سوق نخاسة للقضية المقدسة !
سوق نخاسة للقضية المقدسة !
عبد الله خليل شبيب
تمر القضية الفلسطينية بأخطر مراحلها .. ...فالقدس تتسرب من بين أصابعنا .. وتهدم بيوت أهلها ..ومقابل ذلك تحاط وتدنس بعشرات آلاف المباني للغزاة الغرباء ‘والتعنت الصهيوني يبلغ مداه..فينكر كل الحقوق المشروعة لأهل البلاد ..حتى تلك التي نصت عليها القرارات والقوانين الدولية .. في ظل سيطرة تطرف صهيوني [نتن] ..ووهن عربي إسلامي شامل ..ومستغرب !
واجتماعات الفلسطينيين في القاهرة بلا جدوى لأن احد الطرفين [ من يدعون تمثيل فتح ] لا يملك قراره ..وكأنما يفاوض نيابة عن العدو ..لأن مطالبه [ الاعتراف بالدولة اليهودية وإلغاء المقاومة المسلحة وإلقاء السلاح]مطالب يهودية محضة تصب في صالح اليهود لاغير ! ومؤتمر فتح يعقد في ظلال الحراب الصهيونية ويضمن [ شلة أوسلو- دايتون ] أنها ستكون لصالحهم وتكرس الوضع الراهن ...وتثبت محمود ميرزا عباس ....الذي [ ضمن ] أنه حتى لو كانت انتخابات ..أن تكون كما يحب اليهود ويشتهون ..فالضغوط والتزويرات والتهديدات جاهزة ..
الطاقم اليهودي الحاكم الحالي والممثل لرأي المحتلين رافض لكل شيء .. ويستغل ظروفا مواتية ..يضغط بها على الآخرين فهو يطلب [ كل شيء مقابل لا شيء !] : يطلب التطبيع من الجميع ..ويرفض التخلي عن ( حجر من القدس ) .. ويرفض ( عودة لاجيء واحد ) .. ويرفض أي دويلة فلسطينية [ حتى لو كانت بلدية في أريحا ]!
وأصحاب المبادرات [ الميتة ] الآخرون يتسولون الحلول والقبول .. وليس لديهم إلا [الرجاء حيث لا رجاء ] ..والعدو يطرح [ بدعة السلام الاقتصادي ] ..أي يجب أن تفتح جميع الأسواق العربية والإسلامية للبضاعة اليهودية ..ويجب إمداد دولة اليهود بكل ما تشاء من نفط رخيص وغيره ..إلخ ..وأن يعمل العرب والمسلمون [ عمالا وعبيدا ] لتسمين المال والاقتصاد اليهودي ليستمر في سيطرته وسريانه ...من فوق رؤوسنا وعبر بلادنا – إلى العالم ..حتى يحقق مملكته العالمية ...
.. لقد شجع العدو على تعنته وتمرده على كل شيء .. أنه لا يرى أمامه أية عوائق ..- ربما لأنه ضمن أنه صاحب القرار [ الخفي الحقيقي ] في كل شيء فشبكاته متغلغلة مسيطرة ممتدة ترقب الأنفاس وتحصيها ..ولا تسمح بأية رائحة لتحرك وطني حقيقي ..أو مقاومة ..أو جهاد إسلامي .. ولم يبق يؤرقها إلا بعض الجيوب التي تخطط لخنقها والقضاء عليها ..وتحاول الشعوب صيانتها والتواصل معا ..ومدها ببعض وسائل البقاء ..!
ومما شجع اليهود المحتلين أيضا أنهم نجحوا في مؤامراتهم المحيطة والبعيدة .. فقد استطاعوا أن يخرجوا [الجيش الأمريكي وجيوش الأطلسي من وراء البحار ] ويسوقوها لمنطقتنا ليشنوا حرب إبادة منظمة وتدريجية على الإسلام وأهله بذرائع واهية وكاذبة وأطماع لا تلبث أن تقضي على أصحابها ! ذلك أن الإسلام يمثل خطرا حقيقيا على المشروع الصهيوني والإمبريالي .. بل يكاد يكون الخطر الوحيد ..وهذا سر مقاومة الكثيرين له منذ زمان !!
