عميل

 جاءه الصوت عبر هاتفه : محمد !

_ نعم .

_ معي ؟

_ معك .

_ شادي عندك ؟

_ وأين سيذهب ؟!

وضحك وتابع ناظرا إلى شادي المنطرح على رمل الوادي  الذي لا تحجب طبقته  الخفيفة صلابة التربة تحته : يدخن .

_ مرق توا من السياج ! تابع معي !

_ معك .

_ في يده حقيبة .

_ سامع .

وسكت مراقب الكاميرا الأمنية المثبتة في موقع ما في المدينة، وتابع : دخل الوادي من عند الأثلة . لا تتحرك !

_ حاضر .

وبعد دقيقة أضاف : بدأ يجري . هناك جيب إسرائيلي عند المكان الذي دخل منه .

_ سامعك .

_ بدأ يجري  .

_ ...

_ يقترب من واديكم .

يتقاطع الواديان على شكل علامة زائد . الذي دخله حامل الحقيبة يتجه غربا قادما من الأرض المحتلة ، والذي يتواجد فيه محمد وشادي رجلا الاستخبارات يتجه شمالا وجنوبا . محمد ومراقب الكاميرا من أهل المنطقة الحدودية .

يأتي صوت مراقب الكاميرا  : تصرف بحكمة !

قفز محمد فوق الدراجة ، وقفز شادي خلفه ، واندفعا شمالا . برز حامل الحقيبة في ملتقى الواديين . وشد صوت الدراجة عينيه ، فارتد شرقا .

بلغا ملتقى الواديين وانحرفا وراءه . هالتهما المسافة التي قطعها . اقترب من السياج كأنه طار بجناحين . أز فوقهما الرصاص ، فانحرف محمد بالدراجة في تجويف في الوادي . سكت الرصاص ، وحبا شادي ، ونظر شرقا . اختفى الجيب وحامل الحقيبة . كان عميلا تترصده الاستخبارات الوطنية .

وسوم: العدد 678