تنظيم القاعدة والأقلام العارية

تنظيم القاعدة والأقلام العارية

نتيجة حتمية لما آلت إليه أوضاع الأمة

أ. تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

دراسة مختصرة محايدة بحثا ونقدا وتحليلا ومقارنة

ليس دفاعا عن أحد وأؤكد على عدم قناعتي بأسلوب القاعدة

ولكنه الضعف والفشل والانحطاط الذي أصاب الأمة

***   ***   *** 

هل تنظيم القاعدة إرهاب دولي ، وجريمة منظمة ، وكارثة متقدمة كما يقولون أم أن الأمر يختلف عن ذلك بكثير ؟

من الملام ومن الذي يتحمل مسئولية ذلك يا أصحاب الأقلام العارية والأقدام الحافية والعورات البائنة .

 ولماذا ارتكب تنظيم القاعدة (بنظر الكثيرين) أخطاءً بشعة بحق الإنسانية ؟

لماذا اعتنق أيديولوجية متطرفة (كما يصفونها) ، والتي نشرت ثقافة الموت والرعب (وفق ما يدّعون) في أرجاء المعمورة ، وبتخطيط ناجح  ؟ وما الأسباب الكامنة وراء ذلك ؟

 ما هي الظروف التي شجعت على التطرف الديني المنهجي والمنظم ؟

مَن الذي يجب أن يتحمل مسئولية تلك الظاهرة المرعبة وأنشطتها المدمرة (كما يقولون) ؟ هل هم رجال القاعدة أنفسهم ؟ هل هو النظام العربي الرسمي ؟ هل هي أمريكا ودول الغرب من ورائها ؟ هل هو الفشل الفاضح للنظام العربي الرسمي ، ولجميع المؤسسات والأطر ، والأجسام والأيديولوجيات ، والأقلام والتوجهات التنظيمية والحزبية والسياسية ، بمختلف مشاربها ، في ظل رفض الشارع العربي لكل أفكارهم ، ونظرياتهم وأطروحاتهم ، وأمام عجزهم وتراجعهم وفشلهم ، في تقديم الحلول لشعوبهم ؟ .

أين اليساريون والعلمانيون والليبراليون ؟  وأين الإخوان المسلمين ؟ وأين القوميون والناصريون والبعثيون ؟ وأين الشيوعيون والاشتراكيون ؟ تساقطت الرؤوس ، وتقاعست الهمم ، وضعفت الإرادة ، وكان الفشل حليفا للجميع منهم .

أترك الإجابة لمن يهمه الأمر ......

ليس دفاعا عن ظاهرة تنظيم القاعدة ، وليس تبريرا لنهجها ، وليس تشجيعا لها ، وليس إسقاطا على مواقف سياسية أو مشكلات اجتماعية واقتصادية ، فتنظيم القاعدة ظاهرة عالمية أيديولوجية عقائدية حديدية صلبة ، جمعت تحت طياتها عناصر من مختلف دول العالم ،  جمعتهم أهداف وأفكار ورؤى وإستراتيجية  واحدة جعلتهم يستهدفون القتل ، ليس من أجل القتل  .

 وبعيدا عن تشريح هذه الظاهرة ، وبعيدا عن الحكم عليها ، أو إطلاق النعوت ، فتلك الظاهرة أو ذلك التنظيم ، أوقف العالم كله على قدم واحدة ، ولم يقعده ، وأرّق مضاجع مئات الملايين من البشر .

 جاءت تلك الظاهرة كميلاد طبيعي ، انبثق من رحم الفساد والظلم والقهر والحرمان ، والقمع الفكري والسياسي ، والاستغلال ونهب الخيرات والثروات ، واستضعاف الشعوب وتجييرها ، لخدمة أصحاب القرار وصناع السياسة ، بعوامل الهيمنة والاستبداد .

 من الضروري أن ننظر إلى الأسباب التي أدت إلى انبثاق هذه الظاهرة ، والتي أصبحت ماردا عملاقا قد انتفض وخرج من قمقمه ، بركانا ثائرا ، على الذين حاولوا ولا زالوا يحاولون ومن كل دول العالم  ، أن يكبلوه في السجون ، أو يتخلصوا منه من خلال التصفية الجسدية ، والقمع المعنوي ، ومحاولات الوأد المستمرة ، من قبل أن يُشكّل ذلك الخطر المحدق العملاق خطرا حقيقيا عليهم وعلى هيمنتهم ، وقراراتهم وسياساتهم ومصالحهم ، من قبل أن يشكل تهديدا عمليا قائما حيا ، ذا فعالية كبيرة ، وأداء دقيق ونجاح باهر ، في إعداده وتنظيمه وتسليحه وتحركه وفعالياته استحق اهتمام العالم ، وأرهق الأدمغة المفكرة والصانعة للقرارات ، السياسية والأمنية والاقتصادية ، من وراء ومن أمام الكواليس والصالونات ، وداخل المطابخ وخارجها ، وفي الغرف المظلمة و الشاحبة ، وأصبح خطرا جاثما وحقيقيا ، على صدور أصحاب العروش العالية ، والكروش المنتفخة بقدر ما هو خطر على أعتا قوى الشر والاستبداد في العالم .

 هذه الظروف وظروف أخرى سوف نأتي إليها ، هي التي انبثق عنها تنظيم القاعدة وخرج من رحمها ، والتي تُعتبر أوضاعا في غاية من التدهور، وعلى درجة عالية من الخطورة ، وهي التي شكلت المناخ الملائم ، والأرضية الخصبة ، لأيديولوجية تعتبر في نظر الكثير غاية في التطرف والتعصب ، كما أوجدت الشعور عند الشباب المسلم ، الذي أحسّ بالضياع ، وشعر بالهوان ، بضرورة التمرد على هذا الواقع ، في ظل عجز النظام العربي الرسمي ، وانحطاط كل قيم ومعاني الإنسانية والحياة ، على أيدي أصحاب القرار السياسي الرسمي العربي والإسلامي ، واستعباد دول لدول أخرى ، وسقوط كل الشعارات والأيديولوجيات والتنظيمات والأفكار ، بجميع توجهاتها ، حيث فشلت في معالجة التحديات التي هددت مستقبل الشعوب والأوطان .

