أزفتْ أوبتُنا والشِّيمُ=همما إقدامُها لايُثلمُ
والميامينُ وما الأمتُ طوى=عزمَهم في سعيِهم والقيمُ
والمثاني مشرقاتٌ بالسَّنا=والشَّبابُ المؤمنُ المعتصمُ
هاكَ ياصاحبُ أوفى مقلةٍ=لترى الآتي بهم يبتسمُ
وامش في أفيائهم مفتخرًا=حيثُ ما زلَّتْ لخيرٍ قَدَمُ
هاهو الظلمُ ، وكم من محنٍ=أكلتْ أشداقُها مَنْ سئموا
وصحوْنا ومع الفجرِ هفتْ=دعوةٌ آفاقُها تحتدمُ
فالهدى والنورُ في أحنائنا=وإلى الرفعةِ صحبي عزموا
وإلى الجنَّةِ تاقتْ أنفسٌ=ما تلاشى خيرُها المنسجمُ
نحن بالإسلام لايحجبُنا=ساعةَ اليأسِ الدُّجى و الديمُ
وبنورِ اللهِ لم تأفل بنا=حقبٌ عن هديِنا لاتحجمُ
وانتشلْنا بالهدى مَن غرقوا=وبنينا للعلى ما هدموا
إنَّه الإسلامُ هبَّتْ ريحُه= وتراءى بالشبابِ العلمُ
وتسامتْ في محيَّاه الخطى=وتنادتْ للفخار الهممُ
دعوةُ اللهِ التي نحملُها=ولها الروحُ فداءٌ و الدَّمُ
حبَّذا الشرعةُ تُحيي أُمَّةً=عضَّها اليومَ الونى و الألمُ
وإلى أصداءِ ماضيها هفا=ركبُها ما ثكلتْه الذِّممُ
نحن بالإسلامِ عدْنا رحمةً=مثلما تأتي رباها الدِّيمُ
وإذِ الصحراءُ جنَّاتٌ إلى=نبعِها الثَّرِّ أتوا و ازدحموا
أيها السائلُ عن أيَّامِنا=هازئا أعمتْ رؤاه الظُّلمُ
أيُّها اللاهي بأسواقِ الخنا =بابتذالٍ نارُه تضطرمُ
أمسكِ اليومَ لسانا عبِثا=راح يرغي بهوى مَن هذرموا
ودعِ الهزءَ فمن أوجاعنا=هذه الصَّحوةُ باتتْ تبسمُ
لم تُسفِّهْ بغيَ مَنْ قد ظلموا=فاتقي القادرَ فيمَنْ ظُلموا
وكفاك اللهوَ هذي أمةٌ=حالُها المفجعُ روَّاه الدَّمُ
أيُّها السَّادرُ في حاناتهم=عربدَ الشُّؤمُ و عاثَ الضَّرمُ
أيُّها الضَّاحكُ ذي قهقهةٌ=عذبةٌ ... صاحبُها منهزمُ
لست ذا قلبٍ ولا روحٍ ولا=أنتَ بالوجهِ الذي يُحترمُ
ما شهدْتَ الخيرَ بل لم تره=أنتَ من طابورِ صفٍّ قد عموا
أو تعاميْتَ فخانتْك النُّهى=ولدى الأعمى تهونُ القيمُ
وتوارتْ عنك أطيافُ المنى=فلك الشوكُ جنىً و الحصرمُ
بعتَ ياهذا فخارا وهدى=بسرابٍ أهلُه قد وهموا
فنبذناكَ و لم نحفلْ بما=عند دنياك ففيها التُّهمُ
وحواليها طبولٌ لم تزلْ=تجمعُ الناسَ الذين استلأموا
فتراهم ركَّعا حيثُ الهوى=وتراهم للخنا قد لثموا
ولكفرٍ نذروا أنفسَهم=وبركبِ المرجفين انتظموا
لضميرِ الأُمَّةِ الظمأ ى إلى=فجرِها الصَّادقِ جرحٌ مؤلمُ
باعها الظالمُ معْ آلامِها=وهْو خاوي القلبِ واهٍ أبكمُ
مادرى أنَّ لها وعدًا إلى=ظلِّه خفَّ الشبابُ المسلمُ
كلُّهم أبطالُ قرآنِ العلى=فكميٌّ بالهدى مستعصمُ
ذهلتْ من فعلِه أعداؤُه=إذ أتاهم ، والوغى تحتدمُ
لم تمتْ أُمتُنا في نكبةٍ=فمثاني عزِّها لا تهدمُ
أنفُسُ الصِّيدِ التي ما وهنتْ=مشرئباتٌ رعتها الشِّيمُ
لم تزلْ ترنو وفي مقلتها=ألقٌ يصدقُ فيه الحلمُ
مجدُها الفينانُ في أعلى العلى=دامَ بالشرعةِ لا ينصرمُ
كم أتى المشتاقُ يحدوه الفدا=يسألُ الغادين : أين الهممُ ؟!
