أَتغرُّكَ الألقابُ والأسماءُ = ويهزُّ صرحَ يقينِك السفهاءُ !!
لا والذي بعثَ النبيَّ مبشرًا = للعالمين ونهجُه البيضاءُ
أخلاق نهج الخير إسلامية = ماشابها خللٌ ولا استهزاءُ
لم يرضَ دينُ اللهِ بالوهم الذي = قد يعتريه تَبَذُّلٌ و هُراءُ
فرسالةٌ جاءت بِهَديِ مُحَمَّدٍ = لم تبقَ بعدَ نزولِها شحناءُ
ونبيُّنا كان المثالَ لمَن سمتْ = أخلاقُه القدسيَّةُ الغرَّاءُ
ومكارمُ الأخلاقِ سَمتُ عقيدةٍ = ليست تُنالُ متونَها الأخطاءُ
فالعدلُ والإحسانُ والقيمُ التي = يرجو عُلُوَّ مكانها الفضلاءُ
والأمرُ بالمعروفِ شأنٌ لم يزل = يهفو إلى أفيائه الصُّلحاءُ
والنهيُ عن فعلِ القبائح حُجَّةٌ = لم يرضَه مَن عينُه عمياءُ
لكنَّه روحُ النصيحةِ فَلْيَقُمْ = في ظلَّ جميلِه الأُمناءُ
قد ضلَّ نهجَ الحقِّ مَن ينأى فلم = يُبدلْ مساوئَه الهُدى الوضَّاءُ
أغراهُ زيفُ الوزرِ في تيه الهوى = ورمته في ظلمائه الأهواءُ
مَن لم يُهذِّبْ بالشريعةِ نفسَه = ضلَّ الطريقَ وما لديه حياءُ
وجنى الخسارةَ بين أسواقِ العنا = إذْ أثقلتْ خطواتِه الأعباءُ
فاحذرْ أخي تهديدَ أمنِك إنَّه = مالاثه خطلٌ ولا استعلاءُ
عِشْ ألمعيَّ الوعيِ لايغريك مَن = ألقى بحالِ فسادِه الإغواءُ
في الناسِ أوباشٌ أرادوها هوىً = لانهجَ خيرٍ في رباه هناءُ
والآثمُ المذمومُ لم يعرف سِوى = ماجاءَ من سفهائه الإغواءُ
ما كان أهلا للمكانةِ تُرتَضَى = إذ أهلُها الشرفاءُ والنجباءُ
يؤتيك من سقط الكلامِ خسيسُه = بجدال خبثٍ ليس فيه رجاءُ
مافي الجدال سوى الإساءةِ للفتى = مع فاجرٍ يغشى رؤاهُ الدَّاءُ
فَدَعِ المِراءَ لمَن يُغَرُّ بنفسِه = وهو الغبيُّ تسوقُه الأسواءُ
ذاك الشذوذُ لمَن تخلَّى عن هُدَىً = هلَّت بطيبِ هبوبِه الأشذاءُ
فالخيرُ كلُّ الخيرِ في أخلاقِ مَن = تبعَ النبيَّ ، وتشهدُ الأصداءُ
خُلُقٌ عظيمٌ في تراثِ صحابةٍ = ما أدركتْهُ بفكرِها الحكماءُ
هو وحيُ ربِّ الخلقِ جاءَ حمايةً = للعالمين ، فللأذى قرناءُ
فيه المزايا والسَّجايا : وجهُها = حُلوٌ وسِفرُ جلالِها اللألاءُ
تحيا بها الفطرُ السَّليمةُ إذ بها = يشدو بعذبِ روائها الشعراءُ
وبآيِها الترتيلُ يمحو ظلمةً = وبنورِها يسترسلُ القُرَّاءُ
ويفيضُ بالأخلاقِ والآدابِ إذ = بعلومها قد أبحرَ العلماءُ
هذا هو الإسلامُ كان ولم يزل = في الخافقين جنودُه الحنفاءُ
مَن حادَ عنه فللهوانِ مآلُه = الحاضرون اليوم والقدماءُ
مَن ظنَّ أنَّ الوهنَ أقعدَ أمَّةً = كانت تهابُ سيوفَها الأعداءُ
خابوا فما زال الإباءُ يشدُّه = دينُ الإلهِ ، وللأوانِ قضاءُ
ماكان يرهبنا الطغاةُ ولا العدا = لمَّا تداعوا إذ همُ الشركاءُ
لكنْ إذا شاءَ القديرُ وزمجرت = بفم القضاءِ الغارةُ الشعواءُ
إذ ذاك يحتدمُ اللقاءُ ، فنارُه = نارُ الملاحم مالها إطفاءُ