 تحدث الكثيرون من أصحاب الأقلام العارية ، عن ضرورة التغيير والتبديل ، ليضيفوا فشلا جديدا على قائمة فشلهم السوداء ، من قبل انبثاق ظاهرة القاعدة ، التي تأهّلَ رجالاتها ، تأهيلا قويا ومتجذرا ،  وليبدؤوا بنشر ثقافة جديدة هي ثقافة الجهاد والاستشهاد وإعلاء كلمة الحق ، ( ليروق لرافعي رايات الذل والفشل والهوان أن يسمونها بثقافة الموت تمشيا مع مصطلحات أجندتهم الخاصة ) .

فهل جاءت القاعدة لتحارب الخمول في كل شيء ، بطريقتها الخاصة ، وبنهجها المعروف ، بسبب إغلاق الأبواب أمام الجيل ، وتغييب الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الفكر ، وتعطيل الإصلاح السياسي والمدني ، وتلاشي العدل والحرية ؟ مما أدى إلى خلق مساحة واسعة جدا من هوامش التلاشي والقمع و التغييب ، بسبب هذا الوضع المزري بين الحكام من جهة ، وبين الشباب الذي يتطلع إلى المستقبل ، ويتحرق غضبا على أحوال الناس من جهة أخرى ؟ فنظام الحكم في وادٍ ومعاناة الناس وعذاباتهم في أودية أخرى .

شعور الشباب بالإحباط من كل شيء ، خلق منهم وبفعل عوامل تراكمية كثيرة ، قوة تحرق كل شيء ولا تبالي بشيء ،  وهم الذين أيقنوا أن كل قرارات الوطن ، على الصعيد الداخلي والخارجي قد ارتهنت بقرارات مشروع الشرق الأوسط الجديد ، وبالعولمة والحداثة ، من الطراز الأمريكي الأول ، مما جعل مناخ التطرف الأيديولوجي يزداد اتساعا وعنفا ، لتتسع معه رقعة عمله الميداني ، أمام حالة من التمزق العربي والعجز الرسمي والخيانة المبرمجة .

 ولا يخفى على أحد أن المخابرات الأمريكية ، تتزعم حملة مادية ومعنوية ، من خلال تمويلها لكثير من الأنشطة العربية والإسلامية ، لأجسام وأُطر مشبوهة ، سواء كانت أقلام مأجورة ، أو صحف ومجلات ، أو اتحادات كتاب وصحفيين ، أو أجسام فنية واجتماعية أخرى أو قوى تصنعها على عينها .

فأمريكا تخصص ملايين الدولارات ، تمنحها لمنظمة بن خلدون والذي يرأسها سعد الدين إبراهيم ، ومنبر الشرق الأوسط للأبحاث ، ومركز التعددية الإسلامية ، والذي يترأسهما دانيال بايبس وأحمد صبحي منصور ، و يدعمها نائب وزير الدفاع الأمريكي((بول وولفووتيز مهندس الحرب على العراق ، وأحد أبرز اليهود الناشطين بين المحافظين الجدد ، وجيمس وولسي مدير المخابرات المركزية السابق.))

وكذلك منظمة مناهضة أنشطة الإسلاميين ، ومنظمة ائتلاف المسلمين الأحرار ضد الإرهاب والتي أنشأها الفلسطيني كمال نعواش .

و المنبر الأمريكي الإسلامي للدفاع عن الديمقراطية ، وقد أسسه زهدي جاسر

وغيرهم مئات من المنظمات في الداخل والخارج .

أمريكا اليوم تبذل جهدا حثيثا ، من أجل تحسين وجهها الملطخ بالعار في كل بقاع الأرض ، وتعرض اليوم أموالا مغرية على كثير من أصحاب الأقلام والصحفيين ومؤسسات إعلامية ، خاصة في العراق ، على شكل رشوات لشراء الذمم ، من أجل الوصول إلى هدفها في تلميع صورتها ، هذا إضافة إلى عشرات الآلاف من الجواسيس ، الذين ينتشرون في مؤسسات العمل الرسمي والشعبي ، في جميع دول العالم .

 حملة أمريكية قذرة ،  تتسم بمنظور استراتيجي واضح الأهداف ، ظاهر المعالم  تصب جميعها لمصلحة إسرائيل ، ولتحقيق الأهداف الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة ، من أجل إقامة إسرائيل الكبرى  ، فرأس المال الأجنبي يُستثمر على الأرض العربية ، ليحقق أهدافه ، وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تسعيان بكل قوة للسيطرة على النفط العربي ، وحماية وتقوية اقتصادهما ، ورجال أعمال عرب يحرصون على إنشاء مشاريع اقتصادية وعلمية في إسرائيل ، والدول العربية تتهافت على التطبيع مع العدو الإسرائيلي ، ومخططات الهيمنة على المنطقة وثرواتها ظاهرة لكل عين لا تعاني من الرمد أو القصور ، والخيانة أصبحت ليست فقط وجهة نظر ، بل هي السياسة الرسمية والعلنية للنظام الرسمي العربي والإسلامي ، وأمريكا تنحاز بالكامل لإسرائيل ، والعالم يكيل بمكيالين وقد أدار لنا ظهره وباعنا في أسواق النخاسة .

لقد سقطت كل المراهنات على أمريكا ، لتسقط معها كل اتفاقية ، فأين اتفاقية أوسلو ، وأين كامب ديفيد ، وأين خارطة الطريق ، وأين شرم الشيخ ، والفساد السياسي العربي يتربع فوق كل شيء ، والعالم يدفعنا إلى الاقتتال الداخلي ، وتحويل كل دولة عربية إلى كانتونات متصارعة ليسهل تمرير المخططات الخبيثة .