.. بل واستطاعوا- أي اليهود وأعوانهم - [ بفنهم الجهنمي الإفسادي الرخيص ] أن يوطنواالحروب ..أي أن يوجدوا في كل قطر من أبنائه من يحارب خصومهم من أبنائه الآخرين .. ويفني [ الجوييم ] بعضهم بعضا نيابة عن اليهود ..واليهود والكفرة حلفاؤهم يتفرجون !
.. لقد نجح اليهود في تأزيم الأوضاع فيما حولهم وما وراء من حولهم .. فالفتن المشتعلة في السودان مثلا منذ سنين ..ثبت أنها من تخطيطهم وصنعهم وهم ضالعون فيها بكل وضوح ..وما حديث دارفور عنها ببعيد .. وكذلك تغلغلهم وقواعدهم واستخباراتهم في أريتريا وكينيا وأوغندا وأثيوبيا وغيرها.. وفي انفصالية الأكراد شمال العراق ..بل في وسط بغداد ....وكذلك في كل مكان !
..وأخيرا [ جروا رجل تركمانستان المسلمة ] ليوجدوا فيها [مركزاعلنيا ] للتجسس والإفساد في شكل [ سفارة ]..حيث أنهم سبقوا [ من يدعون الإسلام ] للتغلغل في تلك الجمهوريات الإسلامية التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار السوفييتي الشيوعي ..وشعوبها متعطشة للإسلام ..ولكن حكامها الدكتاتوريين الذين كانوا يحكمونها باسم الشيوعية ؟؟ ظلوا [ هم هم بأنفسهم غالبا] يحكمونها باسم الإمبريالية الأمريكية .. وظل كل اتجاه إسلامي محاربا أو محاصرا أو محدودا ..بل [ نهب] الصهاينة ما تيسر لهم من[ الإرث النووي السوفياتي في كازاخستان ] من يورانيوم وخبراء ومعدات وغير ذلك ..والتي كان من الطبيعي والأولى أن يستأثر بها العالم الإسلامي ..في ظل وحدة ( ولو فيدرالية أو على أي مستوى ) بين تلك الجمهوريات ..وروابط متينة مع العالم الإسلامي – وخصوصا - الجوار في باكستان وأفغانستان وإيران ..وذلك ..من أهم مادفع [ قوى الاستعمار والصهيونية في وشنطن ] إلى افتعال [ مؤامرة 11سبتمبر ] لاتخاذها ذريعة للهجوم على أفغانساتان .. قطعا لإية احتمالات مما ذُكِر ..حيث كانت تجربة إسلامية ( بدائية ) تنمو في أفغانستان ..التي تحررت من ربقة السوفيات – برضا وتشجيع غربي وأمريكي – لكن الصليبيين لم يقطفوا ثمار تشجيعهم [ وغضهم النظر عن دعم مجاهدي أفغانستان ] ..وظل الأفغان مستقلين على استقلال إرادتهم وقرارهم – وإن كانوا تخبطوا في كثير من الإجراءات والتصرفات المحلية - ! فكانت المؤامرة اليهودية الصلبيبية التي أعلنها بوش صراحة من أول وهل [ حرب صليبية ..!] وبكل صراحة ووقاحة .ووجد من[ أهل لا إله إلا الله ] من يقف معه بقوة وعبودية له !!
كما أن اليهود المعتدين يبيتون مخططات فتن وتمزيق لكل من حولهم وما حولهم ..في غياب وعي إسلامي صحيح ..ويقظة شعبية ..بل في ظل سيطرة نفسية استغلالية مادية استهلاكية أنانية ! ووهن أخلاقي يستطيع معه العدو إيجاد مرتكزاته ..وأدواته الجاهزة لتفجير أي شيء مقابل المال أو المصالح أوالامتيازات ..أو حتى مجرد الوعود [ والتسويلات الصهيونية ] !!
