متى يخرج طبيب العيون من جلباب أبيه

متى يخرج طبيب العيون من جلباب أبيه

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

كل مواطن في الوطن العربي يحلم بموت السلطان لعله يرثه من هو أرحم منه وقد استفاد من دروس الطغيان والقتل والتعذيب والتشريد وحرمان البلاد من مفكريها ومثقفيها ليطل عهد جديد يتسم بالحرية والعدالة وإيجاد الذات الفردية والجماعية لكل مواطن في البلاد . ويكون القانون العدلي هو الفاصل بين الأطراف . والأمن بصنوفه ساهر على حدود البلاد وراحة المواطن ومحاربة الفساد والإفساد في الوطن أجمع.

لعلي بذلك أخاطب من يهمني شخصيا أكثر من الغير . فكوني مدنيا وأحمل شهادة جامعية  . وأنظر بداخل نفسي لأجد مقارنة بسيطة في تفكيري المدني متلاقية مع المفكرين في العالم أجمع . وهو البحث المستمر عن الطرق والوسائل والأعما ل والتي بدورها تكون للمصلحة العامة وتقدم الخير لي ولبلدي وللعالم أجمع .

فلو كان بشار الأسد عسكريا وتربى في المدارس العسكرية كأبيه لكان من الأولى ان لا أكتب هذه الكلمات . ولكنه كما نعلم درس ونشأ على حب العلم ليكون تخصصه في ارق وأبهى وأجمل وأغلى عضو في الإنسان وهو طبيب العيون .

والتي قال عنها الشاعر:

 يصرعن ذاللب حتى لاحراك به           وهنا أضعف خلق الله بنيانا

ومع أنه درس في بريطانيا أم الديقراطية في العالم وجاء منها ليستلم الحكم من أبيه وكان يعالج مرضى العيون فيها سابقا . ولكنه عبر عن مهنته بجلباب أبيه في الإقصاء والظلم والقتل والتشريد وطبق المثل القائل (الولد سر أبيه) وزاد على ذلك في أنه سلم رقبته ورقبة بلاده إلى الفرس والملالي في طهران وانخلع عن محيطه العربي . ولا ينقصه إلا دستور العراق بأنها دولة يشكل العرب فيها جزءا من شعبها في الدولة الفيدرالية.

وعلى ضوء ماتقدم . اناقش الأمر مع الطبيب لكي ينتبه أو نصيحة , أو تذكير . أن ينظر إلى رقة العيون وحساسيتها وسبل التعامل معها بكل رقة وحنان .لأن الشعب الذي يحكمه هو أرق من هذه العيون وهم عيونه التي يرى فيها . وأن كل طرفة وكل ذرة مهما كانت صغيرة تؤذي العين .كمقارنة بالذي يؤذي الشعب السوري .

وللتنبيه أكثر وأكثر مايزال يلبث نفس اللباس لسلفه . من الأمن والأحكام العرفية والفساد في صفوف المحسوبين عليه وقانون الإعدام ال49 الذي يحاسب على الفكر .

توجد في الطب نظرية القتل الرحيم . ويوجد في القرآن الكريم (وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) . ولو بقي الأولاد على سر ابيهم لكنا نعيش الآن في العصر الحجري وإلى يوم القيامه .

ومع انني لم أذكرك كرئيس لبلدي لأنني لم أنتخبك ولم أنتخب رئيسا في حياتي . ولكنني أخاطبك كرجل علم وطبيب وحكيم . من منطلق تزداد المعرفة بالعلم والتعلم وتزداد الثقافة في الإحتكاك مع الآخرين ومعرفة أفكارهم وطروحاتهم للإستفادة منها . ومن تجارب الآخرين يزداد الوعي عند الناس وفي طليعتهم المثقفين .

ومنذ استلامك السلطة . وتعرضت فيها وتعرض بلدك إلى مضايقات ومطبات ونصحت من قبل الأحباب والأخيار في الوطن العربي والإسلامي . ولكن لم يتغير شيء .

وهذه الهزة الأخيرة جاءتك من أقرب المقربين اليكم في تفجيرات العراق الأخيرة . لتقول لكم وبالصوت العالي والملموس . أن الملالي في طهران لايهمهم إلا أنفسهم ويكيدون للعرب منذ أن وجدوا وحتى الآن وإلى قيام الساعه.

فلا أجد لكم إلا مناصا إلا :

1-أن تخلع النظام السابق المتمثل في جلباب الأب في سياساته الداخلية المعتمدة على القهر والظلم والقتل والتشريد والإقصاء .

2-أن تعود إلى أصل المهنة والتي نشأت عليها في طب العيون لتعامل شعبك بنفس الوسيلة والتي تعالج بها العين من أي سوء قد يصيبها .

3-تصالح مع شعبك الرائع ولن ترى في المعمورة كلها من هو أرق و    أجمل من العيون السورية لتكون موجود في جمالها.

4- جرب ولو سنة واحدة لترى معنى السعادة في عينك وعيون الآخرين.

ولن تجد بدلة رائعة تليق بدكتور عيون أجمل من بدلة شعبك الكريم

فلا السجاد العجمي ينفع ولا الصوف الإنكليزي ولا الحرير الياباني أن يكونوا أجمل من الموسكي والدامسي . وعين الفيجة .