا جبل ما يهزك ريح -ههه!- فعلى هذا تربينا، وقد جرأتك على تخطيء الأستاذ، لكن على أساس، قلت لك: فكر ألف مرة قبل تخطيء الأستاذ، ولكنكم -ما شاء الله!- جعلتموه الاقتراح الأول، أنه أخطأ، أخطأتم؛ "زاجر" اسم كان: لقد كان في قوله زاجرٌ له؛ فلم يزدجر -ثم "أربد" هذا شخص- "لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَالَ أَرْبَدُ زَاجِرٌ" -لَكِنْ أين العاقل الذي يزدجر؟- "عَنِ الشَّرِ لَوْ" -ماذا نقول "يُخشى"؟- معقول!  "يَخشى" –"يُخشى" مستحيلة- لو يَخشى امرؤ السوء -ها!- زاجرا. كتبها كثير منكم هكذا "زَاجِرًا"، خطأ تنقص بها الدرجة، لأنه يخالف ما علمتكم في علم العروض، خطأ صريح في العروض، لا في التشكيل الذي قلت لكم فيه: يمكن ألا تشكلوا، لا، هذا خطأ صريح في العروض، لأن البيت لا ينون على هذا الشكل، يُؤدَّى بالإشباع هكذا: زاجِرا:

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ(ي) بِسِقْطِ اللِّوَي بَينَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ(ي)

لم يقل: فحوملٍ، ولا كذا -ها!- فعلى هذا بُني، وعلى هذا يُبنى الشعر، فيأتي فلان ليقول: زاجرًا وكأننا في نثر، خطأ! نأتي إلى "امرِؤ السوء"؛ فمن أخطائكم كسر الراء من هذه الكلمة المرفوعة -ها!- ولو كانت مكسورة لوجب أن تكتب علي ياء، ثم هذه الكلمة معروفة في العربية بأنها التي تُعرَب من مكانين! هذه الكلمة لغز، إذا سئلت: ما الكلمة التي تعرب من مكانين فقل: امرؤ، فإنها إذا كانت مرفوعة قلت "امرُؤٌ" -فكأنها مرفوعة بضمة على الهمزة وضمة على الراء!- وإذا كانت منصوبة قلت: "امرَأً" -فكأنها منصوبة بفتحتينَ- وإذا كانت مجرورة قلت: "امرِئٍ" -فكأنها مجرورة بكسرتين!- هذا لغز نلعب به، لكن بعض المتفلسفة منكم كسروا راءها وهي مرفوعة! طيب، ها، قطع يا عمر!

أحسنت، أحسنت، أكمل! الآن يحضرنا اللحن، لا حل إلا اللحن، لا حل إلا التغني؛ قالت طالبة ممتازة عاقلة: اكتشفت -لكن بعد الاختبار، بعد فوات الأوان!- أن هذا الأمر مبناه على التغني، ومع الأسف لم أفعل هذا في الاختبار! بعد الاختبار اكْتَشَفَتَ أن الأصل التغني، وأنا طوال الفصل أقول هذا! ولا بأس؛ يحتاج المرء إلى التداوي بلسعة الخطأ في الاختبار! ها، تغنّ، وحافظ على اللحن!

أرأيتم! يعود إلى اللحن.

هذا الخط غير الخط الذي اختبرتكم فيه؛ فهو غير متاح هنا أصلا، وعدتكم أن أرسله، ولم أرسله، أظن أني وعدتكم مرة أن أرسله لكم بالبريد، فهو غير متاح هنا، فلهذا يحول جهاز المكان الخط إلى خطه، ما هذا الخط؟ إيريال، أعوذ بالله من غضب الله! أين هو من اللوتس الجميل الذي اخترعه الشباب في الأقاليم، اخترعه الشباب؛ فلهذا ترى، تأمل كسرة "الشَّرِّ"، أين هي؟ تحت الحرف، ولم نعد نشكل هذا التشكيل، بل نضعها تحت الشدة فوق الحرف، لكنه غير متاح؛ فماذا نفعل؟ نغير. طيب! فوائد كثيرة في هذه المحاضرة، فوائد محاضرة ما بعد الاختبار، فوائد ليست في المحاضرات، مستحيل أن تجدها في المحاضرات!

وهذه كيف نفعلها على الجهاز، إن شاء الله؟ هذه فائدة الكتابة اليدوية على الورق وعلى السبورة، لكل شيء مناقبه ومثالبه، ها! أنتم على الورقة تريحون أنفسكم، من أعلى الحرف إلى وسط الشدة، إلى الحرف الى الأسفل، كيف أفعل هذا هنا، إن شاء الله؟ لابد أن أدخل إلى الرسام لأحضر خطًّا فأضعه في الأماكن ها؟، وهذا إذا نقلته إلى جهاز آخر تحرك وانحذف وذهب يمينًا ويسارًا وأعلى وأسفل، انظروا إلى الحل!