ولقد يسر لليهود [ تغلغلهم الموسادي ] وتسربهم لمواقع كثيرة وحساسة ..أن يعلموا معظم ما يريدون ..ويجهزوا معظم ما يخططون ... فالتفجيرات جاهزة ..وادواتها تحت السيطرة ..وبحركة بسيطة [ ضغط زر مثلا أو إشعال فتيل ] يضمنون أن تثار فتنة هنا أو معركة هناك ..إلخ في ظل فقدان أوغياب الوعي والأخلاق – غالبا -!!
.. ها هي لبنان ( الضعيفة المسالمة ) تكتشف العشرات من الجواسيس وشبكات التجسس اليهودية ..والتي لا تمثل إلا رأس جبل الجليد أو أقل .. فهناك نحو ( 15 ألف ) من رجال لحد السابقين ..وربما مثلهم أو أكثر من غير المعروفين..هذا في لبنان البلد الصغير وغير الخطير .. فما بالك بغيره ؟!
وهاهم في مصر – فضلا عن سيطرتهم على سيناء هم ومساعدوهم الأمريكان .. ركزوا قواعدهم ومخابراتهم في عدة أماكن حساسة في نواحي القاهرة والقطر المصري [!!] .. ليحولوا دون أية أحداث أو تغيير لغير صالحهم ( انتفاضة شعبية عامة عارمة أوانقلاب عسكري أو غير ذلك ) [ أو يندسون في الفوضى ..وعملاؤهم جاهزون علىجميع المستويات والمواقع ]! ليضمنوا بقاء قرار مصر في أيديهم ..وحماية مصر لهم ومنعها من تسريب شيء حتى الهواء إلى غزة حيث ( الجيب المزعج = مقاومة وإسلامية ) وكلاهما لدى اليهود خطر ماحق يحاولون القضاء عليه وخنقه وقد صرحوا أن التنسيق بينهم وبين نظام الحزب [ الوثني المباركي ] المصري في العدوان على غزة كان كاملا ووثيقا ]!!..ولا يزال !! ..ولكن " ويمكرون ويمكر الله .. والله خير الماكرين " وسنرى أي المكرين يغلب في النهاية .." وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "! " والعاقبة للمتقين " صدق الله .
محاولات التفاف على حق العودة والقدس والقضايا الأساسية !:
هنالك محاولات للالتفاف على حق العودة ..وإسقاطه من المبادرات الهزيلة والمرفوضة أصلا من اليهود والتي قال عنها شارون قبل أن يجف حبرها ( إنها لا تساوي الحبر الي كتبت به ) !! .. ومع إعلان اليهود وغير اليهود لوفاتها هنالك من يروج لها ويحاول تسويقها كمن يروج لجثة هامدة ..! وحتى هذه الجثة الهامدة يحاولون تشويهها أكثر .. بإفراغها من حق العودة ..ويصر [ النتن – ياهو ] على : 1 – لا قدس 2- لاعودة . 3- تطبيع كامل ..4-لا إلغاء للمستعمرات؛ أو وقف توسعها 5- لا دولة ولا لحل الدولتين..6- يهودية الدولة.. بمعنى التمهيد لطرد كل غير اليهود من كامل فلسطين ولوعلى دفعات..وترتيب ذلك مع أمريكا ومع الممولين و[البنائين]!!..
7- [ وهو اللشرط أو الأمر اليهودي المُلِحّ ] .. تكوين أوتمتين جبهة [ يهودية-عربية-صليبيية شاملة ] ضد إيران الإسلامية .. تمهيدا لضربها بمشاركة أو مباركة أو بغطاء عربي إسلامي للحيلولة دون امتلاكها سلاحا ذريا ..ليبقى اليهود متفردين بذلك السلاح في ميدان المنطقة ..فإذا أضيف إلى ذلك - القضاء على السلاح النووي الباكستاني أو تهميشه أوتحييده أو وضعه تحت السيطرة الكاملة [ وقد كان هذا وهو حاصل في ظل حكام عملاء فاسدين ضعفاء وشعب يأكل بعضه بدلا من أن يأكلهم وأسيادهم ] ضُمِن التفرد النووي لليهود في المنطقة والتفوق والعلو على المسلمين والعرب !! !!.. وسواء مُنعت إيران من استكمال سلاحها النووي ..وسواء كان إسلاميا حقا أو غير إسلامي ..وسواء كان خطرا فعليا على دولة اليهود ..أو لم يكن .. فالمهم أن تظل دولة الشياطين اليهودية مهيمنة على المنطقة تصول وتجول بلا منازع ..وحولها عبيد مطيعون..وهذا هو [الشرق الأوسط الجديد ] ..كما يريده الأمريكان واليهود ؛ وكما بشر به [ الإرهابي الخبيث بيريز ] في كتابه المعهود!!
