أول إشارة رسمية لجريمة اغتيال سليمان

تزامنت مع لحظات الإعلان عن الانقلاب في موريتانيا ومُباركة بشار

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

في أول ردٍّ ضمني مُرحب لنظام الإرهاب السوري على الانقلاب العسكري الفاشستي في موريتانيا على الديمقراطية والتعددية، والذي تزامن مع إعلان الكركوبة المُسمّاة بالمستشارة السياسية والإعلامية للرئيس .. بثينة شعبان التي

 أُزيلت من منصبها كوزيرة للمغتربين ، بعدما استنفدت مهامها بالتمنطق المُمل والمُتكرر عن نظام أسيادها من لسانها الأعوج ، وحنكها المُتراخي لكبر سنّها وانتقام الله منها لتجرئها على الأحرار في سورية ، وفشلها التام في إقناع المُغتربين بالتجاوب مع أُطروحاتها والنظام البائس المُتهاوي العقيمة ، عن جريمة اغتيال العميد محمد سليمان الذراع الأيمن للرئيس المُغتصب واللا شرعي بشار الأسد، وعن بدء التحقيقات لمعرفة مُرتكبي الجريمة ، مُتهمة الإعلام العربي ، وكل من تناول القضية التي كان يجب السكوت عنها ! بالفبركة ، مُتناسية أنّ هذه الحادثة قد مرّ عليها ما يُقارب الأسبوع من اغتيال هذا الضابط الكبير في النظام ،  الذي يُعتبر صلة الوصل مابين قصر المُهاجرين والوحدات العسكرية والأمنية والسياسية ، دون أن يصدر عن قاتليه ! عفواً .. عن النظام أي بيان بهذا الشأن ، أو أيّ إشارة لتكريمه كالعادة على الأقل  لما قدمة لهذه الزمرة  الحاكمة من خدمات جمّة ، ومنها التسهيلات اللوجستية في عملية اغتيال شهيد لبنان الحريري ، ورفاقه من القادة السياسيين والإعلاميين والمُفكرين في لبنان ، وما بذله من جهد في عملية التخلّص من عماد مُغنية القائد العسكري لحزب الله ، وصلته المُباشرة بكل الموبقات التي يرتكبها النظام بحق الوطن والمواطن والجيران ، وكذلك إشرافه على مُعظم عمليات النظام الإرهابية كونه اليد اليُمنى لبشار والمُطلع والضالع في كل جريمة ، ولكن قيمة هؤلاء القتلة عند أسيادهم التي تنتهي أدوارها عند انتهاء مُهمتها ليس أكثر من الرصاصتين اللتان اخترقتا قلب ورأس هذا المأفون بعد تعذيبه والتنكيل به، عند أي شعور بالخطر منه ، وإن كُنّا نُرحب برحيل أي مُجرمٍ قاتل رئيساً كان أو مرؤوسا ، يداه مُلوثتان بدماء شعبنا من هذه العصابة الحاكمة ، التي بدأت الأمور تتفلّت منها كُل يومٍ أكثر من الآخر، مع إدانتنا الشديدة لمثل هذه المُمارسات في التصفيات التي تدل على همجية النظام ، وعدم قُدرته على الاستمرار إلا من خلال هذه الأعمال الإجرامية وانتهاك الحقوق وسفك الدماء وتدمير المُدن ، وتكميم الأفواه من خلال التصفيات والاختطافات والاعتقالات والأحكام الجائرة بحق وطني سورية وأحرارها عُرباً وكُرداً ، وبحق الأحرار العرب من الجيران

فليس غريباً تزامن إعلان زُمرة الحكم في سورية عن اغتيال العميد المطلوب للقضاء الدولي مع لحظات الإعلان عن الانقلاب العسكري في موريتانيا ، كدليل سيادة القوّة والهمجية بين كلا الطرفين ، فهذا يقتل وذاك يقمع ، وكلاهما عبّر عن مشروعيته بقوّة الدبابة وليس من إرادة الجماهير ، ليُطفوا بحسب ظنهم شرعية القوّة بدعم هؤلاء الإنقلابيون من خلال هذا الإعلان ، ولتكون فلسفتهم أن الديمقراطيات لن يُكتب لها النجاح في إدارة الأمور والسيطرة على القرار ما لم تملك أداة القتل والإجرام ، وأنّ الاستقرار لن يكون إلا بقوّة الإرهاب والمزيد من المُمارسات التعسفية القهرية بحق الشعوب وإذلالهم ، تلك الفلسفة التي تُروج لها أبواق الأنظمة القمعية ، بدعوى كثرة الانقلابات في هذا البلد الديمقراطي الناشئ ، الذي لا يزال فيه العسكر مدعوماً من إسرائيل أولاً والغرب والأنظمة الدكتاتورية ثانياً وثالثاً لإعادة الكرّة للإمساك بزمام الأمور والقبضة الحديدية ، لفرض ما يُريدونه من سياسات على الشعوب بفضل هؤلاء الحُكام الضُعفاء المتسلطين الطُغاة ، أو بسبب حالة عدم الاستقرار في لبنان الذي يُطالب بحريته واستقلاله ومُقتضيات الديمقراطية التي يعمل النظام السوري الأشد استبداداً وإرهاباً في العالم على إفسادها والعبث فيها لتشويهها عبر أدواته في لبنان ، بعد طرده المُذّل من هذا البلد الحبيب