هذا الحل، هذا هو الحل الوحيد أن تفصل بينهما وتسكن الأول وتحرك الثاني، هذا أقصى ما نستطيع، ماذا نفعل؟ طيب! وهذا:

وتذهل منه اللب لو كان ناظرا

نشكل، ماذا قلتم؟ "رَأَى"، مَنْ الذي رأى؟ أربد الذي في البيت السابق، ماذا رأى؟ رأى آية تغْتَالُ، مع الأسف حتى بعض التشكيلات يدخل تحت السطر العلوي. أعوذ بالله من هذا الخط! بشع! على رغم أنه أحسن من غيره، أحسن قليلا من السمبل فايلد، أحسن لكن!

رَأَى آيَةً تَغْتَالُ هِمَّةَ نَفْسِهِ

ها! وهذه "وتذهل"، كيف نشكلها؟ قال أكثركم: تَذْهَل، تُذْهَل! تُذْهِل، أي تُنْسِي وَتُحير.

وَتُذْهِلُ مِنْهُ اللُّبَّ لَوْ كَانَ نَاظِرَا

وهنا لا نقول: ناظرًا، كذلك خطأ، ناظرَا. ها، أكمل، يا عمر!

دكتور!

نعم.

لم نشكل التاء المربوطة في كلمة "همة"!

لا، شكلناها، ودخل التشكيل تحت السطر العلوي، ماذا نفعل؟ انظروا كيف قال؟ ههههه! طبعًا هذه أنتم في راحة منها على الورق، في نعمة، أين الفتحتان؟ تأمل هذا الكِيان الباقي، تأمل! ذهب! ها، سبحان الله! أستطيع أن أدخل لك هذا الكلام؛ قديمًا كنت أفعل حينما كنت أمينًا للقسم قبل أكثر من عشرين سنة، ماذا كنت أفعل ؟كنت حينما أصدر بيانات القسم أحاول أن أجعلها كالمخطوطات القديمة، فكيف أوحي بهذا المعنى؟ ها! كنت أظلل الكلام، وأذهب إلى المسافات، وأقسِم المسافة، أستعمل خط النسخ وأقسم المسافة؛ فيبدو الكلام كأنه مخطوطات قديمة، وهكذا كانت منشورات القسم -ههه!- كأنها مخطوطات مما قبل الإسلام، ها! هيا غنِّ هذا يا عمر!

هذا عمر الذي لم يكن يعمل هذا في أول الفصل، هو الآن ما شاء الله مغنٍّ محترف!  

صحح لي؛ فأنا أخطئ!

ها، في الوسط؟

لا.

نحتاج إلى التلحين في كل خطوه كنت سأخطئ!

أين؟

بعد الهاء.

أين -ها!- أين؟

في وسط الباء.

الله، جميل، جميل!

أمل، اقرئي! أمل في ورطة الآن طبعًا، أو أكثرنا في ورطة! نعرف الصواب بعد فوات الأوان، فإذا ما سألَنا الأستاذُ القراءةَ في محاضرةِ ما بعد الاختبار، قرأنا متألمين، لأننا نقرأ على الصواب وقد حللنا في الاختبار على الخطأ، هذه هي الأزمة، اقرئي!

الظَّافِرُونَ بَنُو الْإِسْلَامَ لَا فَزَعًا يَرَى الْعَدَى...

ما العَدَى هذا؟

العِدَى.

العِدَى، لا العُدَى، ولا العَدَى، العِدَى، لَا فَزَعًا يَرَى الْعِدَى فِي الْوَغَى مِنْهُمْ وَلَا...

... خَوْرَا

خَوْرَا! وما خَوْرا هذا! أعرف خور(فكّان)!

خُور.

ها! خُور هناك في صُور!

خَوَرَا، الخَوَر الضعف، بفتح الواو -ههه!- أرأيتم هي الآن في منتهى الألم تتعذب بقراءةٍ على الصواب بعد إجابةٍ على الخطأ!

الحمد لله!

إن لم تتعذبي أنت فلميس إذن! ها، أكملي!

أكملي، أكملي -يا أمل!- اقرئي هذا!

هُمُ الْأَلَى...

ها، ها! أخذت هذا في الاختبار؟ كيف نقرأ؟

... يُلْبِسُونَ الْحَرْبَ زِينَتَهَا...

نعم، نعم، لا، من الأول، ههه!

هُمُ الْأُلَى...

نعم، "الْأُلَى"، هذه الأُلَى، ألم تسمعوا عن "الألى" هذه! الألى الذين؛ أما التي بالواو فمعناها "هؤلاء". عندنا إذن "أُلى" من غير واو، و"أولى" بواو غير منطوقة، نقول: أُولَى أصحابي الألى عرفتهم، أي هؤلاء أصحابي الذين عرفتهم! والأُلَى بأل، وأولى بغير بأل، يكفي هذا في التفريق. ها، أعيدي! هم الأولى...