وبتأكيد وتهديد نقول : كل من يضلع في المشروع اليهودي ويتحالف معه ضد إيران – أيا كانت حجته –ويستبدل الخطر الإيراني بالخطر اليهودي الصهيوني .. إما مجنون أو خائن حلال الدم ! ..وخالع لربقة الإسلام من عنقه!! نقول هذا للحق والرشد ..وليس دفاعا عن إيران ..فنحن نعلم عنها مثل أو أكثر مما يعلمون ..ونحتاط من بعض سياساتها – كما يحتاطون ..ونرفض استعمالها أية وسيلة لنشر التشيع بيننا أكثر مما يرفضون ..مع أنهم لا يعلمون ولا يهتمون لا بشيعة ولا بسنة ولا بدين ..!!
...فماذا يبقى بعد كل هذا للمبادرة العربية أو غيرها من المبادرات.. قبلها اليهود أو رفضوها ؟!
[ وللذكرى فإن أبناء محمود عباس ] قد كسبوا الملايين في مشروع ترويج – في غير محله – في الصحف الصهيوية وغيرها للمبادرة الهامدة ..حيث أنشأوا لذلك شركة إعلان استحوذوا بواسطتها على أموال كثيرة خصصت لذلك الترويج العبثي ..هذا عدا عن شركات أخرى كثيرة يجنون من ورائها الأموال الطائلة ..حيث أنهم – كما يبدو مثل أبيهم- لا ينتمون لهذا الشعب ولا لهذا الوطن ..لا شعوريا ولا دينيا ولا وطنيا .. حيث تحيط الشكوك .. بكل ذلك حول عباس وشلته وبطانته - !!
..ويبدو أن [ تلك الروافض أوالمرفوضات والمطلوبات السابقة ] هي ما اتفق عليه [ النتن ] مع رئيس أمريكا .. وربما طلب منه أن يضغط لتحقيق كل ذلك .. دون أن يفعل اليهود شيئا .. لا انسحاب ..ولا دولة ..ولا تعديل أو تغيير للجدار أو للمستعمرات اليهودية التي أكلت الضفة الغربية .. ولا لأي تنازل حتى رفع حواجز التعذيب والتقطيع ..!
موجز المطلوب صهيونيا – أمريكيا ..وإلا فغزة نموذج لأي رافضين متمردين !!:
.. أي باختصار ... على العرب والمسلمين أن يخضعوا لجميع المطالب الصهيونية .[ ويدنس العلم الصهيوني أجواء 57 دولة عربيةوإسلامية = إجباريا ] وكبادرة حسن نية – والذي بدا كإغراء لليهود لقبولهم [القرب والرضا ]!..وتتبعه أو تسبقه – أو يكشف عما سبقه ويستمر – من سيل البضاعة الصهيونية التي تغرق أسواقنا وتغص بها بلادنا ونظمنا ..ونقدم بثمنها- من دمائنا وأقواتنا – السلاح ووسائل القوة والإمداد لعدونا ..ليستأنف الإجهاز على ما تبقى من قوانا وإرادتنا وكرامتنا ..إلخ !!
وإلا فأدوات العدوان والتحرش جاهزة ..في ظل صمت و[تعام وتصام ] دولي شامل . و[ تخدير عالمي ] للعالم عن رفض جرائم الصهاينة ومقاومتها !!
..ومن يتمرد .. فالنذر الصهيونية – مما جرى لغزة وغير غزة – رسائل تهديد واضحة ..
