موسوعة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية 133

مؤامرة الجمرة الخبيثة: تعاون آل بوش وآل ابن لادن (أسرار جديدة)

ملاحظة

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.

(الأدميرال ويليام كرو رئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات المسلحة السابق والسفير السابق للولايات المتحدة في بريطانيا. ولو عدنا بالذاكرة إلى اليوم الذي وصف فيه بوش الأول أسامة بن لادن بـ "مقاتل من أجل الحرّية"، قام هذا الأدميرال ومعاونوه في هيئة الأركان المشتركة ببيع سلاح الجمرة الخبيثة لصدام حسين لكي يستخدمه ضد الإيرانيين. في تلك الأيام جلس الأدميرال على رأس هيئة مديري شركة بايوبورت وامتلك 13% من أسهمها دون أن يدفع فلساً واحداً حسب شهادته أمام الكونغرس).     

 

(في السبعينات، استثمر سالم بن لادن –الأخ الأكبر لأخوة وأخوات أسامة بن لادن الـ 55 – بصورة واسعة في المشروع الاقتصادي الأول لجورج بوش الثاني وهو أربيستو للطاقة. صار سالم شريكا لبوش عن طريق جيمس باث ، صديق مقرّب للرئيس المقبل للولايات المتحدة. عيّن سالم جيمس باث كممثل له في هيوستن بتكساس. وباث هو الذي استثمر 50,000 دولار في شركة بوش أربيستو واشترى مطار خليج هيوستن لصالح شقيق أسامة الأكبر. ومنذ ذلك الحين انتعشت العلاقات بين بوش الأول وعائلة بن لادن وخصوصا بعد أن ارتبط بوش بمجموعة كارلايل. في 27 أيلول 2001 كتبت صحيفة وول ستريت جورنال تقول: "جورج بوش الأول، والد الرئيس بوش، يعمل لصالح أعمال عائلة بن لادن من خلال مجموعة كارلايل، وقد التقى بوش الأب بعائلة بن لادن شخصياً مرّتين على الأقل). 

 

المحتوى

_____

(إبن لادن يستفيد من صناعة الولايات المتحدة للقاح الجمرة الخبيثة !- إذن ، ما هي بايوبورت ، وماذا تنتج ومن يديرها؟- من يملك ويديرهذه الشركة باع الجمرة الخبيثة لصدام حسين- لكن من هم "شركاؤهم الآخرون"؟ مجموعة كارلايل وآل بوش وآل إبن لادن- تاريخ العلاقة بين آل بوش وآل بن لادن- لماذا أرسلت رسائل الجمرة الخبيثة للكونغرس وللصحفيين؟- خدعة جمرة 11 أيلول الخبيثة- مؤامرة الجمرة الخبيثة مؤامرة داخلية- دلائل على أن الرسائل مزيفة- إنّها جمرة الإدارة الأمريكية والكارتل الصناعي العسكري المخابراتي الذي يقودها- ملاحظة سريعة عن الجمرة: الجمرة ليست سلاحا جيدا للإرهاب- الموت الملغز لكبار علماء الأحياء المجهرية- تستّر مكتب المباحث الفدرالي على هجمات الجمرة- الجمرة: مكتب المباحث الفدرالي يتثاءب- غش أسهم الجمرة العظيمة- بوش يحمي امتياز شركة دواء عملاقة تسيطر على علاج الجمرة- ملحق: رامسفيلد الصيدلاني- المصالح الخاصة- رامسفيلد وجريمة تدمير معمل "الشفاء" لإنتاج الأدوية في السودان- مصادر هذه الحلقات)

 

إبن لادن يستفيد من صناعة الولايات المتحدة للقاح الجمرة الخبيثة !

___________________________________________

هي قصّة من قصص الرعب.. فمليونير لبناني يمتلك أصلاً شركات اتصالات في فنزويلا والسلفادور، يستخدم تأثيره ليمتلك أخطر مؤسسة في المنتجات الدفاعية. في الوقت نفسه يستفيد الأرهابي الأخطر في العالم من استثمارات عائلته في المؤسسة الصناعية الدفاعية نفسها ومدعوماً من شخصية ليست أقل من والد رئيس الولايات المتحدة !!

في الأول من كانون الأول من عام 2001، أعلنت وكالة الأنباء الباكستانية أنّ وثائق تعود إلى شركة أميركية اسمها مؤسسة بايوبورت BioPort قد وُجدت في منزل يعود للقاعدة في كابول بأفغانستان. وبعد سبعة أسابيع في 16 كانون الثاني أعلنت إدارة الأغذية والأدوية FDA التي منعت بايوبورت من العمل والإنتاج في مختبراتها بمشيغان منذ عام 1999، أنها أعطت موافقتها المشروطة لبايوبورت لتصنيع وإنتاج وشحن منتجاتها للجيش الأمريكي من مختبراتها. وفي الأول من شباط فبراير أعطت الحكومة الأمريكية الضوء الأخضر لبايوبورت لتعاود انتاجها الذي أوقفته الوكالة لثلاث سنوات !!

إذن ، ما هي بايوبورت ، وماذا تنتج ومن يديرها؟

___________________________

مقر بايوبورت في ميشيغان ، وهي المؤسسة الوحيدة في الولايات المتحدة التي حصلت على إجازة بإنتاج لقاح الجمرة الخبيثة. ولكن في الحقيقة بايوبورت لا تنتج اللقاح، بل اشترت المختبر الأمريكي الذي ينتج اللقاح، وهو معهد المنتجات البايولوجية في مشيغان ؛ اشترته من ولاية مشيغان عام 1998.

بعد أقل من شهر من شرائها المختبر حصلت على عقد تكون بموجبه المجهز الوحيد لوزارة الدفاع بلقاح الجمرة ، واستلمت 29 مليون دولار لتصنيع واختبار وإنتاج وتخزين اللقاح لصالح وزارة الدفاع. وافق البنتاغون على منح الشركة 4,70 دولار مقابل كل حقنة من اللقاح ، وقررت تلقيح جميع أفراد القوات المسلحة البالغ عددهم 2,4 مليون شخص ، على أن يُعطى كل فرد 6 حقن من اللقاح. ويتوقع أن يكون هذا العقد (60 مليون دولار تقريباً) هو بداية عقود وزارة الدفاع مع الشركة.

خصص البنتاغون 322 مليون دولار للعشر سنوات المقبلة لتطوير ثلاثة على الأقل من اللقاحات المضادة للأسلحة البايولوجية، وبهذا سيكون سوق بايوبورت واسعاً ومزدهراً. ولكن مع ذلك فإن الشركة ، ومنذ تسلّمها للمختبر، لم تسلّم سوى كمية صغيرة (4% من الكمية المطلوبة) من اللقاح للوزارة. فقد اكتشفت إدارة الأغذية والأدوية مخالفات حسابية وأمنية ومخاطر تلوّث جعلتها توقف الشركة عن العمل إلى قبل أيام قليلة .

من يملك ويديرهذه الشركة باع الجمرة الخبيثة لصدام حسين

_________________________________

لنبدأ أولا بالأدميرال ويليام كرو رئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات المسلحة السابق والسفير السابق للولايات المتحدة في بريطانيا . ولو عدنا بالذاكرة إلى اليوم الذي وصف فيه بوش الأول أسامة بن لادن بـ "مقاتل من أجل الحرّية" (تعزّز كون الأفغان "مقاتلون من أجل الحرية" عندما أسقطوا 270 طائرة سوفيتية بصواريخ ستنغر أمريكية الصنع في الثمانينات) قام هذا الأدميرال ومعاونوه في هيئة الأركان المشتركة ببيع سلاح الجمرة الخبيثة لصدام حسين لكي يستخدمه ضد الإيرانيين. في تلك الأيام جلس الأدميرال على رأس هيئة مديري شركة بايوبورت وامتلك 13% من أسهمها دون أن يدفع فلساً واحداً حسب شهادته أمام الكونغرس.     

وحسب قناة ABC الإخبارية فإن مؤسسة بايوبورت قد سعت أصلاً للسيطرة على أصول معهد المنتجات البايولوجية في مشيغان عن طريق الأدميرال كرو ، وشركائه في شركة اسمها إنترفاك Intervac ومجموعة من المدراء السابقين في المعهد نفسه.

وشركة إنترفاك هي التي تحمل تاريخاً مميّزاً في هذا المجال. وحسب الناطق باسم كرو وشريكه جاي كوب، فإن كرو يمتلك 22,5 % من اسهم إنترفاك ، بالرغم من أنه لم "يستثمر فلساً واحداً" في هذه المؤسسة. 30% أخرى من أسهم إنترفاك تعود إلى نانسي الهبري ؛ أمّ وربّة منزل في ضواحي ماريلاند . أمّا بقية أسهم الشركة فتعود إلى I&F Holdings وهي شركة يديرها إبراهيم الهبري ، والد زوج نانسي الهبري، وهو مواطن فنزويلي، وزوجها فؤاد الهبري، وهو مواطن الماني من أصل لبناني. وحسب القناة نفسها فإن ابراهيم الهبري والد فؤاد قد التقى بالجنرال كرو حين عاد إلى الولايات المتحدة عام 1997 وكان قد التقاه قبل عشر سنوات وعرض عليه الدخول في مجلس إدارة إنترفاك.   

يبدو أن فؤاد الهبري هو المدير الفعلي لإنترفاك وهو الرئيس التنفيذي لبايوبورت. والمعتزل إبراهيم الهبري الذي يرفض أي مقابلة ، لديه منازل في كاراكاس وماريلاند وباريس وبيروت التي يزورها على مدار السنة، ويتجنب أي ضرائب إقامة في أي منها. من أين جاء بملايينه ؟

يبدو هذا لغزاً محيّراً. لقد استثمر في بورتون العالمية Porton International وهي مؤسسة بريطانية لصناعة الأدوية يعمل فيها ابنه ، وذكر الكونغرس أن بورتون باعت لقاح الجمرة الخبيثة للسعودية. في فنزويلا، يدير ابراهيم الهبري ثالث أكبر شركة اتصالات خلوية هي ديجيتيل Digitel بالرغم من أنه باع السيطرة على الشركة إلى موبايل إيطاليا تيليكوم Telecom Italia Mobile . في الوقت نفسه ، وجد ابنه فؤاد الوقت الكافي لإدارة شركة ديجيسيل Digicel في السلفادور وهي شركة اتصالات خلوية كانت العائلة قد اشترتها قبل سنتين.

بعد هجمات 11 أيلول ، وضع الرئيس بوش الثاني مختبرات شركة بايوبورت تحت الحماية من أجل "المصلحة القومية". ومن المثير القول أن المجلة الإيطالية مانيفستو Manifesto قد قالت إن ذلك حصل في نفس الوقت الذي وضع فيه الـ FBI آل الهبري على رأس قائمة المشتبه فيهم في إرسال جراثيم الجمرة الخبيثة عبر البريد في الولايات المتحدة.

وبذلك، فإن الأدميرال كرو وآل الهبري و"شركاءهم الأخرين" في بايوبورت قد قرّروا الحصول على أرباح هائلة من رعب الجمرة.

لكن من هم "شركاؤهم الآخرون"؟ مجموعة كارلايل وآل بوش وآل إبن لادن

___________________________________________

تشير التقارير في الصحافة الأمريكية التي أنكرتها بايوبورت أن واحداً من أهم المستثمرين في الشركة هي مجموعة كارلايل  Carlyle Group وهي من أشد الشركات الأمريكية نجاحاً في الاستثمار، والمعروفة بتوفير "عائدات ضخمة" لمن يستثمر فيها عبر عقودها مع وزارة الدفاع الأمريكية في الصناعات العسكرية. ولأن مجموعة كارلايل هي مؤسسة خاصة ، فهي غير ملزمة بالكشف عن استثماراتها أو نشاطاتها العملية، فهي تمتلك طيفاً غريباً من أعضاء هيئة الإدارة : الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق جون ميجور، ومجموعة من الجمهوريين منهم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر ووزير الدفاع ونائب مدير الـ CIA الأسبق فرانك كارلوشي.   

الآن يأتي الجزء المثير من القصة، فحسب تقارير الصحافة الأمريكية حتى أيلول الماضي (2001) كان المستثمر الأكبر في مجموعة كارلايل (والآن عليك أن تجلس قبل أن تقرأ هذا) هو عائلة بن لادن !! فلسنوات طويلة احتفظت مجموعة كارلايل بروابط مالية وثيقة مع عائلة أسامة بن لادن، ولكن من "المفترض" أن هذه الصلات قد قُطعت بعد أحداث 11 أيلول.

