شهريارٌ يا بلادي في القفص

قدري شوقت محمد الراعي

[email protected]

(1)

أيها الوطن الملثم بالسواد وبالضباب

المبعثر منذ أزمان فوق شطآن الخراب

المسافر في الشجون , وفي الضياع , وفي السراب

سيدي الوطن المحطم مثلما قلبي

بأضراس المخاوف والعذاب

سبحان ربي

هاهو الأسد العجوز وسادة الغاب

في القفص الحديدي الموصد ماثلون ..!

والجند يصنع حولهم طوقاً من الأسوار والأبواب

(2)

ربنا ...ماذا أقول.؟!

العقل يسبح في الذهول..!

شهريارٌ يا بلادي في القفص

إن ذا شيئ محالٌ لا تصدقه العقول ..!!

حواديت الليالي الألف كانت مرعباتٍ

اليوم تمثل للعدالة بالبقايا والفلول

خبريني يا بلادي ما الحكاية ؟!

شعب يغامر في الرواية

ضد الوصاية والولاية

ضد الخمول..!

شعب يحاكم ربه هذا المكابرَ والجهول

شعب يسطر مجدَه التاريخُ

في أسطورة الحدث المهول

شهريارٌ يا بلادي لم يكن يوماً شريفاً

كان ذئباً عاشقاً حتي الثمالة أو ملول

فوق أجساد العذاري كان يهوي أن يصول

وكان يعشق أن يجول ..!

يغتصب البكاري في الليالي المظلمات

وفي الصباح المر يعوي ضاحكاً

يهدي كئووس العار للشعب الحمول

(3)

أما المرابي والوضيع

تابعه المخنث والخليع

مسرور الليالي الداميات

والقلبُ الزجاجي المُبَرد كالصقيع

كان شعباً من جماد

ثعلبياً

بربرياً

في السفالة والنذالة والخطية أستاذ ضليع

كان يعرف باقتدارٍ كيف يرشق بالمنية

أحلام الجميع

كان يعرف كيف يكسر في المحابس

أظفار القطيع ..!

(4)

كل الحواديت القديمة لليالي الألف كانت مظلمات

مهــــــــــــــــــزلية

عرض كبير للمراثي , والمآسي من خلال المسرحية

زيف كبير في النوايا , والضمائر

واجتهادات العدالة في القضية

وطن يموت علي الطوابع , والقصائد , والأغاني المدرسية

شعب يُكَمَمُ صوتُه أمداً طويلاً

في الإذاعة , والصحافة , والبيوت العائلية

ضحكوا علينا حين قالوا :

إن الجهادَ سبيلُنا نحو التقدم وإختراقات الثريا

إن الكفاحَ رفيقنا نحو المعالي والحقوق الألمعية

لكن أبياتاً من الشعر المُقفي في المديح وفي الرياء

تغدو يا بلادي في الحقيقة عنوان القضية..!

ضحكوا علينا حين قالوا:

إن العدالةَ للجميع متاحةٌ عمياء

إن الجموع بأرضنا رفقاء في الطريق وفي القضية

لكن دستور الأفاعي يا بلادي لا يبالي بالضحية

(5)

قالوا قديماً : إن تزرع الأشواك يا ولدي

يوماً ستحصد ما زرعتَ

وسوف تجني جرحاً أو أنين

يوماً ستغدو في البرية حائراً

وستعرف أي منقلبٍ غدوت

وأي عاقبةٍ للظلم المُهين

أنا لستُ أشمتُ فيك يا وجعي

يا سيد الحُكم المُقالِ

وعبرة القلب المسافر في الأنين

حسبي من كتاب الله اليوم َ أقراُ آيةً :

" فقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين "