مطلوب من ... حركة حماس
طارق حميدة
tariq_hamida@hotmail.com
سبق
هذا المقال بضعة مقالات موجهة إلى حركة فتح والمؤسسات التابعة لها، أو المدعومة من
قبلها، خاصة في الضفة الغربية، ومن الطبيعي ألا تكون الإجابة بالسرعة المأمولة
والشدة المرجوة، سيما وأن هذه النداءات صادرة ممن يعتبر خصماً سياسياً، وتصنف
عندهم كتهجم أو انتقاد وتحريض، خاصة وأنها جاءت بلغة مباشرة، ولهجة صادمة، حيث
اعتمدت أسلوب الصدمات الكهربائية، والهز العنيف للعقل والشعور، لإظهار المنحدر
العميق والقاع السحيق الذي يهوون فيه. وكذلك فإن المناخ النفسي للسلطة في رام الله
وأجهزتها غير مهيأ لسماع أي نصائح يمكن أن تغير في سياساتهم أو على الأقل تجعلهم
يتوقفون قليلاً للتفكر وتقييم المسيرة والمسار.
ولا
يعني توجه المقالات إلى حركة فتح، غنى حماس عن النصح كونها – في رأي الكاتب
والكثيرين غيره- الطرف المحق في النزاع الداخلي، والتي ما تزال تحمل راية النضال،
والأقرب إلى الحق، لا بل إنها والحالة هذه الأَوْلى بالنصح والنقد، وإن لزم الأمر،
باللوم والعتاب، والمساءلة والحساب، فهي الأمل الباقي للفلسطينيين، ومعهم سائر
الشعوب العربية والإسلامية، وكل الأحرار في العالم.
لقد
اضطرت حركة حماس في قطاع غزة، وهي تدافع عن نفسها ضد الانقلابيين من فرق الموت
وأزلام الجنرال دايتون، أن تحسم الأمر بطريقة رافقها إراقة للدماء، ثم تكرر الأمر
في مواجهة بعض أعمال إثارة الفوضى، ومن ثم في استئصال بعض بؤر التمرد التابعة لبعض
العائلات أو المحتمية بها.
وإذا كان الفلسطينيون ومعهم كل المحبين لحماس لا يطلبون منها أن تكون حركة من
الملائكة المطهرين أو الرسل المعصومين، فإنهم يطالبونها أولاً بدراسة الظروف التي
وقعت فيها أحداث القتل، وهل حقاً كان ذلك الخيار الوحيد؟، وهل كان بالإمكان اتخاذ
إجراءات أو حتى تدابير مسبقة للحؤول دون وقوع ذلك؟ وهل تسرع الجنود والقادة
الميدانيون، أو تعاملوا من خلال ردود الأفعال وليس المبادئ والأصول الواجبة؟، وهل
أخذت العبر والدروس لمنع تكرار ذلك؟ وهل عممت الحركة رسائل إلى صغار الجنود قبل
القادة بهذا الشأن؟
يجب
أن لا تنسى حماس أنها تنتمي إلى حركة كبيرة، ترى أن من أساسيات فهمها للعمل
الإسلامي، ألا تستدرج للاقتتال الداخلي، وأن القتال الذي ليس موضع خلاف هو ذاك الذي
يكون ضد المحتلين، ولا يلغي هذا المبدأ كون الطرف الآخر قبل لنفسه أن يكون أداة بيد
المحتلين الصهاينة وحلفائهم من الأمريكان، وليس سهلاً فرز الخائن العميل الجاسوس،
من المغرر بهم والمرتزقة أو المضطرين، سيما وأن كثيراً من القوات الأمنية قد
اختيروا من الأقل تعليما والذين لم يصلوا المرحلة الثانوية، والكثيرين منهم أيضاً
قد جرى غسل أدمغتهم في الداخل والخارج، فأصبحت حماس هي الشيطان الرجيم والعدو
اللدود الذي يهون أمامه الاحتلال الصهيوني، وهؤلاء هم من يواجه حماس ميدانياً، وليس
الذين يعطونهم الأوامر من كبار المتعاونين مع الأعداء.
