أنت أنت هي هي
وتسافر في فلوات العراء وليس لك الآن إلا البكاء على طلل
أنت فيه تراجع ما كان من أمسك العنبري على ظلل
من غمام الرؤى أيها العندليب تسافر في قلل
من مواسمك الدانيات ترى أنك الآن منغمر
في السراب وأنك من عمق ذاتك في المنتهى
من صهيل الحروف تراود هذي الكتابة عن نفسها
وتشمر عن وهج هو فيك من الأعصر الخاليات وتسرح ممتطيا
ليلك اللؤلئي ومنك المواعد ترحل في سبل
من مضاربها العاديات وترسل من وهجها دورة
أنت تلبسها حين تُجري الموانئ من
ذاتك المقتفاة التي أنت تعرفها منجما
للحروف التي أعجبتك مشارفها ومشارقها
ذات عشق وكنت تروّي العروق عروقك من عسل
أنت تعصره سكرا أيها العاشق المبتلى
برحيق الجنى وحريق الأنا
أيها الشاعر المستبى بعبير النواوير مغروسة
في التلال التي ألهبتك مطالعها ومصارعها
حين جئت لإمرتها عاريا عاليا حافيا راميا
تبتغيها لذاتك في رجفة من سيولك بين العلى والدنى
أيها المتوغل في الذات ذاتك حين الرحيل، تلـَجلـَج صدرك بالمشتهى
من فنون الصهيل وأنت تسافر في
فلوات العراء عميدا وحيدا وأنت توقع لحنك في جمل
من بهاء الحروف وأنت تفتّق قطرة ماء تناهت إليك على بلل
أنت فيه فسافر لعلك في حِلل
من مواهبك القانيات ترى أنت أنت على عجل
أنك الآن صاحبها هي هي
وسوم: العدد 880