إن القصة خلف مجموعة كارلايل والصلات بين جورج بوش الأول وآل بن لادن مثيرة وتستحق التأمل .

تاريخ العلاقة بين آل بوش وآل بن لادن

______________________

في السبعينات، استثمر سالم بن لادن – الأخ الأكبر لأخوة وأخوات أسامة بن لادن الـ 55 – بصورة واسعة في المشروع الاقتصادي الأول لجورج بوش الثاني وهو أربيستو للطاقة Arbusto Energy . صار سالم شريكا لبوش عن طريق جيمس باث ، صديق مقرّب للرئيس المقبل للولايات المتحدة. عيّن سالم جيمس باث كممثل له في هيوستن بتكساس. وباث هو الذي استثمر 50,000 دولار في شركة بوش أربيستو واشترى مطار خليج هيوستن لصالح شقيق أسامة الأكبر. ومنذ ذلك الحين انتعشت العلاقات بين بوش الأول وعائلة بن لادن وخصوصا بعد أن ارتبط بوش بمجموعة كارلايل.

في 27 أيلول من العام الماضي 2001 كتبت صحيفة وول ستريت جورنال تقول :

"جورج بوش الأول ، والد الرئيس بوش، يعمل لصالح أعمال عائلة بن لادن في العربية السعودية من خلال مجموعة كارلايل، وهي مؤسسة استشارية استثمارية عالمية، وقد التقى بوش الأب بعائلة بن لادن شخصياً مرّتين على الأقل. 

ومن المفترض أن اسامة بن لادن قد "أُنكر" من قبل عائلته التي تدير مؤسسة بن لادن التي هي مؤسسة كبرى للبناء تتعامل بالمليارات. ولكن شقيقة أسامة بن لادن قالت في مقابلة حديثة أجرتها معها وكالة  ABC الإخبارية بأن عائلتها مازالت تساند أسامة بن لادن.

إذا كانت الإشاعات عن استثمار مجموعة كارلايل في شركة بايوبورت صحيحة فإن من المحتمل جداً أن عائلة بن لادن هي بدورها مستثمر في الشركة الوحيدة التي تصنع لقاح الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة، وعليه فإن العائلة سوف تحقق ثروة مضافة. وفي الحقيقة فإن النقص في اللقاح الذي دفع إدارة الأغذية والأدوية إلى رفع حظرها سوف يجعل جميع المساهمين في شركة بايوبورت أثرياء جدا لأن قوى السوق سوف تضاعف من سعر اللقاح. إنّه تنظيم مريح . فآل بوش وآل الهبري وآل بن لادن (ومعهم الأدميرال المتواطىء) كلّهم يجنون الأموال من خوف وموت الأميركيين.

إذن ، هل سيكون غريباً أن يُعثر على وثائق بايوبورت عن الجمرة الخبيثة لدى شبكة قاعدة بن لادن في كابول ؟؟

لماذا أرسلت رسائل الجمرة الخبيثة للكونغرس وللصحفيين؟

_________________________________

يقول الكاتب ريشارد كوهين صحفي الواشنطن بوست إن هجمات الجمرة ليست مفاجئة تماماً ـ بل كانت متوقعة ، فقد تمّ إخباري بعد 11 أيلول مباشرة بأن أقتني عقار السيبرو Cipro المضاد للجمرة. وقد وصلتني المعلومة المُسرّبة عبر مداورة من مسؤول أمني كبير وقد نفذتها فوراً . لقد كنتُ أحمل السيبرو منذ مدّة حتى قبل أن يسمع باسمه أي أحد.

يمكننا القول بأن الدافع الأكبر لإرسال رسائل الجمرة الخبيثة إلى أعضاء الكونغرس هو لجعله يتراجع عن قراءة رسائل الناس التي تحمل الحقيقة في الولايات المتحدة ، وجعل وكالات الإعلام والصحافة المزوّرة التي تسيطر عليها الـ CIA هي المصدر الوحيد للمعلومات التي تُقدّم لهم ويبنون قراراتهم عليها. وهذا يقطع الرأي العام عن الكونغرس. لن يكون هناك صوت لأي شخص عدا من يتحكمون بمصادر الأخبار .

ونفس الشيء حقيقي بالنسبة لاستهداف وسائل الإعلام. فإرسال الجمرة إلى الصحافة صُمّم لإنهاء أي علاقة للصحفيين برسائل المواطنين التي تنقل لهم الكثير من الحقائق. وعلى سبيل المثال فإن صحيفة Arizona Star, وهي من كبريات الصحف رفضت استلام اي بريد مهما كان إلّا إذا جاء من مصدر معروف لها .

واسأل نفسك هذا السؤال: هل هناك إرهابي حقيقي يريد أن يجعل الصحافة الأمريكية معتمدة تماماً على الحكومة الأمريكية في الحصول على معلوماتها ، ويمنع الصحافة من استلام البريد من المواطنين الأمريكيين الذين يشكّكون في القصّة الرسمية والذين يناهضون الحرب أيضاً؟

ولاحظ ايضاً أن رسائل الجمرة قد أُرسلت إلى الكونغرس في نفس الموعد الذي كان سيناقش فيه قانون مكافحة الإرهاب . وحسب رون بول الطبيب والكاتب والعضو الجمهوري السابق في الكونغرس فإن جميع أعضاء الكونغرس قد صادقوا على القانون دون أن يقرأوه.

خدعة جمرة 11 أيلول الخبيثة

_________________

في تشرين الأول من عام 2001 كشفت الصحافة الأمريكية عن أن موظفي البيت الأبيض كانوا يتناولون علاج الجمرة السيبرو منذ هجمات 11 ايلول ، وتساءلت عن السبب الذي جعل العاملين في البيت الأبيض وبضمنهم الرئيس بوش يتعاطون هذا العلاج قبل شهر من اكتشاف الجمرة في الكبيتال هيل مقر الكونغرس؟؟

وقالت الواشنطون بوست :

"إن هيئة عسكرية للحرب البايولوجية والكيمياوية في أوتا قد طوّرت جراثيم من الجمرة مميتة جدا منذ عام 1992 ، وكانت نماذج البكتريا تُشحن ذهابا وإياباً بين الهيئة ومختبرات فورت ديتريك بماريلاند.. وهذه البكتريا تعود إلى سلالة أميس Ames المميتة، وهي نفس السلالة التي اكتشفت في الرسائل المميتة التي أرسلت إلى وسائل الإعلام واثنين من أعضاء الكونغرس في أيلول وتشرين الأول من عام 2001. ولا توجد أمّة تعرف هذه السلالة غير الولايات المتحدة .

