الصومال: أيها (العابثون) باسم الإسلام

الصومال:

أيها (العابثون) باسم الإسلام! اتركوها تلتقط أنفاسها!

تجاوزات(القاعدة) أضرت بها وبالإسلام والمسلمين !فهل تراجع نهجها وتستقيم؟!

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

 هنالك طرح واسع في العالم الإسلامي .. له مبرراته وحججه.. يلقي كثيرا من ظلال الشك على ما يسمى بالقاعدة .. سواء من حيث نشأنها أو تصرفاتها ! ولا تعدمه البراهين ودلالات الوقائع!

... ونحن لا زلنا لا نجنح لهذا الطرح على إطلاقه .. وإن أصبحنا لا نستبعده كثيرا !

حيث أن القاعدة تكاد تصبح عبءًا على الجهاد والمجاهدين .. وكثير مما ينسب إليها من تصرفا ت لايقبله شرع ولا دين .. فقد بحت أصواتنا ونحن نناشدها بالالتزام بقواعد الشرع الأساسية من حرمة دم الإنسان عامة والمسلم خاصة بغير حق..( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) ومن السخف بالطبع أن تعد القاعدة نفسها هي الجماعة أو الفرقة الناجية – كما تدعي بعض الجماعات – وأن ما سواها هم الهالكون .. وعامة المسلمين هم الشواذ!!فمن قال هلك الناس فهو أهلكهم !

والأعجب من ذلك أن تدعي أنها هي الدولة وهي الإمام وعلى الجميع اتباعها والإذعان لها! ... لقد رأينا كيف أكثرت القاعدة من سوء تصرفاتها في الساحة العراقية .. وشذت عن جميع المجاهدين في كثير من أعمالها وطروحاتها .. – وعلى الأقل – لم تتصف بالكياسة والفطنة التي يتطلبها الإسلام من المنتسبين إليه .. ولم ترتب أولوياتها بشكل يساعدها حتى على الوصول إلى أهدافها .. وبدت وكأنها تحطب بليل – كما يقال – وتخلط الحابل بالنابل ولا تميز بين بريء ومدان .. ومحق ومبطل .. ومجاهد ومسالم ومتعاون أو متعاطف مع المجاهدين أو ضدهم ولا حتى بين عدو- ولو لها هي - أ وصديق !.. فاستقطبت عداوة كثيرين ممن كانوا يتعاطفون معها ويتمنون لها الفوز وقهر أعدائها المحتلين الغزاة! وقد لجت في الجنوح وولغت في الدماء الحرام – دماء المسلمين من كل صنف وحتى من كثير من أصدقائها وأنصارها.. حتى ضجت من غلوها وغلوائها المناطق السنية العراقية في الأنبار خاصة وفي غيرها .. ومعظم المناطق التي كانت تعتبر محضنا طبيعيا لها !!ويكفيها إثما – وشبهة – أنها اضطرت القبائل العربية السنية أن تتعاون مع المحتل لتسليحها وتنظيمها ، وتكونت فرق [الصحوات ] لتصد عنها شر القاعدة وغلواءها وتخبطها في دماء المسلمين وغيرهم بلا تمييز!! .. ألم يكن أشرف للقاعدة وأجدى – وأكثر حنكة وكياسة – أن ترد الجميل لمؤيديها .. وتتلاحم مع ( محاضنها ) المفترضة .. والتي كانت تجد فيهم (عزوة ) ومنهم عونا وتأييدا .. وترجئ بعض الأمور إلى وقت آخر ؟!

لكأني بالقاعدة قد جنت على نفسها .. كما جنت على نفسها (براقش)!وما أظن ( الظواهري وابن لادن ) وبعض من معهما إلا ويعرفون براقش أو سمعوا بمثالها على الأقل !!

.. وها نحن نرى الآن عبثا جديدا للقاعدة وحلفائها أو معتنقي فكرها في الصومال .. حيث يسعى [ بعض ضيقي الأفق أو المدسوسين المحرّضين من جهات أجنبية ]إلى إجهاض النجاحات التي حققها المجاهدون بانسحاب قوات الاحتلال الأثيوبي – وكيل الولايات المتحدة المعتدية-وباستلام المسلمين والوطنيين للحكم – والذين سبق لهم أن أحسنوا وبدأت الصومال بالاستقرار في عهدهم وهي ما عرفت بفترة سيطرة ( المحاكم الشرعية ) على البلاد حيث استتب الأمن وبدأت الأمور تتحسن .. حتى كان تدخل الغزاة والمتآمرين والعملاء الذي انتهى إلى الفشل.