وخلال السنوات الطويلة فقد أضحت عشرات آلاف الأسر داخل فلسطين وخارجها تعتاش من
المرتبات التي تأتيها عبر السلطة والمنظمة، وليس سهلاً على أكثرهم التنصل من هذه
العلاقة والاستقلال بحياتهم عنها، على الأقل في المدى المنظور.
المطلوب من حماس
بناءً عليه، القيام بكل التدابير لمنع تكرار انزلاقها في الاقتتال الداخلي، وإعلان
ذلك على الملأ، دون التخلي عن الاحتياطات اللازمة لمنع الأيادي الأثيمة من تكرار
جرائمها.
والمطلوب من حماس
أيضاً، إجراء مصالحات وطنية مع العائلات والأسر التي قتل بعض أفرادها من قبل حماس
أو حتى في ظروف غامضة، ودفع استحقاقات هذه المصالحة، الآنية والمستقبلية.
هذا في القطاع، وأما في الضفة فالمطلوب التأكيد على الملأ وبشكل لا يقبل التأويل،
أن ليس لدى حماس أية نية للنحرك المسلح ضد السلطة المُعيّنة وأجهزتها، على الرغم من
عدم شرعيتها، وكونها خيار الأمريكان والصهاينة، وعدوانها السافر والشديد، وحربها
الاسئصالية ضد حماس.
لأن تحركاً من هذا القبيل سيذهب ضحيته المزيد من أبناء شعبنا، والذين يجب أن تكون
حماس هي الأحرص على ألا يسفك دمه ويتمزق جسده، ولا تنجر لمكائد الآخرين، ولأنه ومع
وجود قوات الاحتلال، فإن من غير الممكن استنساخ تجربة غزة، والتي لم تكن باختيار
الحركة أصلاً.
لماذا هذا الكلام، مع أنه يكاد يكون بدهياً لدى غالبية أبناء الحركة؟ والجواب
أولاً: لأن أجهزة السلطة في الضفة ووسائل إعلامها، وشائعاتها لا تزال تفتري
الأكاذيب، وتختلق القصص المزعومة، حول تشكيل خلايا ومجموعات من " القوة التنفيذية"
ومصادرة أسلحتها، والادعاء بأن بعضها قد اعترف بنيته استهداف أشخاص من السلطة، أو
مؤسسات تابعة لها، ويتحدث الذين اعتقلوا لدى الأجهزة في الضفة عن محاولات لإرغام
عدد منهم على الاعتراف بقصص مختلقة من هذا القبيل، لتبرير المزيد من العدوان وحرب
الاسئصال.
وثانياً، لأن هناك سعياً حثيثاً من أجهزة الاحتلال يستهدف استغلال الذين تعرضوا
للتعذيب والإيذاء الشديد من قبل أجهزة السلطة، وأقاربهم، لتشكيل خلايا مسلحة، بعضها
تدعي الانتماء إلى حماس، والبعض الآخر تحت اسم القاعدة، مع كل مفردات التخوين
والتكفير التي لا تكاد تستثني شخصاً ولا جماعة، بل إن هناك إشارات على أن جهات
محلية، غير الاحتلال، تفعل ذلك أيضاً، لجر الفلسطينيين إلى المزيد من التقاتل
وإراقة الدماء.
وثالثاً، لأن أصداء نداءات الاستغاثة من معذبي الضفة، تحمل لهجة تهديدية وتحريضية
من خلال تصريحات ممثلي حماس، يستغلها المعتدون لتبرير المزيد من جرائمهم، وتعزيز
دعوى أن رؤوسهم مطلوبة لحماس، فهم يدافعون عن أنفسهم، ويُخشى أن تلقى التصريحات
النارية من بعض مسؤولي حماس، هوى لدى بعض اليافعين، فتدفعهم إلى تصرفات ليست من خطة
الحركة ولا من منهجها، وبالأخص إذا وجدت من يغذيها ويوجهها من الجهات المعادية.