 الرئيس الأمريكي والعالم من ورائه ، في حل من أي التزام مع الذين تعبوا من اللهث خلفه ، المخططات الأمريكية والإسرائيلية  يجري تنفيذها في كل بقعة في العالم ، حتى في أوغندا ، على أيدي جيش الرب المسيحي الذي أنشأته إسرائيل ليكون شوكة في حلق السودان والشعوب المسلمة في إفريقيا ، والأولويات الفلسطينية في تراجع مخزي ، أمام الإملاءات الإسرائيلية ، التي نتج عنها وقائع جديدة على أرض الواقع .

 كل ما سبق أقنع كثير من الشباب ، بأن الحل الأوحد والوحيد ، من أجل التغيير، هو ذلك التيار المتشدد ، لعلهم يجدوا به ضالتهم المنشودة ، وقد اقتنعوا بأن التغيير لا يأتي إلا من طريق الدماء ، وأدركوا أنهم إما أن يزج بهم في السجون ، أو يقاومون حتى الموت .

فالحكام لا بد من أن يُرضوا أمريكا ، وإلا سقطت عروشهم ، وليذهب شعبهم إلى الجحيم ، هذا ما حدث ويحدث في جميع الدول العربية ، فالكونغرس الأمريكي قِبلتهم ، والبيت الأسود مزارهم وحجهم ، وشوارع وفنادق الغرب كله أُمسياتهم وسهراتهم ، ولا يمكن تمرير المصالح الأمريكية والإسرائيلية إلا من خلالهم ، انسجاما مع الإرادة الدولية ، وهم الذين تعهدوا من قبل أمام إلههم الأمريكي ، على أن يقفوا بقوة أمام كل توجه يسعي للتغيير ، وبالتالي استطاعوا من ضمان مصالحهم ، وحمايتها ، وهذا يعني ضرورة الاعتراف بإسرائيل ، وضرورة تحقيق السلام مع من اغتصب العرض والأرض ، كخيار استراتيجي لا بد منه لبقاء عروشهم ، ولو أرادوا السلام بحق ، لفعلوه مع شعوبهم ، ولعملوا مخلصين من أجل مستقبل شعوبهم ، ولأخرجوا الرجال من سجونهم المكتظة بشرفاء الكلمة والموقف والضمير.

فقد تحولوا إلى وحوش كاسرة ، أمام شعوبهم يرفعون يافطة الديمقراطية تارة ، و الديكتاتورية تارة أخرى ، متى شاؤا وأينما حلّوا ،  تحميهم جيوشهم ، ومخابراتهم ، ومباحثهم ، التي تسهر على أمنهم وسلامتهم ، وبالتالي على أمن وسلامة سياساتهم ومؤسساتهم ، لا أمن وسلامة شعوبهم ، ينفذون أوامر السحق والقتل والإذلال والسجن ، مرضاة للحكام ، الذين هم عندهم أعظم من شعوبهم المستضعفة ، ويخدعون شعوبهم ، فيتباكون على الأقصى الجريح ، ويتغنون بفلسطين وبالعروبة والإسلام ، وهم الذين يتآمرون وينسجون الخطط في ظلام الكواليس ، ضد كل قيم ومعاني التحرر والإباء والشرف والمروءة ، فهم ضباع ضارية على شعوبهم ، أرانب ضعيفة ونعاج جبانة ، مع أعداء الدين والأوطان والشعوب .

في سوريّا ، الشّباب يعذب داخل السّجون؟ حيث يربط الشاب في غرفة كالقبر، لا يزيد ارتفاعها عن أربعين سم ، وتكون بقدر جسم الإنسان طولاً، ويبقى فيها السّجين لا الأيّام والشّهور ولكن السّنين والأعوام .

 ومجزرة حماة ، التي ذبحوا فيها في ليلة واحدة ، ما يزيد عن عشرين ألفا من أبناء شعبهم ، بينهم ألوف من الأطفال والنساء ، لا زالت معالمها شاهدة ، على أيدي الجيش السوري المغوار ، الذي دمر ما يزيد عن المائة مسجد في مدينة حماة ، وهو العاجز من تحرير شبر واحد من أرض الجولان المحتلة ، أو من لواء الإسكندرونة السوري الذي ضمته تركيا إليها .

كما أن الجيش السوري مع قادته ، أثبتوا أنهم أبطال مغاوير على الفلسطينيين في مذابحهم ، التي ارتكبوها في تل الزعتر .

و في اليمن ، الجيش اليمني يخرج بكل آلته العسكرية ، ليقتل أكثر من عشرين متظاهرا في يوم واحد ، لأنهم أعلنوا عن رفضهم لارتفاع الأسعار ، وسجونه تعج بآلاف من السجناء السياسيين ، والبحر الأحمر وميناء عدن محط للعتاد العسكري الأمريكي ( قواعد حربية على غاية من الأهمية العسكرية والإستراتيجية ) .

في السودان المخطط الأمريكي الإسرائيلي يعمل على تقسيمه إلى كانتونات متصارعة ، بقيادة وتخطيط الموساد الإسرائيلي ، وتعتبر الحركة الشعبية لتحرير السودان هي الأداة الأقوى في عملية هدم المجتمع السوداني وتفتيته ، حيث الدعوة إلى تقسيم السودان بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي ، كذلك ما يجري في دارفور وما يظهر بين الفينة والأخرى من توتر ومنازعات بين مصر والسودان على الحدود .

و في مصر ، على الحدود المصرية الفلسطينية ، ومنذ أن استلمت القوات المصرية الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر من إسرائيل ، قُتل سبعة أشخاص على الحدود ( في شهر واحد ) من الشباب الراغب في نصرة القضية الفلسطينية ، ليؤدي الجيش المصري أمانة الوفاء والالتزام ، الذي قطعها على نفسه ، حاميا للحدود ، وحارسا لأمن إسرائيل ، وهو الجيش الذي خرج بكامل آلته الحربية ، ليستبسل في قتل وقمع المحتجين والمتظاهرين المصريين .