كما قالت قناة ديسكوفري :

"إن هجمات الجمرة في الولايات المتحدة هي من عمل عضو في برنامج الحرب البايولوجية الأمريكي كما اشارت إلى ذلك مجموعة السلام الأخضر الألماني يوم الأربعاء : "إن ممثلية الولايات المتحدة تعتقد بأن ما حصل هو عمل داخلي. وأعضاؤها لديهم معلومات تفوق ما نُشر على الرأي العام" . كما قالت المجلة إن المهاجم يريد زيادة نفقات الحكومة الأميركية على برنامج الأسلحة البايولوجية" .

مؤامرة الجمرة الخبيثة مؤامرة داخلية

____________________

حسناً، الآن اتضحت المسألة الأساسية وهي أن رسائل الجمرة جاءت من داخل الولايات المتحدة ، وهذه الرسائل تحتوي على سلالة من الجمرة صنعها مختبر عسكري أمريكي أنكر لسنوات طويلة أن يكون قد أنتج مثل هذه الجراثيم المميتة.

أضف إلى ذلك أن طريقة إرسال رسائل الجمرة تثير الشكوك أيضاً. فقد استلم الكونغرس رسائل الجمرة بالضبط في وقت تصويته على القانون المراوغ المسمّى قانون المواطنة في الولايات المتحدة (أي قانون مكافحة الإرهاب) الذي صوّت عليه أعضاء الكونغرس من دون أن يزعجوا أنفسهم بقراءته !! كم هو مناسب لأصحاب هذا التشريع أن يحصل هجوم إرهابي على الكونغرس في الوقت الذي يصوّت فيه الكونغرس على تشريع مضاد للإرهاب ؟؟ أليس كذلك ؟

بعد هجمات 11 أيلول، حاولت إدارة بوش تمرير قانون المواطنة في الولايات المتحدة من خلال الكونغرس. هذا القانون يريد التأسيس لدولة بوليسية ، وكان السناتور توم داشلي والسيناتور باتريك ليهي يعارضان هذا القانون لأنهما يعرفان إلى أين سيؤدي . فالمسودة الأولى من قانون المواطنة هذا يطالب بتعليق شرط الأمر القضائي الذي يحمي حقوق المواطنين من الحجز والاعتقال اللاقانوني. ثم ، فجأة ومن مكان مجهول، جاءت هجمات الجمرة.

في البداية لم يكن أحد يعرف من أين حصلت هجمات 11 ايلول ولا هجمات الجمرة الخبيثة، ثم كشفت النيويورك تايمز التقنية التي استُخدمت في الرسالة التي أرسلت إلى السيناتور دالشي . الجمرة المستخدمة كانت بتركيز ترليون جرثومة في الغرام الواحد. وهذا سلاح بايولوجي خارق لم تصل إليه حتى الولايات المتحدة في برامجها السابقة المُعلنة. وهذا يؤكد أن هذه الجمرة جاءت من مختبرات متطورة في الولايات المتحدة وليس من أي مكان آخر.  

دلائل على أن الرسائل مزيفة

_______________

وبعد أن عرفنا أن رسائل الجمرة جاءت من داخل الولايات المتحدة ، ننظر إلى الرسائل الحقيقية نفسها (راجع الصورأدناه) :

هناك الكثير من الدلائل في هذه الرسائل التي تشير إلى وجود عملية خداع مقصودة فيها : أولاً ، لا توجد جماعة إرهابية تريد إحداث أكبر عدد ممكن من الإصابات ُتعلن أن هذه الرسائل ملوّثة بسلاح بايولوجي . من المفترض أن تضع العامل المميت في رسائل عادية غير مميّزة لتضمن أقصى انتشار للجرثومة. هذه الرسائل تصيح : "إغلقوا المنطقة ، واستدعوا الطبيب، أنا الجمرة الخبيثة" .

ثانياً ، كُتبت العناوين بخط بارز ومائل يشبه خطوط البوسترات وكأن الرسالة تصيح على الأمريكيين لتدل على نفسها أنها رسالة غريبة . وفي الوقت الذي كان يُقصد فيه أن تبدو الرسائل المرسلة إلى الكونغرس وكأنها مُرسلة من طلاب الصف الرابع الإبتدائي، لم تكن الرسائل المرسلة إلى النيويورك بوست وتوم بروكاو (معد النشرة المسائية في الأن بي سي) بحاجة إلى هذه المراوغة. 

clip_image001.png

ثالثاً ، يُكتب التاريخ في شرق المتوسط بدءاً باليوم ثم الشهر فالسنة ، أي يكون التاريخ هو : 11- 9 -2001 ، في حين أن الرسائل أدناه تتبع التقليد الأمريكي في كتابة التاريخ (الشهر ثم اليوم ثم السنة).

photo-of-anthrax-letter-2-smaller

واحدة من الرسائل هي صورة مستنسخة من الثانية. أغلب الأماكن التي تمتلك أجهزة استنساخ لديها آلة كاتبة أو معالج كلمات ، وهي معالجات عملياتها ليست سرّية لنوع البشر الذين يعملون في المختبرات الحكومية.

وباختصار، فإن نظرة عامة على هذه الرسائل، تكشف أنها خدعة مبتكرة الغرض منها الإيحاء بأنها مُرسلة من إرهابي مسلم من الشرق الأوسط، بحيث أن المقاطع : "الموت لإسرائيل" ، و"الله عظيم Allah is Great" (المسلم الحقيقي يقول : الله أكبر Allah Achbar" أو God is Great ) تجعل أصابع الإتهام تشير إلى أن الجمرة جاءت من عرب الشرق الأوسط.

إنّها جمرة الإدارة الأمريكية والكارتل الصناعي العسكري المخابراتي الذي يقودها

____________________________________________

وهذا يعني أن كل الكتابة المائلة ، وكل التقاطعات على حرف الـ T ، والإحالات إلى الله وإلى "إسرائيل" كانت مؤامرة مدروسة بعناية لخداع الأمريكيين بأن العرب المسلمين من الشرق الأوسط هم المدانون بإرسال رسائل الجمرة. إن الرسائل أدناه ليست دليلاً على هجمة إرهابية بل عملية خداع ضد الشعب الأمريكي، وتشويه للعرب المسلمين في الشرق الأوسط من نفس الجهة التي تمتلك الجمرة الخبيثة.