فعلى الموريتانيون أن يثوروا وينتفضوا عن بكرة أبيهم ضد هؤلاء المُرتزقة من العسكر، وألا يسمحوا لهذه الحُثالة والزبانية بالسيطرة على مقاليد الحكم ، وعليهم ان يُسقطوا هذا الانقلاب اللعين بأي ثمنٍ كان ، لأنّ هؤلاء كالإخطبوط الذي لم يعشعش بعد ، وبإمكانهم  القضاء عليه لأنه بداياته ، قبل أن يستفحل أمره ويُصبح كالسرطان الذي لا يزول إلا بالمزيد من التضحيات مثلما هو عليه الوضع في سورية التي يعملُ شعبنا فيها على التخلص منهم ، وهو من اجل ذلك يدفع الكثير من التضحيات والشُهداء ، الذين تجاوزت أعدادهم  عشرات الآلاف ، ومثلهم من المُعتقلين والمُختفين والمخطوفين  ولازال شعبنا يدفع المزيد لينتهي من هذا الكابوس الخبيث ، الذي إذا ما سُمح له بالعودة إلى موريتانيا فسيكون حينها وصمة عار على جبين المُتخاذلين من الموريتانيين ، لجيلهم ولمن سيأتي بعدهم إن لم يثوروا على هؤلاء الإنقلابيون ، كما كان العار على الأجيال السورية التي سبقتنا عن غير قصد وتجربة ، عندما سمحت للطُغمة العسكرية مسك زمام الأمور في سورية ، بعد حياة ديمقراطية رائعة انتهت عند قدوم هذه الطُغمة المُجرمة ، التي استباحت المُقدسات وهتكت الأعراض وداست على الكرامات ، وسفكت الدماء البريئة غزيرةً والى يومنا هذا لم يرتوي ظمأهم  منها ، ومن أذيّة شعبنا وقهره وإذلاله ، بعدما نشروا الُرعب في كل مكان ، واستبدّوا بالعباد والبلاد التي أكثروا  فيها الفساد حتّى صار أكثر من ثلاثة أرباع شعبنا تحت خط الفقر ،وهم لا يزالون على مُمارساتهم اللا إنسانية منذ أربعة عقود ، أحرقوا فيها الأخضر واليابس ، وأوصلوا البلاد إلى حافة الهاوية دون أن يرعوو أو يُغيّروا من أساليبهم البربرية ، وتلك هي أهم إنجازات العسكر في بلادنا ، التي يختتمونها بتصفية بعضهم البعض كونهم نظام عصابات ، في لعبة الصراع على الكراسي ،وهم لا يعبئون بوطن ولا بدولة ولا سمعة ، فهم يقتلون متى شاءوا ، ويُدمرون في أي وقت ويعتقلون ويسحقون متى شاءوا، فهم مجموعة من بائعي الضمير ، فإيّاكم أيها الموريتانيون أن تُصدقوا أحدا منهم ، لأنهم ليسوا أكثر من مجموعةٌ من اللصوص وقُطّاع الطُرق ،يُعطونكم من طرف اللسان حلاوة ، وهم أخسّ ما خلق الله ،  ومثل هؤلاء تجدونهم في ليبيا وتونس وكوريا الشمالية وكوبا وأمثالهما ، فانظروا إلى ما آلت عليه شعوب تلك الدول من الذل وتكميم الأفواه وحجر الحريات وسلطة فراعنة هذا العصر ،لأن هؤلاء العسكر لا يستطيعون إلا أن يعيشوا على دماء شعوبهم فاحذروهم كي لا تكونوا طعامهم

ولذا لا يسعني في الختام ألاّ أن أُوجه ندائي إلى الموريتانيون لأقول لهم بأن يثوروا على هذه الحُثالة العسكرية لطردها ، ليزرعوا في موريتانيا ثقافة الحرية والتسامح والديمقراطية ، وليكونوا المثل الأعلى كما تأمّلت بهم الشعوب العربية ، وأن لا يسمحوا بأن تكون موريتانيا حلبة صراع مابين العقيد البائد والجنرالات الجدد ، وبين شريعة الغاب وعقيدة الأقوى والأضرى والأشرس الحيوانية، لتكن موريتانيا واحة خضراء ، يأتيها الحاكم من إرادة الشعب كما كان بالأمس، وليس من جنرال أحمق بائد يُريدُ أن يصنع الرؤساء على مزاجه وإرادته رغم أنوف الموريتانيين، كما يفعل جنرالات سورية بشعبنا ، وعليهم أن يقفوا إلى جانب رئيسهم الشرعي الشجاع المُنتخب ، الذي رفض الخنوع والخضوع لعصابات العسكر ، أو أن يقبل بأن يكون دُمية بين أيديهم يعبثون بها كيفما يشاءون ، بعدما أمل هذا الرئيس بمساندة شعبه فلا تخذلوه ، حتّى لا تندموا طوال حياتكم ، وأُكرر قبل أن يستفحل خطر زمرة الإنقلابيين العسكر المارقة مثلما استفحل خطر أمثالهم في سورية ، وارفضوا هذا المجلس اللا شرعي والمُسمّى " بمجلس الأعلى للدولة " الذي أُنشئ اليوم ولا تنتظروا رأي المُجتمع الدولي المُتخاذل مع أدواتهم من الرؤساء الدكتاتورين العُملاء