آمنتُ باللهِ القديرِ=وبعلمِه مافي الصُّدورِ
وببسطِ قدرتِه على=كلِّ الخلائقِ في العصورِ
وبسرِّ حكمتِه التي=تخفَى على الحذقِ الخبيرِ
هيهاتَ يُعجزُه القويُّ= إذا اشمخرَّ بثوبِ زورِ
وبوجهِه المتغطرسِ= المتبجِّحِ البَطِرِ الفخورِ
الظالمِ الباغي وقد=شربَ الدماءَ بكأسِ جورِ
ملَكَ البلادَ بسوطِه=حتَّى أناختْ كالبعيرِ
وكبتْ تولولُ للهوانِ= وللضياعِ وللثُّبورِ
فبأمرِه تجثو إذا=ماشاءَ ذلك كالأسيرِ
في وجهِه فرعونُ عادَ= عليه من سِمةِ الغرورِ
نارُ التَّبارِ ، وجمرةُ الإرهابِ= في العهدِ الحقيرِ
وتسلُّطُ الأنذالِ ما=بين المحافظِ والوزيرِ
وتفاهةُ الأوغادِ تسترقُ= الخطى عندَ البكورِ
وتعدُّ أنفاسَ الشعوبِ= تنهَّدتْ بأسى الكسيرِ
وتنالُ زمرتُه اللعينةُ= ماتشاءُ من النثيرِ
لاتسألوه عن السعادةِ= للمواطنِ والحبورِ
أو تُزعجوه فتخبروهُ = بحالِ أُمتِنا العسيرِ
أو تُعلموه بمحنةِ الشَّعبِ= المساقِ بألفِ نيرِ
لا تذكروا البلدانَ= يسلبُها الأسى دف ءَ السرورِ
لاتخبروه فإنَّه=أدرى وأعلمُ بالثغورِ
هو ظالمٌ مستأجَرٌ=للقتلِ والسجنِ المريرِ
هذي فلسطينُ الحبيبةُ = باعها لبني الشرورِ
أوَلَمْ تَـرَ الخُطواتِ تُتبعُ= بالسلامِ مع المغيرِ
من بعدِ ماكان الصُّمودُ= تجارةَ البطلِ الخطيرِ !!
ولدفنِ أبناءِ القرودِ من= الأسافلِ في القبورِ!!
أو نسفِهم في البحرِ= واأسفي على زيفٍ و زورِ !!
أين البطولاتُ التي=دوَّتْ لقائِدِها الكبيرِ !!
أين البياناتُ العريضةُ= للرئيسِ وللمشيرِ !!
أين التَّحدِّي أيُّها= الفُجَّـارُ في نفخِ الصُّدورِ !!
يابؤسَكم لم تُحسنوا=أبدًا سوى شربِ الخمورِ !!
كم تسهرون وليلُكم=عبثٌ إلى الثُّلُثِ الأخيرِ !!
للزانيات العاهراتِ= وللقمارِ وللنَّكيرِ !!
قُوَّاتُكم مرحى لها=حرستْ لكم دورَ الفجورِ !!
ولشعبِكم ريحُ الشَّقاءِ = وعاصفاتُ الزمهريرِ
فلقد سرقتُم خبزَه=و وصفتُموه بالصَّبورِ
يابئست الأيامُ= أيامُ التَّقدُّمِ والثُّبورِ
أذهلتموهم بالشِّعاراتِ= الحبيبةِ للفقيرِ!
كم ذا هتفْتُم : يسقطُ= الجوعُ المصاحبُ للعشيرِ
ويعيشُ حزبُ الخبزِ= للطابورِ ذي الجمعِ الغفيرِ
يالعنةَ الدَّيَّانِ صُبِّي= فوقَهم نارَ السَّعيرِ
ثوريَّةٌ جوفاءُ تنهقُ= بالسَّفاهةِ كالحميرِ
تبَّتْ يدا أبطالِها=آبوا بعارٍ مستطيرِ
يابؤسَ أُمَّتِنا التي= ابتُلِيتْ بأحزابِ الشُّرورِ
وثبتْ عليها العادياتُ= السُّودُ كالذئبِ الجسورِ
وتلفَّتَتْ : أين المصيرُ= وليس من سندٍ نصيرِ !!
هذا الصَّليبُ وجندُه=والحقدُ في النَّابِ الهصورِ
وهناك مكرُ المجرمين= من اليهودِ بلا قُصورِ
أمَّا الشُّيوعيُّون فاستبقوا= إلى الصَّيدِ الوفيرِ
وهناك بعدُ من الحداثيين= من خلفِ البحورِ
وهنا بأربُعِنا لهم=ناسٌ بلا أدنى ضميرِ
باعوا العروبةَ والأصالةَ= للمجمَّشِ والقصيرِ
وتوهَّموا أنَّ الحضارةَ= والتَّقدُّمَ في السُّفورِ
وإباحةِ القيمِ النفيسةِ= في الشريعةِ للفجورِ
أبناءُ جِلدتِنا قد انسلخوا= عن النهجِ الطَّهورِ
واستعذبوا فِعلَ القبائحِ= إذْ نأوا عن كلِّ نورِ
فسدَ الزَّعيمُ ولجَّ حبُّ= الغيِّ بالبطلِ الشَّهيرِ
فاستوردَ الشَّهواتِ للشَّعبِ= الصَّبورِ مع القشورِ
والشَّعبُ : لا لم ينتبهْ=بل داخَ في غمرِ الفتورِ
وتبعثرتْ أفواجُه=من غيرِ ما شهمٍ مُغيرِ
تلهو على الوترِ الرخيصِ= وتجتني شوكَ العثورِ
فأذاقها الدَّيَّانُ علقمَ= فعلِها بعدَ النَّميرِ
هجعتْ بسجنِ الظالمين= وأجهشتْ تبكي بنيرِ
للذبحِ أو للخنقِ بالحقدِ= المعربدِ والنكيرِ
لايعرفُ الطاغوتُ يبدأُ= بالصَّغيرِ أو الكبيرِ
ومطارَدون على المدى=نادوا إلى دينِ القديرِ
ماذا جرى ؟ ماذا بنا ؟=يا أُمَّتِي للــــهِ ثوري
ثوري على الطاغوتِ= يهتزِّ المدى بشذا العبيرِ
ثوري على هذا التَّخنُّثِ= والتأخُّرِ والفجورِ
ثوري وعودي للأصولِ= بوجهِكِ الحُلوِ النَّضيرِ
ثوري على الخزيِ المعشعشِ= في النفوسِ من العصورِ
ثوري على حُكمِ الطغاةِ= وزلزلي ركنَ السَّريرِ
يا أُمتي قد دارت الأيامُ= بالتقوى فدوري
ثوري فما ماتَ الرجاءُ= بربِّنا الأعلى البصيرِ
ياربَّ فارحمْنا وحرِّرْنا= من العهدِ العثورِ
ياربِّ وامحقْ كلَّ جبَّارٍ= عنيدٍ في العصورِ
وأجبْ بفضلكَ كلَّ قلبٍ= ياإلهي مستجيرِ
ندعوكَ بالشُّهداءِ بالأسرى= أجبْ ودمٍ غزيرِ
سفحتْهُ كفُّ المجرمين= بمشهدِ الجمعِ الكفورِ
والطفْ بنا ياربِّ واطمسْ= وجهَ شانئنا الحقيرِ