هناك جهتان متّهمتان بكونهما مصدر رسائل الجمرة . الأولى د. فيليب زاك، الذي التقطت له إحدى الكاميرات صوراً وهو يدخل منطقة تخزين الجمرة بدون إذن رسمي.

لقد كشفت وثائق من التحقيق أن شخصاً غير مُرخّص دخل بناية مختبر فورت ديتريك ليلاً هو سلف لانغفورد وهو الكولونيل فيليب زاك الذي لم يعد يعمل في فورت ديرتيك في ذلك الوقت. أظهر مسح الكاميرات أن زاك قد أُدخل في الساعة 8:40 مساء يوم 23 كانون الثاني 1992 من قبل د. ماريان ريبي وهي اختصاصية علم الأمراض في المختبر وصديق مقرّب لزاك.   

أمّا المشتبه الثاني فهو معروف جدا وهو د. ستيفن هاتفيل المتهم (مرة بعد أخرى) من قبل د. باربارا روزنبرغ بالرغم من أنّه لم يظهر دليل حقيقي على تورّطه.

ولكن بغض النظر عمّن نعتقد أنه الجاني؛ د. زاك أو د. هاتفيل، فإن لا أحد من الإثنين عربي مسلم ، وهذا يعني من جديد أن الرسائل أدناه كُتبت لتبدو وكأنها من عرب مسلمين لجعلهم يبدون مسؤولين عن هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة . والسؤال الوحيد هل أن هذه المؤامرة تمتد لتشمل أحداث 11 أيلول نفسها ؟

ملاحظة سريعة عن الجمرة: الجمرة ليست سلاحا جيدا للإرهاب

___________________________________

هناك ملاحظة سريعة عن الجمرة تصب في مسار الاستنتاجات السابقة وهي أن الجمرة ليست سلاحاً جيّداً للإرهابيين، فقد طُوّرت من قبل الولايات المتحدة كسلاح ميداني أصلاً. وليس للجمرة قدرة على الإنتشار والعدوى بمعنى أن الأشخاص الذين يُصابون بالمرض لا يستطيعون نقله إلى الأشخاص الآخرين المحيطين بهم. وكل شخص يجب أن يتعرّض للجرثومة بصورة مباشرة كي يُصاب بالمرض. وهذا يجعل الجمرة سلاحاً جبّاراً يُستخدم لتحطيم جيش مقابل، لأن هذا الجيش الذي يُرش بها هو فقط الذي سيصبح مريضاً. ولاستخدام الجمرة بصورة مؤثرة نكون بحاجة لعدد كبير من أجهزة التوصيل ، وهو شيء لا يتوفر للإرهابي طبعاً.

الإرهاب البايولوجي الحقيقي يتطلب جرثومة ذات درجة عالية من القدرة على الإنتقال والعدوى ، بحيث أن المجموعة المُستهدفة تقوم بنقله لإمراض أشخاص أكثر ممن يحيطون بها، وتنشر المرض بدون الحاجة إلى جهد إضافي من جانب الإرهابيين.

وعليه فإن الجمرة الخبيثة هي اختيار سيّء كسلاح بايولوجي من قبل الإرهابيين، ولكنها خيار عظيم لمن يريد القيام بهجمة إرهابية مُصطنعة ومفبركة.   

الموت الملغز لكبار علماء الأحياء المجهرية

__________________________

إن أغرب ما في سلسلة حوادث قتل وموت واختفاء علماء الأحياء المجهرية هو عدم اهتمام الحكومة – خصوصاً الـ FBI بهذه الحوادث وعدم التحقيق فيها بصورة جدّية وواسعة. فعن اختفاء د. وايلي قال الـ FBI إن ما حصل هو جزء من "لعبة سخيفة" وكأننا كل يوم نسمع بعالم بارز في الأحياء المجهرية – خصوصا الجمرة الخبيثة – يترك سيارته مهجورة على جسر ، ويختفي في الظلام. من المفروض والأمّة مهدّدة بهجمات إرهابية بايولوجية (والصحافة ورمسفيلد يؤكدون أن هناك هجمات مقبلة مؤكدة وهذا يعني اطلاعهم عليها من الداخل) أن تقوم الحكومة ووكالاتها الأمنية باستنفار كل جهودها لتعقب هذه العمليات وكشف ملابساتها ومعرفة حقيقتها . لقد فاق عدد العلماء المقتولين والميتين وخلال مدّة قياسية كل التوقعات. لكن الحكومة في موقفها المهمل والمتغاضي عن حوادث قتل واختفاء هؤلاء العلماء تلتقي مع جهد الإرهابيين في النهاية حيث يتم قتل هؤلاء العلماء حين تكون الغاية هي منعهم من القيام بشيء يستطيعون القيام به ضمن اختصاصهم، فماذا يستطيع هؤلاء العلماء القيام به ؟

إنّه تنبيه الرأي العام إلى وجود مرض مُصطنع ومفبرك من يقومون به لا يعرفون شروطه .   

تستّر مكتب المباحث الفدرالي على هجمات الجمرة

____________________________

قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في 29/9/2003 : مرّ عامان على تعرّض الأمة لهجمات الجمرة المميتة، ولم يستطع مكتب التحقيقات الفدرالي رسم تصوّر للعملية التي استخدمها القاتل لإنتاج المادة التي أرسلت عبر البريد الأمريكي كما عبر عن ذلك مسؤول رفيع في الـ FBI.

ومن الأفضل أن يكف هذا المكتب عن إطلاق هذه القصص العرجاء التي لا تحقق سوى زيادة قناعة الناس بأن هناك شيئاً يجري التستر عليه في هذه القضية.

لقد تأكّد أن الجمرة المستخدمة في الرسائل هي مشابهة وراثياً للسلالة المخزونة في مختبر ديتريك للأسلحة البايولوجية ، وأن هذه الجمرة قد تم "تسليحها" وهي مطابقة لأسلحة من الدرجة الرابعة الموجودة في المختبر. وهذا المختبر يمتلك الأوعية المطلوبة التي تتيح إدخال الجمرة في الرسائل من دون أن يُكتشف الجاني.

