جنة الدنيا

 إني على طولِ المدَى

 بالرغم من طول السنينْ

 لمْ أفتقدْ شمسَ الأمَلْ

 قد أشرقتْ بين الضلوعْ

 تغزو الدَجى

 وتضيءُ آلافَ الشموعْ

 وأنا أرى مُهَجَ الكبارِ دليلَنا

لتعودَ أغنيةُ الحياة جميلةً

تُنْسي كآبةَ محنةٍ

تشفي جراحاً لم يفارقْها الأنينْ

ولربما ذهب الأسى

والقلبُ أينعَ بالرضا

يرويه نهرُ محبَّةٍ

وعيونُ واحةِ رحمةٍ

ريّانةٌ بالتوبِ مِن ذلّ الخطايا في رحاب النادمينْ

يحيا الفؤادُ بلا ملامحَ زائفةْ

والوجهُ صافٍ في دروب الليل يشرقُ باسماً

يزهو به نورُ العُلا في ظلِّ قُرْبِ الساجدينْ

والدمعةُ الحرَّى تبيتُ على الخدودٍ سكيبةً

تلقاءَ محرابِ السهارى الساجدينْ

والكونُ سبّحَ في دُجى الليل المُبارَكٍ بالدعاءْ

والكونُ كلُّ الكونِ قلبٌ لمْ يفارقْهُ الرجاءْ

سترى هنالك حبلُهُ لسرِّيَّ ممتدّاً لباحات السماءْ

يا مهجتي

هل تبصرينْ ؟

هل تسمعينْ ؟

ما أجملَ اللقيا بساح العارفينْ

فيها يذوبُ الطامحونَ إلى المزيد من الحياةْ

فيها هنالك فرحةٌ تمحو الأسى

في مُلتقى الإيمانِ عن قلبٍ حزينْ

هي جنةُ الدُنيا – بربِّكِ - أزلِفَتْ

لو تعلمينْ

وسوم: العدد 767