فالمطلوب
من حماس ... بيان واضح أنه ليس لديها نية، في توجيه سلاحها ضد الذين يحاربونها
من أبناء شعبها، مع علم الكاتب، أن شهامة الذين في القطاع أو الذين في الخارج، تأبى
عليهم خذلان إخوانهم في الضفة وتركهم لأزلام دايتون، ولكن ذلك ليس هو الاعتبار
الوحيد في اتخاذ القرار، وقد سبقت اعتبارات أخرى لا ينبغي تجاهلها، وماذا على الذين
في الضفة لو تحملوا ثمن هذه المرحلة وصبروا على هذه المحنة، ولا أقصد صبر الخانعين،
بل صبر الرجال الذين لا يُستدرجون لغير أهدافهم ومبادئهم.
وإذا كان الكاتب لا يرى الرد على العدوان بمثله، فإن هناك العديد من الوسائل في
مواجهته، ومنها مثلاً تفعيل دور العائلات في عزل ومحاصرة أبنائها العاملين في
الأجهزة، كونهم يضطهدون إخوانهم، دون وجه حق، وكونهم يقومون بذلك خدمة للمحتل الذي
لا يقدر لهم هذه الخدمة، فلا يعطيهم دولة، ولا يوقف الاستيطان وأعمال المصادرة
والهدم والاعتقال والقتل، بل يزيد في كل ذلك ويضاعفه.
لقد
استمع الكثيرون باهتمام لاتصال العميد ماجد الصيفي بفضائية الأقصى، وهو من رابطة
مقاتلي الثورة الفلسطينية القدامى، إبان عدوان الجيش والمستوطنين على أهلنا في
الخليل، حيث انتقد بشدة مؤسسات السلطة وأجهزتها، وأعلن براءته والعائلة من أحد
أفرادها الذي يقود حملة أمنية ضد المقاومين، ويختفي هو وقواته حين يتعرض شعبنا
للعدوان.
هذه
البراءة مطلوبة، ومطلوب تفعيلها، مع حملة توعية دينية وطنية اجتماعية، تضع النقاط
على الحروف، أن الذي يقومون به ليس مجرد صراع سياسي يخالطه أحياناً شيء من الفجور
في الخصومة، بل هو عمالة وجاسوسية للمحتلين والأمريكان، وخيانة لله ورسوله ولفلسطين
والفلسطينيين، مع التنبه إلى أن المقصود هو إدانة الطريق ووصف المسار، وليس تخوين
أعيان الأفراد والذين غالبيتهم العظمى هم إخوة اشتغل عليهم الأعداء والأقارب كثيراً
حتى أوصلوهم إلى هذه الحال، ولهم نظائر في دول المنطقة يؤدون الدور نفسه، بسفور
حيناً، وأحياناً أخرى تحت ستار.
إن
كلمات ومواقف عيسى قراقع، وزياد أبو زياد، وجبريل الرجوب، وهاني الحسن، وفاروق
القدومي، وغيرهم، تؤكد أن صوت الضمير الوطني ما زال حياً لدى الكثيرين، وربما يحتاج
عند البعض إلى إيقاظ أو تنبيه، أو رعاية أو دعم وتعزيز، وثمة أصوات متعاطفة ورسائل
هامسة تصدر من البعض في السلطة وأجهزتها، تشعر بالألم وتكن الحب، وتتمنى على حماس
ألا تعمم في مواقفها، وألا تسوي بين الطائعين والعصاة، وألا تتعامل بلغة الثأر
والانتقام، ولذلك فالمطلوب تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، من المؤسسات الحقوقية
الفلسطينية والعربية والأجنبية، وأهل الصحافة، والمثقفين وأساتذة الجامعات، وأعضاء
المجلس التشريعي، من فتح واليسار والمستقلين، فضلاً عن أعضاء حماس، وكذا وجهاء
العائلات وأعضاء المجالس البلدية والجمعيات والأندية، دون أن ننسى دور أئمة المساجد
والخطباء، كل ذلك ضمن رؤية واضحة المعالم محددة الأهداف، تعتمد لغة النصح والحب،
ومفردات الأخوة والوحدة، وضرورة تحطيم حاجز الخوف وجدار الرعب، الذي أقامته أجهزة
السلطة في مواجهة كل من يهم بانتقاد حربها ضد حماس، حيث صنعت من أحداث غزة محرقة،
وجعلت من حماس نازييها، الذين لا يغفر ذنبهم ولا تقبل توبتهم، ولا يسمح بالتشفع
لهم، ولا حل معهم إلا بالإبادة والاستئصال!!.
