وفاء الأحرار ..عام مضى
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
عام مضى على صفقة وفاء الاحرار التي تم من خلالها الافرج عن حوالي 1050 اسير واسيره من سجون الاحتلال مقابل الجندي جلعاد شاليط ، عام مضى على فرحة عمت كل ارض فلسطين بل وصل صداها الى العالم العربي والاسلامي ، وفتحت لقضية الأسرى ابواب و آفاق جديده ،عام مضى على وفاء الاحرار وكان لزاما علينا مراجعة وتقييم هذا الانجاز ، ما له وما عليه .
الافراج عن أي اسير فلسطيني هو انجاز يستحق الفرح والسعاده وتقديم التضحيه لاجل هذا الانجاز ، فكيف بالافراج عن اكثر من الف اسير واسيره ، أن إتمام صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال يعتبر نصرًا للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وكسرت معايير تبادل الصفقات مع الاحتلال الصهيوني على مر التاريخ ، فعدد الأسرى الذين شملتهم الصفقة كبير، إضافة إلى تنوع الأسرى, فالصفقة تعتبر إنجازًا يمكن البناء عليه في المستقبل، بعد أن أجبرت الكيان على إطلاق سراح أسرى كانوا "خطًا أحمر الأسرى المحكومين باحكام عاليه والذين يصفهم الاحتلال بأن ايديهم ملطخه بالدماء و عدد كبير من الاسيرات، فاعتقال المرأة له اعتبار كبير لدى الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، وكان الإفراج عنهن إنجاز عظيم.
لقد اعادت الصفقة ُ المكانةَ المركزية التي تحتلها قضية الأسرى بالنسبة للشعب الفلسطيني بكافة توجهاته،وجددت آمال كل الاسرى بقرب الافراج عنهم ، واستحالت بقائهم في الاسر ، وهي إنجاز استخباراتي وعملاتي غير مسبوق في صراع الأدمغة مع العدو الاسرائيلي. فالعدو لم يستطيعوا الحصول على جنديهم الأسير بالحرب ولا وصلتهم أي معلومة عنه خلال خمس سنوات من الأسر، رغم ضيق مساحة القطاع الجغرافية، إضافة لصبر وسرية وطول نفس المفاوضين الفلسطينيين، مما أدى بالاحتلال في النهاية إلى الاستسلام لشروط المقاومة.
بعد عام مضى على وفاء الاحرار وهذا الانجاز التاريخي لابد لنا ايضا ان نتوجه الى الاشكالات والامور السلبيه التي تتعرض لها هذه الصفقه ، فمن البداية ظهرت قصة الاسيرات والاعلان عن الافراج عن كل الاسيرات لندخل بعدها بدهاليز الاعلام و الكلمات والمصطلحات لتتم الصفقه مع بقاء ستة اسيرات في سجون الاحتلال وكانت هذه القضيه احد اصعب النقاط التي واجهتنها الصفقه .
بعد عام مضى على الصفقه قامت قوات الاحتلال بإعادة اعتقال حوالي ستة اسرى من محرري صفقة وفاء الاحرار ومنهم الاسيران سامر العيساوي وايمن الشراونه المضربان الان عن الطعام في سجون الاحتلال وهنا لابد من تدخل الوسيط المصري الذي ضمن الصفقه واشرف عليها ، بالاضافه الى ما صاحب الصفقه من اعلان عن ان الصفقه تشتمل على تحسين ظروف الاعتقال لباقي الأسرى في السجون لكن ذلك ايضا لم يتم ولازالت سلطات السجون تطبق ما عرف بقانون شاليط على الأسرى وتشدد من الخناق عليهم .
بعد عام من وفاء الاحرار خرج اكثر من الف اسير واسيره ومنهم من حمل معه هم احوانه الأسرى واخذ على عاتقه ان يبقى خادما للاسرى ولقضيتهم ، وهؤلاء فعلا هم الاقدر على تفعيل قضية الأسرى ونقلها للعالم بالشكل الصحيح.
وفاء الاحرار بعد عام مضى هي انجاز ورساله واضحه ترشد الجميع الى الطريق لتحرير الأسرى و المسرى.