حماة في خط النار
للشاعر التركي : جاهد ظريف أوغلو
حماة واحة الصبر نستروح فيها على طريق الحج
وننهل منها غذاء الروح والقلب
واحة العلم أصل زواياها وتكاياها في الأرض وفرعها في السماء
مثل واحة الفواكه ، وجنة الأشجار الملتفة
كالعين الحوراء كانت مفتحة
فإذا هي اليوم حبيسة خلف جدران من الأسلاك
والبلبل الحزين قد وقف عن شدوه
لهول الجريمة عندما رأى ما رأى
أزهقت روح سبعين ألف مسلم شهيداً
في سبعين ألف كأس من البلو
وصرخة مدوية قد صعدت
واهتز لها عرش الحق والكون
ونهرها الخالد يجري كئيباً حزيناً
نسقي الضفتين قوة من مائه العذب
سِرْ أيها النهر الخالد ولا تنِ
واروِ سبعين ألفاً من الأرواح شهيداً
ها قد تلطخت العمائم بالدِما
وتَعفرتِ اللحى البيضُ بالتراب
وكأني بمأساة كربلاء لم تنتهِ
وحماة أضحت كربلاء الدهر
من تقرّحُ شفاهَ الحسين الشهيد ، كيف أضحت دولة ؟!
وليلئم قلبي المضني فاك أيها الشهيد
قد ألجمت صوت البلابل ، وكفتْ عن طيرانها مشدوهة
بصدى تراتيلك أيها الشهيد
ويداي قد اضطربتا في حيرة
حتى أضعتُ خِنجري القصير
دعْ جسدك الطاهر يلئم جسدي أيها الشهيد