ولن يدهشنا أن الـ FBI بتركيزه الكلّي على د. ستيفن هاتفيل، قد أهمل تماماً (أو أنه يقوم بتغطيته) مشتبهاً آخر رصد فعلياً من قبل الأجهزة الأمنية وهو يدخل المخزن الذي توجد فيه الجمرة التي وضعت في الرسائل بدون إذن رسمي وبعد طرده من العمل في المختبر بسبب هجمة عنصرية على موظف مصري في المختبر. هذا المشتبه هو د. فيليب زاك، الذي استخدم في دوغواي بروفينغ  Dugway Proving Grounds .

ولكن بالرغم من هذه الدلائل الدامغة فإن المكتب ما يزال مصراً على اتهام ستيفن هاتفيل ويعمل على فبركة طرق صنع بها الجمرة بالرغم من أنه لم يعمل عليها ولا يستطيع الوصول إلى هذه السلالة.

لقد فتش عملاء المكتب بيت هاتفيل وقلبوه رأساً على عقب، ثم فتشوا بيت صديقته، وقاموا بتجفيف بحرة كاملة للبحث عن الأواني والأدوات المزعومة من دون الحصول على أي دليل صغير في القضية.

والآن وبعد مرور سنتين على الحادثة لم يستطع المكتب تحديد الطريقة التي دُبّرت بها الجمرة ووضعت في المظاريف خارج مختبر محصن تماماً .

والآن، أمّا أن الـ FBI أحمق جداً أو أنه يحاول حماية المجرم. فلماذا ؟

لا يمكن أن يكون السبب هو أن الرسائل التي تحمل الجمرة كتبت لتبدو وكأنها من مسلمين ، قد فُبركت لتصور المسلمين يقومون بعمل إرهابي ضد الولايات المتحدة، لأن هذا سيكون حقيقياً بصورة مساوية لكون هاتفيل هو المجرم. وعليه، إذا أخذنا بنظر الإعتبار الجواسيس الإسرائيليين الذين اكتشفوا في البنتاغون (وفي أماكن أخرى) ، فإن زاك قد تمت حمايته بصورة جيدة لأن كشفه سيعني أن "إسرائيل" لديها أيضاً جواسيسها في عمق مختبرات الولايات المتحدة الخاصة بالأسلحة البايولوجية. وكما أكّدت رسائل الجمرة فإنهم لا يترددون في أخذ هذه المواد واستخدامها لمصالحهم الخاصة.

الجمرة: مكتب المباحث الفدرالي يتثاءب

________________________

بالمناسبة لم يقم الـ FBI بوضع زاك تحت الرقابة برغم التحقيق معه ولم يأخذ نموذج من كتابة يده لمقارنته بالكتابة التي على الرسائل من قبل الخبراء. فوق ذلك فقد سمح المكتب بتدمير مخزونات الجمرة في جامعة ولاية لويا مُضيّعاً بذلك ما يمكن أن يكون دليلاً وراثياً لا يُقدر بثمن. ثم انتظر حتى كانون الأول ليفتح المظاريف الملوثة بالجمرة التي عثر عليها. ولم يحصل المكتب على سلالات الجمرة من المختبرات المختلفة للمقارنة حتى شهر آذار من العام التالي ولم يتم الإختبار حتى الآن. كما لم يقم المكتب بعرض علماء مختبرين مشتبهين وهما فورت ديتريك بماريلاند ودوغواي بروفينغ في أوتا على جهاز كشف الكذب إلا في حزيران من عام 2002 !!! أي بعد عشرة شهور من الحادثة !!

لقد مرّت شهور والمكتب يتصرف وفق الحركة البطيئة .. لقد قدم العاملون في شؤون الدفاع البايولوجي اسم زاك للمكتب باعتباره مشتبهاً في تشرين الأول 2001 . لقد أنكر قيامه بأي شيء خاطىء ولكن فحوصات جهاز الكذب أظهرت مراوغته وتملّصه.

لو كان هذا الرجل عربيّاً لتم اعتقاله منذ مدة طويلة، ولكنه أمريكي يتمتع بصلات قوية بوزارة الدفاع وبالـ CIA وببرنامج الأسلحة البايولوجية. ثم هناك أسئلة للـ FBI : هل تعلمون كم جواز سفر يملك د. زد ، وهل راقبتم حركة سفره إلى الخارج ؟ إن لديه أكثر من جواز سفر ويسافر كثيرا بموافقات حكومية حتى إلى آسيا الوسطى.

لماذا تم تعليق حصانته الأمنية في آب الماضي أي قبل شهر من هجمات الجمرة الأمر الذي جعله منفعلاً ؟ هل تم تفتيش النزل المنعزل الذي أقام فيه الخريف الماضي ؟ الـ FBI يعلم بأمر هذا المنزل ويعلم أن د. زاك يقدّم علاج السيبرو لمن يزورون هذا المنزل. وهذا المنزل وغيره مُسجّل باسم صديق لزاك ولكن هذا وغيره من الممكن أن يكون مقرّاً للوكالات الاستخبارية الأمريكية.

هل تمّ التحرّي عن خلفية السيّد زاك ومعرفة علاقته بهجمات الجمرة في أماكن أخرى مثل تلك التي لكتسحت 10000 فلاح في زيمبابوي بين 1978 -80 ؟ لقد أطلقت هذه الجراثيم من قبل جيش روديسيا الأبيض ضد المقاومين السود. وقد ادّعى د. زاك أنه قد خدم في جيش روديسيا الأبيض ! ألا يُحتمل أن بعض العناصر المارقة المتعصبة في الجيش الأمريكي قد ساعدت جيش روديسيا في هجمات الجمرة والكوليرا ضد السود ؟ فوق ذلك فإن خلفية زاك تشير أيضاً إلى أنه قد شارك في قوات دفاع جنوب أفريقيا ، أي أن وزارة الدفاع الأمريكية قد التقطت شخصاً أمريكياً عمل في جيوش نظامين عنصريين ووضعته في أهم مختبراتها التي تتعامل مع أكثر الأسلحة البايولوجية تدميراً وهو الجمرة الخبيثة !!!

غش أسهم الجمرة العظيمة

________________

سيجمعون المليارات ففي وقت كتابة هذه المقالة صار سعر نفس كمية السيبرو المضاد للجمرة والتي تباع في الهند بـ 20 دولاراً 690 دولاراً في الولايات المتحدة! 

