محاورة
حتّى متى بقيود الحزن مصفودُ
وذا التّأوّهُ منه الـقـلبُ مجهودُ ؟!
ارفق بنفسك , يا هذا , فما حزَنٌ
بمُرجِعٍ ما مضى , فالأمرُ معهـودُ
كلٌّ سيفنى, ولن يبقى سوى أحَدٍ
هو الإلهُ , وعمْرُ الخلْقِ محدودُ
مات النّبيّيونَ ,حتّى مات سيّدُهم
حوض المنيّة حقَّاً فهو مورودُ
إنّا كنبْتٍ نما , سرعانَ ما ذهبتْ
تلك النّضارةُ, فهو اليومَ محصودُ
******
عذراً, أُخَيَّ, فلن أنسى الّتي وهبَتْ
قلبي الشّذا , وهو بالأنسامِ مرفودُ
فاليومَ بُدِّلَ بالأنسام حرَّ لظىً
يا ويحَه , فهو بالنّيرانِ موؤودُ
ها إنّ في القلب جمراً راح يأكُلُهُ
كيف السُّلُـوُّ, وإنّي اليومَ مـفـؤودُ ؟!
نار الفراقِ تلظّى في العروق,فهل
يحيا الفؤادُ , وعذبُ الغيثِ مفقودُ ؟!
********
لا تيأسنَّ , أخي , فالـلـهُ راحمُنا
هو الرّحيمُ , وفي الأرزاءِ مقصودُ
ادعُ الإلـهَ بأسمـاءٍ له حسُـنـَتْ
أن يُذهِبَ الحزنَ , فالأحزانُ تقـيـيـدُ
واهـدِ الرّسولَ صلاةً جِدَّ زاكيةٍ
فـبالصّلاة علـيه يـورِقُ الـعـــودُ
هذي محاورتي إيّاكَ عن مـقَـةٍ
لا تمتعـض فحوارُ الحُبِّ محمودُ
وسوم: العدد 1086