عاصم والشيخ الجليل
للشاعر التركي: محمد عاكف
ترجمة: د. عبد اللطيف هريدي
أما رأيتهم وهم يقاتلون حفاةً عراة جائعين
يروحون ويغدون بين الجبهات كالأسود،
بل الأسود تشعر بالخوف من الموت،
ولكن هؤلاء وكأنى بهم الموت نفسه.
جبهات قتالهم (موزعة) على قارات تحيطها البحار
حتى البري منها أشدّ ضراوة وقسوة: فلا طريق ولا مدق.
ها أنت ترى يا أستاذي: أسهلُ مكان لعملياتهم؛
هي القوقاز الجرداء وسيناءُ القاحلة
..................
هلا نظرت إلى حرب المضيق (جناق قلعة) هل لها من مثيل
حشدت أربعة أو خمسة جيوش، بل جحافل
ووجدت طريقها إلى مرمره
لتحيط بلسان صغير من اليابس.
* * *
فقد كشفت القناع وظهر الوجه الحقيقي لهذه "المدنية العاهرة"
وميض القنابل ينبثق من كل مكمن،
فيتساقط على صدور الأسود
أما تحت الأرض فجهنم: بها مئات الألغام
كلّ لغم منها يحرق آلاف الرجال،
سماوات تنهر الموت وأرض تفجره.
كم هو رهيب هذا الرذاذ المتناثر، إنه أشلاء البشر،
هاك رأس وعين ثم عاتق وساق وذراع وذقن ويد...
كلّها تنثال إلى الوديان وسفوح الجبل وكأنها سيلُ عرم
* * *
كم أنت عظيم يا من تضحي بدمك لترفع راية التوحيد؟!!
ليس لك من مثيل إلا أسود (بدر)
............
يا شهيد يا ابن الشهيد لا تطلب مني قبرا،
فهاهو قد وقف الرسول (صلى الله عليه وسلم) يستقبلك فاتحاً ذراعيه.