العزوني يوقع "حجر الصوان"

العزوني يوقع "حجر الصوان"

ود. جمعة يقدم إضاءة نقدية حول الأفكار السردية في الرواية

وقع الكاتب أسعد العزوني روايته بعنوان "حجر الصوان" الصادرة عن دار الينابيع بعمان أول من أمس في نادي خريجي الجامعات العراقية و"حجر الصوان" كما يقول الناشر والناقد د. حسين جمعة عمل فني بسيط في بنائه وتراكب أجزائه، عميق في محتواه وفكرته وتواصل تأثيره وشدة أثره، حيث يمتثل الحجر في سرديته لإرادة الكاتب ويثير الجدل في الأسس، التي يرتكز إليها الفكر الصهيوني المتداعي.

وقد وضعت رحلة العزوني بحسب د. جمعة السردية معظم هذه الأفكار والتصورات على طاولة البحث والنظر عبر

شخصيتين رئيسيتين، هما: رحاب التي تمثل المزاج العقلي للأغلبية المتطرفة، وراحيل التي تمثل الضمير اليقظ في إسرائيل، وهما طبيبتان يهوديتان زميلتان تعيشان في غرفة واحدة، وتعملان معاً في مستشفى واحد. الهموم واحدة، إلا أن استقبالها وتفسيرها والحكم عليها يختلف لدى كل واحدة منهما، انطلاقاً من الإحساس الاجتماعي بالمصير الذي تدفع إليه الأحداث المتلاحقة.

تخضع رحاب لمزاج الشارع الإسرائيلي المتطرف، الذي يقوم على عناصر حسية/ انفعالية ممزوجة بشيء من فكر القطيع أو الجوقة، سواء تبدى ذلك بصورة فردية أم في مجمل المشاعر المحددة، التي تحمل طابع البيئة الثقافية والاجتماعية في إسرائيل.

وكل ما كانت تسعى إليه راحيل هو التخفيف من غلواء زميلتها، ومحاولة التأثير في رأيها لتغييره في صالح الحق والعدل، انطلاقاً من حالتها الذهنية، التي دفعت بها إلى صحوة الضمير، إلا أن منطق المصلحة الذاتية ومكنونات الجوقة التي تخلف رؤية رحاب انتصرت على المنطق الموضوعي للواقع، ونحت الجانب المعرفي للحقيقة المرة بعيداً، مما يؤمئ إلى خطر تركيبة المزاج العام الإسرائيلي، ليس فقط على الفلسطينيين، وإنما على الإسرائيليين أنفسهم لأن هذا المزاج يرتكز إلى الأسطورة الدينية الملفقة والخرافة الخادعة والتمويه الباطل.

ولعل أهمية هذه السردية، وبلاغة مقصدها وطرافتها كما يقول المؤلف تكمن في فكرتها الرئيسية الجريئة، التي تطرح مسألة التكوين النفسي/ الاجتماعي للمزاج العقلي الإسرائيلي العام، وترى أن مجابهة هذا المزاج تحتاج إلى نفس طويل وصبر عميق ومكابدة قاسية وزمن قد يطول ويمتد إلى جانب الاطلاع الواسع والعميق على عناصر هذا المزاج وتركيبة مكنوناته الأساسية، ليتسنى لنا تعميق معرفتنا به وبتصورات فكره، وشحن هذه المعرفة بالخبرة العملية، والارتقاء بها وجعلها أساساً متيناً لمواجهة هذا العدو الشرس ومحاصرته فكراً، والانتصار عليه واقعاً، فتصبح آراء راحيل وتصوراتها قابلة للتحقق عملياً، ومقبولة من سائر أطراف النزاع.

وكان الكاتب قال في كلمة له:

إنني في "حجر الصوان" لم آت بجديد ولم أطلق العنان للخيال الإبداعي، بل قمت برصد الشارع الإسرائيلي، خصوصاً بعد اندلاع انتفاضة الحجر وعجز الصواريخ الإسرائيلية عن قمعها، الأمر الذي حرك في الجميع مشاعر متناقضة، بعضهم أدرك الحقيقة، والبعض الآخر ما يزال على التعاليم التلمودية، وأكذوبة شعب الله المختار وأرض الميعاد.

وكان اندلاع انتفاضة الحجر بمثابة جرس الإنذار للمضللين من اليهود الذين اكتشفوا الحقيقة متأخرين فتحركت فيهم مشاعر الخوف والهلع وأنهم وقعوا ضحية عملية تضليل كبرى، وهذا هو محور روايتي.