الحكومة المصرية تعلم بأن ميناء إيلات الصهيوني مقام على أراضي مصرية ،

وهي قريـة "أم الرش راش" والتي كانت تعرف أيضاً ، تحت اسم قرية "الحجاج" حيث كان الحجاج المصريون يستخدمونها كمحطة للاستراحة ، وهم في طريقهم إلى الجزيرة العربية لتأدية فريضة الحج .

 ليس هذا وحسب ، بل أن مناطق مصرية شاسعة تم احتلالها من قبل الجيش الصهيوني عام 1949 ، وأصبحت جزءاً من صحراء النقب ، وأن اتفاق كامب ديفيد ما هو إلا كذب وتضليل وخداع  .

 وفي مصر أيضا ، تسعى إسرائيل جاهدة لشراء المساكن والمحلات التي تحيط بأضرحة حاخاماتهم ، التي حولوها إلى مزارات مقدسة عندهم بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل بأسعار مغرية جدا .

والشعب المصري شأنه شأن باقي الشعوب العربية والإسلامية ، يعاني الفقر والبطالة والجهل والأمية ، والتخلف في ميادين كثيرة ، وعشرات الألوف من السكان ، ومن جيوش الخريجين الجامعيين و العاطلين عن العمل ، ينامون في الطرقات والمقابر وعلى أسطح المنازل ، أو في بيوت آيلة إلى السقوط فوق رؤوسهم ، كما حدث بعشرات وربما مئات البيوت التي شاهدنا وسمعنا عنها من خلال وسائل الإعلام ، كيف تتهدم فوق رؤوس ساكنيها ، من الأطفال والنساء والشيوخ المساكين ، الذين لا يملكون حولا ولا قوة ، والشعب المصري ذاق المر ، على أيدي سماسرة السياسة ومصاصي الدماء .

 من التجار المصريين من  يستورد من الإسرائيليين الأطعمة الفاسدة والبضائع المسممة والضحية هو المواطن المصري المغلوب على أمره .

انظروا إلى الحزب الوطني الحاكم في مصر ، ماذا فعل بحق أبناء شعبه ، في مهزلة الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة ، في أواخر 2005 م ؟ لقد ضرب طوقا حديديا من رجال أمنه ، حول الكثير من المقرات الانتخابية ، ليمنع وصول الأصوات الشريفة ، وسمح فقط بدخول من يحمل البطاقة العضوية للحزب الحاكم من أجل أن يؤثر في نتيجة الانتخابات ، واعتدى بالضرب على المرشحين الإسلاميين ، وعلى المراقبين ، وعلى القُضاة ، وقتل وجرح حوالي ( 600  ) من المصريين ، وألقوا على الجموع المحتشدة الرصاص ، وقنابل الغازات المسيلة للدموع ، واعتدوا بالضرب وبالأسلحة البيضاء وبالعصي على النساء والأطفال والشيوخ ، وقد رأينا منهم الكثير من المصابين على شاشات التلفاز ، وتلاعبوا في نتائج الانتخابات .

 مرشحون فائزون ومحسوبون على التيار الديني أو الإخوان المسلمين ، تعلن لجنة الانتخابات فوزهم ، وبعد ساعات تعلن اللجنة سقوطهم ، وفوز مرشحين عن الحزب الحاكم بدلا منهم !! .

مشكلة أطفال الشوارع الذين ينامون في الطرقات ، فقد بلغ عددهم وفق إحصائية ( 70 ) ألف طفل وطفلة ، ووفق إحصائية أخرى ( 250 ) ألف فماذا فعلت لهم الحكومة المصرية ، وماذا قدمت لهم الجمعيات الخيرية التي وصل عددها إلى ( 16 ) ألف جمعية مصرية !! ؟

المخابرات الإسرائيلية في مصر تعمل ما يروق لها ، من عمليات إسقاط أمني ، وقد سمعنا عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام ، وعن عدد آخر من العملاء المصريين الذين أسقطتهم المخابرات الإسرائيلية ووقعوا في أوحال الخيانة ،     فعملوا ضد دينهم وطنهم وشعبهم وأمتهم .

ويبدو الآن أن مصر هي المخطط الخامس للدولة الصهيونية العالمية ، لذلك فهي تقوم بزرع الفتن ، وعمل المؤتمرات للعملاء من دعاة سلخ مصر عن عروبتها

وهل سمعتم أو قرأتم ما كتب بعض الكتاب والمساجين ، عمّا ذاقوه في سجون مصر ، وكيف وصل الحال ببعض المساجين إلى الجنون؟.

وفي فلسطين كان قادة النظام الفاسد من سلطة أوسلو يتباهون بتقاريرهم الرسمية ، بأنهم أفشلوا العشرات من عمليات المقاومة المسلحة على الحدود ضد إسرائيل ، وأنهم ضبطوا صواريخ وعبوات ومنصات إطلاق للصواريخ وسيارات وذخيرة ، وهم العاجزين عن سطر عوراتهم المفضوحة أمام شعبهم ، خططوا لجمع سلاح المقاومة لكسر البندقية والإرادة أمام المطامع الإسرائيلية ، في الوقت الذي لا زالت فيه قوات الاحتلال تقتحم وتجتاح عدة مدن وبلدات في الضفة الغربية، وتعتقل العشرات من أبناء شعبنا ، وتمارس عمليات التصفية والقتل للكوادر والقادة الفلسطينيين ، وتنشر المدفعية على حدود قطاع غزة تحت قصف الطائرات .

وفي الأردن وفي لبنان ماذا فعلت الجيوش بالفلسطينيين : مقاتلين وأطفال وشيوخ ونساء ؟ لقد قتلوا وشردوا عشرات الألوف . وفي لبنان يعيش الفلسطيني في معسكرات البؤس والشتات ، غريبا مضطهدا محروما من أبسط حقوقه الآدمية ، وقد فرضوا عليه ، حرب الإبادة التي كان أقطابها الميليشيات المارونية والقوات السورية وحركة أمل الشيعية .

