شهادة وفاة الزوج
مقابل ألف لترة من المازوت
د.عبد االغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
عندما ارتفع سعر برميل النفط اكثر من(170) دولار. أصدر الرئيس السوري بشار مرسوما يقضي بإعطاء كل عائله سوريه (1000) لتر من المازوت بالسعر القديم عشرة ليرات للتر الواحد.
هنا القصه تدور حول هذا الموضوع..........
الزوجه والاولاد في وطنهم آمنين
والزوج خارج البلاد مع المشردين والمطلوبين
عادو ا للوطن بعد غياب طويل
ومنعوهم من لقاء الاب والزوج الحبيب
منذ اكثر من ستة سنين
وصدر قرار أخير بإعطاء كل عائله مبلغ من المال اليسير
مقابل حصه تموينيه تعطى للشعب بالقدر اليسير
ذهبت الزوجه لإحضار مستحقاتها من المراسيم التي اصدرها الرئيس
وكان الجواب هل عندك دفتر عائله حتى نعطيك النصيب
قالت لا
فليس لك عندنا اي قطرة وقود او قرش صغير
أخرجي دفتر العائله اولا وبعدها نعطيك القسمه وحظك القليل
ذهبت الى كاتب النفوس وارادت ان تستخرج دفتر العائله
فقال الموظف ممنوع لايمكن ان نعطيه للزوجه ولا لاحد من العائله الا ان يكون بيدي زوجك الحبيب
فليأتي ويوقع عليه ولا مشكلة بعدها في اصداره
قالت لكن رب الاسره بعيد
ولا يمكنه العودة ابدا فكيف السبيل
اتصلت بالزوج وشكت له حالتها وقالت اذهب الى السفاره واسألهم هل هذا ممكن ام ليس في ذلك لك نصيب
ذهبت الى السفاره وقالوا لا لايمكن ممنوع يجب ان توقع على الدفتر عند كاتب النفوس
وسأ لت وسألت هي الا يمكن ان ابعث وكاله للزوجه وتوقع عن الزوج
فأجابوا ممنوع
وسألت اصحاب الرأي والمشوره مالحل؟
وبعد جهد جهيد والتفتيش بالقوانين أجابها موظف النفوس
ليس امامك إلا حل وحيد
ان تستخرجي شهادة وفات الزوج وتقدميها لنا لنعطي دفتر العائله الى الوصي الجديد
أليس ذلك المضحك المبيكي في زمن قد تحرر فيه العبيد؟
الزوج حي وموجود ولكي تحصل على مكرمة الوقود ان يتوفى الزوج وهو ويصبح في مهب الريح
في مقابل (1000) لتر من المازوت بنصف السعر سعر السوق
خرجت المرأة وفي نفسها ان تقول أشياء كثيره
أأفقد زوجي ببرميل نفط هو بالاساس لي ولشعبي
أفقد حبي وعمري
ونفسي....... أي عصر نعيش!!!؟ وفي اي زمن نحن موجودين؟
دموع على خديها تكبت مابداخلها لاتستطيع ان تخرج كلمة واحده لكي لايكون وفاتها هي على ابطال هذا الزمن الرهيب
فهي قصة ليست تأليف ولا اتهام ولا تزوير
حقيقة هي وكما وقعت
شهادة وفاة وإلغاء وجود لشخص في مقابل برميل من الوقود
هذه هي قيمة الإنسان في بلدنا
بس سعر الزوج عالي نوعا ما
عشرة آلاف ليره وفي كثير من الأحيان عند هذا النظام لايساوي بيضة تشتري بها طلقة رصاص
فرحت بذلك السعر وسعري رائع
سوق النخاسة للعبيد
في زمن ماقبل التاريخ
هذه هي أسعارنا
وهذه هي قيمتنا عند النظام الممانع الواقف ضد العدو اللدود اسرائيل.