بوش يحمي امتياز شركة دواء عملاقة تسيطر على علاج الجمرة

_________________________________

في ضوء الحالات الأخيرة للتلوث بالجمرة الخبيثة ، أعلن المسؤولون في إدارة بوش بصورة متكررة أن أولوية الحكومة الأولى هي ضمان صحة وأمن المواطن الامريكي. لكن خلف الستار، أثبت البيت الأبيض إن اهتمامه الأول مركّز على حماية أرباح صناعة الدواء الكبرى.

لقد قاومت إدارة بوش بضراوة طلبات كسر احتكار شركة باير Bayer لإنتاج عقار السيبرو – الدواء الأهم الآن في معالجة الجمرة – والسماح لشركات الدواء الأخرى بإنتاج صيغة أرخض وغير محددة الملكية من هذا المضاد الحيوي. لقد اصطف البيت الأبيض مع الكارتل الألماني على أساس أن انهاء احتكار باير لإنتاج هذا المضاد وتوزيعه يخالف قوانين السوق الحرة ، ويقوّض حافز الشركة لإنتاج أدوية جديدة. وقد أكّد وزير الصحة الأمريكي أن مثل هذه الخطوة غير شرعية وأن الإدارة لن تكسر هذا الإمتياز.

لكن بعد أيام أعلنت الحكومة الكندية كسرها لهذا الإمتياز وطلبها مليون حبّة من صيغة أرخص من هذا المضاد من شركة أخرى، وقالت أن هذه ظروف صعبة وأن الحكومة ستحمي صحة وأمن مواطنيها بكل الوسائل. 

وبرغم أن شركة باير قالت أنها سوف تضاعف إنتاج سيبرو فإن هذا سيستغرق 20 شهراً ، بالعمل لمدة 24 ساعة، لإنتاج أقل كمية مما تحتاجه الولايات المتحدة. فالحكومة تخزن الآن ما يكفي لعلاج 2 مليون مواطن لمدة 60 يوماً ، ولكن المسؤولين قالوا إنه في حالة الطوارىء يكون المطلوب معالجة 12 مليون مواطن.

خمس شركات للأدوية ، حصلت على الموافقة الأولية لانتاج صيغ أرخص من مضاد السيبرو ، مرتهنة بأن امتياز شركة باير ينتهي في عام 2003، قالت بأنها تستطيع إنتاج نفس الكمية خلال ثلاثة اشهر، كما يمكنها بيع المضادات بجزء من الكلفة. على سبيل المثال فإن مجهزين معروفين يبيعون علاج الشهر الواحد بـ 10 دولارات في الهند، في حين تبيع باير علاج الشهر الواحد من سيبرو بـ 350 دولارا في الولايات المتحدة.

كان سيبرو هو مادة البيع الأولى لباير حتى قبل هجمات 11 أيلول ، وحقق للشركة 1,6 مليار دولار في العام الماضي. وتحقق لجنة التجارة الفدرالية في تقارير تقول أن شركة باير قد دفعت أموالاً لشركة أدوية أخرى لكي تؤخر إنتاج صيغة أرخص من العلاج، وهي ممارسة معروفة لدى كارتلات الأدوية الكبرى.

إن مسؤولين قريبين من إدارة بوش قالوا إن قرار الإدارة بالدفاع عن امتياز شركة باير هو قرار سياسي لأن شركات الدواء الكبرى كانت من ابرز المساهمين في تمويل حملة بوش في الإنتخابات الرئاسية ، فقد قدمت 2 مليون دولار في بدء حملة بوش الإنتخابية. 

إن وزير الدفاع دونالد رمسفيلد هو واحد من اثنين من حكومة بوش من مسؤولي شركات الأدوية السابقين. قاد رامسفيلد شركة سيرل Searle، والآن فارماسيا Pharmacia، من عام 1977 إلى عام 1985، بينما كان ميتش دانيلز مدير مكتب الإدارة والموازنة رئيسا لشركة إيلي ليلي Eli Lilly. والمسؤولون الكبار من شركة ميرك Merck لصناعة الأدوية ومسؤولو منظمة صناعيي وبحوث الأدوية الأمريكية يجلسون على رأس اللجان الاستشارية ويقومون بتصميم سياسات الإدارة الصحية وبضمنها معارضتها العنيفة لتحديد أسعار وصفات الأدوية.

فوق ذلك أسهمت إدارة بوش في رفع أرباح وأسعار شركات الأدوية عالمياً وذلك من خلال رفضها التام السماح لجنوب أفريقيا والبرازيل ودول فقيرة أخرى إنتاج أدوية رخيصة مضادة للأيدز. وفي هذه الحالة الأخيرة أيضاً أثبت البيت الأبيض حرصه على تغليب المصالح الخاصة ومصالح الكارتلات على الصحة العامة.

رامسفيلد الصيدلاني

___________

تحت عنوان فرعي هو "الصيدلاني" كتب الباحث "بول لاباريك" دراسة بعنوان :

THE ANTITHESIS OF KISSINGER Donald Rumsfeld: a Machiavellian Artist in Power

"... بعد حرمانه من المسؤوليات السياسية في وقت قصير جدا، وبدون سلطة، استقال دونالد رامسفيلد، ومثل معظم المسؤولين الأمريكيين، جرّب حظه في عالم الأعمال. وقد قدمت له شركة سيرل وشركاه Searle & Company في شيكاغو، التي كانت في مشاكل مالية خطيرة، الفرصة. كانت الشركة قد أفلست تقريبا. انخفضت قيمة أسهمها من 110 دولار للسهم الواحد  إلى 12 دولارا فقط، وإدارة الغذاء والدواء (FDA) كان تجري تحقيقا حول أساليبها في تجربة دواء في الوقت الذي تم رفض قبول أحدث منتجاتها، وخاصة الأسبارتام aspartame (مادة تضاف إلى المعلبات ويُشك في أنها تسبب السرطان).

مجموعة سيرل، وهي التي موّلت الحملة الانتخابية لرامسفيلد في شيكاغو، عهدت إليه بمنصب المدير العام. قام السياسي السابق بتحولات مذهلة : سرّح أكثر من نصف موظفي الشركة الـ 800 - سرّح 350 منهم باستخدام أساليب قاسية.