صورة واحدة فقط من الأردن لما يمارسه أفراد المخابرات مع سجين هناك: جرّدوه من ثيابه ، ثمّ ألقي أرضاً ، وقام ضابط من ضبّاط المخابرات الأردنية  وبعد أن ألقي أرضاً وهو مجرد من ثيابه ، قام ضابط منهم وخلع ثيابه من جهة عورته ، ثمّ جعل يدير ذكره على لحية الشّاب ورأسه وهو يقول مستهزئاً: دعنا يا شيخنا نتبرّك منك.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها ، قررت شخصيات من الوسط التجاري والأكاديمي العربي ، العمل على افتتاح أول جامعة عربية في كيان صهيون ، وذلك في شهر أكتوبر من العام 2005 . منهم ماهر الحوراني : مدير جامعة عمان الأهلية ، بالإضافة إلى امتلاكه لأضخم مجمع تجاري في الأردن ، والذي يشتمل على فندق "هوليدي إن" ، ومصنع لمنتجات الحليب ، وآخر لإنتاج الأدوية . والأخوان ، عنان ونزار دراوشة ، وهما يديران مجموعة "نيو ميدل إيست" التجارية بالإضافة لتمثيلهما لشركة "رويال جوردنيان الإسرائيلية " والتي تصدر منتجاتها للدول العربية عن طريق الأردن . 

المخابرات الأمريكية والإسرائيلية تعمل بكل ثقلها على رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد ، وضرب جميع قوى المقاومة والصمود ، فحزب الله ومعه الفلسطينيون في لبنان مستهدفون من أجل توفير الحدود الآمنة لإسرائيل .

في ليبيا اسألوا السكان والمقيمين هناك ، كيف كان نظام القذافي يعلق على أعواد المشانق شرفاء الرأي . وكيف طرد النظام الليبي الألوف من الفلسطينيين وتركهم على الحدود المصرية الليبية تحت العراء بينهم الأطفال والنساء دون مأوى ولا غطاء ، هذا النظام الذي ينبطح اليوم مستسلما للإملاءات الأمريكية ، محاولا كسب ود وعطف قادة أمريكا وحلفائها .

وفي قطر أكبر قاعدة أمريكية في العالم فمن تستهدف يا تُرى ؟ بل إنها تفتخر بأنها تستضيف على أراضيها اكبر قاعدة عسكرية أمريكية ، وهي تعلن على الملا بأنها بصدد توطيد العلاقات مع إسرائيل ورفع درجة التمثيل الدبلوماسي بين الدولتين . والصحافة الإسرائيلية ( يديعوت  احرونوت) تعلن عن اتصالات متقدمة بين إسرائيل وقطر لرفع مستوى العلاقات ، وذلك نقلا عن أوساط رفيعة المستوى في القدس .

الكويت أصبحت محمية أمريكية ، وحدث عنها بما شئت ولا حرج .

في العراق ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية ، أن شركات اسرائلية ساهمت في عملية تمويل نشاطات المخابرات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي  في شمال الصحراء العراقية منذ عام ونصف ( من تاريخه ) ، وهذه النشاطات تختص بتدريب الأكراد تدريبا عسكريا ، وإنشاء جيش كردي ، وتدريبهم على عمليات المطاردة والحراسة ، والتفتيش وتلقي المعلومات ، وتحليلها .( انتهى كلام الصحيفة ) .

الموساد الإسرائيلي قتل 550 عالماً و أستاذاً جامعياً ، حتى بداية عام( 2006 ) فلقد أكد تقرير أمريكي أن جهاز الاستخبارات الخارجية الصهيوني "الموساد" و بالاشتراك مع القوات الأمريكية في العراق ، تمكن حتى الآن من قتل 350 عالماً عراقيا ، وأكثر من 200 أستاذ جامعي في التخصصات العلمية المختلفة.

وجاء في تقرير أعدته الخارجية الأمريكية ورفعته للرئيس الأمريكي جورج بوش أن وحدات الموساد والكوماندوز (الإسرائيلية) تعمل في الأراضي العراقية منذ أكثر من عام ، وأن هذه الوحدات تعمل خصيصا لقتل العلماء العراقيين وتصفيتهم.

الموساد الصهيوني كان يرى أن بقاء هؤلاء العلماء أحياء يمثل خطرا على أمن الكيان الصهيوني في المستقبل ، وأكد التقرير أن الموساد رأى أن الخيار الأمثل للتعامل مع هؤلاء العلماء هو تصفيتهم جسديا ، وأن أفضل الخيارات المطروحة لتصفيتهم هو في ظل انتشار أعمال العنف الراهنة في العراق.

وأشار التقرير الأمريكي إلى أن "البنتاجون" كان قد أبدي اقتناعه بوجهة نظر تقرير المخابرات الصهيونية ، وأنه لهذا الغرض تقرر قيام وحدات من الكوماندوز الصهيونية بمساندة القوات الأمريكية بهذه المهمة.( انتهى التقرير ) 

رئيس القوات الأمريكية في العراق يصرح بأن إبادة الآلاف من العراقيين لا يعادل مقتل جندي أمريكي واحد . فهل نحن في نظرهم من البشر وهم الذين يدَّعون أنهم الساهرون على حقوق الإنسان في العالم .

لذلك فهم يستخدمون كل وسائل الإبادة والقهر والذل ، الفسفور الأبيض واليورانيوم المخضب والنبالم والقنابل الانشطارية ضد العراقيين في مدن الفلوجه والقائم وغيرهما ، لتمثل أبشع وأحقر أشكال السقوط الأخلاقي ، من دعاة حقوق الإنسان المزيفين وأنصار الحرية الكاذبين .

ومن مقال للكاتب علي التميمي بعنوان ( صولاغو عذره أقبح من جريمته ) جاء فيه :

ولا يخفى على أحد ما يجري  من تطهير طائفي واضح على أيدي ما يسمى

بقوات بدر والصدريين في منطقة الشعب القريبة من ( مدينة الصدر  حيث خلال أشهر قليلة تم اغتيال ما يقارب من مائة سني بين مصلي وإمام مسجد ومثقف وغيرهم ، وكذلك قامت باعتقالات موسعة في هذه المنطقة باسم الداخلية !