ومطلوب من حماس
... ألا تنجر في سياق صراعها السياسي إلى الظهور بمظهر الذي أصبح كل همه التنافس
والاقتتال على الكراسي، وليس التنافس والمسابقة في جهاد المحتلين لتحرير الأرض
والإنسان.
لقد
أسقط الطرف الآخر نفسيته وواقعه على حركة حماس، واتهمها بما هو فيه، وزعم أن حرصها
على الشرعية، ومن ثم مواجهتها للانقلاب الدموي الذي قاده ضدها أزلام دايتون، زعموا
أن ذلك دليل على أن حركة حماس لا تختلف عن حركة فتح، في الحرص على الكراسي والتخلي
عن المقاومة.
إن
الحملة الدعائية التي يشنونها ومعهم عدد من كُتاب المارينز، أثرت على الكثيرين في
الداخل والخارج، حتى مع إقرارنا بأن صوت الحق هو الأقوى، وأن شمس الحقيقة أنصع
وأوضح من أن يغطيها غربال، وهذا يستدعي في رأيي عدم الإلحاح على قضية قرب انتهاء
شرعية الرئيس، مع الإقرار بأهمية الأمر وخطورته؛ لأن العديد من المسؤولين في الساحة
الفلسطينية وخارجها، هم خيار الأعداء لا خيار شعوبهم، وليس لهم شرعية دينية، ولا
شرعية وطنية أو نضالية، ولا شرعية قانونية أو شعبية، وأن دورهم ووظيفتهم في الحقيقة
والواقع هو حماية المحتلين ومقاومة المقاومة، واستدراج من فيهم بقية من نخوة
للارتماء معهم في أحضان المحتلين وحلفائهم، مثلهم كمثل معتد اقتحم بيتاً ليغتصب
سيدته وعندما ثار الأبناء، قرّب إليه بعضهم واسترضاهم ببعض الدراهم والمغريات، وجعل
لهم مرتبات دورية، وأعطاهم سلاحاً أحدث من أسلحتهم ليقوموا على حراسته، ومقاومة
سائر إخوتهم ، ومحاولة احتوائهم في أحضانهم، ومن ثم في حضن الغاصب.
وبالتالي فإن الكلام البذيء الذي صدر عن ذاك المسؤول، بدعوة زعيم حركة إسلامية
فلسطينية إلى حضنه، ليس مجرد زلة لسان في لحظة غضب، علماً بأن زلات اللسان تعبر
بشكل أكبر عن المواقف الحقيقية ومكنونات النفوس، ويسمونها في علم النفس التحليلي "
غلطة فرويد"، ومن قبله تضمن تراثنا العربي الإسلامي، قول بعضهم أنه لا يُخفي أحد في
نفسه شيئاً إلا أظهره الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه، وقد كان واضحا مقدار تفاعل
الحاضرين مع هذه العبارة واغتباطهم بها، حتى استدعى الأمر تنبيه الخطيب إياهم إلى
ضرورة التوقف عن التفاعل لمتابعة بقية الخطاب، وإن رأى البعض أنه يدعوهم بطريق غير
مباشرة للمزيد.