.. هذا إضافة إلى عشرات أو مئات الرؤوس الذرية الجاهزة للإطلاق والموجهة – منذ سنين عددا !- إلى أكبر وأهم المدن العربية – حتى المعترفين والمطبعين والمتهالكين [ وليس العواصم فقط ] وأهم النقاط الاستراتيجية ..عسكريا واقتصاديا وعمرانيا .. وبنى تحتية ..من ماء وكهرباء وغذاء ومواصلات واتصالات ...إلخ ..!!
.. نضيف إلى ذلك – أونُذَكِّر – بأن أمريكا – ومن عشرات السنين أهدت لدولة اليهود [ كمبيوتر يستطيع إجراء 6 ملايين عملية / الثانية ] .. أي ارتقبوا ما يشبه جهنم ..أوقيام الساعة ..والساعة أدهى وأمر !!!
..أرأيتم أخس وألعن وأخطر من عدو كاليهود ؟؟!!.. وصدق الله العظيم " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود .." ..وكذب أحباب اليهود من دعاة التطبيع والاستسلام ومهادنة الأفاعي التي في حجورهم ..!! المتنكرين لله ولكتابه ولرسوله ولدينه ولعباده المؤمنين !!
.. ومن ذلك وكتنفيذ ليهودية الدولة .. فإن على العالم العربي – وأوله دول الجوار – والأردن أولا .. يجب أن تستوعب – مرغمة - [العرب المطرودين من فلسطين = كامل فلسطين = 48 +67..إلخ ] واستيعاب ما أمكن منهم في [ الولايات المتحدة الأردنية ] المزمع إنشاؤها ابتداء ب 3 ولايات = جنوب وشمال ووسط + عّمان [ دي سي D.C] على نموذج [ واشنطن دي سي D.C ] .. (وخسئت الولايات المتحدة الأمريكية فلتتراجع عن دورها ومقامها للولايات المتحدة الجديدة!!)- ثم يصار إلى تقسيمها إلى [ 12 ولاية أو إقليما أو حتى دولة ..تتنازع وتـتنافس فيما بينها على قبول أكبر عدد من [ المطرودين من الدولة اليهودية ( فلسطين الكاملة + زيادات البياعين !)] .. لأن مقابل [ كل رأس يطرد ..ويقبل في ولاية ما .. مبلغ محترم من المال]..وربما غيره ..[ بالطبع من مصادر تمويل أوروبية وأمريكية ونفطية ويابانية ومشرقية ..إلخ !!] وآخر من يدفع هم اليهود ناهبو ثروات العالم – دائما وتاريخيا – وخصوصا وأخيرا في الأزمة العالمية الأخيرة المفتعلة صهيونيا !!
.. وهناك الكثير من الشقق والعمارات والمشاريع ..تنتظر من يشغلها .. !!
.. وإن فاض – وسيفيض عدد كبير – فإن الصحراء قد امتلأت بناطحات السحاب .. في دبي والإمارات وغيرها .. وصدقت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إحدى علامات الساعة في قوله:( وترى الحفاة العراة العالة رعاء الإبل- أو الشاء – يتطاولون في البنيان !!)
..( والغريب أن أحد الكتاب الغربيين قد استشهد بهذا الحديث بالذات في افتتاحية صحيفة أجنبية مختصة بالإنشاءات والمشروعات في معرض حديثه عن تلك الإنجازات العمرانية الهائلة ..وخصوصا في دبي ..والتي ساهم في بعضها بعض [ أبناء العم ] اليهود – ومنهم وزير سابق ورئيس حزب متطرف ..يرأس شركة إنشاءات ..!!] .. ويقوم [ رهط روتشيلد = ورثة متلقي وعد بلفور – بتنسيق الجهود ..والإشراف على [تنظيم المال والاقتصاد والاستثمار والإسكان !!] وخصوصا في ظل الأزمة المالية العالمية الأخيرة الخانقة ..والتي ضربت معظم [ مشروعات واقتصادات الخليج ] .. وتظل تلك العمارات والناطحات تنتظر من يشغلها ..ويعوض خسارة أصحابها ..إلى أن يأتي الساكنون الجدد ..من فلول المطرودين من [ الوطن القومي اليهودي الموعود لروتشيلد من بلفور [ لعنهما الله ومن تبعهما ]!!
