عن الولي الفقيه وملاليه... وبيادقه وفيلته وأفراسه

أولا أريد من الجميع أن يعلموا أنني لم أستعمل فيما ذكرت أي عنوان طائفي…

وأنا أعرف من الشيعة الفرس والعرب وغيرهم من هو أشد رفضا لسياسات الولي الفقيه وأتباعه، ممن ذكرت، مني..

المسكونون بالطائفية فقط هم الذين يفسرون كل كلمة نقولها عن واقع قائم على الأرض بأنه نوع من التعبير أو التعاطي الطائفي….

تسمية الأمور بأسمائها ليس طائفية.

التفسير الطائفي، لواقع طائفي ليس طائفية. إدانة الطائفية ليس موقفا طائفيا. فضح الطائفية ليس عملا طائفيا، رصد عمليات التوظيف الطائفي ليس طائفية…

السكوت على الجريمة الطائفية تحت أي عنوان، سذاجة وغرارة وتغرير..

شخصيا تربيت في محاضن علماء كانوا يرددون على مسامعنا تحت قباب مساجدنا المرتفعة جدا: "ثق بالمتدين ولو على غير دينك". وقر هذا التعليم في قلوبنا وعقولنا وليس فقط في أسماعنا.

كانوا يقولون لنا الدين لا يأمر إلا بخير، ولا يعلم إلا النبل والتسامي، المتدين لا يسرق ولا يغدر ولا يغش ولا يأكل مالا بالباطل… كأن مشايخنا هؤلاء كانوا أكثر طيبة وكأننا كنا مثلهم، وورثنا عنهم وما زلنا…

ثم عشنا ووجدنا طبقات من الناس من هنا وهناك تقرعنا وتلومنا…

حتى حين وصلت إلى هنا في بريطانيا، وظننت أنني حين أردد هذا الكلام أصنع خيرا، همس لي بعضهم احذر هم الأشد عداوة..

عجبت كيف غاب عن الطيبيين من مشايخنا العنوان القرآني (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً)

وما زلت منذ صدمني الواقع أتساءل: أي وباء خطير أصاب الإنسانية، بل أصاب هذه الطبقة من الناس خاصة؟؟

منذ أيام تابعت جدلا ومشاحنات بين معممين مسلمين ومسلمين ومسلمين ومسلمين ومسلمين.. ولو عددت إلى العشر ما بالغت!! والتعاطي كله من تحت الحزام، حتى حُبب إلي الصمت، أو اللواذ..كل قول ينكأ في القلب النكأة السوداء إياها التي حدثنا عنها سيدنا حذيفة رضي الله عنه.

وأعود لأسأل سؤالا سياسيا مباشرا ومحضا وبدون أي معنى طائفي!! كيف نقوّم تخلّي الولي الفقيه وفرقته عن أفراسهم وفيلتهم حتى الآن!!

هل قدموهم قربانا على مذبح مغامراتهم غير المحسوبة؟؟ .. هل ما يزال هناك آخرون مستعدون للاندفاع والدفع؟؟ سأترك لكم المجال لتتعاطوا مع الجواب..

السؤال الأصعب عليّ وعليكم، بوصفنا معارضين سوريين، رافضين لبشار الأسد، إن عدا أو إن جلس، كم يمكن أن ننظر إلى موقفه من لعبة الولي الفقيه هذه؟؟

دعوني أقول لكم نحن نستطيع أن ننظم سبعين معلقة في جبن بشار الأسد، وفي تخاذله، وفي عمالته للصهيوني، وفي إجرامه التاريخي، وفي عدوانه على السوريين…

ولكن في المعركة الأخيرة التي ما زلنا نعيشها ونعيش تداعياتها، أصبح من المشروع أن نسأل: مَن لعب على مَن؟؟ مَن استخدم مَن استخدم مَن؟؟ ما هي المرارة التي حصدها حزب نصر الشيطان بعد ٥٤٠٠ قاتل قدمهم للقتل دفاعا عن بشار الأسد؟؟ كيف ينظر الولي الفقيه وملاليه في طهران- وهذه تسمية غير طائفية- إلى امتناع بشار الأسد عن الانخراط في لعبتهم المشؤومة، أو في خديعتهم الكبرى، خدمة لمشروع الولي الفقيه، وعلى حساب ما تبقى من سوريتنا؟؟

مرة أخرى..

 نعم من حقنا أن نهجو ، ومن حقنا أن نرفع الصوت بالهجاء، وأن نبدئ ونعيد في الحديث عن بائع الجولان، وعن العميل الاول، وعن نظرية "أمن سورية من أمن إسرائيل.."

ثم سنصمت، ونعيد التفكير والتقدير لنسألَ الولي الفقيه وملاليه، وبعد كل شيء: مَن كان بيدق مَن؟؟

وما أرى بشار الأسد إلا وهو يرفع لملالي طهران، أصبعه الوسطى.. أو يقول له بلسان العربي غير المهذب "لقد أخطأت استك الحفرة" يا صاح…

وتبقى مشاعرنا مختلطة بين هذا وذاك…

ويبقى دعاءنا بالسلامة والحفظ لكل القائلين بالحق والمدافعين عنه.

وتبقى مشاعرنا مختلطة ولكنها مشاعر بريئة من العصبية والطائفية واللؤم والغل والحقد…

إنها مشاعر أهل البراءة وهم يتابعون عدل الله يسلط الظالمين على الظالمين…

في مثل يوم القيامة يكون الأخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1101