من ديواني (صدى الأيام)...
كتبت هذه الأبيات 1987م.
أحنُّ إليكِ بلادَ الشآمِ=وحبكِ ينسل بين العظام
وفي كل آنٍ لها خطرة=فأنى اسيرُ تكونُ أمامي
***=***
أحن لروض وصوت الخرير=وليلٍ أنيسٍ وصبحٍ أمير
أحنُّ لماضي صبايَ الجميلِ=وأسراِ طيرٍ أمامي تطير
***=***
بلاد تحن إليها الدهور=وأرض تميس عليها الطيور
ففيها الجمال وفيها الزهور=وفي كل بيتٍ يحل الحبور
***=***
يحن إليها ضياء البصرْ=ففيها الظهيرةُ مثلُ السحرْ
وفيها وجوه تبز القمرْ=وفيها الحناجرُ أحلى وترْ
***=***
بعشقِ دمشق تعلق قلبي=فأضحت منايَ وموتي وحبي
وناعورةٍ تجتليها العيونُ=وشهباءُ فيها تحيرَ لبي
***=***
ففي حلبٍ كم لنا ذكرياتْ!=وفيها المسرةُ فيها الحياة
وقلعتها مثل حصن حصينٍ=تقول بأن رجالي أباةْ
***=***
وجامعها روضة للعيونْ=ومثوى نبيٍ كريمٍ أمينْ
وفي صحنهِ كم جلسنا طويلاً=نراقبُ عميانهُ ضاحكينْ
***=***
وفي اللاذقيةِ بحرٌ جميلٌ=وشطئان رملٍ وظلٌّ ظليلُ
ومرسى لفلكٍ تسيرُ إليها=وتبكي إذا حانَ منها الرحيلُ
***=***
وأينَ لياليَ رأس البسيطْ=وأين السراجُ وأين السليطْ
وأين الرياضةُ قبلَ الشروق=وأين هدير المياه العبيطْ
***=***
وفي حمص مسجد ابن الوليدِ=يضم رفاتَ الكمي السديدْ
لقد عاش سيفاً فلم ينكسرْ=فعلَّمَ فعلُهُ كلَّ شهيدْ
***=***
وأينَ البليخُ وأينَ الفراتُ=وهل نرتوي منه قبل المماتْ؟
مياهٌ يسوغُ لدى شربِها=لمنْ ماتَ أن يستردَّ الحياةْ
***=***
وأنى لنا ذكرُ ماضٍ طويلٍ=وود تنامى كغرس النخيلْ
وأين المرابع أين التلال=وأين الغروبُ وشمسُ الأصيلِ
***=***
أحنُّ إليها وأبكي عليها=وأهربُ منها وأسعى إليها
وأكتبٌ شعري على وجنتيها=وقلبي وروحي بين يديها
***=***
سقتك السماء بلاد الأسودِ=فأنت ملاذٌ لكل شريدِ
وللدين كهفٌ وللعرْب نادٍ=وللناس مأوى وحلم الشهيدِ