من كتاب اللغة المؤابية في نقش ميشع
للدكتور يحيى عبابنة
قراءة في أسماء المدن المؤابية في نقش ميشع
د. حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاةوالسلام على رسوله الكريموبعد ، فقد صدر للاستاذ الدكتور يحيى العبابنة ، عن عمادة البحث العلمي والدراسات العليا في جامعة مؤتة عام الفين من الميلاد ،كتاب وسمه ب"اللغة المؤابية في نقش ميشع ـ دراسة صوتية
ا"صرفية دلالية مقارنة في ضوء الفصحى واللغات السامية
انهضه على مقدمة تشكك فيها بما ورد في الكتاب المقدس "سفر التكوين "14ـ24من ان تسمية مؤاب نسبة الى نتاج ابنتة لوط من ابيها الذي ضاجعته فحبلت منه وقد اسكرته عمدا لكيلا ينقطع النسل ومثله عمون الذي ضاجعته الابنة الصغرى، فولدت عمون اي من عم،ومن الغريب ان هذا التجديف على الانبياء له ذكر في مادة عَمان في معجم البلدان ل"ياقوت الحموي "اذ ما زالت الاسرائيليات تغزو امات مصادرنا منها الذي ذكرت )ياقوت الحموي : معجم البلدان ، تحقيق فريد عبد العزيز الجندي ،دار الكتب العلمية ، بيروت ،ج4/171مادة "عمان
وفي الفصل الثاني عرض للاصوات الصحيحة في اللغة المؤابية منها الشفوية والصفيرية ولاصوات الحيم والقاف والكاف"والاصوات المانعة كاللام والميم والنون والراء وللاصوات الحنجرية كالهمزة والهاء والعين والحاء، والحاء المتحولة عن خاء من ابدال صوتي تاريخي مطلق تم عرض في الفصل ذاته اشباه الحركات (semi vowels)هما الواو والياء،
وفي الفصل الثاني درس الابدال الصوتي التاريخي من نحو ابدال الهمزة هاء مثل "اراق "الى "هراق "وابدال الخاء حاء نحو "اخر "الى" احر "وحمشين بمعنى ، "
""خمسين"وابدال الذال زايا مثل" زهب" الى"ذهب
وابدال الظاء صادا والياء المهموسة فاء والسين شينا مع امثلة كافية عنها في غير لغة مقارنة
ثم درس في الفصل الثالث النظام الصوتي وعرض فيه الى ابنية الاسماء والافعال والسوابق واللواحق وصبغ الحمع والتثنية والمساعدات اللفظية والتذكير والتانيث وصوت الهاء والتاءوالهاء في المؤابية والزمن عندهم وحالات الاعراب ثم عرض الى المستوى الدلالي في المؤابية منها دلالات الاسمية والاعلام واسماء الاماكن والدلالات المعجمية المقارنة والدلالالت السياقية، وانتهى كتابه بملحق ذكر المعجم المؤابي العربي وصورة لنقش ميشع ،والصورة الصوتية لنقش ميشع والترجمة الحرفية له، والتعريف به وترجمة ادبية للنقش المذكور، ثم جدول لاشكال الحروف المؤابية، وعزز كتابه بخارطة لمنطقة مؤاب، واختتم كتابه بمصادر ومراجع بلغت (ستة وخمسين مصدرا ومرجعا ، كان للغة الانجليزية 19 تسعة عشرمنها) وقد بلغ عدد صفحات كتابه (222) مائتين واثنين وعشرين صفحة من القطع الكبير
اما نقش ميشع الذي ترجمه الدكتور يحيي العبابنة بعد ترجمات ولفنسون فضم واحدا وعشرين مكانا هي مؤاب وديبان وقرحة وذكرت اربع مرات في النقش لاهميتها وهي قرب ذيبان اليوم ومهدبا وهي "مادبا" اليوم وماعين "وهي معون ولعلها "ماعين "وفيها حمامات مشهورة وشلال ينصبُّ من شمال الحمامات الى الوادي،و"قربان" وهي قرية قرب وادي هيدان وتعرف ب"خربة القريات" و"عطرت" ذكرت مرتين وهي خربة عطاروس ،ويطلق اهلها عليها "عطروز "و"قريت "وهي مدينة قرب مادبا ولم تكتشف يعد ،وجد وتقع حنوبي غربي "ربة عمون "وشرن" لم يعرف موقعها ولعلها علم لقبيلة و"محرت" وردت في النقش مرة وتعزى لاسم قبيلة و"نبه" وهي جبل نبو غربي مادبا بتسعة كيلو مترات و"بهص" هي خربة عليان شمالي شرقي ذيبان وهي قلعة و"حمت هيعرن" وهي مدينة تتصف بالشجر لم يعرف مكانها و"حمت هعوفل" وهي مدينة محصنة وترجمتها "مذهبا بعيدا "ولم يعرف مكانها وبلدة "عرعر" وهي حصن شمالي وادي الموجب "ارنون" وتسمى اليوم عراعر وبلدة "ارنون "وهو وادي الموجب الذي يفصل بين محافظتي مادبا و الكرك، وعليه اقيم سد ماءوطريقه منعرجة كثيرة الانعطافات وهي حوالي اربعة وعشرين كيلا ، وبلدة بصيرا وتقرا "بصرى "و"وبصيرا "وهي بلدة في محافظة الطفيلة ،والى الشرق منها مقام الحارث الازدي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ،اذ قتل صبرا هناك .وبلدة بيت دبلتان ولعلها خربة "دليلة الشرقية "في منطقة مادبا، وقد ذكرت مرة في النقش، وحورتن التي يعتقد انها المنطقة القديمة التي تشرف على شبه جزيرة لسان البحر الميت وتسمى اليوم "خربة الذباب "وذكرت في النقش مرتين اما الاسم الحادي والعشرون فهو اسرائيل فهو ليس مكانا ولو ذكر مع اسماء الاعلام لكان افضل
ولعل المتلقي لهذا الكتاب القيم ان يجد فيه نفعا كثيرا، اما الاماكن التي ذكرت فبحاجة مسيسة الى ضبطها والكشف عن مواقعها وتحديديها بالضبط .وعندنا من علماء الاثار كثر، وهم اهل فضل في البحث والتنقيب الاثاري."