غزة... تستنْصُرُكُم يا مسلمون

غزة... تستنْصُرُكُم يا مسلمون

حسن قاطرجي

مليون ونصف من إخواننا وأهلنا في (غزة) يستصرخون ضمائر المسلمين في العالم، في مناظر مؤلمة وقاسية، للتحرك والضغط على الدولة الصهيونية المجرمة وحكّام العرب المتخاذلين لكي يوقفوا المجزرة الوحشية التي تُرتكب أمام ناظرَيْ العالم بأسره ولكي يُفَك عنهم الحصار الذي يحرِمُهم الغذاء والماء والدواء والكساء وحتى الكهرباء!!

ويتعرض آلاف الجرحى والمـرضى في (غـزة) من إخوانكم - يا مسلمون - لاحتمال الموت يومياً. ويعانون في المستشفيات ومنهم الأطفال الرُّضَّع لأقسى ظروف الحياة وتئنّ أمهاتهم وهنّ يرَيْن أبنـاءهن في عذابٍ وعُسْر في الحياة... وظهرت على شاشات التلفزة جثث الأطفال وهامات الرجال الشهداء المكدّسة وصرخات الأمهات المُدَوّية:

أين أنتم يا مسلمون؟ ألا تَرَوْننا؟

وواللهِ الذي لا ربّ غيره لَلْموتُ أهون علينا من حياة الذلّ والعار هذه. لقد أسقطت (غزة) القنـاع عن حكّام العرب والحكومـات العميلة وسـائر المتخـاذلين والمتهـاونين والعمـلاء والمتواطئين والمسؤولين اللامبالين وصدق في حق الجميع:

رُبَّ وامعتصماه انطلقتْ        مِلءَ أفـواه الثَّكالى اليُتَّمِ

لامَسَتْ أسمـاعَهم لكنّها         لم تُلامس نخوةَ المعتصمِ

وإنني أناشد المسلمين بهذه الصرخة:

بالله عليكم لا تكون ردة فعلنا استنكارات ومواقف شجب وإضاءة شموع أو تظاهرات الاستنكار فحسب!! لِنَعْزم على نصرتهم الآن بكل الإمكانات والوسائل المتاحة ثم على اعتماد برنامج تغيير عملي جادّ، ولنتعلّم درساً قاسياً نرتّب عليه خطوات عملية تدُلّ على وعْيِنـا واكتشافنـا (الحقيقة) التي أول قوانينها: ]إن الله لا يغيّر مـا بقومٍ  حتى يغيّروا ما بأنفسهم[. وكذلك لنأخذ درساً من تواطؤ الحكّام وخيانة الحكومات المتخاذلة التي خانتْ أولاً  بتنحية شرع الله وخانت ثانياً بالتخاذل والعمالة، ولنعمل بجِدّ لإنجاح مشروع مدروس تُحْشَد له طاقات الأمة لتحطيم كل إفرازات (سايكس ـ بيكو) التي يكتوي بنارها المسلمون إلى الآن، وأثناء ذلك كلِّه واجبٌ علينا أن نستنفر ألسنتنا وجهودنا وقلوبنا ودموعنا لاستدرار عَوْن الله عزّ وجلّ، ونَمُدّ أيدِيَنا ببذل المال بسخاء لنُصرة إخواننا وأخواتنا... وحينئذ تكون هذه الخطوات حلقةً متصلة بأَخواتها لنصل إلى التغيير المنشود لئلا نُلْدَغ مرة جديدة بعد مئات المرات السابقة.