وقفة مع عبارة وزير الشأن الديني أحمد التوفيق : " نحن علمانيون "
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة فيديو لوزير الشأن الديني أحمد التوفيق صرح فيه بعظمة لسانه خلال حديثه مع وزير الداخلية الفرنسي في لقاء جمعهما مؤخرا بعيدا عن أضواء وسائل الإعلام أن هذا الأخير قال له في سياق حديثهما : " أنتم تفزعكم العلمانية "، فرد عليه التوفيق بالقول : " كلا، لا تفزعنا ،بل نحن أيضا علمانيون مثلكم ، لأن عندنا كل يفعل ما يشاء " ، هكذا عبر الوزير عن دلالة العلمانية عنده بحيث تلتقي مع العلمانية الفرنسية عند فكرة : " كل يفعل ما يشاء " ، وهكذا تفسيره لآية : (( لا إكراه في الدين )) ، وهكذا مفهوم وسطية الإسلام واعتداله في نظره ، وشتان بين هذا وذاك.
إن مقولة الوزير : " نحن علمانيون " حكمها حكم العبارات التي يُعتبر : " جِدُّها جِدٌّ ، وهزلها جِدٌّ " كعبارات الطلاق ، لهذا كان عليه أن يتنكبها حتى لو كان هازلا ، ويستغني عنها بعبارة أخرى دالة على وسطية الإسلام واعتداله ، ذلك أن الإسلام شعاره : (( فاستقم كما أمرت )) ، بينما شعار العلمانية : " افعل ما تريد "، وشتان بين الشعارين .
والسؤال الذي يطرحه الرأي العام الوطني الذي استغرب عبارة الوزير هو : هل فوض الشعب المغربي له التحدث باسمه أو هو ناطق رسمي باسمه ؟
ويتساءل الرأي العام الوطني : ما الذي حمل الوزير في جلسة برلمانية على كشف ما دار بينه وبين وزير الداخلية الفرنسي مع أن لقاءهما كان سريا ،ودون حضور إعلامي في جلسة برلمانية ؟ وما هي الخلفية التي صدر عنها ؟
ويتساءل الرأي العالم الوطني أيضا عن موقف المجلس العلمي الأعلى من عبارة الوزير التي أثارت ضجة كبرى في البلاد ؟
وسوم: العدد 1105