يَحْذِفُ الإسلامَ مِنَ الدُّسْتُورِ؛ أو:
"بَينَ المَجْنُونَيْنِ مَجْنُونِ بَنِي عامِرٍ ومَجنونِ بنِي سُعَيِّد"
رَدًّا عَلَى فِرْعَونِ تُونُسَ المُنْقَلِبِ
أسَمِعْتَ قَوْلَ الأصْلَعِ الدَّجَّالِ= فِرْعَونِ تُونُسَ ؛ قَيْسٍ المُحْتَالِ؟!
أسمعتَ عَن قَولٍ لَهُ بِصَفَاقَةٍ= و حَمَاقَةٍ ، و ضَلالَةٍ ، و خَبَالِ؟!
أعلمتَ ماذا يَنْتَوِي فِعْلًا لَهُ؟!= مِن وَحْيِ شَيْطانٍ لهُ ، و رِذَالِ!
مِنْ حَذفِه الإسلامَ مِن دُستُورِها= دُستُورِ تُونُسَ ؛ ذاتِ الاستِقْلالِ!
* * *=* * *
تَبًّا لهُ مِن أحْمَقٍ و مُغَفَّلٍ!=بَلْ خائِنٍ بارِيهِ ذَا الإجْلَالِ!
سُحْقًا له مِن خائِنٍ لِرَسُولِه=و لِتونسٍ ، و لِشَعبِها الأبْطالِ
بل خائنٍ شُهداءَها في ثَورَتَيْ=تَحْرِيرِها مِن ظُلمٍ اوْ أغْلالِ !
بُعْدًا له ! مِن ناطِقٍ مُتَفَلْسِفٍ=مُتَشَدِّقًا كالبَبَّغَا ، بِمَقَالِ؟!
و مُسَوِّغًا لِقَبِيحِه ، و مُغَالِطًا=و مُلبِّسًا في زَعْمَه ، و ضَلالِ
مُسْتَغْبِيًا لِلناسِ في تَصرِيحِه=و مُعَلِّمًا و مُنَظِّرًا ، بِتَعَالِ ؟!
"لا دِينَ في حُكمٍ لنَا أو دَولةٍ!=لَكِنَّهُ في أمَّةٍ ، و رِجَالِ؟!"
"دُوَلُ الشُّعُوبِ كَشِرْكَةٍ مَمْلوكةٍ=لا دِينَ مَوصُوفًا لَهَا في حالِ!"
فاتَ الغبيَّ بِأنَّها هِيَ حاكِمَةْ=لِذَوِي عُقُولٍ ، لا ذَوَاتِ جِلَالِ؟!
و بِأنَّ أرْبابَ العُقُولِ اتْبَاعَها=هُمْ مُسلِمونَ بِقَولِهِم ، و فِعَالِ
لَيسُوا بِعَلْمَانِينَ هُم ، أو عابِدِي= أصنامٍ ، اوْ مِن مُلحِدِينَ رِذَالِ
هُم أكْثَرِيَّةُ قاطِنِيهَا ، حَقُّهُم= أنْ يُحكَمُوا بِالشَّرْعِ ، لا بِضَلَالِ
أنْ يَسْتَقلُّوا شِرْعَةً و يُحَرِّرُوا=قانُونَهُمْ ؛ مِن رِبْقةِ الأنْذالِ
مِن شَرْعِ"تامِيزٍ" كذا "الأمُّ الحَنُو=نُ" ؛ بِحُكْمِهِم بِشَرِيعَةِ المُتَعَالِي
أفيَسْتوِي دُسْتُورُ رَبٍّ خالِقٍ= بِدَسَاتِرٍ مِن صَنْعَةِ الجُهَّالِ؟!
أفَحُكْمُ أهْلِ الجَاهِلِيَّةِ يُبْتَغَى= بَدَلًا مِنَ الشَّرْعِ الحَنِيفِ العَالِي!
