هوامش :
(1)الهرطقة : الإتيان بالبدع المخالفة لأصول الدين الحنيف .
(2) الترهات : الأباطيل التي لاتصدر عنها إلا توافه الأمور .
لم تغبْ يوما ومضةُ الإيمانِ = عن جبينِ الأفاضلِ الفرسانِ
أو تناءتْ في ظلمةِ الكربِ عنهم = فسناها يفيضُ في الأجفانِ
والرواياتُ عن قديمِ الليالي = مشرقاتٌ بنورها في المغاني
هي من نورِ وحيِ ربٍّ عظيمٍ = لرجالاتِ المنهجِ الرباني
أدرَكُوا فضلَها الكبيرَ فكانوا = جندَ دينٍ ماغابَ في البلدانِ
فَهُـمُ الموكبُ المكرمُ في الأرضِ . = . أولو الصبرِ والهدى والتَّفاني
وهو الإسلامُ الذي جاءَ يحمي = أهلَه من مكائدِ الشيطانِ
وهو القرآن العظيمُ وفيه = فــوزُ أقوامٍ آمنوا بالجِنانِ
وهي السُّنَّةُ الأثيرةُ يحلو = مُجتناها لأُمَّـةِ العدناني
ياليالي الإسلام عودي إليهم = بالأماني فقد نأت والتهاني
وأطلي على الوجودِ فدنياهم . = . أراها على شفا الحرمانِ
عالَمٌ تائهٌ وناسٌ حيارى = بين ظلم الطاغوتِ والطغيانِ
أثقلتْ بالخطوبِ كاهلَهم والكربُ . = . وافى الأنامَ بالأشجانِ
فأناخوا مستسلمين وهاهم = قد تعرَّوا إلا من الخذلانِ
مالهم إلا رجعةٌ للمثاني = فصباحُ استبشارِهم بالمثاني
والنجاةُ النجاةُ في دينِ ربِّي = لا بزيفِ التسويقِ للبطلانِ
كيف تحيا الحقولُ من غيرِ ماءٍ = وتفوحُ المروجُ بالريحانِ !
كلُّ أفكارِهم تلاشى مداها = عن بلوغِ الصحيحِ في العنوانِ
جعلوها تقدُّميةَ بؤسٍ = وفجورٍ وهرطقات لسانِ (1)
وسفورٍ تأباه نفسُ كريمٍ = وانغماسٍ في ترهاتِ الأغاني (2)
وانحسارٍ عن الفضيلةِ يُحيي = سيرَ المجرمين في الأزمانِ
عهدِ نوحٍ وعهد لوطٍ وعادٍ = عهدِ فرعون باءَ بالخسرانِ
كذَّبُوا الأنبياءَ فانتقمَ اللهُ .= . من الظالمين والعبدانِ
تلك آثارُهم وقد غمرتْها = حسراتٌ تموجُ في الحدثانِ
أولَم يرعوِ الذين رأوها = حاسراتٍ في ذلَّـةٍ وهوانِ !
أم كما هـم تصامموا عن سماعٍ = لنداءِ الرحمن في الفرقانِ !
وعليهم والله تأسى قلوبٌ = مؤمناتٌ باللهِ ذي الغفرانِ
فعساهم تصفو نفوسُهُمُ اليومَ . = . ويأتون للهدى والأمانِ
ولخيرٍ لهم فيجفل شرٌّ = قد عراهم من قبلُ بالكفرانِ
دعوةُ اللهِ للبريَّةِ فيهـا = من سُمُوٍّ ورفعةٍ وحنانِ
ولعيشِ رغيدُه لايُوارى = ونعيمٍ لهم مع اطمئنانِ
ربِّ أبرِمْ لأُمَّتي أمرَ رشدٍ = في ظلال التوحيدِ والقرآنِ