ماذا لو صوت المسيحيين لعون... مرة أخرى
أشرف المقداد
أنا لست مسيحياّ ولا لبنانياّ ......بل سورياّ معارضاّ للنظام الحاكم في بلدي الحبيب.....
معارضاّ لسياساته الخائبة ولإضطهاده
لشعبنا المسكين...المخنوق...لفساده المبرح
.....لكبته للحريات
لجرائمه بحق شعبنا في سورية .....القتل
والإعتقالات.. والإختطافات ....لعنصريته بحق شريحة كبيرة من أبناء شعبنا (كأكراد
وغيرهم) ......لطائفيته وقبائليته...تجاه كل من لا يتبع لطائفته من أكثرية وأقلية.
من سوء إدارته لإقتصاد وإمكانات سورية
ونهبها المنظم من قبل المقربين والمحسوبين.....
من فشله لتقديم أدنى مستوى من الخدمات الأساسية لشعب فقير صابر مسكين......
من تبذيره لأي إنجازات حققتها سورية إن كان على الصعيد الخارجي أو الداخلي....
وبكل هذه الحقائق الواضحة كالشمس لكل من يبصر وخاصة لأقربائنا في لبنان أنا لا أستطيع أن أفهم أو أتفهم مواقف بعض اللبنانيين من تأييد هذا النظام لا وبل مساعدته في محولاته اليائسة للعودة إلى لبنان أكانت عودة على الأرض أو عودة نفوذية.
أذاكرة هؤلاء بهذا "القصر"؟
ألا يتذكر هؤلاء ماكان يحدث ماقبل ثلاثة سنين؟؟؟
هل يريد هؤلاء للعودة لايام "عنجر"؟؟؟ ولكن بموقع جديد في قلب بيروت متمثلاّ في "السفارة السورية"؟؟؟
هل يتوقعون "أن هذه المرة" ستكون "مختلفة"؟؟
أهل تضحيات شهداء لبنان في سبيل حرية وإستقلال لبنان ذهبت سدى؟ وخاصة شهداء مسيحي لبنان؟
التصويت لعون اليوم هو تصويت لهذا السيناريو...شئنا أم أبينا....
اذا رأيت نيوب الظالم بارزة ....فلا تحسبن أن الظالم يبتسم...
كل هذا الإستقبال والإحتفال "الإصطناعي" لن يفيد بشيء إذا أحس النظام بالخطورة وأراد في معرض الدفاع عن وجوده وإبتزاز المجتمع الدولي أن يشعل لبنان....
كل مواثيق الأرض بين عون وحزب الله لن تمنعه من إشعال لبنان في حال تعرض إيران لاي عمل عسكري أو "مقاطعي" دولي مؤثر....
التصويت لعون هو تصويت للفوضى ولرهن لبنان لكل القضايا التي تهم أي كان عدا لبنان لعون اليوم لا مجال بخطّ للرجعة أبداّ......
فهو قد وضع "بيضاته" في سلة التحالف"المؤقت"
"والمصلحجي" الإيراني السوري...وأذنابه "الصغار"
ولأي شخص يقرأ التاريخ وخاصة مسيحي لبنان اللذين يشغفون ويعشقون التاريخ وبعضهم يعيش به هي واضحة كوضوح الشمس... الوضع القائم اليوم هو وضع شاذ ومؤقت ولن يدوم...!!!
فنفوذ إيران في المنطقة العربية هو طارئ ومؤقت ويرتبط بعوامل كثيرة أغلبها خارج عن يد إيران.
المليار ونصف (دولار) اللتي تقدمه إيران لحزب الله سنوياّ مرهون بصحة إيران الإقتصادية
النظام في سورية طارئ ومؤقت يرتبط بمكر ودهاء وقدرة هذا النظام على البقاء في ظروف بائسة إقتصادياّ وأمنياّ وسياسياّ .....وماحدث ويحدث في الأعوام السابقة دليل على أن "الذكاء" مفقود...
لا يصح إلا الصحيح..... إضطهاد وظلم الغالبية العظمى في بلاد الشام لن يدوم.....
رهن مصير سورية ولبنان وفلسطين بمصير نظام بشار الأسد لن يدوم... والبراهين في تاريخنا كثيرة من دويلة الفاطميين إلى القرامطة ...الخ...الخ
مسيحي لبنان هم أكثر مواطني المنطقة عناداّ وإستقلالاّ .... قد ضحوا بالغالي والرخيص فس سبيل إستقلالهم.
في هذا اليوم وعند دخول سنّة ودروز وأورتذوكس وأكراد لبنان وغيرهم في "مشروع لبنان" وإستقلاله هو الوقت الخاطئ لتردد موارنة لبنان في مواصلة النضال لتحقيق الإستقلال التام للبنان.
حتى خروج شيعة لبنان من مشروع لبنان هو خروج مؤقت ولن يدوم....
بعد توقيع السادات معاهدة"السلام" مع إسرائيل تعرض لكثير من الضغوط من أجل "التطبيع" وخاصة في موضوع تبادل الزيارات "الشعبية" والسياحة إذ رفض الشعب المصري وبعناد كل المغريات ...
فأقترح السادات على البابا شنودة (بابا الأقباط) أن يبدأ الأقباط بالقيام "بالحج" إلى الديار المقدسة (فلسطين) ....فرفض شنودة وقال(بما معناه):" هذا الوضع حسب قرائتنا له ومعرفتنا بالتاريخ هو مؤقت وعندما يسكن الغبار ويصح الصحيح وتتغير الأمور سيتذكر المسلمون فقط أن المسيحيون قد وقفوا معك ضد مشاعرهم وسندفع الثمن الباهظ لهذا شكراّ سيدي الرئيس لكننا لن نقوم بهذا".....
هذا الرجل وبحكمته أخذ أقباط مصراّ بعيداّ عن وضع شاذ في تاريخ هذه المنطقة وبعيداّ عن أن يكون مسيحيي مصر ذبائح لمحرقة سياسات السادات وخيبته. كاردينال صفير يقوم اليوم بالمثل...ألا بسامع بصير؟؟؟
أملي كبير أن يسمع العقلاء ويتعظوا