.. ولكن – ولسوء حظ البعض .. فإن الوافدين الجدد لن يعوضوا عن [ اللحم الأبيض السوفياتي والأجنبي ] الذي كان من أهم حوافز النهضة العمرانية المدهشة[ في ذلك اليباب ]!!
..وهنا نقول صدق قول مظفر النواب في [ رائعته الشاذة المجنونة القديمة = القدس عروس عروبتكم ) حيث تنبأ قائلا :
( يا هذا العربي الممعن في الهجرات .. تزود للربع الخالي بقطرة ماء !!)
( سنكون نحن يهود التاريخ [ أي مشتتين في كل مكان بدل اليهود ومثلهم – وعلى حسابهم – ولأجلهم] ... ونعوي في الصحراء بلا مأوى )..
.. لكن يا مظفر .. يبدو أنهم أبطلوا جزءاً من نبوءتك .. وأعدوا بعض المأوى !!!
.. أما الماء .. فعلى الله ..وعلى [ روتشيلد وآل روتشيلد وأتباعهم ]!!
.. أما ملايين الهنود- الذين يزخر بهم الخليج ..ويكونون نحو نصف سكان الإمارات – مثلا - .. فسيكونون [ رديفا لليهود ] وتستطيع دولتهم [ الحليفة الحميمة لليهود ] تجنيد نحو نصفهم في أشهر أو حتى أيام ..ليكونوا قوة تأديب لمن يحاول التمرد أوالإنكار أو رفض مخططات الأسياد والعبيد !!
..وقد يُسبق ذلك ب[ قرارات دولية وأممية ] – بأمر اليهود – لإعطاء الهنود وغيرهم حقوق مواطنة كاملة متساوية .. ليكون تصرفهم كمواطنين ..مع أنهم قد يتلقون أوامرهم من دولتي اليهود والهنود !
ما الحل إذن ..؟؟!!:
.. من السهل جدا أن نبتدع ونتخيل حلولا كثيرة ..ولكن الخيال يمكن أحيانا أن يصبح حقيقة واقعة إذا تهيأت لها الظروف وتوافرت الإرادات والقناعات وخلصت النيات ..وتُجووِزت الأنانيات .. ووُجِد الاستعداد لبعض التضحيات !..كما فعل الصهاينة مثلا في تحقيق حلمهم وإقامة دولتهم وبسط نفوذهم وسيطرتهم – خلال أقل من مائة عام – بعد أن كانوا مشردين مشتتين – تحت كل كوكب – كما فعلوا هم بالفلسطينيين بعد عدوانهم !- وكان اليهود – أيضا - منبوذين محتقرين مهانين- ولا يزالون محتقرين ولوملكوا الدنيا – وهم يعرفون ذلك ويدركونه جيدا ..ويتصرفون بنفسية الحاقد المنتقم - فقد كُتبت وضُرِبتْ عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ...ووعد الله لا يتخلف !!
يبدو – في المدى المنظور استحالة أن يتجمع العرب في كيان واحد أومتحد أو حتى متقارب .. حيث أنهم- على ما يبدو – أو على الأقل كثير منهم - لا يملكون قرارهم الحقيقي ..ولا إرادتهم التي تبدو مشلولة ..ومرتهنة لآخرين !
..وإلا فما أسهل أن يطبق ( ميثاق الدفاع العربي المشترك مثلا ) وتكون الدول العربية أوالإسلامية تكتلا جديا يكون له وزنه وضغطه الكثيف الذي يؤدي لتغيير كثير من المواقف الدولية والصهيونية ..وللانصياع لبعض الحق ولو مؤقتا ..أو جزئيا !!.. ولكن هل كان ذلك الميثاق للتطبيق ؟! ومتى طُبِّق؟ ..ومتى كانت الجامعة العربية = المنشأة بقرار بريطاني ..جامعة فعلا على قرارات موحدة ولصالح شعوبها ؟!
.. إذن ما المخرج ؟ وما الحل ؟..
