رسالةُ سوريٍّ حُـر

قَسَماً بِـرَبِّ البيتِ إنـيَ صـامـدٌ 

وعلى الرُّكـامِ سَأنصُبُ الأعـلاما 

وأُعَلِّمُ الأجـيالَ ما معنى الهوى

بِعقيدتي وأُحَـيِّـرُ الأقـلامـا ..!

عِشقُ التُرابِ طبيعتي وحَشاشَتي 

ودَمـارُ بيتـيَ زادنـي إقـدامـا 

ويزيدُنـي فَـقْـدُ الأحـبّـةِ قـوةً 

وتَمسُّكاً ، وتَـشَـبُّـثاً ، وهُـياما

بيتي الـذي شَيّدتـهُ بسواعـدي

قـد صارَ دَرساً حـالُهُ ورُكـامـا

ودفنتُ تحتَ رُكامـهِ وحُطـامـهِ

فِلـذاتِ كَـبـدٍ ينتظـرنَ طعامـا

ودفنتُ تحتَ رُكامهِ شمسَ الضُحى

ونُجـومُ عُمـريَ تحـتَـهُ تَتَرامـى

لو كُـنتُ أدري ماتَرَكـتُ دقيقَـةً 

تلكَ الـوُرودَ لِتَـرتَـقـي وتَنـامـا 

بل كُـنتُ أبقى كَي نؤكِـدَ كُلُّـنا 

أنّـا نَـوَيـنـا لِلـمَـمَـاتِ صِـيامـا 

فَتَضَوُّرُ الأطفالِ جـوعـاً هَـدَّني 

فَخَرَجتْ أسعى لم أخَـفْ ألغاما

أبَتاهُ ... إنّ الجـوعَ أنهَكَ حـالَـنا

أبَتاهُ .. واا أبَتاهُ .. قُلتُ : سلاما

أبَتاهُ .. يااا أبَتاهُ ... دونَـكَ أُختنا

فيحـاءُ صـارتْ كالصَريعِ تَمـامـا 

أمّـاهُ ... إني قد فَقَدتُ تَوازُني 

وهُـناكَ هِـنـدٌ تشتَكـي الآلامـا 

ياربِّ عَفـوَكَ لو عَكَستَ مُصيبَتي 

إني أمـوتُ ..... وَلَو بَقَوا أيتاما 

ياربِّ كَم ضاقَتْ بِنا وتَكَـدَّرَتْ ..!

تِلكَ الحَـياةُ وأُحكِـمَتْ إحـكـامـا 

لا فـي قَـريـبٍ أو بَعـيدٍ عِنـدنا 

أمـلٌ وصِـرنا عِنـدَهُـمْ أرقـامـا 

فرَفعتُ للرحـمنِ كُـلَّ شِكـايَتي 

والخَـلْـقُ عَـن آلامِـنـا تَتعَـامى

سَيُسَجِّلُ التـاريـخُ أنـا مَـسَّـنـا 

ضُـرٌّ ، فَزِدْنا للعُـلا نَـتَـسـامـى ..!!

يـالَـلجَـلالـةِ و السُمُـوِّ تَشَبّثَتْ 

فيها البـلادُ  فَتَـوَّجَـتْ أقـزامـا .!!

قَد أُشرِبوا مـاءَ المَـذَلَّةِ كـابِـراً 

عَنْ كـابِرٍ وتَقَـمَّـصُوا الأصنـامـا

ناموا .. فلا نامَتْ عُيونُ مُخـادِعٍ 

جُـبَـنـاءُ قـومٍ صُنِّـفـوا أزلا مـا ..

وسوم: العدد 767