وبتعذيبهم الوحشي ( دريل مع كوسرة مع مواد كيماوية وحرق وكهرباء ) ثم قتلهم ، وهذه الحالات تكررت على أيدي هذه القوات في منطقة الإسكان والحرية والشعلة والمدائن والزعفرانية وحي أور والنعيرية والأمين والبلديات والمشتل والغزالية والعامرية وغيرها من المناطق .

ودخلت منظمات يهودية كثيرة للعمل ضد العراقيين كمنظمة دلتا ولها مكاتب في أماكن متعددة ، واستعملت قوات بدر لغرض تصفية أهل السنة . ففي ملجأ الجادرية أُعلن رسميا عن تعذيب 176 منهم والذي يقوم بهذه المهمات هم عناصر فيلق بدر المدعوم من إيران ومعهم قوات صدر ، حيث لا يوجد في طهران مسجد واحد لأهل السنة ، ومعابد اليهود متوافرة هناك .

إن فضيحة ملجأ الجادرية ليست الأولى من نوعها ، في اعتقال وتعذيب أهل السنة في العراق ، وإنما بدأ هذا المسلسل الإجرامي مباشرة بعد احتلال العراق وسقوط النظام ، من خلال اغتيال كل سني من أصل شيعي بعد صدور فتاوى بذلك من المرجعيات الشيعية .

ثم هل يعقل أن المحتل يرسل خمسين مدرعة ودبابة للبحث عن صبي مفقود؟!  وبالصدفة يعثرون على ملجأ في الجادرية عبارة عن قبو تابع للداخلية فيه مئات المعتقلين السنة ، وقد نُكِّل بهم أشد أنواع العذاب بآلات التثقيب والكهرباء ، جثث معبأة بأكياس ، وأعضاء مقطعة ، وهياكل لأناس سُلِخ جلدهم وأمور حتى فاقت هولاكو زمانه .

أن معظم الأماكن الخفية والسرية التي يُعَذّب فيها أهل السنة على يد الصفويين من أهل الغدر وأتباع الصدر !! هي في الحسينيات التي لا يصلون فيها ، فعلى سبيل المثال حسينية محسن الحكيم ، في منطقة الأمين ، وكر إجرامي لعمليات تعذيب السنة ، وهنالك من الحوادث والأدلة القاطعة تدل على أن ما يسمون أنفسهم بجيش المهدي متورطين بذلك ، وهي أن خمسة عشر سنيا اختطفوا من منطقة حي أور القريبة على مدينة الصدر ، واقتادوهم إلى حسينية المصطفى في نفس المنطقة ، واستنجد ذويهم بالحرس الوطني ، وعثروا عليهم بداخل الحسينية وهم بحالة يرثى لها من التعذيب والبشاعة ، وما كان من أتباع الصدر إلا أن طوقوا المكان واحتجزوا عناصر الحرس واعتبروهم أسرى لماذا ؟ لأنهم كشفوا هذا المكان السري ، واستنجد هؤلاء الحرس بوزير الدفاع والداخلية ، ولم يفرج عنهم إلا بعد أن تدخل زعيمهم مقتدى ، الذي طبعا هو مأمور من قبل إيران كذلك ولكل منهم دوره في كل مرحلة .( انتهى الاقتباس )

الجيوش العربية والإسلامية تجتمع من أجل تحقيق الأهداف الأمريكية .

على أرض الكويت وكانت حاضرة وفاعلة بامتياز، ولكن هذه الجيوش أعجز من أن تدافع عن جنود مصريين يقتلون على أيدي القوات الإسرائيلية على الحدود المصرية الفلسطينية قرب مدينة رفح ، كما أنها أعجز ما تكون عندما تسمع عن مذابح الفلسطينيين في جنين ورفح ودير ياسين وجباليا ، وأفشل ما تكون عن تقديم المساعدة للشعب السوداني واللبناني والعراقي والكشميري والأفغاني .

فأين هذه الجيوش من قضايا الأمة ؟

   السجون الموجودة في تلك الدول ، تمتلئ بالألوف من سجناء الضمير ، ومن الوطنيين الشرفاء ، تكتظ بهم السجون، ويُعاملون أسوأ معاملة .

تُنتهك حرمات الأمة ، ويُعتدى على مقدساتها ، وتُقتل الأطفال والنساء، ، فكل هذا وغيره لا يستدعي موقفاً من هذه الجيوش ولا من حكامها، ولكن لو تجرأ أحد أو أي جهة على مهاجمة النظام الحاكم أو انتقاده ، فإن هذه الجيوش ومعها جميع مؤسسات الحكومة تعلن استنفارها وعداءها ، وتسحب سفيرها ، وربما تحركت الجيوش  واستعدت للقتال .

أما أن يُباد شعب بكامله فهذا أمر فيه نظر، يجب على الحكومات إظهار المرونة بعقل متفتح وصدر منشرح . 

انظر وتأمل كيف تُحدد المواقف في دول النظام العربي والإسلامي ، وعلى أي أساس تُعلن المواقف . 

الصهاينة اليهود في كل يوم يقومون بمجازر ضد أهالينا وأبنائنا في فلسطين ، ينتهكون الحرمات ، ويدنسون المقدسات ، ويعتدون على المسجد الأقصى ، يبنون الجدار اللاواقي ، ويصادرون الأراضي ، ويشيدون المستوطنات ، حتى ابتلعوا أكثر من نصف الضفة الغربية ، يغتالون ويقتلون ، يعتقلون ويحاصرون ، ويفعلون كل ما يحلو لهم ، وما تملي عليهم برتوكولاتهم وكتبهم الصهيونية، ومن دون أن يحسبوا لهذه الجيوش أدنى حساب ! 

فما هي ردة فعل هذه الجيوش المغوارة ، التي لا تزيد عن استنكار وشجب وأسف ، يقولون نحن لا نريد الحرب ، نحن خيارنا هو خيار العقلاء وهو السلام ، السلام مع المغتصبين الصهاينة ، خيار استراتيجي لا محيد عنه . قضية فلسطين لا يُمكن أن تُحسم عن طريق القوة أو الحروب ، وغير ذلك من أفكار الجبن والاستسلام والضعف والعجز والخيانة .

