( جاءتني عدة قصائد من أخي الفاضل أحمد الميداني الدمشقي في الأيام الأولى للثورة السورية المباركة ، حيث كان التواصل معه مستمرا ، ثم انقطعت أخباره ولا أدري أين هو الآن ، فأحببت أن أبعث ببعض هذه القصائد لعله يطلع عليها ... ) محمد سالم التميمي
هوامش :
(1) :المجوسي جعيفر : هو الخبيث إبراهيم الجعفري مندوب الشبيحة في مجلس الأمن
(2) : أخوه النجس : هو حسن نصر اللات
(3) : كسرى : المراد هنا المقبور حافظ الوحش ، وعفلق : هو ميشيل عفلق اليهودي المتنصر مؤسس حزب البعث .
(4) : أطهقوا : أسرعوا ، وتبادروا
سمعتُ المجوسيَّ الجُعيْفِرَ ينعقُ = بما قال أربابُ العمائمِ ينطقُ (1)
وهذا أخوه النَّجسُ قد طارَ عقلُه = بلبنانَ كالمجنونِ باللغوِ ينهقُ (2)
على عاصفٍ في الشامِ قوَّضَ مابنى = هنالك كسرى من فسادٍ وعفلقُ (3)
أيا مَن نصرتَ اللاتَ زورُا وخِسَّةُ = وتقحمُ نفسًا في الشآمِ وتطهقُ
خسئتَ فربي لن يضيِّعَ شامَنا = فشامُ سنا الإسلامِ بالعزِّ تُرمقُ
دخلتُم إليها يالئامُ بثوبِ مَن = تخفَّى ، وحزبُ البعثِ حزبٌ ممزَّقُ
على الكفرِ والإفسادِ والفسق والهوى = مبادئه بارتْ ولم يبقَ موثقُ
ينادي كذوبا للعروبةِ ، إنَّما = لسانُ مناديه المراوغِ يقلقُ
وصاحوا وناحوا كالغراب بشامِنا = وأفرادُه قزمٌ حقيرٌ و أحمقُ
لقد سرقوا خيراتِ شعبٍ ، وضيَّعوا = نفائسَ تُغليها العلى ليس توبقُ
وباعوا أراضيها عيانا بخبثهم = فهاهم يهودٌ في رباها تنشَّقوا
لحى الله أياما تقضَّتْ ،وحكمُهم = يقومُ على جَورٍ ، وبالظلمِ يُطبقُ
لقد ذاقَ أهلُ الشام منهم رزيَّةً = تطولُ بها صفْحاتُ واعٍ مدقِّقُ
سجنتُم بنيها ياوحوشُ نكايةً = وعثتُم فسادًا فالمناطقُ تُغسقُ
وأتلفتُمُ الأموالَ والأنفسَ التي = مآثرُها بين الورى تتنسَّقُ
ألا لعنَ الدَّيَّانُ كلَّ معربدٍ = وجندله يوم اللقا حيثُ يمرقُ
مقاومةٌ شعبيَّةٌ لن يردَّها = مجوسٌ على أرضِ الشآمِ تدفَّقُوا
هي الثورةُ القعساءُ سلميَّة ، وإن = أرادوا سوى هذا فزحفٌ وفيلقُ
لقد عرفوا في القادسية بأسَنا = وموقعة اليرموك بالنصرِ تنطقُ
ولسنا نخافُ الفرسَ والرومَ ، إننا = إلى لجج الهيجاءِ نسعى ونسبقُ
هو الشعبُ كلُّ الشعبِ ثارَ ولم يجد = سوى طعناتِ السيفِ للبغي تنتقُ
وإنْ هؤلاء المجرمون تقدَّموا = وغرَّهُمُ هذا الخبيثُ الممنطقُ
فقد جاءهم شعبي بصدقِ عزيمةٍ = وبالقدرِ المحتومِ للغزوِ يمحقُ
وبالمهجِ الظمأى لجنَّةِ ربِّها = فأرخصت الأرواحَ ، والبندُ يخفقُ
ستلوي يدَ استعمارِكم في بلادِنا = كتائبُ لاتخشى ، وفي الساحِ تصدقُ
ويُطوَى بأرضِ المسلمين هراؤُكم = ويزهرُ فيها مجدُها والتألُّقُ
مكرتم وكان الحزبُ مرتعَ مكرِكم = عليه فئامُ المجرمين تسلَّقوا
فُضحتُم هنا لاتستحون ففعلُكم = دليلٌ ــ على حقدٍ دفينٍ ــ منمَّقُ
فتبًّا لكم في ذا الصباحِ وفي المسا = وتعسًا لكم إنَّ اللئامَ تفرَّقُوا
فبوطي وحسُّونٌ وكلُّ مخاتلٍ = جفاهم هُدَىً ــ يحيي العقولَ ــ ومنطقُ
ولكنَّهم في تُقيةٍ ما أرادها = أخو عزَّةٍ في الله لايتملَّقُ
وتأبى نفوسُ الصالحين فسادَهم = فوجهُهُمُ بالنورِ والحقِّ مشرقُ
كفانا بفضلِ اللهِ حبُّ نبيِّنا = وحبٌّ لآلِ البيتِ هيهاتَ يخلقُ
وسُنَّةُ خيرِ الخلْقِ للناسِ سيرةٌ = ونأبى سِواها إذْ بها الخيرُ يُغدقُ
مقاومةٌ شعبيَّةٌ هبَّ جندُها = تحفِّزُهم بدرٌ وأُحْدٌ وخندقُ
وثاروا وفي الثوراتِ تنعمُ أُمَّةٌ = وغيرُ الدما ــ في اللهِ ــ لاتتوثَّقُ
وطوبى لكم في الله ياشهداءَنا = مقامُ الرضا والفوز ، فالبغيُ يُحرَقُ
قد اتخذَ الرحمنُ منكم أحبَّةً = وما اختارَه الباري فحُلْوٌ وشيِّقُ
مع الأنبياءِ الأكرمين خلودُهم = بجنَّاتِ عدنٍ دونها القومُ أطهقوا (4)
نفضتُم عن الثُّوَّارِ وهْنًـا يلفُّهم = وخوفا من الطاغوتِ فالشعبُ يُخنَقُ
فجالوا بساحاتِ الوغى ما تقاعسوا = فنالَ أعاديهم نكوصٌ ومأزقُ
ولم تنفع الطاغين دبَّابةٌ رمتْ = بيوتَ أُناسٍ آمنين ، وما لقوا !!
