قراءة – 19- في : ( الغوطة – جرنيكا)...!
عجباً من هذا العالم .. لقد ألقى بمكيافللته في مقابر القمامة .. وتخطى بعنصريته
فضاعة كل مجرمين الحروب على مدى التاريخ .. وأصبحت النازية رمزاً له
بدل أن كانت ذريعته .. وأصبحت فاشستيته خبزاً لرعاعه وأعوانه.. وغدت
لحوم أطفال ( غوطة دمشق ) وصفة لكلابه وأذنابه ..
كل ذلك .. ولم يتساوى سكان الغوطة الشرقية دمشق ( بسكان قرية جرنيكا )
كيف يتساويان في الميزان ...؟ والشاهد واحد والمجرم اليوم لبس ثوب الشاهد
بالأمس ..... خزي وعار في الإنسانية وحضارتها ومدنيتها....
جرنيكا : قرية في اقليم الباسك الإسباني :
دمرها النازيون الفاشيست على رؤوسساكنيها أيام الحرب الأهلية الإسبانية
-1937 -
اتخذها الرسام الإسباني من أصل يهودي ( بيكاسو) موضوعاً وعنواناً للوحته
الشهيرة (جرنيكا) التي فاقت شهرتها وأهميتها وقيمتها القرية نفسها ، ولكن
هذا هو مافعل الشاهدعلى الجريمة ولازال ، وهذا ما آل إليه كلاً من المجرم
والشاهد اليوم ، حيث أصبحا أيقونة لإنسانية وعدل العالم اليوم سوية ، وهذا
ما نراه من موقفهما بذات الحال وبذات الميزان ، أمام الجريمة العصرية
التي يرتكبها نفس أولئك الذين كانوا شهوداً على جرنيكا ، ولكن المكان
أصبح اسمه ( الغوطة الشرقية – دمشق - 2018) والتدمير فاق كل مشهد عبر
التاريخوالجريمة بكل وقائعها البشعة وهول مصابها ، فاق مشهد جرنيكا
بدرجاتالسادية الرعناء بمئات من أوصاف الحقد والعنصرية ، والضحايا
من الأطفال والنساء والشيوخ بعددها تعدى الآلاف ، والتدمير الهمجي ، طال
مدناً وليس قرية واحدة ، وآلات وأسلحة القتل والهتك حضرت بأحدثها وأفتكها
، ولازال المشهد جارياً على مدار الساعة ....!!!!
ولكن ... أين الشاهد ..؟ وأين الرسام ..؟
إن من صنع وأخرج لوحة جرنيكا العالمية بالأمس ، هم بشخوصهم الآن
يصنعون ويخرجون ( مشهد الغوطة الشرقية – دمشق ) بكل وحشيتها ..!
واللوحة لازالت على أرض الجريمة ، ورسامها لازال شاخصاً مختالاً
في سدة فاشستيته ، والعرض والمتحف ، عالم غريق بخواره الشنيع ...!
هناك فرق.. لون جرنيكا الأسود والأبيض والأزرق ...
وهنا ...لون (الغوطة الشرقية – دمشق ) كل ألوان
أعلام دول الفيتو :
روسيا – أمريكا – الصين – فرنسا – بريطانيا–
والشاهد : رب العالمين القوي المتين الذي لايعرفه أحد –
سوى ( أطفال لوحة الغوطة الشرقية - دمشق) ...!!!
وسوم: العدد 762