لقد اشتغلت العديد من الدول العربية وغير العربية كثيراً لترويض منظمة التحرير،
وبالذات الحركة الأكبر فيها، وتدجينها وحرف بوصلتها، وغرست فيها حب الزعامة
والرياسة، وأغدقت عليها الأموال حتى عامت على بحارها، وعاش رجالاتها عيشة الأباطرة
والملوك، وعززت فيها فكرة الممثل الشرعي والوحيد، حتى صار كل همها الحفاظ على هذه
المنزلة وذاك النعيم مهما كان الثمن، وكانت كلما لوحوا لها بأن هناك من دول الجوار
أو غيرهم، من يريد أن يسرق التمثيل منها، فإنها تسارع إلى حيث يراد توريطها، خشية
ضياع التمثيل وفقدان الزعامة ومكتسباتها، حتى لو كان الثمن هو الدخول في دهاليز
المفاوضات والتسوية، والاعتراف بشرعية الاحتلال والتنازل له عن الحقوق، ومن ثم
النيابة عنه في محاربة المناضلين.
مطلوب من حماس
... أن تخفف من حدة كلامها الذي قد يلتبس على البعض فيظن أنها وغيرها في عبادة
الكراسي سواء، ومطلوب منها أن يتكثف خطابها ونشاطها على الأرض باتجاه المزيد من
المقاومة للمحتلين، لأنه ليس من المتوقع في المدى القريب أن يشفى الآخرون من عقدة
الزعامة ويتخلوا عن امتيازاتها ومكاسبها، وليتذكروا أن بعض الأنصار قد فسروا للرسول
صلى الله عليه وسلم شدة عداء عبد الله بن أبي له؛ بأنه كان يتهيأ ليصبح ملك يثرب
قبيل هجرة النبي إليها، حيث رأى أنه – عليه السلام - قد أخذ المنصب الذي هو أحق به،
فلم يكتف بمعاداته وحربه بل تعاون مع بني النضير وقينقاع وغيرهما ضده.
ولقد صبر الرسول عليه، وعلى من معه حتى أصبح معزولاً عن أتباعه الذين رجع أغلبيتهم
عن تأييده في خيانته وكفره، بعدما كان له تأثير في ثلث جيش أُحد وأكثر، وجاء اليوم
الذي يستعد أحد أبنائه لقتله فيرفض الرسول الكريم.
مطلوب من حماس ... الحفاظ على دماء أبناء شعبها، فهي أمانة في عنقها.
ومطلوب من حماس ... تضميد الجراحات التي تسببت فيها لشعبها، وإن كانت معذورة فيها.
ومطلوب من حماس ... بيان صريح لا يقبل التأويل، أن سلاحها ليس له سوى هدف واحد هو
صدور المحتلين.
ومطلوب من حماس ...سلوك ومنهج لا لبس فيه ... أنها ماضية في طريق الجهاد والاستشهاد
حتى النصر والتحرير، وأنها لا تقاتل من أجل المغانم والكراسي أو أي متاع دنيوي؛ إن
شعبنا وأمتنا يحتاجان منا إلى أن يروا تسابقنا في البذل والعطاء والتضحية والفداء،
ليهبوا معنا بلا تردد، ويمضوا بلا توجس ولا قلق.
ومطلوب من حماس ... أن تصبر على أبناء شعبها ويتسع لهم صدرها وقلبها وسلوكها، وأن
تراعي الظروف التي تضغط عليهم وشدة الحملة الموجهة ضدهم، ومخاوفهم المشروعة على
أنفسهم ومعاشهم وأهليهم ومصيرهم، وليس الجميع تربوا على ما تربى عليه أبناء حماس،
ولا عندهم الاستعداد لتحمل ما يحتملون، أو بذل ما يبذلون، هذا مع وجود من هم أشد
صبراً من أبناء حماس، وأكثر منهم تحملاً واستعداداً للبذل والتضحية، ولطالما أرانا
شعبنا ما تتصاغر دونه الهامات، وأظهر شعبنا سبقه لقياداته وتقدمه على كثير من
زعاماته، فليخلص هؤلاء لربهم النوايا، وليصدقوا شعبهم، وليترفعوا عن سفاسف الأمور،
ومناكفات الصغار، وليكن سبيلهم واضحاً نحو غاياتهم العظيمة... والله غالب على أمره،
ولكن أكثر الناس لا يعلمون.