ولا الطائراتُ القاصفاتُ جموعَنا = فشعبي أبيٌّ ليس يفنَى ويُرهَقُ
عصاباتُ بشَّارٍ وماهر حسبُها = هوانٌ وعارٌ لم يزالا وموبقُ
لقد باءَ أذنابُ المجوسِ برجسِهم = ألمْ تَرَ مَن يدعو عليهم ويبصقُ ؟
ألا لعنَ الباري قرامطةَ الأذى = وأوردهم نارًا جزاءً ليُحرَقُوا
وحاقَ بهم خزيٌ بدارِ غرورِهم = وفي دارِ أُخراهم عذابٌ محقَّقُ
أرادوا لأهلِ الشَّامِ ذلاًّ فلم يروا = سوى ذلِّهم يطوي الغرورَ ويحدقُ
فبشرى لشعبٍ ثارَ رغمَ عُتُوِّهم = ورغمَ الأذى ، إنَّ الأسافلَ أخفقُوا
هي الشامُ ما لانتْ لباغٍ ومجرمٍ = وليس بنوها الصالحون تفرقوا
على رايةِ الإسلامِ مازالَ جمعُهم = وللعزِّ بالإسلامِ خفُّوا وعانقُوا
سترجعُ أيامُ الشآمِ نديَّةً = شذاها ، محيَّاها جميلٌ وشيِّقُ
وفي أعينِ الأمجادِ باتت تلفُّها = طيوفُ رجالِ الفتحِ والنَّصرُ ريِّقُ
فليس ترى في الصَّمتِ إلا مذلَّةً = وهيهاتَ ترضاها وفي الشامِ جُلَّقُ
ألا خسئَ الأوباشُ حيثُ تنكَّروا = لإسلامِها ، أو للعرويةِ مزَّقُوا
وأحلفُ باللهِ العظيمِ بأنَّهم = أجانبُ لادين لديهم فلا سُقُوا
وليسوا بسوريين أو عربٍ لهم = إلى دارِ أهل العزِّ عهدٌ و موثقُ
فلم يُعرفوا يوما بجودٍ ونخوةٍ =ولمَّـا يُرَوا بالصَّالحاتِ تعلَّقوا
تربَّوا على أكلِ الحرامِ، وفي الزنى = لهم مثلٌ ما للمفسدين فمُطلقُ
وللمتعةِ الخرقاءِ هانتْ نفوسُهم = وزادوا عليها فالبشاعةُ تفهقُ
فما هم بأكفاء القيادةِ والعلى = ولم يُتقنوا غيرَ الفسادِ ويعشقوا
وذي حقبٌ كانت لهم ولغيرِهم = وهم يحكمون الناسَ ، والكربُ مطبقُ
أذاقوا بني الإسلامِ في الحكم علقمًـا = وجاروا عليهم فالأشاوسُ تُشنَقُ
ويُذبحُ أطفالٌ ، وتُسبَى حرائرٌ = ويُقتلُ أشياخٌ ، ويُهدمُ جوسقُ
وتهدمُ من دينِ الإلهِ بيوتُه = فمئذنةٌ تُرمَى ، وأخرى تَشَقَقُ
فبئستْ فِعالُ المارقين قبيحةً = كوجهِ غرابِ البينِ ، والعارُ يلحقُ
وماذا يُرجَّى من لئيمٍ و قاتلٍ = إذا هو في الدنيا الدَّنيَّةِ يفسُقُ
ويلهثُ خلفَ المالِ تجمعُ كفُّه = وينتاشُه من كلِّ جيبٍ ويسرقُ
هُمُ بئسَ حكامُ الشآمِ ومصرنا = وتونس والليبيُّ أدرى وأصدقُ
فيالطغاةٍ غير أنَّ حجومهم = صغيراتُ وزنٍ ، والصِّغارُ تزندقوا