أم القصائد

أمُّ  القصائد

شعر : أنس الدغيم

هذه القصيدة من ديوان : حروفٌ أمام النار

مِنْ عنده الأرزاقُ والآلاءُ يا من له الحسناتُ و الأسماءُ
يبكي على أبوابه الضعفاءُ يا من يلوذ البائسون به و من
في بابه النبلاءُ و الأمراءُ يا من تذلُّ له الملوك وتنحني
و تموج في أعتابه الزعماءُ يا من يدين الحاكمون لحكمه
أبداً أمام كماله الكبراءُ يا من له التيجانُ ذلّتْ و انحنى
صعقتْ أمام جلالها العلماءُ يا من له في كلّ شيئٍ آيةٌ
والكلّ في ملكوته دهماءُ يا من أتته الأرض طوعاً و السما
و تميد من سلطانه الغبراءُ يا من تخرّ له الجبال مهابةً
يبغي و حاشا أن يُردَّ قضاءُ يا من إذا ما قال كنْ كان الذي
فرداً و ليس لذاته شركاءُ يا من على عرش البقاء قد استوى
حاشا لغيرك يا عظيم بقاءُ باقٍ و لا تفنى وكلٌ ميتٌ
هذا الوجودُ بما عليه هباءُ الكونُ قبضة راحتيكَ و إنما
ما بلّ جوفَ الكافرين الماءُ لو ساوت الدنيا جناحَ بعوضةٍ
إلاكَ إن عصفت بي الأرزاءُ يا خالقَ الأكوان يا من ليس لي
كلّ الشؤون وما عليك خفاءُ يا عالماً بالسرّ و الإعلان في

و تهافتت من كفّكَ النّعماءُ

يا من رزقت الكائنات بأسرها
زانَ السّما والطير والحصباءُ يا من بحمدكَ سبّح النجم الذي
من فيض جودك يستقي الفقراءُ أنت الغنيُّ المستعانُ و إنّه
فوقود نارك هذه الأشلاءُ يا ربّ إنْ آخذتنا بفعالنا
قد أشفقتْ من حرّها الرمضاءُ حرّم على النار الجلودَ فإنّه
خجلاً و أثقل عا تقيه حياءُ من للضعيف إذا أتاكَ مطأطئاً
دوماً رضاكَ الرقّ و الرؤساءُ إلاكَ يا اللهُ يا من يرتجي
و تجمهرتْ من حولنا الأعداءُ يا ربّ قد قصد الغزاةُ ديارنا
فوق البسيطة ما لنا نصراءُ يا ربّ جاؤونا و أنت نصيرنا
و محلّ عرش "محمدَ "  الجوزاءُ كي يحرقوا عرشَ النبوة قد أتوا
أنواره فتضمّنا الظلماءُ يبغون دينَك أن يزولَ و تمّحي
نادى بها " ماركسُ " و السّفهاءُ ( الدينُ أفيون الشعوب وداؤها )
أطنابَه و بنو قريظةَ جاؤوا قد عاد فينا سور خيبرَ ضارباً
شعبيّةُ أو ليلةٌ حمراءُ ظنّوا بأنّ الدين فينا رقصةٌ
و الدهرَ يمشي كيفما هم شاؤوا ظنّوا الحياةَ مطيةً لمرادهم
أطرافه ستلوكه الأدواءُ و نسوا بأنّ لنا حمىً من يدنُ من
طيف الرسالة للعيون ضياءُ من هديِ أحمدَ للقلوب دمٌ ومن
فإذا غضبنا خرّت الأجواءُ فينا السماحةُ و العدالة منهجٌ
تسقي البلادَ فيرتوي البؤساءُ منّا تفجرتِ العيونُ صفيّةً
فالكلّ في شرع الإله سواءُ لا عبدَ أو سلطانَ في إسلامنا
ظلمٌ و لا كبرٌ و لا استعلاءُ إسلامنا حبٌّ و إخلاصٌ فلا
خوفٌ و لا ذلٌ و لا استخذاءُ نحن الأباةُ و ديننا باقٍ فلا
أرواحنا هبةٌ له و فداءُ كنّا و ما زلنا جنودَ محمدٍ
شمُّ الجبال و دانت الأرجاءُ لمّا مشينا خلفه لانتْ لنا
حملوا اللواءَ البيدُ والصحراءُ و تزلزلت مِن تحت أقدام الألى
و كذا المكارم و الورى شهداءُ إنّ العظائمَ في ربانا مهدها
وسع الورى والرملة الوعثاءُ للحقّ نحن الملعبُ الرحبُ الذي
جئنا و نحن من البغاء براءُ إنْ شئتَ سلْ يومَ الفتوح بمكّةٍ
قلنا وتشهد قولتي الصحراءْ جئنا الذين تقاسموا أموالَنا
فرجوا وقالوا أنتم الكرماءُ ما ظنكم أنّا سنفعل ويحكم
قلنا اذهبوا ولأنتم الطلقاءُ لكنّما هي رحمةٌ نبويّةٌ
إلا وغاب بريقُه الوضّاءُ ذهبوا و ما ذهبٌ على وجه الثرى
كم ذبحوا فوق الثرى و أساؤوا كم قتّلوا كم أجرموا كم شردوا
أحجاره في النائبات دماءُ سلْ عنهم الأقصى وكم سفكت على
سبيت و ماتت في الخليل نساءُ كم يُتّمت في القدس أطفالٌ وكم
من جند أحمد جبهةٌ و لواءُ سنجيءُ يا أقصى وكلّ مجاهدٍ
شوقٌ و يغلي في القلوب إباءُ سنجيءُ يا أقصى و في أرواحنا
كبشُ الفداءِ إذا أحمّ لقاءُ سنجيءُ يا أقصى إليك و كلّنا
زيت الجماجم توقَدُ الأضواءُ نأتي بإذن الله يا أقصى ومن
وبذاته يتوسّلُ العظماءُ يا من إليه الكلّ يرجع في غدٍ
ساحَ الوجود الصّيحةُ العصماءُ ربّي إذا حان المعادُ و زلزلتْ
أبوابُها و اشتدتِ الدّوكاءُ و الأرضُ مادتْ و السماءُ تفتّحتْ
و تقابل الأمواتُ و الأحياءُ و الناسُ قد حشروا إليكَ بأسرهم
بالأمس في دار الفناء إماءُ حُشروا عراةً مثلما ولدتهمُ
وتنافر الآباء و الأبناءُ والمرءُ أدبر عن أخيه و زوجه
رسل الكرام و أُحضرَ الشهداءُ ربّي إذا وُضع الكتابُ و جيءَ بالـ
كي تشهدَ الأجزاءُ و الأعضاءُ ربي إذا الميزانُ عُدّ و جيءَ بي
وتقاذفتْ نيرانها السوداءُ و كذاكَ بُرّزتِ الجحيمُ لمن يرى
فأنا ضعيفٌ والجحيمُ شقاءُ فاجعلْ نعيمَك يا إلهي منزلي
يمحى عقابٌ أو يُماطَ بلاءُ أمَّ القصائد قد كتبتُ عسى بها
في غير حيّك يستجابُ دعاءُ ربّي أجبْ هذا الدّعا كرماً فما