هُمُ الْأُلَى يُلْبِسُونَ الْحَرْبَ زِينَتَهَا إِذَا تَعَرَّتْ وَوَلَّى الذَّادَةُ الدُّبُرَا

هذه "الذادة" غريبة -ها!- ما الذادة؟

الحُماة.

الحُماة؛ وهي مثل الحماة، جمع مغيّر، فالحُماة (الفُعَلَة)، جمع الحامِي (الفاعِل)، والذَّادة (الفَعَلَة)، جمع الذائد (الفاعِل)، كالكَتَبة (الفَعَلة)، جمع الكاتب (الفاعِل)، تماما -لولا التغيير- أصلها الذَّوَدَة، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، كما أصل الحُمَاة الحُمَية، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، خففهما اللسان، أما الكتبة فخفيفة من أصلها، سهلة. أحسنت! نشكل إذن:

الظَّافِرُونَ بَنُو الْإِسْلَامَ لَا فَزَعًا يَرَى الْعِدَى فِي الْوَغَى مِنْهُمْ وَلَا خَوَرَا

هُمُ الْأُلَى يُلْبِسُونَ الْحَرْبَ زِينَتَهَا إِذَا تَعَرَّتْ وَوَلَّى الذَّادَةُ الدُّبُرَا

ربما يراني بعضكم أُشكِّل سريعا فيقول: يحضر عفاريت! ولا بأس! ها، ماذا نقول؟ غني -يا أمل!- بالعزف غناء عروضيًّا لا حرج فيه، إن شاء الله!

هذه كيف أقولها؟

ها، حاولي -نحن في محاضرة- ها! من شاء منكم وضع فتحة على أول "اَلظَّافِرُونَ"، لأنه يبدأ بها البيت على أية حال، فكيف نقول؟

والله!

ههه!

ها، مسعود!

الظَّافِرُو

نَ بَنُو الْـ

ـإِسْلَامَ لَا

فَزَعَا

"فزعَا"! أمسكناك -ها!- أمسكناك! لماذا قلت "فزعَا"؟ كما قالت أصلية في قراءتها، قالت: "فزعَا"! ما شاء الله! على أي أساس؟ على أي أساس أنك وقفت هنا خطأ، وإنما الوقف في البيت على آخره، ها! أين موضع الوقف السنة عند الشعراء؟ سنة الشعراء في الوقف أن يقفوا هنا فقط، لكن أحيانًا -انتبهوا!- أحيانًا في تزيين مطالع القصائد وما أشباها من منتقلات المعاني، من غزل إلى رحلة، ومن رحلة إلى هجاء، ومن كذا إلى كذا، يزينون بيت الانتقال كذلك كما يزينون بيت المطلع، فيفعلون شيئا يتيح لك أن تقف على العروض نحوًا من وقوفك على الضرب، لكن أين هذا هُنا؟ هل قال: "طمعَا"، وهنا "فزعَا"، حتى تقول: "فزعَا"؟ لا، لم يقل، فإذن تقول: "فزعًا". أكمل!

قالها في الاختبار: "خَوْرَا" -ها!- فماذا يفعل الآن؟ هو رجل صادق مع نفسه، ولا حيلة له إلا أن يخضع للصواب! جميل! ها، أكمل!

ماذا قلت؟

هكذا سمعتك تقول، وهذه لام شمسية!

هذه لام شمسية -واعجبوا!- تظهر بـ"اللَّيل"، وتختفي بـ"النَّهار"، ها!

هُمُ الْأُلَى| يُلْبِسُو| -أين؟- نَ الْحَرْبَ زِي| -أين؟- ـنَتَهَا| إِذَا تَعَرْ| -ها! ماذا أفعل في هذه المشكلة كالعادة، ها!- رَتْ وَوَلـ| -ها! مشكلة أخرى، ها!- لى الذَّادَةُ الدْ| -مشكلة، هذا كله مشكلات!- دُبُرَا، ماذا أفعل! يا سلام! بعضكم كان يكتب كتابة عروضية -اسمعوا!- أتعرفونها، تلك التي مرت بكم في الثانوية؟ هي خطأ، نعم؛ الكتابة العروضية إفساد في الأرض، ثم إن الذي يستعملها لا يعرفها! تدرون كيف نكتب "هم الألى" مثلا؟ لو أردنا كتابتها عروضيًّا كما يدعون، وجب أن نكتبها -تأملوا!- "هُمُلْؤلَا" ها! من يكتبها هكذا، من؟ أتحدى! هاتوا لي واحدا منذ هلهلَ الشعرَ عديٌّ إلى أن هلهله صلاحٌ، واحدًا فقط، يحسن الكتابة العروضية! لنكتب مثلًا -ههه!- "لى الذَّادَةُ الدْ"! كيف نكتبها؟

لذادةُ...

تأملوا، هكذا: "لَذْذَادَتُدْ"، من يكتبها بهذا الشكل مَن؟ مَن؟ كأنها حُرُوز! طيب، ما الفائدة؟ يشغلونك بالباطل وكأنهم -ما شاء الله!- من علماء الحيل، كأنهم من المخترعين العظماء، كل هذا عبث وكلام فارغ، يا ضيعة الوقت الذي يبذل في هذا ولا يوصل أحدًا إلى هذا الصواب! حتى الخليلي المحقق في "مُظْهِر الخَافِي"، الذي حققته له، لم يكن يحسن الكتابة العروضية، وكان يحاولها! طيب، لماذا ورطت نفسك! وقلت هذا في مقدمة تحقيقي ولم أتحرج: ورط نفسه في الكتابة العروضية دون داع؛ فلا هو أتقنها، ولا هو أهملها! طيب، لماذا تشغلنا بها؟ هذه مشغلة بالباطل. هو كتب الكتاب في صغره طبعا، هذا الخليلي كتب الكتاب وهو في الرابعة عشر من عمره أو أقل، كان صغيرًا، ربما لو كان كتبه وهو كبير لعرف، وقال: هذا باطل، هذا من شغل الناس بالباطل.

مثل بعض المدرسين يكتب هذه الكتابة وهو نفسه لا يعرفها!

يريد أن يشعرك أنه مهم.

ويخطئ.

لا، لا تعرف طبعا أنه أخطأ ، لكنك تتهيب، تجد لغة كسجع الكُهان، يعني تجد شيئا يكتب كسجع الكهان أو كلغة الأطباء، يقول لك وأنت مسكين، تستمع ولا تعرف، يقول لك الطبيب: ... وعندك كذا وكذا، فتحس أنك ستموت الآن -تقول له: يعني هموت؟ ههه!- كلام فارغ! ولو شَخَّصَ الأطباء بالعربية لقلت لهم: تشخيصكم خطأ، أنا أعرف التشخيص! لكنهم طبعا يتخفَّوْن خلف الكلام، أو كما قال بعض الأطباء من العظماء قال: نحن نمرض بالعربية؛ فكيف نعالج بالإنجليزية! ينبغي أن نُعلِّم الناس الطبَّ العربية. كلام من أطرف ما قيل في الدعوة إلى تعريب العلوم. ها، من يكمل؟ مَن؟ ميسون، ها!

نَعِيمٌ يَرُوقُ وَظِلٌّ يَشُوقْ وَعَيْشٌ يَسُرُّكَ أَنْ تَغْنَمَهْ

يا سلام، أداء جميل! لكن في الاختبار شيء آخر، ها!

فَذَكَّرَكَ اللهُ حَرَّ الْجِهَادِ وَأَلْهَمَ قَلْبَكَ مَا أَلْهَمَهْ

تذكرون "لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا"، عافانا الله وإياكم! إذا "حَرّ" هذه الذي قيلت في ذلك الوقت، ها! أحسنت الأداء مئة من المئة، لكن في الاختبار، يعلم الله، ها! "نَعِيمٌ -سأكتب لها ما قالت- يَرُوقُ -الله!- وَظِلٌّ يَشُوقُ وَعَيشٌ يَسُرُّكَ أَن تَغْنَمَهُ"؟

أَنْ تَغْنَمَهْ.

"أَنْ تَغْنَمَهْ"، جميل! وقالت هذه: فَـ...

فَذَكَّرَكَ اللهُ

تأملوا كيف قالت! فَذَكَّرَكَ اللهُ -فهي تعرف ماذا تفعل، لا "فَذِكْرُكَ" أو كذا، من التخريجات الفاسدة التي خرجتموها!- فَذَكَّرَكَ اللهُ حَرَّ -لا "حُرَّ" كما قال بعضكم، وهذا من أكثر الأخطاء "حُرّ"، حتى شككوني أنا فيها، ههه! من كثرة ضبطها على "حُرّ"، إي والله، قلت لنفسي: حُرّ أم حَرّ! وكيف أرتاب في "حر الجهاد" -سبحان الله!- "لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا"!

فَذَكَّرَكَ الْلّهُ حَرّ الجِهَادِ وَأَلْهَمَ قَلْبَكَ مَا أَلْهَمَهُ

أَلْهَمَهْ

أَلْهَمَهْ، الآن تأكدت، انضاف الأخ إلى أخيه، فظهرت الحقيقة. طيب، كيف نقول؟ غني هذا، واعزفي عليه عزفًا واضحًا!

وَظِلٌّ...

أكملي!

والله!

