عبور القضية مابين الرشاد والعصفورية والعباسية
عبور القضية مابين الرشاد والعصفورية والعباسية
د.مراد آغا *
الحمد لله على نعمة البصيرة اللهم لا تجعل ناصيتنا في يد جاهل أو غشيم آمين
في أحد برامج قناة الجزيرة الذي بث من معبر رفح على الجانب المصري حيث التقى مقدمه الاعلامي غسان بن جدو مع جمهرة من الأطباء والمهندسين والحقوقيين وغيرهم من المهارات العلمية والحقوقية المصرية والعربية المتسمرة على معبررفح دون جدوى استجداءا لمجرد العبورلمساعدة اخوانهم في غزة ناهيك عن العديد من الوفود العلمية والحقوقية والمنظمات المدنية الغربية المتسمرة بدورها استجداءا لعبور مايسمى معبر رفح
وان كان مجرد اسم معبر بغض النظر عن أية فزلكات وتحليلات بعيدا عن متاهات السياسة وأفلام الحشاشة والتياسة فان دوره يعني العبور والمرور من مكان الى آخر وبالعكس
وعندما يتعلق الأمر بمعاناة البشر وحالات الكوارث والنكبات والنكسات فان أي معبر في أي مكان في العالم يفتح تلقائيا ولو قسريا متنفسا واغاثة لضحايا هكذا كوارث
طبعا ذكرني المشهد المذكورمقولة شامية مشهورة تقول مجنون يحكي وعاقل يسمع
هذا الحال المشقلب والمقلوب في معبر رفح والذي رأيناه وشفناه حيث دخل العقل والمنطق رأسا على عقب يعني بالمشرمحي دخل فاه في قفاه يعني وخير اللهم اجعلو خير أصبح المجنون يحكم العقلاء بحيث تستجدي جموع المفكرين والباحثين والعلماء أنفارا من فئة العبد المأمور يمنعونهم طوعا وسمعا لعبيد مأمورة بدورها في منظر يذكر بالمقولة السابقة بل يذكر بمصحات الأمراض العقلية المتناثرة مجاورة للسجون المعتقلات في بلاد الآفات والآهات حيث تصبح المصائر والضمائر مجرد نكت وقهقهات وسهسكات علنا أو بالسكات
مشافي الأمراض العقلية في بلادنا العربية وعلى سبيل المثال لاالحصر كما في عنوان المقال حيث يشير الرشاد الى أحد أشهر المصحات العقلية في العراق والعصفورية في سوريا والعباسية في مصر الى أن عالمنا العربي بالصلاة على النبي قد تم تحويله من زمان الى مارستان كبير يحكمه الجهل والهذيان بحيث تحولت البلاد الى مشافي حيث يتحكم الغاشم والمترنح والغافي بالعاقل والمتعافي في مشهد هو أقل مايمكن به وصف المشهد المذكور
في منع العبور
ولعل كلمة العبور والتي باهت بها القوات المصرية البطلة في عز شهر رمضان عام 1973 عبر اختراقها لخط بارليف يبدو أنه قد تحول اليوم الى خمول وضمور في ذلك العنفوان والشهامة تنفيذا لمؤامرات وتعليمات عليا يدفع ثمنها مساكين غزة بشريا وماديا ويدفع ثمنها أهل مصر وباقي العرب والمسلمين أسا وعجزا وذهولا
كما أشرت لن أتطرق لتحليل لماذا ولعل وحيثما وكيف لأن مجلدات قد تكتب في حيثيات مايحاك وماينفذ لكن مايدهش في الأمر أن التجاوز الهمجي لأبسط المعايير الانسانية في انقاذ ملايين من البشر المحاصرة ان افترضنا أن الحضارات الغربية اليوم تنادي بصيانة حقوق الحيوانات والبهائم فما أدراك بحقوق الانسان
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
وان كنت لأستخلص مماسبق شيئا فهو أن علامات الساعة وأولها تحول الحق الى باطل والباطل حقا قد ترسخت وتأكدت بمالايدعو لأي شك لأن مانراه اليوم لايصدقه الا من يقطنون المشافي والمصحات العقلية السابقة الذكر لأن قلب الأسود ابيضا والعكس بعض قبض المعلوم وتنفيذ المرسوم طوعا أو كرها في مشهد أدهش الحشاشة وأهل السياسة والبشاشة
ولعل دخول أطنان المحششات والمسكرات وبرامج الهشك بشك وعبور مؤسسات اصطهجوا حتى تنفلجوا الى مصر وباقي الدول العربية امعانا في تفكيكها أخلاقيا وماديا ناهيك عن السلاح المهرب والمتناثر في خبايا الليالي الملاح تمهيدا لاستعماله في فتن داخلية هو مايؤلم ويحزن مقابل مشهد منع عبور الاغاثة والعون لمن يستحقونها حقا وحقيقة من معذبي العالم العربي وعلى رأسهم مساكين وضحايا الهمجية في غزة الصابرة
رحم الله شهداء غزة والأمة والرحمة بمابقي لنا من ضمائر وعقول آمين يارب العالمين.