فلمن أعدت هذه الجيوش الجرارة ؟ ومن أجل من ؟ ولماذا تُشترى هذه الأسلحة الفتاكة ـ من مقدرات الأمة ـ بمليارات الدولارات لتكدس في مخازنها إلى أن تنتهي فعاليتها ؟ من المعني والمراد إرهابه من هذه الجيوش الجرارة ؟

الجواب واضح : فهذه الجيوش لم تُعد من أجل أعداء الأمة ، وإنما من أجل قهر الشعوب وإذلالها ، من أجل إبادة أي حركة تمرد أو عصيان على سياسة النظام .

كما أن هذه الجيوش أعدت لحماية وحراسة دولة اليهود ، فهم يعملون على مدار الساعة ، موظفين ككلاب حراسة أوفياء ، يحرسون حدود دولة إسرائيل ، من أي هجوم أو عمل فدائي يقوم به المجاهدون الأحرار .

والويل كل الويل لهذه الجيوش الجبانة لو استطاع مقاتل أن يتسلل من بينهم إلى دولـة الصهاينة اليهود ، حيث ترى جميع القوى العميلة الخائنة تستنفر بكل قواها كالكلاب المسعورة ، يتوعدون ويهددون من كان سبباً في هذه الخروقات الإرهابية ، ليؤكدوا من جديد للصهاينة المغتصبين أننا لا نزال نعمل بوفاء وإخلاص على ثغور دولتكم ككلاب حراسة وصيد ، على أكمل ما يكون العمل وتكون الحراسة .

في تونس ، يسجن المرء بتهمة الانتماء للإسلام ، لأنه يصلّي في المسجد، أو لأنه أطلق لحيته ، فيؤخذ بعد عذاب لا يعلم مداه إلاّ الله ثمّ يصار به إلى السّجن ، و تبدأ معاناة أهله في الخارج ، حيث قال وزير الدّاخليّة التّونسيّ: سنتابع الإسلاميين وسنحاصرهم حتّى تضطّر نساؤهم إلى الأكل بأجسادهن .

وفي تونس أيضا يلقى الوزراء الإسرائيليين كل الحفاوة والتكريم ، ويزورون برفقة ذويهم بيوتهم القديم ، مسقط رأسهم في جزيرة جربا وغيرها ، الذين هاجروا منه إلى فلسطين ، فحيّا الله الشهامة العربية التونسية الأصيلة ، التي لا تنسى أن ملايين الشعب الفلسطيني يُعذّبون على أيدي من استقبلتهم على أرضها بشهامة وبكرم العربي الأصيل !!

البحرين تجري اتصالات رسمية سرية مع الكيان الإسرائيلي ، لفتح ممثلية إسرائيلية .

وزير الخارجية الإسرائيلي يصرح أن عشرة دول عربية مستعدة للتطبيع مع دولة إسرائيل .

في السعودية نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية ، عن صحيفة «واشنطن تايمز» أن السعودية ستنهي قريبا المقاطعة الاقتصادية ضد إسرائيل، كجزء من شروط انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية ، وتوشك السعودية على أن تكون العضو 149 في المنظمة، وتشق طريقها إلى تجارة متعددة القوميات أكثر استقرارا.( انتهى كلام الصحيفة )

أسرة آل سعود الحاكمة تنهب خيرات البلاد ، ومئات ملايين الدولارات في بنوك أمريكا والدول الغربية ، بأسماء الأميرات والأمراء ، في نفس الوقت الذي تنتشر فيه بيوت الصفيح والشعر واللبن داخل الأحياء الفقيرة والنائية في المملكة وقد هبطت الأخلاق إلى درجة غير مسبوقة ، وارتفعت وتيرة البطالة والفقر ارتفاعا متزايدا ملحوظا ، في دولة من أعظم دول العالم تصديرا للنفط ، وقواعد القوات الأمريكية جاثمة على تراب ومياه المملكة .

حاخام يهودي يصرح أنه لأول مرة ومنذ أكثر من ألف وثلاثمائة عام ، ينفخ اليهود في البوق ( يصلّي ) على أرض الجزيرة العربية .

ملك السعودية !! ، يعلن بصورة رسمية بان بلاده قررت رفع المقاطعة الاقتصادية عن إسرائيل .

المبادرة السعودية التي نصت على التطبيع الكامل والشامل مع الدولة العبرية مقابل السلام ، ماذا كان رد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون عليها ؟ كان رده مذلا : فقد أمر جيش احتلاله باجتياح الضفة الغربية، أما وزير حربه آنذاك ، بنيامين بن اليعزر ، فقد صرح بان المبادرة السعودية هي اكبر انجاز حققته الحركة الصهيونية منذ تأسيسها.

انظروا ماذا قال تركي الفيصل وصديقه كوردسمان لاسترضاء أمريكا :

أولا: صدقونا لقد جعلنا إستراتيجيتنا السياسية والعسكرية والاقتصادية والنفطية والأمنية والدينية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والتنموية والعلاقات الخارجية مرسومة بما يناسب الولايات المتحدة دون أي اعتبار لمصالح الشعب.

ثانيا: أن آل سعود والمشايخ الرسميين والمسئولين أكثر ليبرالية وحرص على إرضاء الولايات المتحدة من الشعب نفسه.

ثالثا: أن ما يقدمه آل سعود من خدمة للمصالح الأمريكية بجدارة يقومون به رغم أن التوجه العام عند الشعب السعودي هو ضد أمريكا وضد هذه الخطوات

رابعا: أن الضغط المبالغ فيه على الحكومة السعودية ، وعدم تقدير ما يقوم به آل سعود من إجراءات ، ربما يؤتي مفعولا عكسيا ، ليس لعدم رغبة آل سعود ولكن لوجود هذا التوجه الشديد عند الشعب ضد أمريكا

خامسا: أن آل سعود يجيدون خدمة أمريكا في القضايا الحساسة مثل الدين والثقافة والتعليم ، أفضل من لو تدخل الأمريكان أنفسهم في توجيه البرامج التي ينفذها آل سعود بجدارة.