ـنَمَهْ

نَعِيمٌ يَرُوقُ وَظِلٌّ يَشُوقْ وَعَيْشٌ -سهلة، ما شاء الله!- يَسُرُّكَ أَنْ تَغْـ...

ـنَمَهْ

أحسنتِ! هذا أحسن كثيرًا من السابق، وكل هذا شيء، والذي في الاختبار شيء رابع! ها، أين نضع الخطوط؟

فَذَكَّرَكَ اللهُ حَرَّ الْجِهَادِ وَأَلْهَمَ قَلْبَكَ مَا أَلْهَمَهْ

بعد الكاف الثانية.

كتابة صوتية.

شفاء.

شفاء، أكملي!

تَمَنَّيْتُهَا نِعْمَةً سَمْحَةْ فَأَلْبَسَكَ اللهُ سِربَالَهَا

أَبَا بَكْرٍ اخْتَرْتَ أَبْقَ الثَّرَاءِ وَجَنَّبْتَ نَفْسَكَ بَلَابِيلَهَا

ها! بَلْبَالَهَا، ها!

تَمَنَّيْتُهَا نِعْمَةً سَمْحَةً فَلَبَّسَكَ اللهُ سِربَالَهَا

فَلَبَّسَكَ!

فَأَلْبَسَكَ اللهُ سِربَالَهَا

وإذا أضفنا هذا البيت إلى هذا تم المعنى، ونقحنا أكثر، فعدنا، فعدَّلنا، وضبطنا: "أَبَا بَكْرٍ اخْتَرْتَ أَبْقَى الثَّرَاءِ" -يبدو أنه يتكلم عن أنه تصرف تصرفًا هو الباقي فعلا، حينما بذل ماله كله مثلا، فقيل له: ماذا تركت لأولادك؟ فقال: تركت لهم الله ورسوله- "أَبَا بَكْرٍ اخْتَرْتَ أَبْقَى الثَّرَاءَ" -"الثَّرَاءِ" مضاف إليه، يا شفاء، ها!- وَجَنَّبْتَ نَفْسَكَ...

... بِلْبَالَهَا.

"بِلْبَالَهَا" هذه لا نعرفها، "بَلْبَالَهَا". ها، ماذا فعل؟ "تَمَنَّيْتَهَا نِعْمَةً سَمْحَةً فَأَلْبَسَكَ اللهُ سِرْبَالَهَا"، الله على الكلام الجميل! نشكل على هذا الأساس، وعلى مثل ما فعلنا تفعلون دائمًا: "أَبَا بَكْرٍ..."، لماذا نفعل هذا؟ لكيلا تنخدعوا بطباعة الشعر على الصفحات؛ فبعض الناس لا يعرف كيف يطبع الشعر، فأحيانًا يطبعُ لك الشطر مثلا تحت الشطر، هكذا، وأحيانا هكذا، وأحيانا بجواره، وأحيانا يُدخل جزءًا من الشطر في شطر آخر، لا، لقد تجاوزت هذا أصلًا، لم تعد تعتمد على الكتابة. طيب! أقول لكم شيئا أشد: عندكم شعراء من المجددين يكتبون العمودي على طريقة الحر، مَن يعرف هذا؟ أمل دنقل مثلًا، وصلاح عبد الصبور، وعندك في عُمان سيف الرحبي، وعندك أيضا هذا الشاب العماني الجميل حسن المطروشي -ها!- يكتب العمودي على طريقة الحر، طيب، ما المنجى؟ يكتب هذا هكذا:

أَبَا بَكْرٍ

اخْتَرْتَ أَبْقَى الثَّرَاءِ

وَجَنَّبْتَ نَفْسَكَ بَلْبَالَهَا

ماذا نفعل؟ ننخدع؟ لا؛ فقد علمتكم أن تتجاوزوا هذه الخدعة. إي والله -يا جماعة!- هذا صحيح! حسن المطروشي هذا صديقى، وعندي أعماله أو بعض أعماله، يكتب لك العمودي هكذا! أين إذن طريقة الكتابة التي تربينا عليها، حتى نعرف البيت؟ قضى عليها! لماذا كتب هذا؟ هذا من تفجير الشعر العمودي -يستعملون مصطلح التفجير- بإعادة توزيعه كما يعيد العازفون توزيع الألحان القديمة، ينثرون لكم البيت على الصفحة، يعرضونه بغير ما تعودتم، لتحسوا أنه شيء جديد! أرأيتم؟ هذا يسمونه التفجير، تفجير كتابة الشعر؛ كأنهم وضعوا في طواياه لُغْمًا فانفجر، فتشتَّت الكتابة! ها، ما رأيك؟ على أي شيء تعتمد؟ على الكتابة! قد خدعتك! لا، إذا تعلمت عليَّ هذا الذي علمتك تقول لحسن المطروشي: قد كشفناك، هذه عمودية، نَثَرتها على الصفحة! والعكس بالعكس؛ إذا كتب لك كاتب قصيدته الحرة على طريقة العمودي فماذا تفعل؟ لي كتاب شعر أهديه الطلاب في المحاضرات مكافأةً، كتبت فيه الشعر على طريقة الاختبارات هذه، فلم يدر الشباب أهو من الشعر أم النثر، وإذا كان من الشعر أهو من العمودي أم الحر، وإذا كان من كذا أهو كذا أم كذا؟ لا منجى، لا، لامساعد إلا من الثقافة. طيب! "أَبَا بَكْرٍ اخْتَرْتَ أَبْقَى الثَرَاءِ وَجَنَّبْتَ نَفْسَكَ بَلْبَالَهَا -ها، ماذا فعلت؟- تَمَنَّيْتَهَا -يكلم أبا بكر، لا تَمَنَّيْتُهَا، ثم هي نِعْمَة، لا نَعْمَة؛ عندنا في العربية: نِعْمَة ونَعْمَة وَنُعْمَة -ها!- والمطلوبة هنا هي "نِعْمَة"، والنِّعْمَة الحال الطيبة، والنَّعْمَة المال الوفير، والنُّعْمَة شيء ثالث نسيته -ها!- يسمونه عندنا المثلث؛ ما المثلث؟ الذي يُقرأ بالحركات الثلاث، يقال مثلًا...

جَنَّة، وجِنَّة، وجُنَّة.

نعم؛ جَنَّة، وجِنَّة، وجُنَّة، ويقال...

نعم؛ ذِرْوَة، وَذَرْوَة، وَذُرْوَة، ويقال...

كَلَامٌ، وَكِلَامٌ، وَكُلَامٌ.

نعم؛ كَلَامٌ، وَكِلَامٌ، وَكُلَامٌ، ...، وهكذا، بارك الله فيكم! هذا يُجمع، وتخرج به الكتب، بهذا العنوان "المثلث". لقطرب تلميذ سيبويه كتاب "المثلث"، ومنه "حِبْوة" و"حَبْوَة"، وَ"حُبْوَة"، كذا وكذا وكذا، يظن الظان أن الثلاثة بمعنى واحد، خطأ، وإلا كان المتكلم العربي الأول مجنونًا من المجانين، يهذي ولا يعرف ما يريد؛ أين الكَلَام من الكِلام والكُلام؟ أين عَلاقَة من عِلاقَة وعُلاقة؟ عَلَاقَة اتصال، وعُلَاقَة محبة، وعِلَاقَة مِشْبَك، كل واحد في وادِ. طيب! الكِلام والكَلام والكُلام، الكِلام الجَرْح، والكَلَام الحديث، والكُلام مرض مثلًا. "تَمَنّيتَهَا نِعْمَةً سَمْحَةً فَأَلْبَسَكَ اللهُ -عندنا مشكلة طبعًا؛ فالجهاز مبرمج على هذا الشكل "اللهُ"، فنريح أنفسنا، ونتجاوز، ونكتفي بتشكيل الهاء- فَألْبَسَكَ اللهُ سِرْبَالَهَا". طيب، ماذا نقول؟ من يغني؟ من؟ ها! لميس، غني البيتين، ها!

والله!  "أَبْقَى ثَرَاءِ"، طيب أين "أل" في المنتصف، سقطت من البين، ها!

جميل، ها؟

آه، هذه مشكلة الجهاز، أين؟

بعد الهمزة.