.. يجب أن نوقن جميعا ببدهيات :
1- أن الجميع – فردا فردا – مهدد مستهدف بخطر ماحق !
2- أن الصهاينة لا يرحمون أحدا ..ولا يتوانون عن فعل أي شر بأي أحد – حتى بأنفسهم إذا لزم الأمر ..
3- ..وأن ذلك الخطر لا ينجو منه حاكم ولا محكوم.. فالكل تجاه التهديد والخطر سواء ..وإن سُوِّل للبعض بغير ذلك !.. واليهود لا يحترمون أحدا ولا يراعون عهدا ولا إلا ّولا ذمة !
4- أن الوقت – والعدو - لا يرحم ولا ينتظر ... ولا ينظر ..ولا ينذر !..
5- أن اليهود سرعان ما ينقلبون على من يساعدهم – إذا استنفدواغرضهم منه ويفتكون به شر فتكة !.. فليس لهم صديق إلا مصالحهم .
6 - وأن سنن الله نافذة غالبة .." إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ".. " ولينصرن الله من ينصره " ..مقابل .. " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ..".. " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ..ثم لا يكونوا أمثالكم ".. " يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء – بعضهم أولياء بعض - ..ومن يتولهم منكم فإنه منهم .." " ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا " ...إلخ ..
علامة الجد ..والمواجهة :
إن افترضنا أن هنالك دولة ما أو بلدا حُرٌّ فعلاً وجاد في مواجهة الخطر والاستعداد له ..رافض أن يكون مداسا لنجاسات العدو الحاقد .. مصر على الاحتفاظ بكرامته وكرامة شعبه .. فلا بد أن يتخذ خطوات جدية – بالرغم من أية ضغوط أو معوقات أو تداخلات ..ومن علامات الجد ..: إعلان حالة التقشف ..والاقتصار على الضروري جدا من النفقات .. وتعبئة الشعوب وتدريبها ..واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة للطوارئ المختلفة ..وبناء التحصينات ..وتعزيز المراقبة والحذر من تدسس عملاء العدو والمرجفين ..وأخذهم بأقصى شدة..والاستعداد لأية مواجهات ..وبالذات لمواجهات طويلة ..فالعدو لا يحتمل الصراع الطويل ..ونفسه قصير ... وكذلك الحرص على المواجهة – وجها لوجه- وهو أكثر ما يتجنبه العدو ويخشاه – ليقينه بجبن جنوده ..ولذلك ينتهج سياسة الحرب عن بعد والاحتماء وراء السواتر المختلفة " لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جُدُر( أو جدار)"ومن فرط جبنهم غالبا ما يعتمدون العنف المفرط والأرض المحروقة.. ولكن كل ذلك يجب ألا يفت في عضدنا فالوطن غال والكرامة غالية وكلمة الله هي العليا والله غالب – ولنحتمل كما احتملت غزة وأكثر – " ولا تهنوافي ابتغاء القوم.. إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كمت تألمون..وترجون من الله ما لا يرجون " فمهما كان الأمر ومهما كانت الخسائر ..فنحن المتفوقون عليهم.. ثم نكون المنتصرين بإذن الله .. وبغير هذا فالأمر أصعب وأسوأ .. والله المستعان .
... وماذا بعد ؟! ... لم يبق إلا أن تثور الشعوب ثورة كاملة شاملة ..تطيح بالوهن ومظاهره .. وتعيد البصر واليقظة والاستقامة على الجادة الصحيحة للجميع .
.. وكما قلنا – قديما – وما زلنا نقول :
صـونـوا وحـدتـكـم وقـواكم عـودوا لــلـه ولـلإســـلام لا وَزَرَ ل_ـك_ـم إلا الإســلام أوْلا..فـالـطـوفـان الـمجنون والـمـوت يُـطَـوِّق أُمـتـكـم | وانـسَـوا كـل خـلاف بـه تـنـجـون من الإرهــاق ولا عـصمـة َ إلا الأخـــلاق وأنـهـار الــدم الـمـهــراق ويُـلـف الـحبل على الأعنـاق | وشـقاق