وهذه ترجمة للأجزاء الرئيسية لحديث كوردسمان وتركي الفيصل

كلمة أنتوني كورد سمان لصديقه السعودي

بعد مقدمة طويلة عن واقع المنطقة والإسلام ، والتوازنات السياسية والثقافية بدأ كوردسمان يستعرض إنجازات آل سعود في خدمة أمريكا ، على الشكل التالي

التعاون العسكري :

في حرب الخليج ، حاربنا جنبا إلى جنب مع أل سعود ، أما في غزو العراق الأخير فرغم إن الحرب مرفوضة شعبيا في السعودية ، ورغم قناعة الحكومة السعودية بتداعيات سيئة للحرب ، فقد زودتنا الحكومة السعودية بمساعدات حيوية جدا ، كان لها دور أساسي في إزالة صدام حسين ، لقد فتحو أجوائهم لطائراتنا ، وجعلوا قواعدهم العسكرية تحت تصرفنا ، حتى تحولت مدينة عرعر لقاعدة أمريكية ، وبينما كانت تركيا قد طلبت 30 مليار مقابل السماح باستخدام القواعد الأمريكية هناك ، فقد كان موقف آل سعود عكس ذلك ، حيث لم يكتفوا بالسماح لنا باستخدام الأجواء والقواعد مجانا ، بل وفروا الوقود لكل قطاعاتنا العسكرية ، وبطلب منا عوضوا الأردن عن النفط الذي توقف من العراق.

وبعد الحرب ، أرسلوا قطاعات دعم ومساندة ومستشفيات ، وزودوا العراق نفسه بالبنزين والمحروقات ، إلى إن يستعيد صناعته النفطية ، وعرضت علينا شطب ديون العراق مراعاة لوضعنا ، ثم تحركت السعودية بطلب منا لإقناع جيران العراق ، والدول العربية والإسلامية ، لإرسال قوة سلام تحافظ على الأمن هناك ، وهي الآن تبذل جهدا قويا لإقناع الجامعة العربية بذلك.

أما على مستوى صفقات السلاح ، فإن أكثر من ثلثي الصفقات التي أبرمتها السعودية بعد أحداث سبتمبر كانت مع الولايات المتحدة .

الحرب على الإرهاب :

يجب أن نتذكر ، أن أمريكا هي التي ضغطت على الحكومة السعودية ، وطلبت منها دعم الجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفيتي ، عن غير إدراك منا لقدرة الإرهابيين لتوظيف مثل هذه الأحداث لصالحهم ، ولم يكتشف أي طرف منا خطورة هذا التوجه ، ولكن النظام السعودي سبقنا ، حيث طرد بن لادن من المملكة ثم ضغطوا على السودان لإخراجه.

ومنذ أحداث سبتمبر ، والسعودية تصعد من حربها على الإرهاب ، حتى دخلت هي نفسها في معركة مع الإرهاب ، مستعينة بخبرات ودعم الحكومة الأمريكية رغم أن التعاون مع الحكومة الأمريكية مسألة حساسة جدا ، من ناحية المجتمع السعودي ، ويكفيني لتقويم كفاءة الحكومة السعودية في الحرب على الإرهاب ، أن أنقل شهادة وزارة الخارجية ، على لسان السفير ج كوفر بلاك ، الذي قال: “أصنف السعودية كمثال ممتاز ، لبلد يزيد من تركيز إرادته السياسية في حرب الإرهاب ، لقد شنت الحكومة السعودية حربا شاملة وقاسية ، وغير مسبوقة ، لتتبع الإرهابيين ، وكشف خططهم وقطع تمويلهم المادي .  

ولا بد من الإشادة في هذا السياق ، بأمثلة خاصة من أهمها تشكيل هيئتين خاصتين ، بين الحكومة الأمريكية والسعودية ، الأولى لمحاربة الإرهاب  ، والثانية لمحاربة تمويل الإرهاب ، وكذلك تنظيم مؤتمر عالمي ضد الإرهاب ، في السعودية ، ودعوة أكثر من خمسين دولة له ، وقد تمخض عن هذا المؤتمر ، الدعوة لمركز عالمي تابع للأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب .

تمويل الإرهاب :

أما بخصوص تمويل الإرهاب ، فقد كانت السعودية حريصة على قطع التمويل للإرهاب ، إلى درجة أثرت على حركة المال التجارية ، وعلى كل حال يعتبر أداء السعودية ممتازا ، إذا علمنا أنهم قد قطعوا تمويل الإرهاب ، رغم أن رأسمال الخليجيين يزيد عن تريليون دولار حسب تقديرات ميريل لينش .

يجب أن نعلم أن الحكومة السعودية سبقت الكثير من الحكومات ، في حملة ضد تمويل الإرهاب ، وذلك منذ التسعينات ، ولكن نذكر قائمة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السعودية :

- منذ سبتمبر 2001 ، طلبت الحكومة من كل البنوك تجميد أموال أي شخص يرد أسمه في القوائم المقدمة من الولايات المتحدة .

- وضعت قواعد صارمة للحسابات الجديدة ، وطريقة استخدامها ، لمنع استغلالها من الإرهابيين .

- عقدت دورات لتعريف المحققين والقضاة ، بأساليب الإرهابيين  في التمويل .

- اقر مجلس الوزراء عقوبات صارمة ، على الإجراءات المالية التي قد تخدم الإرهابيين .

- تم إنشاء هيئة مشتركة خاصة للتنسيق مع الطرف الأمريكي .

- جمدت أرصدة جميع الجمعيات الخيرية ، التي لها نشاط في خارج المملكة .

- أوقفت جمع التبرعات في الأماكن العامة تماما .

- طبقت السعودية كل التوصيات الأربعين الصادرة من اجتماع مجموعة الثمانية .

- تم تصنيف القو