أيام الندم الإسرائيلي.. والخيبة العربية

د. عبد السلام البسيوني

في غرة رمضان من العام 1425هـ الموافق منتصف أكتوبر 2004م استشهد 110 فلسطينيين، بينهم 30 طفلاً وإصابة ما يزيد عن 400 فلسطيني، نصفهم من الأطفال، خلال عملية اجتياح واسعة لشمال قطاع غزة، استمرت 17 يوماً، وسمتها إسرائيل "أيام الندم". قالت عنها قناة الجزيرة القطرية والجزيرة أونلاين: عملية أيام الندم، إحدى أعنف عمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة، أضافت إلى رصيد دولة الاحتلال المزيد من الدم والعنف العشوائي، وإلى الأمة العربية المزيد من الصمت والتخلي عن القضية المركزية، في حين استفزت كل عناصر المقاومة في الشعب الفلسطيني، ليعلو في الداخل صوت المعركة فوق كل صوت.

أيام الندم من المناسبات الدينية الإسرائيلية التي تنطلق الاحتفالات بها مع بداية كل عام عبري، وهذا العام احتفلت القيادة الإسرائيلية هذه المناسبة في غير موعدها، وبإطلاق عملية ضخمة ضد الفلسطينيين في شمال غزة تحمل الاسم ذاته.

وترافق مع العدوان الإسرائيلي على شمال قطاع غزة سلبية غير مبررة في الشارع العربي، حيث تسلل الصمت إلى الشعوب، بعد أن كان حكراً على الحكومات والمؤسسات الرسمية، حتى إن الصيحات لتنظيم حملات تبرعات انحصرت في مجال ضيق، ربما خوفاً من وصمة الاتهام بدعم "الإرهاب الفلسطيني".

ولا يختلف اثنان على أن ما ينتظر الفلسطينيين هو المزيد من الدماء، والمزيد من العمليات الإسرائيلية، وأن الفلسطينيين سيبقون هم أرض الحدث وضحاياه، وأن الأيام القليلة التي نقلوا فيها الحدث إلى أرض إسرائيل أصبحت قليلة التكرار؛ في ظل الحصار المفروض على الفلسطينيين على كل المستويات، ومن كل الجهات العالمية والعربية والأبي- مازنية، والدحلانية.

وسوم: العدد 674