في عام 1980، وضعته مجلة فورتشن في لائحة العشرة الأوائل من «أرباب العمل القساة». كما عرف رامسفيلد كيفية استخدام اتصالاته السياسية: بمجرد تسلمه المسؤولية في شركة سيرل، اختفت قيود ادارة الاغذية والعقاقير فجأة كما لو كان بفعل ساحر، وتوقفت التحقيقات، ومنحت تراخيص التسويق، خاصة بالنسبة للأسبارتام.

خلال السنوات الخمس التالية، زادت أرباح الشركة بنسبة 17٪ سنويا، وزادت قيمة أسهمها إلى 30 دولارا. وكان رامسفيلد أول من استفاد من الوضع فارتفع راتبه السنوي من 200000 دولار في عام 1977 إلى 500000 دولار في عام 1982. وفي ذلك الوقت قُدّر عدد مخزونات أسهمه بحوالي أربعة ملايين دولار.

المصالح الخاصة

__________

عندما ضُمّت شركة سيرل وشركاه، حوالي منتصف عام 1985 ، من قبل شركة مونسانتو، ترك رامسفيلد وظيفته وعاد إلى المشاركة في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في عام 1988 ضد نائب الرئيس جورج بوش الأب، الذي كان يحظى بدعم الجناح الأكثر محافظة من الجمهوريين وبعض الشخصيات من إدارة ريغان مثل فرانك كارلوتشي، وزير الدفاع، ووزير الخارجية جورج شولتز.

وبعد سلسلة من التجارب السياسية .. شعر بأنه صار يخسر في السياسة، فربط نفسه بالقطاع الخاص لفترة طويلة، وفي عام 1990، عندما التحق صديقه كارلوتشي بركب مجموعة كارلايل، تم تعيينه مدير عام مؤسسة جنرال إنسترمنت (مؤسسة الخليج للاستثمار)، وهي شركة للاتصالات. لمدة ثلاث سنوات قاد الشركة إلى النجاح المالي بفضل اتصالاته السياسية.

ثم حصل على فضل من لجنة الاتصالات الفدرالية، وهي الهيئة الامريكية المسؤولة عن تنظيم الاتصالات، والتي كانت آنذاك مهتمة فقط بالشركات التي تطوّر تقنيات التلفزيون الرقمي القياسي. فجأة، استقطب مشروع التلفزيون الرقمي الذي صممته مؤسسة جنرال إنسترمنت (شركة رامسفيلد) انتباه الوكالة الفيدرالية، وهو قرار سعيد ضَمَنَ نجاح تأميم الشركة وسمح لرامسفيلد، بحلول نهاية عام 1990، أن يكون ما يقدر بنحو 50 الى 200 مليون دولار تحت تصرفه.

ومع ذلك، فإن وزير الدفاع السابق قد باع بالمثل نفوذه لشركات أخرى: في بادية التسعينات حصل على ترخيص بأن تقوم جماعة ABB ومقرها زوريخ بان تبيع اثنين من المفاعلات النووية لبيونغ يانغ في مقابل التزام كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها النووي العسكري.

في عام 1993، انضم رمسفيلد الى غلف ستريم، وهي شركة لإنتاج الطائرات التنفيذية والتي يمتلكها تيد فروستمان. وهذا الأخير أنشأ علاقات مع شخصيات جمهورية هامة أخرى مثل جورج شولتز، والمجرمينن كولن باول وهنري كيسنجر، وجميعهم أعضاء في مجلس الإدارة للحكومة الأمريكية. ووفقا لمجلة لو نوفيل أوبسرفاتور، «في يونيو 1999، عندما باع تيد فروستمان غلف ستريم لشركة جنرال دايناميكس، وهي شركة تنتج الأسلحة، كان كلاهما قد ربح حوالي ثلاثة ملايين دولار لكل منهما. محامي الأعمال المسؤول عن مصالح شركة جنرال دايناميكس، في وقت المعاملة، كان وليام هاينز، ويعمل حاليا متعاونا مع دونالد رامسفيلد ».

آخر عمل لرامسفيلد في المجال التجاري يعود إلى عام 1997، عندما أصبح المدير العام لشركة جلعاد  Gilead، وهي الشركة التي تنتج الأدوية ضد الأمراض المعدية.

وكما هو الحال في شركة سيرل، توجه رامسفيلد إلى دفتر العناوين لضمان موافقة ادارة الاغذية والعقاقير، التي أذنت لشركة جلعاد أخيرا تسويق دواء لمكافحة مرض الجدري، وهو سيدوفوفير Cidofovir، والذي كان حتى ذلك الحين تحت رقابة صارمة. ونتيجة لذلك، أدرجت وزارة الدفاع الأمريكية شركة جلعاد بين مقاوليها في مجال بحث الإرهاب البيولوجي فزادت قيمة أسهمها.

رامسفيلد وجريمة تدمير معمل "الشفاء" لإنتاج الأدوية في السودان

_____________________________________

طرق دونالد رامسفيلد بشأن استغلال ونشر النفوذ سحقت تلك التي تحدث بشكل طبيعي في أوروبا. بعض "الحالات" التي لا تزال قائمة في مجال افتراضي تسبب الحيرة والدهشة خاصة. هذا هو الحال في عملية قصف وتدمير معمل الشفاء لإنتاج الأدوية في  السودان، من قبل إدارة كلينتون في 20 أغسطس 1998.

فتَحْتَ ذريعة تدمير مركز لإنتاج أسلحة الدمار الشامل، كان ما دمّروه في الواقع هو معمل لإنتاج الأدوية الجنيسة (الرخيصة لمرضى السودان الفقراء) وذلك لصالح شركة جلعاد التي تنتج الأدوية المضادة للملاريا والإيدز (لمزيد من التفصيل عن العملية الأمريكية القذرة لتدمير معمل الشفاء للأدوية في السودان راجع الحلقة (29) الدولة الإرهابية الأولى في العالم تقود الحرب ضد الإرهاب !).

الذعر من الجمرة الخبيثة في أكتوبر 2001، إلى جانب أنه جعل الناس يعتقدون بوجود تهديد إرهابي إسلامي في الولايات المتحدة، سمح لشركة جلعاد بتنفيذ أعمال ممتازة حيث زادت مبيعاتها من لقاحات الجدري التي تنتجها إلى وزارة الدفاع التي ساهمت بدورها في ارتفاع قيمتها بصورة لا تُصدّق، حيث أدى ذلك إلى امتلاكها في عام 2002 من قبل كارل هوستيتلر مقابل 460 مليون دولار".

وسوم: العدد 686