...وكأني بهم لا يريدون للصومال ولا لأهله أمانا ولا استقرارا ولا سلاما ولا وقفا للعناء وسفك الدماء والتقاط لأنفاس وفرصة للتوجه نحو البناء ..

...لو استقرت الصومال منذ استقلت – في مطالع الخمسينيات - لأصبحت من أفضل البلاد وأحسنها أوضاعا لما فيها من خيرات منها (اليورانيوم) وغيره..

..ولا نقول : إنه حظ الصومال العاثر .. ولكنها المؤامرات الدولية اللاهثة التي لم تنقطع عنه ولا عن أي جزء من العالم الإسلامي حتى لا تقوم له – أو لأي جزء منه – قائمة.؛ فلقد جعلت سلسلة المؤامرات والإخفاقات والأطماع والتخبطات الصومال من أسوأ بلاد العالم أوضاعا .. وأنموذجا من نماذج الفقر والجوع والتخلف !!

 ولا ندري إن كان عبث العابثين – حاليا – من ضمن تلك السلسلة من المؤامرات التي قلقلت أوضاع الصومال منذ استقلاله مستغلة تناقضاته القبلية وغيرها .. مع أنه لا وجود فيه لأية تنوعات مذهبية أو طائفية أو دينية . هذا مع أن استقلاله كان منقوصا أصلا حيث اقتطعت منه عدة قطع ففي شرقه منطقة (أوغادين ) وهي مقاطعة ضخمة تغتصبها الحبشة[أثيوبيا ] وتسوم أهلها سوء العذاب – وكلهم مسلمون – ويكافح فريق منهم منذ سنين لطلب الاستقلال والعودة إلى الوطن الأم ( الصومال) ، وقد قدموا آلاف الشهداء في سبيل ذلك منهم نحو ستمائة شهيد حصدتهم القوات الصليبية الحبشية منذ شهور – أكثرهم من المدنيين غير المقاتلين !.. ويرتكب المحتلون الحبشيون بحق ذلك الشعب المسكين أبشع الجرائم والتجاوزات الوحشية واللاإنسانية !

... ويستنجد أهل أوغادين ويستغيثون..ولا مغيث ولا مجيب من العرب والمسلمين ! ولا من أحد من العالمين! .. اللهم إلا بعض هيئات حقوق الإنسان الدولية التي وعدت بدراسة أمرهم .. وقامت القوات الأثيوبية بطمس وإخفاء معظم أدلة جرائمها .. أو تهديد المعنيين إذا شهدوا بالحقيقة !

.. وما يقال في (أوغادين ) يقال في ( أنفدي) كذلك .. وهي منطقة من جنوب الصومال تحتلها كينيا.. ويطمح أهلها أن يعودوا إلى حضن الوطن الأم – الصومال.

.. كما أن ( جيبوتي) نفسها جزء من الصومال وكانت تحت السيطرة الفرنسية وكانت تسمى ( الصومال الفرنسي ) ولا تزال تتبع النفوذ الفرنسي وتقبع فيها قواعد عسكرية فرنسية وأمريكية!

 لا زلنا نرجو أن يتوقف العابثون في الصومال عن عبثهم – سواء كانوا مرتبطين بالقاعدة أو غيرها ..وأن يجنبوا بلادهم المزيد من الدماء والدمار والويلات ... فقد تحملت من كل ذلك ومثله ما لا تتحمله قارة بأكملها !

..ولا زلنا – كذلك – نرجو أن تعدل القاعدة من نهجها فتقصر جهادها ضد المعتدين والغزاة .. ومن يثبت ضلوعه معهم ومساعدته لعدوانهم وغزوهم وقتلهم للمواطنين .

.. ولو قامت القاعدة بمراجعة مخلصة .. فلربما وجدت أن مجمل أعمالها قد أحدثت من الضرر للإسلام والمسلمين – أكثر مما نفعت .. وأن تجاوزاتها أدت إلى خسائر جمة ..له ولهم ولها نفسها!

 بقي أن يقال : إن الذين يشاغبون على الصومال ـ كذلك ـ انطلاقا من أريتريا التي يتحكم في رقاب أهلها الصليبي [ ساسي أفورقي ] عميل السي آي إيه .. كل أؤلئك أيضا مشبوهون .. وعليهم ألف علامة استفهام .. وعلامة . ؟؟؟؟؟؟