أين أيامُ البطولاتِ التي=ما تولاَّها الونى والسَّقمُ ؟!
أين في السَّاحِ رجالٌ ثبتوا=وإذا ثارَ الوغى لم يُهزموا ؟!
لم يُجبْ سائلُهم من أحدٍ=فتغشَّاه الوجومُ المؤلمُ
فالصَّدى الموَّارُ في ليلِ الأسى=لبقايا خطوِهم يلتهمُ
أوَمَا هلَّتْ لمجدي شمسُه=أَوَمَا مرَّتْ لعِزِّي قدمُ ؟!
أين بستانُ الهدى هل يبستْ= ويحنا تربتُه و الأكمُ!
فاقرأ اليوم عليهم دفترا=فيه خزيُ القوم لايعدوهمُ
فيه للثوريَّةِ الرعناءِ ما=لصمودِ الزيفِ ما عرَّاهمُ!
وإذا الشهرةُ جاءت حُلوةً=فبحارُ الأرضِ لاتكفيهمُ
تعسوا وانتكسوا إذْ حاربوا=شرعةَ الإسلامِ ثمَّ انهزموا
أكملَ اللهُ لهم آلاءَها=وسواها : الغيُّ لا يُنجيهمُ
كيف لايشقى الذي يجحدها=وهداها للمعالي سُلَّمُ!!
قد كفى باللهِ فينا حكما=ولغيرِ اللهِ لا نحتكمُ
ضعفُنا أجهدنا فانظرْ وقد=غلبتْنا بالجهودِ الأُممُ
وغدتْ أحلى ليالينا : هوىً=من مخازي عهرِه نستلهمُ!!
ورأينا أنَّنا لسنا نرى=وعلمنا أنَّنا لا نعلمُ!!
ولبسنا العارَ إذ لازمنا=في حياةِ الذُّلِّ مالا يلزمُ
وشربنا في جفافِ المجدِ من=حفرٍ لوَّثَ فيها العلقمُ
ملِكُ الصينِ الذي يرهَبُنا=في زمان الثَّقفي يستفهمُ؟!
ما لقومٍ ملكوا الدنيا غدوا=في يدِ النَّخاسِ لم يُحترموا ؟!
ويلهم! كيف استهانوا بالعلى=وعلى الذُّلِّ المُواتي أُرغموا
أتراهم قتلوا نبضَ الهدى=في صدورٍ ، فالشَّقا يسفيهمُ!
وبأيديهم سنا قرآنهم=والرسالات التي قبلهمُ!
نورُها في التيهِ فجرٌ صادقٌ=وبها روحُ الفدا تضطرمُ
ضيَّعوا الدربَ فقمْ واستفتهم=أيَّ دربٍ سلكوا واقتحموا!
ما أتاهم من لدنْ بارئهم=ظالمٌ مزَّقه أو مجرمُ
وإلى الرِّدَّةِ قد جرَّتهمُ=شهوةُ الحكمِ فزلَّتْ قدمُ
واشتروا بالخيرِ شرًّا محدقًا=بئس ما جاءتْ به أيديهمُ
وإلى ( مدين ) كم جاءَ السَّنى=في صباحٍ ما تولَّى عنهمُ
وإذِ الصيحة جاءتْ بغتةً=بعدها الأُخرى التي ترميهمُ
بالذنوبِ الموبقات اشتغلوا=وخطايا الفحشِ شاعَت فيهمُ
فتجلَّى ربُّهم منتقما=دونما ظلمٍ ، فهم قد ظلموا
تلك آياتٌ فهل يعقلُها=من بني الإسلامِ قومٌ عقلوا!
فبأيديهم علاهم رجموا=ومن الخيرِ لديهم حُرموا!
مَنْ أتى العيشَ بوديانِ الهوى=فهْوَ في كفِّ الشِّقا مستسلمُ
وإذا الرأيُ على جهلٍ مشى=بأُناسٍ فالهوى يسقيهمُ
ضيَّعوا آمالَهم وانقلبوا=وابتُلوا في سعيِهم واتُّهموا
كم بنا نادى الهدى ،وانتظمتْ=يالسَّنا القدسيِّ تلك الهممُ!
فمتى نصغي إلى الصوتِ الذي=يوقظُ الناسَ الذين استُنوموا!
ومتى ترجعُ فيهم شمسنا=ومتى جرحُ العلى يلتئمُ؟!
وسوانا لم يؤهلْه الذي =برأ الخلقَ . فأين الذِّممُ ؟
حانَ يومُ البعثِ من ديجورِها=وغدًا فيها الضحى يبتسمُ