شكوكو في مناورة ذات المصاري
في وصلة ميلودرامية جديدة بدا فيها الشاويش شوكوكو متهانفا متباكيا، وجه حديثه لشيفات البقالة المسلحة التي استولت على مصر منذ 64 عاما، ووجهم بـ"مواصلة مساهمتهم في الحفاظ على أسعار السلع الغذائية مهما ارتفع سعر الدولار" !!
هي حلول اقتصادية مضحكة يمكنك ببساطة تصورها في مشهد كوميدي، في واحد من أفلام إسماعيل ياسين، حلول يمكنك أن تسمعها من أمينة رزق في أحد المشاهد المسرحية.
ومع تصاعد أزمة الدولار الذي سحق الجنيه المصري حرفيا، أصبح بمقدورنا تخيل بيان اقتصادي رقم واحد من البقالة المسلحة ..
في الساعة الثانية ظهرا، اعتدى الدولار على الجنيه (المسري) وحاول الارتفاع بمقدار 150 قرشا، بهدف رفع السلع، وتسللت بعض العناصر المعادية من نفق بشقة حسن مالك محاولة خنق الجنيه، إلا أن قواتنا نجحت في التصدي لها وتواصل هجومها على العدو بنجاح.
يعقب ذلك مشاهد تُعرض على الشاشات لعربات مغلقة، يقفز منها الجنود والضباط مسلحين بأقفاص السلع الغذائية وأكياس الدقيق وزجاجات الزيت وطائرات إف 16، تقوم بإسقاط أكياس من المكرونة على المناطق النائية في مصر مع موسيقى عمر خيرت المتصاعدة.
تن تن تن تن ترين تريييييين.
ثم بيانات حماسية تُبث على جميع القنوات وبعدها مشهد للشاويش شوكوكو يقف مقلدا السادات، ليمنح اللواء الهياتمي رجل الرياح الشمالية الغربية رتبة الفريق.
الصورة الحقيقية لا تبتعد كثيرا عن هذا الهزل.
فعلى الرغم من عدم فهمي للاقتصاد، إلا أنه على حد علمي لا توجد دولة في العالم عالجت تقلبات السوق وانخفاض سعر عملتها بزيادة منافذ بيع السلع وبوصلة ميلودرامية يؤديها مهرج سيرك.
هذا فضلا عن أن إسناد تلك المهمة الكوميدية لجيش الكفتة يكشف عن حقيقة دوره في كتيب الاستعمال، الذي تركه الاحتلال بعد أن قام بـ"تصنيع" ذلك الجيش الوهمي، فمهمته الأساسية هي حماية الكيان الصهيوني ومكتسبات الاحتلال، بينما يمكنه في وقت فراغه أن يمارس تجارة الشنطة وفرض الأتاوات والبلطجة على الشعب، كأي فتوة.
ولتدرك نوعية العقول التي يفرزها الجيش المصرائيلي، يكفيك أن تقرأ تصريحات رجل الرياح الشمالية الغربية اللواء الهياتمي، الذي أشاد بدور المرأة المصرية في كلمته أمام المجلس القومي للمرأة، وأكد أن المرأة المصرية مثقفة، فقد استطاعت ابتكار المسقعة والبيض بالحمص !!
هذه هي حقيقة ذلك الجيش الذي يصر بعض السذج على اعتباره مؤسسة وطنية.
ناهيك عن قصف طائراته ومدافعه اليومي لمنازل المصريين في سيناء، والهزائم المتوالية اليومية التي يُمنى بها على يد مسلحي تنظيم ولاية سيناء، التي تكشف عن مدى فشل تلك المنظومة حتى على المستوى العسكري وتجعلها لا ترقى حتى لكتيبة من غفراء الدرك.
أصبحت الفقرات التي تتضمن ذكرا للجيش المصرائيلي مثارا للنكات والكوميديا في مصر، بعد أن أدرك الكثيريون أننا كنا نعيش في خدعة تسمى الجيش، تصور مثلا مناورة بالذخيرة الحية وبيانات صحفية تحتشد بكل الكلمات العسكرية الفخيمة (ذخيرة حية – فرقاطة – أداء قتالي – وحدات مكافحة الغواصات ..إلخ)، وضع إلى جانب كل ذلك خبر إغراق مسلحي ولاية سيناء لزورق بصاروخ موجه في رمضان الماضي، وخبر الهجوم المزدوج على معسكرين في سيناء اليوم وفي نفس وقت المناورة، وكأنما يتعمدون السخرية من جيشهم المصرائيلي وإظهار انهياره.
لا شك عندي أن من سمى مناورة "بالية بحيرة البجع" التي تحدثوا عنها اليوم، احتاج لجرعات مكثفة من المخدر حتى يسمي ذلك التهريج باسم "ذات الصواري"، وهي أول معركة بحرية إسلامية سيطر بها الأسطول الإسلامي الناشئ وقتها على البحر الأبيض المتوسط، بعد أن هزم بحرية الدولة الرومانية.
ضع إلى جانب ذلك كله الاسم المضحك للفرقاطة التي رفع عليها شكوكو علم العسكر، والتي سموها "طحيا ماسر"، وستفطن إلى أن التسمية الأنسب لتلك المناورة الكوميدية هو ذات المصاري.
وسوم: العدد 660