"ـسك اللـ(ا)= ددن دن، فعولن، سالمة"، كيف؟ أين الساكن؟ غير مكتوب، لأن الكتابة خداعة، لا تمثل النطق تمثيلًا تامًّا، وهذه عادتها في اللغات كلها، ولغتنا أحسن حالًا من غيرها. "ـهُ سِرْبَا| لَهَا"، يا سلااااام! هذا الاختبار، فكيف كانت الأجوبة؟ هذه الهدايا هذه، وهذه النتائج، في القوائم، وهذا جسم الجريمة. سنرى بعض الفضائح، أين؟ أين؟ معقول، غاب! لا، لا، هذا -الحمد لله!- موجود. ها! نمرُّ قليلًا بالأخطاء: هذه ورقة ممتازة، معقول لم تخطئ في شيء! هذه ممتازة جدًّا، ولكنها قالت -واسمعوا، اسمعوا، اسمعوا ها السمعة!-: "فلمّا= ددن د، فعول، مقبوضة"! ها! لم تعبأ بالمد، لا قيمة له عندها -عند الورقة طبعا، فربما كانت لطالب لا طالبة، نتكلم عن تأنيث الورقة، هي صاحبة المشكلة، هذه الورقة!- ها؟ وقالت: "فَذَكَّرَكَ الْلّهُ حُرّ الجِهَادِ"، كما ذكرت لكم عن أكثر الطلاب، والحُرّ حُر وإن مسّه الضر وإن مسه الضر! وهذه ورقة أخرى، بل هذه، تلك أخطاؤها كثيرة جدًّا، وإذا كانت كثيرة لم نستطع أن نختار منها. هذه مثلًا ممتازة، لكن انظروا هنا كيف قالت مثلًا: "رَأَى آيَةً"، كتبتها "آية" بالمد "آ"، فكتبتها بهمزة قطع دون مد، ثم قَطّعَتْها صوابًا؛ فماذا أفعل؟ قالت: "رَأَى أَ -بألف القطع العادية- ددن دن، فعولن، سالمة"، ومع هذا لم أعاقبها عليه وهو خطأ صريح، ولكنها أوقعها ربنا بعد قليل في خطأ صريح فعاقبناها عليه! جاءت إلى "وتُذْهِلُ مِنْهُ اللُّبَّ"، فقالت: "ـل منهُ اللُّ= ددن دن د، مفاعيلُ، مكفوفة" -وقد جعلت "تُذْهِلُ" "تَذْهَلْ"، ولكنني مشغول بما بعدها- والكلمة "اللبّ"، لا "اللُّبا" مثلا، وصواب التقطيع: "ـلُ مِنْهُ اللُّبْ= ددن دن دن، مفاعيلن، سالمة". ها، أرأيتم؟ الأمور واضحة أمامكم كما ترون، يمكنكم أن توازنوا الخطأ بالصواب. طيب! يكفي هذا من هذه الورقة. هذه كذلك ممتازة، في أي شيء أخطأت؟ ها، "زاجرًا"، غيرت "زاجرٌ" إلى "زاجرًا"، غيرت الكلمة عمّا أمامها، أنا الذي جرأتها طبعا، كما قالت المرأة في حديث أم زرع: "فَبَجَّحَنِي؛ فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي"، أي جرَّأني فاجترأت! تتكلم عن زوجها، بأنه هو المشكلة، كان ينبغي أن يضربها صباحَ مساءَ، لكيلا تتجاوز حدها، جرأها: تفضلي يا هانم، تفضلي يا جميلة، تفضلي يا كذا، فتجاوزت حدَّها، هذه نتيجة التدليل! طيب! هذه تقول: "دخلتَ العريش على نعجتيكِ"، بغض النظر عن "نعجتيكِ"، "دخلتَ على نعجتيكِ"، بالهندية! وعلى رغم هذا جاءت عند "نعجتيكِ" فقالت: ددن دن، فعولن، سالمة! كيف هذا! بغض النظر عن "دخلتَ على نعجتيكِ"، ها! هذا الفساد الذي غير المقبول، جاء إلى "جَتَيْكِ= ددن دن، فعولن، سالمة"، خطأ بشع! وهنا في الثاني، قالت: "حثيثًا إلى الملحمةِ"، "حمةِ= دددن، فعول، مقبوضة"؛ ما هذا العبث! هذه أمامكم. هذه ورقة كذلك ممتازة، تقول: "فسبحان رَبْكَ"، بوضع سكون على الباء، ثم قال في وسط البيت: "نَ رَبْ= ددن، فعو، محذوفة"؛ فكيف هذا! وهل تحدث "فعو" في الحشو، مستحيل، "فعو" إما أن تكون في آخر البيت، وإما أن تكون في العروض ونحن متعجبون من وجودها في العروض أصلًا، لكنها نجحت -ماذا نفعل؟- نَجَحَتْ! هذه كذلك "جتيكَ= ددن دن، فعولن، سالمة"، وكذلك "كرهت القعودَ"، "قعودَ= ددن دن، فعولن، سالمة، ما هذا! وهنا قالت: خُوَرَا -وهو اقتراح ضبط جديد عجيب!