* * *=* * *
تَبًّا لَهَا ! مِن قالَةٍ خَدَّاعَةٍ= عَوْراءَ - إبلِيسِيَّةٍ - مِهْزَالِ
لَكِنَّها لَقَدِيمَةٌ مَسْرُوقَةٌ= مِنْ طاغَيَةْ في شامِنَا لِخَوَالِ
فَحُوَيفِظٌ قد قالَها مِن قَبْلِهِ=لِحَبَنَّكَةْ حَسَنِ الفَتَى المِفْضَالِ
فأجَابَهُ : في حُجَّةٍ عِلمِيَّةٍ= قد أفْحَمَتْهُ ، فَلَمْ يَعُدْ لِسُؤالِ
بَهَتَتْهُ كالنُّمْرُودِ مَعْ إبْرَاهِمٍ= خِلِّ الإلَهِ ؛ الأُمَّةِ الحِلْحَالِ
دُفِنَتْ فأحْيَاهَا "الفَطِينُ" سُعَيِّدٌ=و كأنَّها كَشْفٌ عَظِيمٌ غَالِي!
بَلْ إنَّها كانتْ بِوَحْيِ أبَالِسٍ=مِن مُستَشَارِيهِ ذَوِي الإضلالِ!
عَجَبًا! تَشَابَهَتِ القُلُوبُ بِفِسْقِهَا=أمْ قَدْ تَواصتْ بِاتِّبَاعِ ضَلَالِ؟!
* * *=* * *
يا أيُّهَا المفتونُ ! في كُرْسِيِّهِ= في مَنْصِبٍ ، مَعْ دَوْلَةٍ ورِجَالِ
يا أيها المَجْنُونُ في حُكْمٍ له=و تَصَرُّفاتٍ فَظَّةٍ ، بِخَبَالِ؟!
مَجْنُونُ عامِرَ خَبَّلتْهُ مَرْأةٌ=فَغَدا بِهَا مَثَلًا مِنَ الأمْثالِ!
فَبِصِدْقِهِ في حُبِّهَا و تَوَلُّهٍ=قد خُلِّدَا فِي الذِّكْرِ لِلأجْيَالِ
لَكِنَّ قَيْسَ سُعَيِّدٍ فِي كِذْبِه=سَيَظَلُّ مَنْقُوشًا لَنَا في البالِ!
* * *=* * *
أتُرِيدُ سَلْخَ الدِّينِ عن دُسْتُورِكُمْ= يا أيُّهَا الضِّلِّيلُ ، بِاسْتِحْلَالِ؟!
فَلَدِينُنَا شَرَفٌ لنَا و حَضَارَةٌ= سَلَفًا بِحَاضِرَنا ، وفي استِقبالِ
يا أيُّهَا الأعمَى الجَهُولُ بِشَرْعِنَا= و رُقِيِّهِ ، بِجَمَالِه ، و جلالِ
يا سُوسَ تونُسَ شُؤْمَها وبلَاءَها= يا خِزْيَها ؛ بِنِسَائِها و رِجَالِ!
تَبَّتْ يَدَاكَ أخَا الجَهَالَةِ والهَوَى= سَتَقُودُ تُونُسَ لِلرَّدَى و وَبَالِ
تبت يداكَ وفُضَّ فُوكَ بِنُطقِه= هُجْرًا و إدًّا ، شِيبَ بالأعْسالِ
ما شَأنُ تونسَ دُونَ إسلامٍ لَهَا= وعُرُوبَةٍ مَعَ صالِحِ الأعْمَالِ؟!
* * *=* * *
إسْلَامُنا كالتَّاجِ فَوقَ رُؤوسِنَا= و بِدُونه نُمْسِي كَذَاتِ جِلَالِ!
