المأساة السورية : بين المسكّنات ، والأدوية الناجعة ، والحيَل الشيطانية !
لوطلبت تركيا، من الروس والفرس ، كفّ أيديهم ،عن جنوب سوريا..لطلبوا كفّ يدها، عن الشمال، فتكفّ يدها، ويظلّون يفتكون بالجنوب ، وبسورية كلها ؛ لأن معهم دعوة رسمية، من النظام الحاكم ! فدخول تركيا إلى الشمال، هو لإنقاذ مايمكن إنقاذه، من سورية، أرضاً وشعباً ! وتُغطّي هذا الدخول ، مصلحة تركية حقيقية، هي: المحافظة على أمنها القومي، على حدودها ! بينما، لاحجّة أمنية وطنية لها ، في التدخّل بالجنوب ، سوى التذرّع ، بالمصطلح الغامض الساخر: خفض التصعيد ، الذي يَقصف المعتدي ، فيه ، ألف صاروخ ، ويدّعي أنه خفض تصعيده ، من ألفي صاروخ ، إلى ألف، دون أيّة ضوابط ، أو محدّدات للخفض .. وهذا عبث مَقيت ، واستخفاف بعقول الناس !
فما مهمّة الائتلاف الوطني ، والفعاليات العسكرية والاجتماعية ، في هذا المجال ؟
تستطيع الأطراف ، التي ترى أنها تمثل الشعب السوري ، أن تطلب من ممثلي الأمم المتحدة ، مثل ديمستورا وغيره .. أن يحدّدوا المصطلحات ، بدقّة ؛ كيلا تستغلّ الزمرة التي تحكم سورية ، غموضَ هذه المصطلحات ، وتظلّ تفتك بالشعب السوري ، متسلّحة بهذا الغموض القاتل !
كما تستطيع الأطراف السورية ، أن تطلب من تركيا ، السعي إلى توضيح هذه المصطلحات ، سواء أكان الطلبُ ، من هيئات الأمم المتحدة ، المعنيّة بالقضية السورية .. أم كان من الأطراف ، التي تنسّق ، معها ، تركيا ، في الشأن السوري ، وهي ، هنا ، روسيا وإيران !
وإذا كان ثمّة فروق كبيرة ، بين المسكّنات التي تهدّئ الآلام .. وبين الأدوية الناجعة ، التي تعالَج بها الأسقام .. وبين الحيل الشيطانية ، التي تُخدَع بها العقول .. فالأصل ، أن أصحاب الداء ، هم أقدر الناس ، على تحديد مواضع الألم ، لديهم .. وأن أطبّاءهم المَهرة الصادقين ، هم الذين يعرفون، ماينفعهم وما يضرّهم ، ويبحثون لهم ، عن الأدوية الناجعة ، وينبذون الأدوية القاتلة ، والزائفة، والخادعة ! وطُوبى ، لمَن يتمكّن - في السياسة ،وغيرها- من أن يَحكّ جلدَه بظفره..ومن أن يتولى، بنفسه، جميعَ أمره !
وسوم: العدد 766