- دن دن، فاعل، طيب، كيف، أ"دددن" هذه "دن دن"! وكذلك أدركتها مشكلة "فَذَكَّرَكَ اللهُ"، ـرَكَ اللَّـ= ددن د؛ فكأنها لا تعرف -أو لا تذكر- أن في آخرها مدًّا غير مكتوب -وهو خطأ منتشر؛ صوابه: ـرك اللـ(ا)= ددن دن، فعولن، سالمة- ثم تصفها بالمتغيرة، على رغم أنها تعلمت صفة القبض، وهذا خطأ من كل جهة، من فوق ومن تحت! وهذه كذلك ورقة أخرى ممتازة، لا أختار الآن إلا أوراق الممتازين، بأخطاء ينبغي ألا يقع فيها أحد! منها مثلًا: "إِلَى الْمَلْـ| ـحَمَةٍ= دددن، فعِلن، خ"، وقد وضعت هذه الورقة كسرتين تحت "الملحمةِ"؛ وهل ينون المعرَّف بأل؟ معقول! و"أل" ضد التنوين! هذه كذلك "أربدُ زاجرً"، ووضعت فتحتين على الراء، ولم تضع ألفًا للمنصوب! عندنا مشكلة؛ فلا هي قالت: زاجرٌ، ولا هي قالت: زاجرًا، بألف؛ هي مؤمنة بأنه خبر كان، ولكنها لم تجترئ على أن تضيف ما ليس في النص، لا، خطأ، هذا اسم كان، لا خبرها. وهكذا تتوالى الأخطاء من هذا النوع! ثم ماذا؟ تأتي الدرجات من خمس وعشرين:فيصل معمري ٢٥، أصيلة الكلبانية ١٥، عمر 20.5، حنين ٢٥، أنوار ٢٥، مهلب ٢٥، مروة 6.5، منى سليم ٢١، رحمة ٢، أمل سيف 24.5، ميسون ٢٠، ابتسام ٢٤، سليمة غابت أو حَذَفَت، مريم ٢٤، نورة الشريقية 23.5، نورا الجهورية 7.5، بدرية الشكيلية ٢٣، مسعود ٢٢، سلمى -غابت اليوم، أين سلمى!- 24.5، كاذية ٢٤، لميس ٢٤، راية ٢٣، أزهار ٢٤، حنان ٢٥، مسعد -يا تنور، يا مجمع الزينات!- ٢٣، مروان 23.5، أماني 24.5، ذكرى ٢٢، خديجة ٢٥، انتصار 24.5، هاجر ٢٥، أصيلة ٢٣، أصيلة الحجرية -التي هي جالسة على النت، سايبانا وجالسة على النت، ولا يهمك المفروض نشيل عشرين ونخلي الثلاثة- 23، شفاء 13.5، نوف ٢٣، مناهل 24.5، أحمد الناصري -اللي حرص يجلس معنا، ويختبر مع الناس، لكن محاولة أحمد المفروض تُدَرّس! المفروض نسيب كل الإجابات ونجلس على إجابته، هذه المحاولة الطريفة التي هو يعني هو مبدع فيما فعل هو حرص على أن يجلس معنا ويجيب على الجهاز مباشرة هذا شيء بديع، وأنا معجب يعني بهذا الذي فعل- 19.5. طيب! عندنا الآن -ما شاء الله!- فيصل، وحنين، وأنوار، ومهلب، وحنان، وخديجة، وهاجر، كل هؤلاء حصل -ما شاء الله!- على ٢٥ من ٢٥؛ ليقف هؤلاء الحاصلون على ٢٥، قفوا -ها!- قفوا، قف -فيصل!- قف -مهلب!- ها، والبنات -ما شاء الله!- أهذه الأعداد كلها؟ يا جماعة، حيُّوا هذه المجموعة أولاً! لكن انتظروا! لابد أن نختار منهم. هذا المهلب، اصبرْ؛ فالأعمال بخواتيمها! هذه المجموعة الكاملة التي كانت في الآخر، ما شاء الله، كل هذا! يبدو فيهم من حضر من الخارج، نعم؛ عندنا واحدة حضرت من الخارج. طيب، من هذه؟ خديجة، أين خديجة؟ قالت: قعدتُّ، كرهتُ، أبقى الثراءَ، فقلنا: لا، لا، خل هذه! خديجة، اجلسي! راحت مع الأسف، طارت خديجة. من هذه؟ هاجر، أين هاجر؟ قالت: قَعَدتُّ، وكأنها لا تتكلم العربية -ها!- كأن لغتها الأولى الصينية مثلًا، من هذا الذي يقول: قَعِدتُّ، بكسرة تحت العين، وفي الآخر قالت: حثيثاً إلى الملحمةَ، هذا كله مع أنها حاصلة على ٢٥! وفي الخلف: نعيمٌ يروقُ وظلٍّ، وبعد ذلك: لقد كان فيما قال أربدٌ زاجرًا، ما هذا! ما هذا! اجلسي! طارت، قضينا عليها! أنوار! أنوار هربت من التشكيل أصلًا، هذا الهروب الكبير، اجلسي! قضينا عليها! حنين! حنين الصَّمُوت! ما شاء الله! عرض جميل، منتهى النظام والأناقة، فيها بارِض (قوة باقية كامنة)، كما تقولون بالعمانية! عندها ألوان، وتخرج من هذا إلى هذا -تمام- وحصلت على ٢٥، لكن انظروا إلى "فَزَعَا"، قالت: الظافرون بنو الإسلام لا فزعَا، كما قال مسعود في الأداء، خطأ، والصواب "لا فزعًا"، ثم قالت: يُرَى العدى، وهي "يَرَى العِدَى"، هذان فقط، طارت؛ اجلسي! فيصل -ما شاء الله!- قال: تَمنَّيتَهَا نَعْمَةً، قال: نَعْمَةَ!

نِعْمَةً.

وسوم: العدد 1099