إسلامنا عِزٌّ لنا ، و كَرَامَةٌ= وسَعَادةٌ فِي الحالِ، في استِقْبَالِ
و بِدُونِهِ نَغْدُو الأذِلَّا خُنَّعًا= دُنْيَا و أخْرَى ، كالعَبِيدِ بِحَالِ
سادَتْ أوَائلُنا بِهِ ؛ فَتَقَدَّمُوا=و بَنَوا حَضَارَتَهُمْ بِكُلِّ مَجَالِ
نَشَرُوا التَّمَدُّنَ في رُبَى أورُبَّةٍ=و بِغَيرِها ، بِالقَوْلِ و الأفْعالِ
فَتَحُوا العُقُولَ مَعَ القُلُوبِ بِدِينِهم=بِالعِلْمِ ؛ قَبْلَ سُيُوفِهِم ، و نِبَالِ
و بِحُسْنِ أخلاقٍ لَهُم ، و تَعَامُلٍ=قد حَرَّرُوا الإنسانَ مِن أغْلَالِ
سَلْ عنهمُ لُوبُونَ أو زِغْرِيدَهُم= أرْنُولْدَهُم ، يا مُنْكِرَ الإفضالِ!
يا جاهِلًا كَنْزًا لنَا و ثَقَافَةً= و حَضَارةً مِيرَافَةً ، بِظِلَالِ
هَلَّا قَرَأتَ لِكُتْبِهَا و تُرَاثِهَا= و فُنُونِهَا ، يا جاهِلَ الجُهَّالِ!
و اسْأل لِأنْدُونِسِيَا ، مَالِيزِيَا= إفريقيا ؛ عن فتحها بِخِلَالِ
عن فتح تُجَّارٍ خِيارٍ أرضَهَا= و بصدقهم ؛ لا عَسْكَرٍ و قِتَالِ
* * *=* * *
يا خاسِرَ الأعْمَالِ فَلْتَرْجِعْ إلَى= حُكْمِ النُّهَى ، يا خاسِرَ الأعمالِ
إن كُنتَ لِلإسْلامِ حَقًّا تَنْتَمِي= لِتَتُبْ لِرَبِّكَ مِن خَنًا و ضَلالِ
مِنْ قَبلِ أنْ يَأتِيكَ حَيْنُكَ بَغْتَةً=و يَصِيرَ قصرُكَ حَفْرَةً كَلَيَالِي
و بُعَيدَها تَصلَى بِنَارِ جَهَنَّمٍ= لا شافِعٌ مِن حَرِّها ، و وَبَالِ
فهُنَاكَ لا يُنجِيكَ عَرْشَكَ مِن لَظًى=و مُسَاعِدُوكَ بـ "رُزِّهِم" و بِمَالِ
* * *=* * *
يا أيُّهَا الشُّرَفَاءُ أبنا تونُسٍ != فلتُوقِفوا لِسَعِيدٍ ، المِرْذَالِ
فَخُذُوا عَلى يَدِهِ ولا تَعْنُوا لَهُ= لا تَسْمَعُوا في مُنكَرٍ؛ تَضْلَالِ
إيَّاكُمُو تأيِيدَهُ في وِزْرِه= فتُعاوِنُوه بِإثمِه ، و خَبَالِ
ولْتَحْذَرُوا التَّصْوِيتَ في دُستُورِه= فتُشَارِكُوهُ جُنَاحَهُ ، بِوَبَالِ
لِتُصَوِّتُوا بِالقَولِ"لا" رَفْضًا لَهُ= أو قاطِعُوا التَّصْوِيتَ بِالإهْمَالِ
فهوَ الإمَامُ يَقُودُكُم لِلهَاوِيَةْ=في حَذفِهِ الإسلامَ ، لِلإضْلالِ
إن تَسمَعُوهُ تُجَرَّدُوا مِن دِينِكُم=و كَرَامَةٍ ، حُرِّيَّةٍ ، و جَمَالِ
بل تَخْسَرُونَ هُدَاكُمُو دُنياكَمو= تَجْزَونَ في الأخرى بِشرِّ مَآلِ