سيظل رجب طيب أردوغان شجرة باسقة
سيظل رجب طيب أردوغان شجرة باسقة
فيصل الشيخ محمد
من جديد يثبت حفيد آل عثمان رجب طيب أردوغان أنه شجرة باسقة ترفض الخنوع لغير الله.
لم يكن موقف رجب طيب أردوغان من العدوان الصهيوني على غزة موقفاً عابراً اقتضته حالة الغضب الذي اجتاح الشارع العربي والإسلامي والعالمي، جراء ما فعلته الآلة العسكرية الصهيونية المتوحشة والمتغولة في قطاع غزة، بحق الإنسان والشجر والحجر والبيئة.
موقف أردوغان الأخير وهو يشهر حق الفيتو بوجه رئيس الوزراء الدنماركي (أندرياس فوغ راسموسين) كمرشح ليكون أميناً عاماً جديداً لحلف الناتو خلفاً للهولندي (ياب ديهوب شيفر) الذي سيترك منصبه في نهاية تموز المقبل، يؤكد ثبوت هذا الرجل على مواقفه كمدافع صلب عن الإسلام والمسلمين، والتصدي لأعداء العدالة وحقوق الإنسان، والمفترين على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسيئين إليه.
أمريكا ودول أوروبا التي اتفقت على اختيار الدنماركي راسموسين ليكون أميناً عاماً لحلف الناتو، أصابهم الوجوم وهم يواجهون الفيتو التركي، الذي يرفض هذا الاختيار ويحول دون وصول راسموسين إلى هذا المنصب، لأنه لابد من الإجماع من كل دول الحلف على شخص المرشح ليفوز بالمنصب، فهذه شروط هذا الحلف وهذه قوانينه، وبالتالي لابد من موافقة تركيا وهي الدولة المسلمة الوحيدة في الحلف.
راح الجميع - وهم صفوة دول العالم قوة واقتصاداً – يلتمسون أسباب رفض تركيا لراسموسين.. وعرفوا أن هذا الرفض جاء على خلفية رفض راسموسين الاعتذار عن نشر صور كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في صحيفة دنماركية في عام 2005 والتي أدت في حينها إلى غضب عارم في أنحاء العالم الإسلامي، ولم يمح الزمن هذه الإساءة من ذاكرة أردوغان.
ولأول مرة تجد دول هذا الحلف العتيد الستة والعشرين نفسها صغيرة أمام عملاق الإسلام، الذي أشهر الكرت الأحمر (الفيتو).. وحاول الجميع ثني أردوغان عن رفضه للدبلوماسي الدنماركي راسموسين دون جدوى.
وأخيراً توصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى عقد صفقة مع أردوغان، تتراجع خلالها تركيا عن استخدام الفيتو، في مقابل تعهدات منه شخصياً ومن أعضاء الناتو بالتعامل مع العالم الإسلامي على أساس من الاحترام المتبادل، إلى جانب تقديم راسموسين اعتذاراً علنياً للمسلمين عن الرسوم المسيئة خلال الاجتماع الوزاري المشترك الخاص بحوار الحضارات والعلاقة بين الغرب والإسلام الذي سيعقد في اسطنبول _ وهذا ما حدث فعلاً – وإضافة إلى الاعتذار فإنه سيكون مساعد الأمين العام للناتو من تركيا، وان يكون مبعوث الحلف إلى أفغانستان شخصية تركية أيضاً.
لقد جاء موقف حفيد العثمانيين أردوغان رداً على من شككوا بمواقف هذا الرجل يوم (دافوس)، عندما انسحب احتجاجاً على عدم إعطائه الفرصة للتعقيب على مزاعم وافتراءات وأكاذيب رئيس الكيان الصهيوني (شيمون بيريز) بشأن العدوان الوحشي على غزة، التي فسّرت مواقف أردوغان الشجاعة تلك، بأنها عمل دعائي واستعراضي أكثر منه انتصاراً حقيقياً لغزة وأهلها.
نتمنى أن نجد بين زعماء العرب من يقف وقفة عز كتلك المواقف المهيبة التي وقفها حفيد العثمانيين رجب طيب أردوغان في دافوس وفي الناتو!!